الجديد برس| بقلم- د. آيات النعماني|

في مدينة عدن، حيث تتشابك الحرارة مع الأزمات اليومية، وحيث الشوارع تعج بالمارة وسط انقطاع دائم للكهرباء، لم تكن أصوات أبواق السيارات هذه المرة هي الأعلى، بل هتافات نساء قررن أن يكسرن حاجز الصمت. خرجت النساء من منازلهن، يحملن في قلوبهن سنوات من الضجر والمعاناة، وأيديهن ترفع لافتات تفيض بالمطالب: “نريد كهرباء لا تنطفئ”، “نريد حياة كريمة”، “نريد تعليمًا لأطفالنا”، و”نريد خدمات صحية تحترم إنسانيتنا”.

تعاني الأسر في عدن من انقطاع متواصل للكهرباء، وتدهور في النظام التعليمي، وضعف في الخدمات الصحية، ما دفع هؤلاء النساء إلى اتخاذ موقف موحّد، يطالبن فيه بحياة كريمة، مؤكدات أنهن لا يقللن عن نساء العالم في شيء، وأن لهن الحق في العيش بكرامة.

لطالما كان للنساء دور نضالي بارز في مواجهة الفساد، واليوم يتجلى ذلك الدور بأبهى صورة في عدن. قررت النساء أن لا يخضعن للظروف أو الصمت، بل أن يقفن في موقف مشرف يطالبن فيه بحقوقهن الأساسية. شعارهن كان: “جئنا لأجل ما تبقى من عدن”. تركن أطفالهن في منازل بلا كهرباء ليحملن رسالة للعالم بأنهن محرومات من أبسط حقوقهن.

النساء المشاركات في التظاهرة تحدثن عن واقع مأساوي تعيشه المدينة، حيث يصل انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 20 ساعة يوميًا، ما يؤثر على الصحة النفسية والجسدية لأطفالهن وأسرهن. ومع ذلك، لم تقتصر مطالبهن على الكهرباء فقط؛ فقد أشرن أيضًا إلى أزمات أخرى كضعف وصول المياه، تأخير الرواتب، وغياب فرص العمل.

ما ميز هذه التظاهرة هو مشهد النساء من مختلف الأعمار، صغيرات وكبيرات، متحدات على قلب واحد. كان المشمعة والفانوس رمزًا لهذه المرحلة العصيبة، حيث رافقتا النساء في احتجاجهن، تمامًا كما رافقتاهن في ظلام لياليهن. ورغم القمع والاعتقالات التي تعرض لها الرجال في مظاهرات سابقة، جاءت النساء ليقلن كلمتهن، معلنات رفضهن لوضع بات لا يُحتمل.

في عدن، الثورات ليست دائمًا بالسلاح؛ بل بصوت النساء المطالبات بحياة كريمة. إن “ثورة النساء” تذكير بأن التغيير يبدأ من الأمهات، من ربات البيوت، من المعلمات، من القائدات، ومن كل امرأة تؤمن بأن لها صوتًا يجب أن يُسمع.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی عدن

إقرأ أيضاً:

مفوض بالاتحاد الأوروبي: لا نريد الطاقة الروسية حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا

الاقتصاد نيوز - متابعة

قال دان يونسن مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إن الاتحاد لا ينوي استئناف وارداته من الطاقة الروسية بعد التوصل لأي اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا.

وأضاف للصحفيين خلال اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي في وارسو "الاتحاد الأوروبي واضح تماما، لا نرغب في الحصول على الطاقة من روسيا مستقبلا. لا نرغب في ذلك الآن، ولن نرغب فيه بعد السلام".

يشار إلى أن المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، ستقدم خطة مفصلة الشهر المقبل. وسوف تسعى لحظر عقود الغاز الجديدة مع روسيا بحلول نهاية العام الجاري وإلغاء تدريجيا العقود الحالية التي مازالت مستخدمة في التكتل بحلول نهاية 2027.

ولا تزال نحو 19% من إمدادات الغاز إلى أوروبا تأتي من روسيا عبر خط أنابيب "ترك ستريم" وشحنات الغاز المسال، ولدى الاتحاد الأوروبي خطة غير ملزمة للتخلص من واردات الوقود الروسي بحلول عام 2027.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، إن المفوضية تدرس خيارات قانونية تسمح للشركات الأوروبية باستغلال حالة "القوة القاهرة" وفسخ عقودها لشراء الغاز الروسي دون التعرض لعقوبات، بالإضافة إلى إجراءات لمنع الشركات من إبرام عقود جديدة لاستيراد الغاز الروسي.

وفي سياق متصل انتقد رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، الأسبوع الماضي، خطة طرحها الاتحاد الأوروبي لوقف واردات الغاز الطبيعي الروسي بحلول نهاية 2027 لحرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العائدات التي تساعد في تمويل الحرب في أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء فيكو إن الخطة "غير مقبولة على الإطلاق " لسلوفاكيا. وأضاف أن حكومته مستعدة لرفضها وأن كل الممثلين السلوفاكيين الضالعين في المفاوضات على مستوى الاتحاد الأوروبي سوف يوقفونها.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • «الحق من بدري».. مواعيد حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى 2025
  • مفوض بالاتحاد الأوروبي: لا نريد الطاقة الروسية حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا
  • نكبة الصمت
  • الكرملين: نريد مفاوضات جدية لسلام طويل الأمد
  • استدعاء فهد بن جعموم إلى نيابة الصحافة بعد شكاوى مشاركات في “ثورة النسوان” بعدن
  • مصطفى :نريد إنهاء معاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة والبدء بعملية الإعمار
  • حملة إعلامية تهز جدار الصمت حول صحة نساء الريف
  • على أرصفة النكران وأسوار الصمت
  • مطالبات بمقاضاة أنصار الإنتقالي بسبب اساءتهم لنساء وحرائر عدن.. بن بريك يعلق على ''ثورة النساء''
  • عون الى الكويت: لا نريد أي صراع عسكري بمسألة حصر السلاح