كشفت دراسة حديثة أن تناول كميات أكبر من الشاي الأسود، والتوت، والفواكه الحمضية يوميا، قد يكون مفتاحا لشيخوخة صحية.

وأجريت الدراسة التي استمرت على مدار 24 عاما، بمشاركة أكثر من 86 ألف شخص، من قبل فريق من الباحثين من جامعة إديث كوان في أستراليا، وجامعة كوينز بلفاست، وكلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن.

وقالت الدكتورة نيكولا بوندونو، المحاضرة في جامعة إديث كوان: "الهدف من الأبحاث الطبية لا يقتصر على إطالة العمر، بل على ضمان بقاء الأشخاص بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة. نعلم من دراسات سابقة أن من يتناولون كميات أكبر من مركبات الفلافونويد يعيشون لفترة أطول، وهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل الخرف والسكري وأمراض القلب. وتُظهر نتائج دراستنا أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الفلافونويد يشيخون بشكل أفضل"، حسبما نقلت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية.

والفلافونويد هي مجموعة من المركبات النباتية الطبيعية التي تنتمي إلى فئة أوسع تُعرف باسم البوليفينولات. وتوجد بكثرة في الفواكه والخضروات والمشروبات النباتية مثل الشاي والعصائر.

وعلّقت خبيرة التغذية الدكتورة إميلي برپا من شركة "ياكولت" قائلة: "الربط المتزايد بين تناول الشاي الأسود والتوت والحمضيات وبين الشيخوخة الصحية أمر مشوق للغاية، لا سيما من منظور صحة الأمعاء. فهذه الأطعمة غنية بالبوليفينولات، وهي مركبات نباتية طبيعية تعمل كمضادات أكسدة وتغذي الميكروبات المفيدة في الأمعاء".

وأوضحت أن هذه المركبات، عند وصولها إلى القولون، تتحول بفعل ميكروبات الأمعاء إلى مركبات نشطة بيولوجيا تقلل الالتهابات، وتدعم جهاز المناعة، وقد تؤثر كذلك على صحة الدماغ.

وأضافت: "الاتصال بين الأمعاء والدماغ يلعب دورا جوهريا في عملية الشيخوخة. فالأمعاء الصحية، المدعومة بأطعمة غنية بالبوليفينولات، تساهم في تعزيز الوظائف الإدراكية من خلال إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة وتنظيم النواقل العصبية، مما يساعد على الحفاظ على الذاكرة وتقليل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر".

كما أشارت برپا إلى أن هناك أطعمة أخرى غنية بالبوليفينولات مثل زيت الزيتون البكر، والشوكولاتة الداكنة (باعتدال)، والأطعمة المخمرة، تسهم أيضا في تعزيز تنوع ميكروبيوم الأمعاء، وهو عنصر أساسي في الأنظمة الغذائية التي تعزز طول العمر مثل النظام الغذائي المتوسطي.

وعلى الرغم من أن النتائج بين الرجال كانت أقل وضوحا، فإن الدراسة لاحظت أيضا ارتباطا بين ارتفاع استهلاك الفلافونويد وتحسّن الصحة النفسية لديهم.

وأفادت الأستاذة أدين كاسيدي من جامعة كوينز بلفاست، الباحثة الرئيسية في الدراسة بأنه: "من المعروف أن الفلافونويدات تقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وتدعم صحة الأوعية الدموية، بل وتساعد في الحفاظ على كتلة العضلات، وهي جميعها عوامل مهمة للوقاية من الضعف الجسدي والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية مع التقدم في العمر".

من جهته، أكد الأستاذ إيريك ريم من كلية هارفارد للصحة العامة أن هذه النتائج تؤكد على أهمية التعديلات الغذائية البسيطة في تحسين جودة الحياة ودعم الشيخوخة الصحية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات السكري الشاي الأسود القولون زيت الزيتون الفلافونويدات شيخوخة الشيخوخة سر الشيخوخة علاج الشيخوخة السكري الشاي الأسود القولون زيت الزيتون الفلافونويدات أخبار علمية

إقرأ أيضاً:

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على تطوير تواصل يشبه ‏التواصل البشري تلقائيا

قالت دراسة نشرتها صحيفة "الغارديان" إن الذكاء الاصطناعي قادر ‏على تطوير أعراف اجتماعية تشبه البشر تلقائيا.‏

وأشارت الدراسة التي أجريت بالتعاون بين جامعة سيتي سانت ‏جورج في لندن وجامعة كوبنهاغن لتكنولوجيا المعلومات، ‏إلى أنه عندما تتواصل عناصر الذكاء الاصطناعي ذو نماذج ‏اللغة الكبيرة‎ (LLM) ‎مثل‎ ChatGPT ‎‏ في مجموعات دون تدخل خارجي، يمكنها البدء في تبني أشكال ‏لغوية ومعايير اجتماعية بنفس الطريقة التي يتبعها البشر عند ‏التفاعل الاجتماعي.‏

صرح أرييل فلينت آشيري، الباحث الرئيسي في الدراسة ‏والباحث في مرحلة الدكتوراه في جامعة سيتي سانت ‏جورج، بأن عمل مجموعة البحث يتعارض مع غالبية ‏الأبحاث التي أُجريت في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ‏تعامل مع الذكاء الاصطناعي ككيان اجتماعي وليس كيانا ‏منفردا.‏



وقال آشيري: "عالجت معظم الأبحاث حتى الآن نماذج الذكاء ‏الاصطناعي بمعزل عن غيرها، لكن أنظمة الذكاء ‏الاصطناعي في العالم الحقيقي ستشمل بشكل متزايد العديد ‏من العناصر المتفاعلة".‏

وأضاف: "أردنا أن نعرف: هل يمكن لهذه العناصر تنسيق ‏سلوكها من خلال صياغة أعراف، وهي اللبنات الأساسية ‏للمجتمع؟ الإجابة هي نعم، ولا يمكن اختزال ما تفعله معا إلى ‏ما يفعله كلٌ منها على حدة".‏

تراوحت مجموعات عناصر الذكاء الاصطناعي الفردية ‏المستخدمة في الدراسة بين 24 و100، وفي كل تجربة، تم ‏إقران عنصرين عشوائيا وطُلب منهما اختيار "اسم"، سواء ‏كان حرفا أو سلسلة من الأحرف، من بين مجموعة من ‏الخيارات.‏

عندما اختار كلا العنصرين الاسم نفسه، تمت مكافأتهما، ‏ولكن عندما اختارا خيارات مختلفة، عوقبا وعرضت عليهما ‏خيارات بعضهما البعض.‏

على الرغم من عدم إدراك العناصر أنهم جزء من مجموعة ‏أكبر، واقتصار ذكرياتهم على تفاعلاتهم الأخيرة فقط، فقد ‏ظهرت تسمية مشتركة تلقائيا في المجتمع [الروبوتي] دون ‏حل محدد مسبقا، محاكية بذلك معايير التواصل في الثقافة ‏البشرية. ‏

وقارن أندريا بارونشيلي، أستاذ علوم التعقيد في جامعة سيتي ‏سانت جورج والمؤلف الرئيسي للدراسة، انتشار السلوك ‏بظهور كلمات ومصطلحات جديدة في المجتمع البشري.‏

وقال: "لا يُقلّد العناصر قائدا، بل يحاولون جميعا التنسيق ‏بنشاط، ودائما في أزواج. كل تفاعل هو محاولة فردية ‏للاتفاق على تسمية، دون أي رؤية شاملة".‏

يشبه الأمر مصطلح '‏spam‏'. لم يُعرّفه أحد رسميا، ولكن ‏من خلال جهود التنسيق المتكررة، أصبح التسمية العالمية ‏للبريد الإلكتروني غير المرغوب فيه".‏

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الفريق تحيزات جماعية تتشكل ‏بشكل طبيعي، لا يمكن إرجاعها إلى العناصر الأفراد‎.‎

وفي تجربة أخيرة، تمكنت مجموعات صغيرة من عناصر ‏الذكاء الاصطناعي من توجيه المجموعة الأكبر نحو تسمية ‏جديدة.‏

وأُشير إلى هذا كدليل على ديناميكيات الكتلة الحرجة، حيث ‏يمكن لأقلية صغيرة، لكنها مُصمّمة، أن تُحدث تحولا سريعا ‏في سلوك المجموعة بمجرد وصولها إلى حجم معين، كما ‏هو الحال في المجتمع البشري‎.‎

وقال بارونشيلي إنه يعتقد أن الدراسة "تفتح آفاقا جديدة ‏لأبحاث سلامة الذكاء الاصطناعي". يُظهر هذا عمق آثار ‏هذا النوع الجديد من العوامل التي بدأت تتفاعل معنا، والتي ‏ستُشارك في تشكيل مستقبلنا". ‏

وأضاف: "إن فهم كيفية عملها أمرٌ أساسيٌّ لقيادة تعايشنا مع ‏الذكاء الاصطناعي، بدلا من الخضوع له. نحن ندخل عالما ‏لا يقتصر فيه الذكاء الاصطناعي على الحديث فحسب، بل ‏يتفاوض ويتوافق، وأحيانا يختلف بشأن السلوكيات ‏المشتركة، تماما مثلنا".‏

نُشرت الدراسة المُراجعة من قِبل الأقران، بعنوان ‏‏"الأعراف الاجتماعية الناشئة والتحيز الجماعي في ‏مجتمعات الذكاء الاصطناعي ذو نماذج اللغة الكبيرة"‏‎ ‎‏ في ‏مجلة "ساينس أدفانسز".‏

مقالات مشابهة

  • دراسة: منتجات الألبان تساعد على ضبط مستويات السكر في الدم
  • دراسة: 25 مدينة أميركية مهددة بالغرق
  • دراسة: المشي اليومي يقلل من خطر الإصابة بـ13 نوعا من السرطان
  • دراسة تظهر تراجعا لأعداد الطيور بمنطقة الأمازون
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على تطوير تواصل يشبه ‏التواصل البشري تلقائيا
  • دراسة: 99% من أعماق البحار مجهولة ومخخطات تعدينها خطيرة
  • دراسة تكشف مفاجأة بشأن أيدي أسلاف الإنسان الأوائل
  • دراسة: حمى الضنك وشيكونغونيا قد يصبحان وباءين متوطنين في أوروبا
  • ثورة طبية بالذكاء الاصطناعي: تقنية جديدة تكشف شيخوخة وصحة مرضى السرطان من ملامح الوجه!