دعت الجزائر للسحب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.

وجاء ذلك في كلمة ألقاها المندوب الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة, توفيق العيد كودري خلال اجتماع لمجلس الأمن بنيويورك, عقب الاحاطة التي قدمها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن ليبيا.

دعا المندوب الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة,”كافة الأشقاء في ليبيا إلى الجنوح إلى الحوار كخيار وحيد لفض الخلافات, والتحلي بروح المسؤولية والوطنية العالية, وتغليب المصلحة العليا للشعب الليبي”.

وأكد كودري أن ليبيا أحوج ما تكون اليوم “للم شمل جميع أبنائها بعيدا عن منطق الانقسام والتفرقة و الدفع قدما بالمسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة نحو تحقيق الحل المنشود الذي طال أمده”.

و طالب ممثل الجزائر بضرورة الالتزام بمرافقة ليبيا للخروج من دوامة العنف من خلال “السحب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة و تمكين الليبيين من تقرير مصيرهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم, في منأى عن التجاذبات الإقليمية وصراع النفوذ والمصالح”.

وأشار الى أن ليبيا ليست “حلبة مصارعة بل بلد عريق تضرب جذوره في أعماق التاريخ” و يمتلك من المقومات ما يؤهله, في حال توافرت شروط الأمن والسلم, لأن يكون عامل توازن واستقرار, ليس فقط في منطقة شمال إفريقيا, بل في حوض البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية برمتها.

و أبرز كودري أن تحقيق العدالة في ليبيا, شأنه في ذلك شأن سائر دول العالم, يظل “مطلبا وطنيا مشروعا وحقا أصيلا لا يقبل الجدل أو المساومة, وليس حالة ظرفية تفرضها اعتبارات خارجية مؤقتة”.

وانطلاقا من هذه القناعة الراسخة, فإن الجزائر ترى أن ولاية المحكمة الجنائية الدولية بشأن الوضع في ليبيا “يجب أن تمارس في إطار مبدأ التكامل مع السلطة القضائية الوطنية, لا على أساس إقصائها أو الحلول محلها”.

وأضاف المتحدث ذاته أن تحقيق العدالة داخل الأراضي الليبية يندرج ضمن الاختصاص السيادي والقضائي الليبي, ما يستوجب تركيز الجهود على “تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات القضائية الليبية ذات الولاية الأصلية وبين المحكمة الجنائية الدولية, لضمان التحقيق في مختلف الجرائم والانتهاكات, وتأمين محاكمات عادلة وشفافة للمتهمين”.

و في هذا السياق, رحبت الجزائر بالتعاون “الإيجابي” الذي تبديه السلطات الليبية في تعاملها مع المحكمة الجنائية الدولية, وهو ما أكده المدعي العام في تقريره الأخير, داعية إلى “تسريع وتيرة التحقيقات الجارية في القضايا المعروضة على المحكمة بشأن الوضع في ليبيا, تمهيدا لإغلاقها نهائيا في أقرب الآجال الممكنة”.

و شددت الجزائر على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي, وعلى رأسه منظمة الأمم المتحدة عبر بعثتها في ليبيا, بمسؤولياته في دعم قطاع العدالة الليبي, من خلال “تكثيف برامج التدريب, ونقل المعارف والخبرات, بما يتيح لهذا القطاع أداء مهامه بفعالية باعتباره صاحب الولاية القضائية الأصلية والأصيلة”.

و أكدت الجزائر أن تحقيق العدالة وتعزيز السلطة القضائية في ليبيا لا يمكن أن “ينم عن فراغ, ولا أن يفرض من خلال الإملاءات الخارجية أو سياسات الترغيب أو الترهيب, بل هو غاية لا تنال إلا بتوفير الشروط الموضوعية الضرورية, وعلى رأسها الاستقرار السياسي والأمني والرفاه الاجتماعي”, وهي جميعها حلقات مفقودة في المشهد الليبي الراهن رغم امتلاك البلاد لكل مقومات النهضة وأسباب الطفرة الاقتصادية, وذلك “بسبب استمرار الانقسام والصراع, المدفوع بالاستقطاب الحاد والتدخلات الخارجية والذي يفاقمه التواجد العسكري الأجنبي على الأراضي الليبية معرقلا كل مسارات التسوية السياسية للأزمة الليبية”.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: الجنائیة الدولیة الأمم المتحدة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تدعو لوقف إطلاق النار بليبيا وتحذر من تصاعد العنف

أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الخميس، عن قلقها العميق إزاء تصاعد أعمال العنف الأخيرة في العاصمة طرابلس، مؤكدة أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار، وداعية جميع الأطراف إلى تجنب أي خطوات من شأنها تصعيد التوتر.

وشددت البعثة في بيان على ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، ودعت التشكيلات المسلحة إلى العودة الفورية إلى ثكناتها.

كما أكدت أنها تراقب عن كثب الهدنة الهشة السارية في طرابلس، والتي جاءت عقب مواجهات دامية بين جماعات مسلحة نافذة وأخرى مؤيدة للحكومة.

من جهتها، أبدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قلقها من التصعيد العسكري، محذرة من "مخاطر كبيرة" قد تؤدي إلى نزوح جماعي وتهدد المدنيين.

ودعت المنظمة إلى "وقف فوري للقتال"، مشددة على وجوب حماية السكان وفق القانون الدولي الإنساني.

وبحسب المتحدث باسم المنظمة، فإن الاشتباكات التي اندلعت منذ مساء الاثنين تسببت في حالة من الذعر في أوساط المدنيين، خاصة بعد مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، في طرابلس.

وأكد المتحدث ترحيب المنظمة بالتقارير التي تشير إلى التوصل لوقف لإطلاق النار، داعيا إلى احترامه دون شروط لحماية المدنيين وكرامتهم.

إعلان الوضع الأمني مستقر

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية أن الوضع الأمني في طرابلس "مستقر وتحت السيطرة"، مشيرة إلى أن القوات الأمنية مستمرة في أداء واجبها لتأمين النظام العام.

وأوضحت الوزارة أنها نشرت دوريات أمنية وشرطة المرور في عدة نقاط داخل العاصمة، ودعت الموظفين العموميين والمواطنين إلى العودة لأعمالهم والمساعدة في استعادة الحياة الطبيعية.

وشهدت طرابلس على مدى 3 أيام اشتباكات مسلحة في مناطق متفرقة، أبرزها صلاح الدين وأبو سليم، وسط أنباء عن احتشاد مجموعات مسلحة في محيط المدينة. وتجددت المواجهات فجر الأربعاء، مما زاد المخاوف من عودة الفوضى الأمنية.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الانقسام السياسي الحاد في ليبيا بين حكومتين متنافستين، الأولى في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في الشرق بقيادة أسامة حماد والمدعومة من البرلمان واللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وتواجه جهود الأمم المتحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عراقيل متكررة منذ عام 2022، وسط آمال بأن تسهم هذه الانتخابات -إذا نظمت- في توحيد المؤسسات الليبية وإنهاء الصراع المستمر منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو لوقف إطلاق النار بليبيا وتحذر من تصاعد العنف
  • غوتيريش يدعو إلى تحرك فوري لوقف التصعيد في العاصمة الليبية ويعرض وساطة أممية
  • الأمم المتحدة تدعو للحفاظ على الهدنة في طرابلس وتحذّر من تداعيات التصعيد العسكري
  • المحكمة الجنائية الدولية تطالب بتوقيف «أسامة نجيم» وتكشف انتهاكات خطيرة في ليبيا
  • هيومن رايتس ووتش: دور المحكمة الجنائية الدولية حاسم لتحقيق العدالة في ليبيا رغم محاولات عرقلتها
  • الأمم المتحدة تدعو لوقف الحرب على غزة
  • اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين أطراف النزاع في العاصمة الليبية طرابلس
  • الجزائر تدعو الأشقاء الليبيين إلى التحلي بروح المسؤولية وتغليب المصلحة السامية للشعب الليبي
  • الأمم المتحدة تدعو لوقف الاقتتال في العاصمة الليبية بشكل فوري