ميغيل أنخيل موراتينوس دبلوماسي إسباني يحارب الإسلاموفوبيا باسم الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
ميغيل أنخيل موراتينوس، دبلوماسي وسياسي إسباني وُلد عام 1951 في مدريد، وفيها تلقى مراحل تعليمه إلى أن تخرج في القانون والعلوم السياسية، ثم تخصص في العلاقات الدولية.
بدأ مسيرته الدبلوماسية عام 1977، وتدرج في مناصب عديدة في الشرق الأوسط وأوروبا، وأسهم في جهود السلام في المنطقة. تولى منصب وزير الخارجية الإسباني، وشغل مناصب دولية مرموقة، أبرزها الممثل السامي لدى تحالف الحضارات، وهي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، وتعمل على تشجيع الحوار بين الحضارات والأديان، ونشر قيم التسامح والعمل المتشارك، ثم عُين عام 2025 مبعوثا خاصا للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا.
وُلد ميغيل أنخيل موراتينوس كويابي يوم 8 يونيو/حزيران 1951 في العاصمة الإسبانية مدريد، في عائلة من الطبقة المتوسطة تنحدر من منطقة الأندلس ذاتية الحكم. وهو متزوج من الفرنسية دومينيك مونياك، ولهما 3 أبناء.
الدراسة والتكوين العلميتلقى موراتينوس تعليمه في مدرسة فرنسية بمدريد، ثم التحق بجامعة كمبلوتنسي وحصل على البكالوريوس في القانون والعلوم السياسية، وواصل دراسته في مجال الدراسات الدولية في المدرسة الدبلوماسية الإسبانية.
إضافة إلى لغته الأم (الإسبانية) يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وله معرفة جيدة باللغات الروسية والصربية والكرواتية.
التحق موراتينوس بالسلك الدبلوماسي الإسباني في مارس/آذار1977، في فترة انتقال إسبانيا نحو الديمقراطية، وأصبح رئيس قسم التنسيق الخاص بأوروبا الشرقية حتى عام 1980.
إعلانوفي أواخر عام 1980، عُين سكرتيرا أول في السفارة الإسبانية في يوغسلافيا، وظل هناك حتى عام 1984، وتولى في السنوات الثلاث الأخيرة من مهمته منصب القائم بالأعمال.
انتقل موراتينوس بعد ذلك إلى المغرب، وعمل بين عامي 1984 و1987 مستشارا سياسيا بسفارة بلاده في الرباط. وبحكم اهتمامه بقضايا منطقة البحر الأبيض المتوسط، عُين نائبا للمدير العام لشؤون شمال أفريقيا بالخارجية الإسبانية حتى عام 1991.
وفي العام نفسه، وتقديرا لعمله المتميز في تعزيز العلاقات مع الدول العربية، تولى إدارة معهد التعاون مع العالم العربي ثلاثة أعوام.
وفي فترة حكومة الرئيس فيليبي غونزاليس، شغل موراتينوس منصب المدير العام لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، وساهم في تنظيم مؤتمر مدريد التاريخي للسلام في الشرق الأوسط عام 1992.
بعد ذلك، عُين موراتينوس سفير لإسبانيا في إسرائيل بين يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول 1996، ونجح في تعزيز شبكة علاقات قوية مع الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي أواخر عام 1996 عينه الاتحاد الأوروبي ممثلا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط حتى يونيو/حزيران 2003. وأثناء هذه الفترة سعى إلى تعزيز اتفاقيات السلام، ونفذ مبادرات باسم الاتحاد تهدف إلى دعم الحوار العربي الإسرائيلي وتحويل منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى فضاء يسوده السلام والاستقرار.
بعد سنوات من النشاط الدبلوماسي، انخرط موراتينوس في الحياة السياسية داخل إسبانيا، وانتُخب عضوا في البرلمان ضمن قوائم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، ممثلا عن دائرة قرطبة.
وفي فترة حكومة خوسيه لويس ثاباتيرو عام 2004، عُين موراتينوس وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وظل في منصبه حتى أكتوبر/تشرين الأول 2010.
إعلانوأثناء فترة توليه المنصب، ترأس مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وتولى الرئاسة الدورية لكل من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس الاتحاد الأوروبي.
كما ساهم موراتينوس في إنشاء وإطلاق تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ودعم مجموعة أصدقاء إصلاح الأمم المتحدة، وأسهم في وضع برامج مبتكرة في مجالات التنمية والرعاية الصحية وتمكين المرأة ضمن المنظومة الأممية.
وشجع موراتينوس على إنشاء مشروعات وصناديق جديدة تُعنى بالمياه والصرف الصحي في دول أميركا اللاتينية النامية، كما ضاعف مخصصات المساعدات الإنمائية المقدمة من إسبانيا، وجعلها ذلك سادس أكبر مانح في الأمم المتحدة.
ومن منصب وزير الخارجية، عاد موراتينوس إلى النشاط البرلماني حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وترشح أثناء هذه الفترة لمنصب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وركز نشاطه على مكافحة الجوع والفقر وتعزيز الأمن الغذائي حول العالم.
في مطلع عام 2012، انضم إلى فريق التحالف العالمي للأراضي الجافة الذي يقع مقره الرئيسي في دولة قطر، وساهم في الترويج لهذه المعاهدة الدولية الخاصة بالأمن الغذائي، والتي انضمت إليها أكثر من 15 دولة حول العالم.
وبين عامي 2012 و2013، كان موراتينوس عضوا في اللجنة الاستشارية رفيعة المستوى لرئيس الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
بعد ذلك شغل موراتينوس مناصب عدة منها، الرئيس الفخري لمجلس مستشاري مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة، وكذلك مستشارا أول لشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة لمعهد الأرض بجامعة كولومبيا.
كما تولى في إسبانيا مناصب شرفية أبرزها رئاسة الشبكة الإسبانية للتنمية المستدامة، وجمعية اللقاءات الأدبية المتوسطة وجائزة ألبير كامو للقاءات الأدبية.
إعلانوفي 1 يناير/كانون الثاني 2019، عينه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ممثلا ساميا لدى تحالف الحضارات، خلفا للقطري ناصر عبد العزيز النصر.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد عمل موراتينوس على تعزيز دور تحالف الحضارات باعتباره جسرا للحوار ومنصة عالمية بارزة لتعزيز التفاهم والتعايش بين الثقافات.
أعلن غوتيريش في 7 مايو/أيار 2025 تعيين ميغيل موراتينوس مبعوثا خاصا للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا، وأكد أن المبعوث سيواصل أداء مهامه ممثلا بتحالف الحضارات جنبا إلى جنب مع مهمته الجديدة.
وقد أدان غوتيريش مرارا أعمال الكراهية والتعصب المستمرة ضد المسلمين حول العالم، محذرا من أن هذا الاتجاه المثير للقلق لا يستهدف المسلمين فحسب، بل أيضا اليهود والأقليات المسيحية وغيرهم.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت عام 2022 إعلان يوم 15 مارس/آذار من كل عام يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام، أو ما يُعرف بـ"الإسلاموفوبيا".
الجوائز والأوسمةتقديرا لإسهاماته المتميزة، مُنح موراتينوس عددا من الجوائز والأوسمة الفخرية، منها دكتوراه من جامعات سانت بطرسبرغ ومالطا وبن غوريون والقدس وتل أبيب.
وفي عام 2019، منحه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "جائزة جامعة الدول العربية" تكريما لدوره في تعزيز العلاقات العربية الإسبانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لمکافحة الإسلاموفوبیا فی الشرق الأوسط تحالف الحضارات الدول العربیة الأمم المتحدة للأمم المتحدة الأمین العام موراتینوس ع السلام فی ین عام
إقرأ أيضاً:
جوتيريش يعلن عن مبادرة الأمم المتحدة 80
أعلن أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن المنظمة تعمل على وضع خارطة طريق لتوحيد هياكلها وتبسيط عملياتها، وإعادة تنظيم برامجها وخفض تكاليفها، وتوسيع نطاق منصاتها الرقمية، لافتاً إلى أن أمانتها العامة ماضية حالياً نحو استعراض كيفية تنفيذ ولاياتها الموكلة إليها من الدول الأعضاء والبالغة حتى الآن أكثر من 3600 ولاية فريدة من نوعها.
وفي إحاطته التي قدمها للدول الأعضاء، خلال الاجتماع الخاص الذي عقدته المنظمة الدولية في مقرها الرئيسي في نيويورك مساء أمس الاثنين، حول مبادرة "الأمم المتحدة 80"، وصف الأمين العام مبادرته المعنية بإصلاح المنظمة الدولية، وذلك بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيسها، بمثابة الفرصة المهمة لتعزيز قدراتها وإمكاناتها للوفاء باحتياجات من يعتمدون عليها حول العالم.
وذكر أن هناك قرارات صعبة تنتظر المنظومة الدولية في هذه الأوقات المحفوفة بالمخاطر، التي أشار إلى أنها أيضاً مليئة بالفرص والالتزامات الجسيمة، مما يجعل من مهمة المنظمة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وأكد أن فريق المبادرة العامل المعني بهذه المسألة يعمل حالياً على وضع خارطة طريق تكفل استعراض وإصلاح المنظومة الأممية، لافتاً إلى أن مقياس نجاح المنظومة الأممية ليس في حجم تقاريرها التي تصدرها، أو عدد الاجتماعات التي تعقدها، بل في القيمة الحقيقية لعملها وأهدفها وغاياته، بما في ذلك إحداثها للفرق الإيجابي والحقيقي في حياة الناس.
وشدد الأمين العام على أن احتياجات الشعوب التي تخدمها الأمم المتحدة ، يجب أن تظل النجم الذي يرشد طريقها، مؤكداً ضرورة التزام المنظمة الدائم بمبادئها وعدم المساس بقيمها الأساسية، وضمان تعزيز ركائز عملها الثلاث، وهي السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان وبشكل متبادل، والحفاظ على التوازن الجغرافي لقوتها العاملة واستراتيجياتها المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وذوي الإعاقة.