إلغاء العقود وزيادة الأجرة.. ماذا يريد الملاك والمستأجرون من تعديلات الإيجار القديم؟
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
تتصاعد حدة الجدل في الأوساط الشعبية والبرلمانية على حد سواء مع بدء مناقشة مجلس النواب لمشروع القانون الحكومي الجديد لتعديل الإيجارات القديمة، في محاولة لمعالجة واحدة من أكثر القضايا القانونية والاجتماعية تعقيدًا في مصر.
وبينما يرى الملاك أن المشروع يمثل فرصة تاريخية لإنهاء ما يصفونه بـ "الظلم الممتد لعقود"، يحذر المستأجرون من المساس بحقوقهم المكتسبة وتهديد الاستقرار المجتمعي.
وفي ظل تمسك كل طرف برؤيته، يبرز تساؤل جوهري: هل تنجح التعديلات المقترحة في تحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية للملاك والضمانات الاجتماعية للمستأجرين، أم أنها ستفتح الباب أمام موجة جديدة من النزاعات القانونية والمجتمعية؟
الملاك يتمسكون بالإخلاء وتقليل المدةثمنت جمعية حقوق المضارين من قانون الإيجار القديم الخطوة التي اتخذتها الحكومة بتقديم مشروع قانون يهدف إلى معالجة هذه القضية المعقدة.
ويأتي هذا المشروع استجابةً للحكم التاريخي الصادر عن المحكمة الدستورية العليا في 9 نوفمبر 2024، والذي ألزم المشرّع بالتدخل وحدد نهاية دور الانعقاد الحالي كحد أقصى لإصدار تشريع ينظم هذه العلاقات القانونية.
وترى الجمعية أن المشروع يمثل خطوة إيجابية نحو تصحيح المسار، وتقرّ باحتوائه على نقاط إيجابية، إلى جانب بعض الجوانب التي تستوجب المراجعة. وبوجه عام، فإن الإيجابيات تفوق الملاحظات المبدئية على المشروع.
أولًا: أبرز الإيجابيات في مشروع القانون
1. الاتجاه إلى إلغاء قوانين الإيجار القديم تدريجيًا خلال فترة انتقالية محددة، على أن تعود العلاقة الإيجارية لاحقًا إلى مظلة القانون المدني، وهو ما يعد إنجازًا حقيقيًا لإعادة الأمور إلى نصابها القانوني السليم.
2. رفع القيمة الإيجارية للوحدات الخاضعة لتلك القوانين يُعد خطوة ضرورية لتصحيح الأوضاع الاقتصادية للملاك.
3. النص على توفير سكن بديل للفئات غير القادرة يعكس توجهًا اجتماعيًا مسؤولًا يستحق الإشادة.
ثانيًا: الملاحظات على مشروع القانون
1. الفترة الانتقالية المقترحة (خمس سنوات) تُعد طويلة نسبيًا، مما قد يطيل أمد معاناة الملاك دون مبرر كافٍ.
2. القيم الإيجارية المقترحة، رغم زيادتها، لا تزال بعيدة عن القيمة السوقية العادلة، ما يُبقي الوضع الاقتصادي للملاك في دائرة الخلل.
ثالثًا: توصيات الجمعية
حرصا على التوازن والعدالة لجميع الأطراف، توصي الجمعية بما يلي:
1. تقليص الفترة الانتقالية إلى ثلاث سنوات كحد أقصى، للإسراع بإنهاء الوضع الاستثنائي.
2. إعادة النظر في القيم الإيجارية الابتدائية لجميع الوحدات (السكنية وغير السكنية)، لتكون أقرب إلى الأسعار السوقية، على ألا تقل عن 1000 جنيه في المدن والأحياء و500 جنيه في القرى.
3. توحيد المعاملة القانونية لعقود الإيجار الخاصة بالأشخاص الطبيعيين لغير الغرض السكني مع تلك الخاصة بالأشخاص الاعتباريين، بحيث تنتهي جميعها بحلول عام 2027.
4. تفعيل المادة الثامنة من مشروع القانون فور نشره بالجريدة الرسمية، دون إبطاء، لضمان تنفيذ القانون بفعالية من اليوم التالي لإصداره.
المستأجرون يرفضون تحرير العقود والمغالاة في الإيجارأكد اتحاد مستأجري مصر مؤتمره الدوري بمقر حزب احترامه الكامل للدستور المصري ولأحكام المحكمة الدستورية العليا، مهيبا بمجلس النواب أن يضع نصب عينيه عند مناقشة القانون المرتقب، حقوق المستأجرين التي كفلها الدستور بعدد من الأحكام النهائية والملزمة.
الامتداد القانوني حق دستوري أصيلتمسك اتحاد المستأجرين بما قررته المحكمة الدستورية في حكمها الأخير، الذي أكد في الصفحة الأخيرة (ص 12) أن الامتداد القانوني لعقود الإيجار القديمة لمرّة واحدة ولجيل واحد هو من "خواص" هذه العقود، ويُعد حقًا دستوريًا غير قابل للطعن أو الإلغاء.
وأكد الاتحاد، التزامه الدائم بالسلم المجتمعي، ويعتبر المساس بالأحكام الدستورية الخاصة بالامتداد القانوني تهديدًا لهذا السلم، ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة بين فئات المجتمع.
التدرج في تعديل الأجرة دون تعسفأقر الاتحاد بأن تعديل القيمة الإيجارية لعقود الإيجارات القديمة السكنية أمر وارد استنادًا إلى الحكم الدستوري، شريطة ألا يتم هذا التعديل بشكل مفاجئ أو مبالغ فيه، اتساقًا مع ما نص عليه الحكم ذاته.
وشدد الاتحاد على أن لا انقسام في مصر بين ملاك ومستأجرين، فجميعنا مواطنون تجمعنا روح الود والتراحم، وعلينا أن نتحلى بالحكمة في معالجة هذا الملف بما يضمن الاستقرار للجميع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإيجار القديم ملاك العقارات مستأجري العقارات مجلس النواب المحكمة الدستورية مشروع القانون
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث إذا لم يتم تعديل قانون الإيجار القديم؟.. السجيني يكشف مفاجأة برلمانية| فيديو
قال النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن الحكومة لم تقدم أي دراسة توضح الأثر الاجتماعي لقانون الإيجار القديم على المستأجرين خلال جلسة البرلمان المنعقدة اليوم.
وأضاف السجيني، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى خلال برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن وزيرة التنمية المحلية أشارت إلى إمكانية الاعتماد على أراضي تابعة للإصلاح الزراعي ووزارة الأوقاف، ضمن الحلول المطروحة لتخفيف آثار التعديلات المقترحة على قانون الإيجار القديم.
وأوضح السجيني أن البرلمان يسعى للانتهاء من مناقشة القانون قبل اختتام دور الانعقاد الخامس، مشيرًا إلى إمكانية عقد جلسات إضافية يوم الأربعاء أو الخميس، أو حتى الأسبوع المقبل، إذا اقتضت الحاجة.
وأكد رئيس لجنة الإدارة المحلية أنه في حال عدم صدور التشريع خلال دور الانعقاد الحالي، فإن المواطنين قد يتجهون إلى المحاكم لحسم النزاعات المتعلقة بعقود الإيجار، ما يفرض ضرورة الإسراع بإقرار القانون لضمان التوازن بين حقوق الملاك والمستأجرين.