الجزيرة:
2025-07-01@18:33:37 GMT

هل يصمد قرار ترامب بكبح أسعار الأدوية في أميركا؟

تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT

هل يصمد قرار ترامب بكبح أسعار الأدوية في أميركا؟

واشنطن – في ظل مؤشرات على تراجع شعبيته وتزايد الانتقادات لأدائه الاقتصادي خلال الـ100 يوم الأولى من ولايته الثانية، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طرح ملف يلامس معاناة الأميركيين اليومية: تكاليف الأدوية والرعاية الصحية.

ورغم أن المحاولة السابقة خلال ولايته الأولى تعثّرت بسبب تحديات قانونية وأُلغيت لاحقًا، وقّع ترامب يوم الاثنين أمرًا تنفيذيًا يقضي بتحديد أسعار الأدوية في الولايات المتحدة استنادًا إلى أسعارها في الدول الأخرى.

وقال في مؤتمر صحفي "الأميركيون يدفعون أحيانًا ما بين 5 إلى 10 أضعاف ما تدفعه دول أخرى لنفس الأدوية، المصنعة في نفس المصانع"، متعهدًا بتصحيح هذا الوضع الذي وصفه بـ"غير المقبول".

وقد تباينت ردود الأفعال بين من رحّب بهذه الخطوة، باعتبارها استجابة طال انتظارها للحد من "جشع" شركات الأدوية، وبين من رأى فيها توجّهًا تنفيذيًا يفتقر إلى أدوات قانونية فاعلة. كما أعربت منظمات وشركات أدوية عن قلقها من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى اضطراب السوق أو التأثير سلبًا على مساحة البحث والابتكار في الصناعات الدوائية.

آمال المرضى

ينفق الأميركيون سنويًا على الأدوية الموصوفة أكثر من أي شعب آخر في العالم. إذ يتجاوز متوسط إنفاق الفرد في الولايات المتحدة 1564 دولارًا سنويًا، وفق بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو المعدل الأعلى بين جميع دول المنظمة.

السياسة الجديدة تستند إلى مبدأ ربط الأسعار بأقل تكلفة معتمدة في دول متقدمة (رويترز)

وتأمل "ليلى"، وهي مواطنة أميركية من ذوي الدخل المحدود، أن ينعكس القرار فعليًا على فواتير الأدوية لعائلتها، خاصة وأنها تعتمد على تغطية "ميديكيد" الصحية الحكومية. وقالت لموقع الجزيرة نت "أسمع عن الأوامر التنفيذية والوعود الانتخابية، لكن ما يشغلني هو أن أستطيع صرف أي دواء لي أو لابني دون التفكير مرتين. أنا بحاجة لأن أشعر بالتغيير في الصيدلية، لا على شاشة الأخبار".

إعلان

أما "سوزان"، وهي متقاعدة أميركية تعيش في ضواحي واشنطن، فترى أن القرار "لا يعني لها شيئًا". فهي تتناول دواءً باهظ الثمن منذ سنوات، لكنها تدفع 5 دولارات فقط شهريًا بفضل تغطيتها الصحية. وتضيف "أنا لا أثق بترامب أبدًا. هو لا يهتم فعليًا بالرعاية الصحية، بل يحاول تلميع صورته وكسب أصوات كعادته. الإصلاح يتطلب تغييرًا جذريًا في علاقة الدولة بلوبي الأدوية".

سياسات الاستيراد

يعيد القرار التنفيذي الجديد إحياء محاولة سابقة من عهد ترامب لتطبيق سياسة "الدولة الأكثر تفضيلًا"، تربط أسعار الأدوية في الولايات المتحدة بأدنى الأسعار المعتمدة في دول متقدمة. وقد طُرحت هذه السياسة لأول مرة عام 2020 كقاعدة تنظيمية، إلا أن المحاكم الفدرالية جمّدتها في أواخر ذلك العام لأسباب إجرائية، قبل أن تسحبها إدارة بايدن رسميًا في عام 2021.

وأعربت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية عن دعمها لجهود خفض الأسعار، مشيرة إلى أنها ستطور آليات تنفيذ تشمل التفاوض مع الشركات وتوسيع التوزيع المباشر. كما أعلنت إدارة الغذاء والدواء استعدادها لتسريع الموافقات على الأدوية الجنيسة.

ولمّح القرار إلى إحياء سياسات استيراد الأدوية من الخارج لتوفير بدائل أرخص للمستهلك الأميركي. لكن خبراء يرون أن هذه الآلية قد تواجه عوائق تنظيمية، لا سيما أن دولًا مثل كندا أعربت سابقًا عن رفضها أن تُستخدم كمصدر رئيس للسوق الأميركية بسبب محدودية إمداداتها الداخلية. وبغياب اتفاقات واضحة مع الدول المصدّرة، يبقى خيار الاستيراد محدود الأثر وقد لا يكون قابلًا للتنفيذ الواسع في المدى القريب.

غموض آليات التنفيذ

عبّرت منظمة "مرضى من أجل أدوية بأسعار معقولة"، وهي منظمة غير ربحية معنية بخفض الأسعار، عن ترحيبها بالقرار باعتباره اعترافًا من الإدارة بضرورة معالجة ارتفاع الأسعار الذي أثقل كاهل الأميركيين. إلا أن المنظمة، وفي مراسلة خاصة للجزيرة نت، أبدت عدة تحفظات تتعلق بصعوبة تنفيذ القرار، من أبرزها:

إعلان غياب تعريف واضح لما يُعد "تدابير صارمة" في حال عدم امتثال شركات الأدوية. غموض بشأن آليات تنفيذ فعلية من قبل وزارة الصحة. عدم توضيح كيفية دمج نموذج التوزيع المباشر مع أنظمة التأمين الحالية. عراقيل محتملة أمام استيراد الأدوية من الخارج. غموض التداخل مع برنامج "ميديكير" الحكومي لتفاوض الأسعار. ضعف موارد لجنة التجارة الفدرالية لممارسة رقابة فعالة. فجوات قانونية

وفي أول رد فعل رسمي، أصدرت رابطة شركات الأدوية الأميركية "فارما" بيانًا وصفت فيه سياسة "السعر الأكثر تفضيلًا" بأنها "إجراء خطير وغير مسؤول"، محذرة من أنه "يستورد أنظمة تسعير حكومية أجنبية ويعرّض المرضى الأميركيين لخطر فقدان الوصول إلى أدويتهم".

رابطة شركات الأدوية الأميركية تعتبر القرار تهديدًا للابتكار والاستثمار في الصناعات الدوائية (رويترز)

وأضاف البيان أن هذه السياسة "ستقوض الابتكار الطبي وتثني الشركات عن الاستثمار في الأبحاث والعلاجات الجديدة، دون ضمان خفض فعلي في الأسعار".

ويرى محللون في اقتصاد الصحة أن هذا النوع من السياسات قد يفرض أعباءً إضافية على برامج التأمين الفدرالية مثل "ميديكير" و"ميديكيد"، ما لم تُعدَّل بنية سلاسل الإمداد. كما يشيرون إلى أن الأثر الفعلي للقرار قد يبقى محدودًا ما لم يتم توفير شبكة دعم قانونية وتشريعية، تشمل تدخل الكونغرس لمنح وزارة الصحة صلاحيات موسعة أو لتعديل بعض بنود التمويل.

وتحذر جولييت كوبانسكي، نائبة مدير برنامج سياسة "ميديكير" في "مؤسسة كايزر للأسرة"، من أن القرار رغم شعبيته لدى الرأي العام، يثير تساؤلات قانونية لم يجَب عنها بعد، من أبرزها: بأي سلطة يمكن للإدارة فرض هذه الأسعار؟ وما الدول المرجعية التي ستُعتمد؟ إذ تختلف أنظمة التسعير جذريًا بين دول مثل كندا وألمانيا -حيث تتدخل الدولة مباشرة- والولايات المتحدة التي تعتمد على السوق الحرة وهوامش الربح.

إعلان

وترى كوبانسكي، في تحليل خاص أطلعت عليه "الجزيرة نت"، أن بعض بنود القرار قد تواجه رفضًا داخل الحزب الجمهوري نفسه، الذي يتحفظ تقليديًا على أي تدخل حكومي مباشر في تسعير الأدوية. وتضيف أن ربط الأسعار بأسواق أجنبية قد يدفع الشركات لتعويض خسائرها عبر رفع الأسعار في الخارج، مما قد يؤدي في النهاية إلى غياب أثر فعلي على المستهلك الأميركي.

عقدة براءات الاختراع

في صلب أزمة الأسعار المرتفعة، تبرز إشكالية براءات الاختراع، إذ تلجأ شركات الأدوية إلى ما يُعرف بـ"التحسينات الثانوية" لإطالة أمد احتكار الدواء دون تقديم ابتكار فعلي، وهو ما ينعكس سلبًا على ميزانية الصحة العامة. فكل سنة تأخير في دخول الأدوية الجنيسة إلى السوق قد تكلف الحكومة مليارات الدولارات.

وبحسب دراسة صادرة عن منظمة "آي ماك" المعنية بإصلاح نظام البراءات الدوائية عالميًا، فإن الأدوية الأربعة الأعلى مبيعًا في الولايات المتحدة تحمل ما بين 68 و108 براءات، بمعدل احتكار فعلي يصل إلى 19 عامًا، منها 6 سنوات إضافية بفضل "التحسينات الإضافية".

ورغم تركيز القرار الرئاسي على خفض الأسعار من خلال المقارنة الدولية، فإنه لا يتطرق إلى إصلاح بنية نظام البراءات أو الحد من "تكديس" البراءات، الذي يمثل أحد أبرز أدوات حماية الأسعار المرتفعة. ويرى خبراء أن غياب هذا البعد التشريعي، وغموض آليات التنفيذ، قد يسمح للشركات بمواصلة إضافة براءات ثانوية تتيح لها الحفاظ على أسعارها المرتفعة، حتى لو نجحت الحكومة في فرض سقوف جديدة مؤقتًا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الولایات المتحدة شرکات الأدویة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الحديد وتراجع الأسمنت اليوم 30 يونيو 2025

شهدت أسعار الحديد والأسمنت في السوق المصري اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 تغيرات ملحوظة في عدة شركات، حيث ارتفع سعر طن الحديد في بعض الشركات بينما تراجع سعر طن الأسمنت، وفقًا للأسعار الرسمية المعلنة عبر بوابة الأسعار المحلية التابعة لمجلس الوزراء.

زفي هذا التقرير يستعرض «صدى البلد» أحدث بيانات الأسعار مع تحليلات مبسطة تساعد المستهلكين والمهتمين بسوق مواد البناء على متابعة حركة الأسعار وفهم التغيرات الحاصلة بدقة.

انخفاض أسعار الحديد اليوم السبت 28-6-2025انخفاض أسعار الحديد اليوم الجمعة 27 يونيو 2025.. وتباين في الأسمنتآخر تحديث لسعر الحديد والأسمنت اليوم 26-6-2025أسعار الحديد اليوم الاثنين 30 يونيو 2025

سجلت أسعار الحديد اليوم ارتفاعات في عدد من الشركات، وجاءت الأسعار على النحو التالي:

بلغ متوسط سعر طن الحديد الاستثماري نحو 39,049 جنيهًا، مسجلاً ارتفاعًا قدره 304 جنيهات مقارنة بأسعار أمس.

سعر طن حديد عز وصل إلى 40,352 جنيهًا، بزيادة قدرها 537 جنيهًا عن أسعار الأمس.سعر طن حديد المراكبي بلغ نحو 37,500 جنيه.سعر طن حديد بشاي سجل حوالي 38,500 جنيه.سعر طن حديد العشري وصل إلى 36,200 جنيه.سعر طن حديد المصريين بلغ نحو 38,000 جنيه.

ويرجع هذا الارتفاع في أسعار الحديد إلى عدة عوامل تتعلق بتكاليف الإنتاج والتوزيع، إضافة إلى تغيرات في الطلب داخل السوق المحلي، مما يؤثر بشكل مباشر على أسعار مواد البناء.

أسعار الأسمنت اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 في مصر

على العكس من الحديد، شهدت أسعار الأسمنت تراجعًا ملحوظًا في عدد من الشركات، حيث جاءت الأسعار كالتالي:

سعر طن أسمنت الرمادي بلغ نحو 3,926 جنيهًا، مسجلًا تراجعًا قدره 85 جنيهًا عن الأسعار المسجلة يوم أمس.سعر طن أسمنت حلوان سجل نحو 3,470 جنيهًا.سعر طن أسمنت السويدي بلغ نحو 3,650 جنيهًا.سعر طن أسمنت الفهد وصل إلى حوالي 3,350 جنيهًا.سعر طن أسمنت السويس بلغ نحو 3,450 جنيهًا.

وهذا الانخفاض في أسعار الأسمنت قد يعود إلى تحسن في آليات الإنتاج أو استقرار في المواد الخام المستخدمة، بالإضافة إلى المنافسة بين الشركات التي تدفع لتخفيض الأسعار لجذب المستهلكين.

أهمية متابعة أسعار الحديد والأسمنت وتأثيرها على السوق

وتُعد أسعار الحديد والأسمنت من المؤشرات الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على قطاع البناء والتشييد في مصر، حيث تشكل هذه المواد نسبة كبيرة من تكاليف المشاريع الإنشائية.

لذا، فإن متابعة تحركات الأسعار بانتظام تُمكن المستثمرين والمطورين والمقاولين من التخطيط المالي السليم واتخاذ القرارات المناسبة لضمان نجاح مشاريعهم وتقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق.

طباعة شارك أسعار الحديد أسعار الحديد والأسمنت أسعار الحديد اليوم أسعار الأسمنت اليوم متابعة أسعار الحديد والأسمنت

مقالات مشابهة

  • تراجع أسعار الذهب اليوم في مصر
  • ديوان المحاسبة يناقش تحديات قطاع الصحة وتوريد الأدوية
  • ديوان المحاسبة يناقش أبرز تحديات قطاع الصحة وتوريد الأدوية
  • أسعار البنزين والسولار اليوم الاثنين 30 يونيو
  • ارتفاع أسعار الحديد وتراجع الأسمنت اليوم 30 يونيو 2025
  • تعديل أسعار المشتقات النفطية ارتفاعاً
  • إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب
  • ترامب يحشد الانتصارات قبيل صيف حاسم وسط جدل داخلي وتحديات قانونية
  • تفاوت في أسعار الأسماك بأسواق عدن اليوم الأحد 29 يونيو 2025م
  • فزع أميركا من انهيار وشيك