في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
بقلم : الخبير المهندس: حيدر عبدالجبار البطاط ..
في عالم تتسابق فيه الأمم نحو الذكاء الاصطناعي ، والاستكشاف الفضائي ، والتحول الرقمي ، والطاقة النظيفة ، والاندماج النووي … لا يزال البعض يفتخر لمجرد تبليط شارع ، أو نصب أرجوحة في حديقة ، أو إنشاء رصيف مكسو بالمقرنص .
لا تزال بعض الجهات تُروّج لهذه ( المنجزات ) وكأنها فتوحات ، وكأننا ما زلنا نعيش في القرن الماضي ، وكأن الزمن قد توقف والعقول قد جُمدت.
بلدٍ يطفو على بحيرة من الثروات — نفط ، معادن ، مياه ، موقع استراتيجي فريد — لا تزال الكهرباء أزمةً بلا حل منذ أكثر من 23 عاماً .
من سيئ إلى أسوأ ، بينما الفساد والرشوة يتصدران قوائم العالم.
غيابٌ للماء الصالح للشرب ، شُحٌ في مياه سقي الأراضي الزراعية ، قلة في المدارس وتردٍّ في مستوى التعليم ، انهيار في النظام الصحي ، موت سريري للصناعة ، وإهمال للزراعة .
أما أزمة السكن والبنى التحتية ، و التلوث البيئي ، فقد تحوّلت إلى جرح نازف ، في حين تزداد معدلات البطالة بشكل مخيف.
أغلب الشعب اليوم عاطل عن العمل ، ليس لأن البلد يفتقر إلى الموارد بل لأن المعامل والمصانع أُغلقت ولم تُؤهّل ، ولأن فرص العمل الشحيحة تُمنح للأجانب .
ليست المشكلة في الإمكانات ، فهي هائلة ، ولكن في غياب الرؤية ، وانعدام الانتماء ، واستبدال مفهوم المسؤولية بمبدأ ( الغنيمة )
بلد غني يُقاد بعقول فقيرة في الوعي ، غنية في الطمع ، لا تسعى لبناء وطن بل لتوسيع مكاسبها.
وفي المقابل ، هناك أمم لا تملك ثرواتنا ، لكنها امتلكت أعظم ما يمكن .
الانتماء، والإرادة ، والتخطيط ، والوعي ، وحب الوطن.
بفضل ذلك ، بنت اقتصادًا حقيقيًا ، وابتكرت ، وتقدّمت ، وتحوّلت إلى دول عظمى.
نعم ، لا تملك شيئًا لكنها صنعت كل شيء.
أما نحن ، فلدينا كل شيء ، لكننا نعيش اللا شيء!
أين مدن المعرفة؟
أين الجامعات التكنولوجية؟
أين الصناعات الوطنية؟
أين الطاقة المتجددة؟
أين مشاريع تحلية المياه؟
أين السكك الذكية والمدن الذكية؟
أين الأمن الغذائي؟
أين الكرامة ؟
أين الرؤية ؟ وأين أصحابها؟!
بعد أكثر من عقدين ، لا يزال الحلم البسيط بكهرباء مستقرة مؤجَّلًا ، والتعليم يحتضر ، والمستشفيات تنهار ، والصناعة تُستورد ، والزراعة تُدفن ، والفساد يبتلع كل ما تبقى من أمل.
نُهدر المال العام على مشاريع تجميلية ، لا تُنتج مستقبلًا ، بل تُلمّع واقعًا مشوّهًا ، وغالباً بأسعار تفوق مثيلاتها بأضعاف في دول اخرى .
العالم لم يعد يقيس تقدمه بعدد الأبنية و الطرق و الجسور أو صفقات المقاولات ، بل بعدد الابتكارات ، وبراءات الاختراع ، وسرعة الاقتحام للفضاء والمستقبل.
والشعوب التي لا تصنع أدواتها العلمية ، سيتحول أبناؤها إلى خدم في حضارات الآخرين
إن من يُدير وطناً غنياً ويتركه يغرق في الظلام ، لا يُعذره التاريخ، ولن ترحمه الأجيال القادمة.
فما أفدح الجريمة … حين تُهدر الثروات ، وتُدفن الإمكانات ، ويُباع المستقبل ، ويُترك شعبٌ كريمٌ يعيش تحت خط الفقر ، بينما ثرواته تُنقل إلى الخارج ، وأحلام شبابه تُكسر على أبواب البطالة والهجرة والخذلان !!!
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الأقصر.. إطلاق برنامج تدريبي في الذكاء الاصطناعي
أعلن الدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر، عن فتح باب التسجيل في برنامج "Elements of AI for Business" ضمن مبادرة Tech Pathways MENA، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتركيز على مجالات التعليم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والرقمنة باعتبارها ركائز أساسية في عملية التنمية.
ويأتي البرنامج ضمن جهود لجنة التوظيف بمحافظة الأقصر، بالتعاون مع جمعية داتا نجع خميس وجمعية EITESAL وVillage Capital، وبدعم من Google.org، ويهدف إلى تزويد الشباب بمهارات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية في مجالات الأعمال والتكنولوجيا.
ويقدّم البرنامج تدريبًا عمليًا مكثفًا على أدوات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إصدار شهادة معتمدة تعزز السيرة الذاتية للمشاركين، مع إتاحة فرص للتواصل مع خبراء ومجتمع تقني متميز. للتسجيل يمكن الدخول على الرابط التالي: https://forms.gle/R8mvtx4ai8GXoCgz9 وللتواصل والاستفسار على الرقم: 01092203434.
ومن المقرر أن يُعقد المعسكر التدريبي في محافظة الأقصر لمدة ثلاثة أيام خلال شهر ديسمبر 2025، ويستهدف البرنامج من 40 إلى 100 شاب وفتاة من الطلاب في سنواتهم النهائية، حديثي التخرج، الموظفين، رواد الأعمال، ومؤسسات المجتمع المدني المقيمين في الأقصر.
وأشار نائب محافظ الأقصر ،إلى أن المقاعد محدودة، والأولوية ستكون لمن يسجل أولًا ويلتزم بالحضور، مؤكدًا أن البرنامج يمثل فرصة قيمة للشباب لتطوير مهاراتهم ومواكبة احتياجات سوق العمل الحديث.
وأضاف نائب محافظ الأقصر ، أن هذا البرنامج يأتي ضمن استراتيجية المحافظة لتطوير قدرات الشباب وفتح آفاق جديدة أمامهم في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مؤكدًا دعم المحافظة المستمر لكافة المبادرات التي تهدف إلى تأهيل الشباب، بما يسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة في الأقصر.