ثورة النساء في عدن: صوت الحق يعلو في وجه الإهمال
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
الجديد برس| بقلم- د. آيات النعماني|
في مدينة عدن، حيث تتشابك الحرارة مع الأزمات اليومية، وحيث الشوارع تعج بالمارة وسط انقطاع دائم للكهرباء، لم تكن أصوات أبواق السيارات هذه المرة هي الأعلى، بل هتافات نساء قررن أن يكسرن حاجز الصمت. خرجت النساء من منازلهن، يحملن في قلوبهن سنوات من الضجر والمعاناة، وأيديهن ترفع لافتات تفيض بالمطالب: “نريد كهرباء لا تنطفئ”، “نريد حياة كريمة”، “نريد تعليمًا لأطفالنا”، و”نريد خدمات صحية تحترم إنسانيتنا”.
تعاني الأسر في عدن من انقطاع متواصل للكهرباء، وتدهور في النظام التعليمي، وضعف في الخدمات الصحية، ما دفع هؤلاء النساء إلى اتخاذ موقف موحّد، يطالبن فيه بحياة كريمة، مؤكدات أنهن لا يقللن عن نساء العالم في شيء، وأن لهن الحق في العيش بكرامة.
لطالما كان للنساء دور نضالي بارز في مواجهة الفساد، واليوم يتجلى ذلك الدور بأبهى صورة في عدن. قررت النساء أن لا يخضعن للظروف أو الصمت، بل أن يقفن في موقف مشرف يطالبن فيه بحقوقهن الأساسية. شعارهن كان: “جئنا لأجل ما تبقى من عدن”. تركن أطفالهن في منازل بلا كهرباء ليحملن رسالة للعالم بأنهن محرومات من أبسط حقوقهن.
النساء المشاركات في التظاهرة تحدثن عن واقع مأساوي تعيشه المدينة، حيث يصل انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 20 ساعة يوميًا، ما يؤثر على الصحة النفسية والجسدية لأطفالهن وأسرهن. ومع ذلك، لم تقتصر مطالبهن على الكهرباء فقط؛ فقد أشرن أيضًا إلى أزمات أخرى كضعف وصول المياه، تأخير الرواتب، وغياب فرص العمل.
ما ميز هذه التظاهرة هو مشهد النساء من مختلف الأعمار، صغيرات وكبيرات، متحدات على قلب واحد. كان المشمعة والفانوس رمزًا لهذه المرحلة العصيبة، حيث رافقتا النساء في احتجاجهن، تمامًا كما رافقتاهن في ظلام لياليهن. ورغم القمع والاعتقالات التي تعرض لها الرجال في مظاهرات سابقة، جاءت النساء ليقلن كلمتهن، معلنات رفضهن لوضع بات لا يُحتمل.
في عدن، الثورات ليست دائمًا بالسلاح؛ بل بصوت النساء المطالبات بحياة كريمة. إن “ثورة النساء” تذكير بأن التغيير يبدأ من الأمهات، من ربات البيوت، من المعلمات، من القائدات، ومن كل امرأة تؤمن بأن لها صوتًا يجب أن يُسمع.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی عدن
إقرأ أيضاً:
رئيسة وزراء الدنمارك: نريد الضغط على "إسرائيل" وفرض عقوبات عليها
كوبنهاجن - صفا
أكدت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، يوم السبت، أن بلادها تريد الاستفادة من تسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي للضغط على "إسرائيل" وفرض عقوبات عليها، معتبرة أن الوضع في قطاع غزة "مقزز وكارثي".
وقالت فريدريكسن في تصريحات صحفية إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أصبح مشكلة بحد ذاته".
وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية ذهبت بعيدا في حربها على غزة"، في إشارة لإقرار المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" في 8 أغسطس/ آب الجاري، خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
وانتقدت رئيسة وزراء الدنمارك الوضع الإنساني في غزة ووصفته بأنه "مقزز وكارثي للغاية".