الجزائر تدعو لسحب فوري للقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
دعت الجزائر للسحب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها المندوب الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة, توفيق العيد كودري خلال اجتماع لمجلس الأمن بنيويورك, عقب الاحاطة التي قدمها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن ليبيا.
دعا المندوب الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة,”كافة الأشقاء في ليبيا إلى الجنوح إلى الحوار كخيار وحيد لفض الخلافات, والتحلي بروح المسؤولية والوطنية العالية, وتغليب المصلحة العليا للشعب الليبي”.
وأكد كودري أن ليبيا أحوج ما تكون اليوم “للم شمل جميع أبنائها بعيدا عن منطق الانقسام والتفرقة و الدفع قدما بالمسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة نحو تحقيق الحل المنشود الذي طال أمده”.
و طالب ممثل الجزائر بضرورة الالتزام بمرافقة ليبيا للخروج من دوامة العنف من خلال “السحب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة و تمكين الليبيين من تقرير مصيرهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم, في منأى عن التجاذبات الإقليمية وصراع النفوذ والمصالح”.
وأشار الى أن ليبيا ليست “حلبة مصارعة بل بلد عريق تضرب جذوره في أعماق التاريخ” و يمتلك من المقومات ما يؤهله, في حال توافرت شروط الأمن والسلم, لأن يكون عامل توازن واستقرار, ليس فقط في منطقة شمال إفريقيا, بل في حوض البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية برمتها.
و أبرز كودري أن تحقيق العدالة في ليبيا, شأنه في ذلك شأن سائر دول العالم, يظل “مطلبا وطنيا مشروعا وحقا أصيلا لا يقبل الجدل أو المساومة, وليس حالة ظرفية تفرضها اعتبارات خارجية مؤقتة”.
وانطلاقا من هذه القناعة الراسخة, فإن الجزائر ترى أن ولاية المحكمة الجنائية الدولية بشأن الوضع في ليبيا “يجب أن تمارس في إطار مبدأ التكامل مع السلطة القضائية الوطنية, لا على أساس إقصائها أو الحلول محلها”.
وأضاف المتحدث ذاته أن تحقيق العدالة داخل الأراضي الليبية يندرج ضمن الاختصاص السيادي والقضائي الليبي, ما يستوجب تركيز الجهود على “تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات القضائية الليبية ذات الولاية الأصلية وبين المحكمة الجنائية الدولية, لضمان التحقيق في مختلف الجرائم والانتهاكات, وتأمين محاكمات عادلة وشفافة للمتهمين”.
و في هذا السياق, رحبت الجزائر بالتعاون “الإيجابي” الذي تبديه السلطات الليبية في تعاملها مع المحكمة الجنائية الدولية, وهو ما أكده المدعي العام في تقريره الأخير, داعية إلى “تسريع وتيرة التحقيقات الجارية في القضايا المعروضة على المحكمة بشأن الوضع في ليبيا, تمهيدا لإغلاقها نهائيا في أقرب الآجال الممكنة”.
و شددت الجزائر على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي, وعلى رأسه منظمة الأمم المتحدة عبر بعثتها في ليبيا, بمسؤولياته في دعم قطاع العدالة الليبي, من خلال “تكثيف برامج التدريب, ونقل المعارف والخبرات, بما يتيح لهذا القطاع أداء مهامه بفعالية باعتباره صاحب الولاية القضائية الأصلية والأصيلة”.
و أكدت الجزائر أن تحقيق العدالة وتعزيز السلطة القضائية في ليبيا لا يمكن أن “ينم عن فراغ, ولا أن يفرض من خلال الإملاءات الخارجية أو سياسات الترغيب أو الترهيب, بل هو غاية لا تنال إلا بتوفير الشروط الموضوعية الضرورية, وعلى رأسها الاستقرار السياسي والأمني والرفاه الاجتماعي”, وهي جميعها حلقات مفقودة في المشهد الليبي الراهن رغم امتلاك البلاد لكل مقومات النهضة وأسباب الطفرة الاقتصادية, وذلك “بسبب استمرار الانقسام والصراع, المدفوع بالاستقطاب الحاد والتدخلات الخارجية والذي يفاقمه التواجد العسكري الأجنبي على الأراضي الليبية معرقلا كل مسارات التسوية السياسية للأزمة الليبية”.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الجنائیة الدولیة الأمم المتحدة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تندد بإحالة «الحوثيين» موظفين أمميين محتجزين إلى المحكمة
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء استمرار احتجاز 59 من موظفي الأمم المتحدة تعسفياً، من قبل جماعة الحوثيين في اليمن، إلى جانب احتجاز العشرات من العاملين في منظمات غير حكومية، ومؤسسات مجتمع مدني، وموظفي بعثات دبلوماسية. وأدان الأمين العام، في بيان صادر عن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، إحالة موظفين أمميين من قبل جماعة الحوثيين إلى ما يسمى بـ«المحكمة الجنائية الخاصة»، معتبراً الخطوة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي. ولفت البيان إلى أن «موظفي الأمم المتحدة المحتجزين، محتجزون بمعزل عن العالم الخارجي منذ سنوات، ودون أي إجراءات قانونية أو ضمانات محاكمة عادلة». وشدد على أن «جميع موظفي المنظمة، بمن فيهم اليمنيون، يتمتعون بالحصانة من الإجراءات القانونية عن الأعمال التي يقومون بها بصفتهم الرسمية». ودعت الأمم المتحدة جماعة الحوثيين إلى إلغاء الإحالة فوراً، والعمل بحسن نية من أجل الإفراج العاجل عن جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وأفراد السلك الدبلوماسي. وجددت المنظمة الدولية التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية المحايدة والمبدئية رغم التحديات التي تواجه عملها في البلاد.