الهوية الترويجية لسلطنة عُمان وأفق المستقبل
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
دعيتُ في الأيام الفائتة إلى جلسة نقاشية تناولت موضوع تعزيز الارتباط بين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان وبين التعليم المدرسي، حيث ناقشت الآليات التي يمكن من خلالها أن تسهم مؤسسة التعليم عبر عملياتها وأنشطتها وفعل الدارسين والمسيرين فيها في دعم مشروع الهوية الترويجية لسلطنة عُمان وترسيخها، وزيادة مستويات الوعي بها، وتمثلها في مختلف أنشطة وأوجه الحياة والفعل التنموي.
وقدرة الهوية الترويجية الموحدة على السرد في تقديرنا محكومة بخمسة اشتراطات رئيسية: أولها وجود منتجات وطنية (متوافق عليها) تستطيع تلك الهوية أن تعبر عنها وتكون ملازمة لمسار سردية تلك الهوية؛ وتلك المنتجات قد تكون في صيغة منتجات مادية للاستهلاك، أو خدمات تمتاز بها الدولة دون غيرها في سياقها، أو مزارات سياحية متفردة أو تجربة سياحية متكاملة تتفرد بها الدولة، وقد تكون في صيغة سمة وطنية عامة يمتاز بها المجتمع أو الدولة ولا تتوافر للسياق من حول تلك الدولة. الشرط الأساس في ذلك هو التوافق على تلك المنتجات ووجود استراتيجية واضحة لدعمها من قبل الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني وعموم المجتمع لإبرازها وتحويلها إلى منتج يتحدث باسم البلاد عبر هويتها كصناعات السيارات في ألمانيا أو عالم الموضة في إيطاليا أو صناعة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية مثالًا، وهنا كنا نأمل أن يسبق استصدار الهوية وجود استراتيجية للمنتجات التنافسية أو المنتجات الاستراتيجية (والفكرة منها تحديد مجموعة من المنتجات أو الصناعات أو الخدمات التي تركز عليها الدولة بالدعم الاستراتيجي للتصدير والاستقطاب وتخصص لها تسهيلات لتحقيق تنافسيتها، بالإضافة إلى استراتيجيات لترويجها والإعلام العالمي حولها).
ثانيًا، توافر مسألة التوافق القطاعي، وقدرة القطاعات المختلفة على تضمين سردية الهوية الموحدة ضمن منظوماتها؛ فكيف يمكن لقطاع اللوجستيات مثلًا أن يحكي سردية متناغمة مع قطاع السياحة مثلًا، وكيف تتناغم تلك السرديات مع الرسائل التي يبثها قطاع التعليم، والرسائل التي توجهها وحدات الإعلام الحكومي المختلفة. الرهان هو كيف تمكن هذه الهوية من خلق خيط واصل بين سرديات كافة القطاعات، ليس في ظهور الشعار البصري وحده، أو الكلمات المباشرة المعبرة عنه، وإنما من خلال جعل المتلقي قادرًا بطريقة ذكية على فهم أن كافة القطاعات تتحدث بلغة واحدة هي لغة الهوية الترويجية الموحدة. وهذا يقودنا إلى النقطة الثالثة والمرتبطة بمركزية الرسائل الأساسية، وضرورة توحيدها والتوافق عليها ومركزية إدارة الهوية الترويجية الموحدة، والذي يعد في تقديرنا عنصرًا مهمًا من عناصر نجاحها.
أما في المنطلق الرابع، فنركز على المحتوى الرقمي المنشور والمتداول والمستهلك حول سلطنة عُمان بكافة أوجه الحياة فيها والنشاط التنموي، والذي لا يزال في تقديرنا يعاني من ثلاثة إشكالات: المحدودية، الآنية، ضعف الابتكار، وبالتالي فإن أحد الاستحقاقات المهمة على مشروع الهوية الترويجية الموحدة هو مضاعفة ذلك المحتوى في سياقات مختلفة، كيف يعيش العُمانيون؟ وكيف تنافس عُمان بقطاعاتها الاقتصادية الحيوية عالميًا؟ كيف تزدهر الفنون والثقافة في عُمان؟ وكيف تستعد عُمان لتكون لاعبًا عالميًا في صناعة واقتصاد الفضاء؟ كيف استطعنا أن نكون شريكًا دبلوماسيًا موثوقًا؟ وكيف تقود صناعات الهيدروجين مستقبل التنمية والاقتصاد والشراكات الدولية؟ مثل هذه الأسئلة وغيرها جديرة أن يراكم حولها محتوى رقمي موسع ومبتكر، وبطريقة قادرة على الانتشار الدولي ومرتبطة بهذه الهوية، وهذا يقودنا إلى النقطة الخامسة والتي نركز فيها على أن رسائل هذه الهوية وإن كان تنسيقها يحتاج قدرًا من المركزية، فإن من يتحدث عنها يجب أن يكون على قدر واسع من التنوع في الشرائح والفئات والفاعلين، فالهوية يستوجب أن يتحدث عنها صانع القرار الحكومي كما يتحدث عنها ويتمثلها الرياضي والفنان ورجل الأعمال والناشط الرقمي والفرد الطبيعي في المجتمع، وهنا تكمن قوة هذه الهوية وقوة الإيمان بها والقناعة بكونها وسيلة وطنية جامعة للترويج لسلطنة عُمان.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الهویة الترویجیة الموحدة هذه الهویة فی تقدیرنا
إقرأ أيضاً:
وزير الإعلام: الهوية البصرية بكل عنصر فيها ثمرة مخاض عسير للشعب السوري، ثمرة تجسد تصور الدولة عن نفسها بوصفها دولة المواطنة والرعاية لا الامتياز
2025-07-03hadeilسابق وزير الإعلام: استعاد السوريون بلادهم بعد عقود من التضحيات، ونعيد تقديم رمز الدولة تجسيداً للانتصار ولعقد سياسي جديد، نعلن فيه أن سوريا صارت فضاء سياسياً من الشعب وإليهالتالي وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سوريا داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة انظر ايضاًوزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي
آخر الأخبار 2025-07-03وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سوريا داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية بكل عنصر فيها ثمرة مخاض عسير للشعب السوري، ثمرة تجسد تصور الدولة عن نفسها بوصفها دولة المواطنة والرعاية لا الامتياز 2025-07-03وزير الإعلام: استعاد السوريون بلادهم بعد عقود من التضحيات، ونعيد تقديم رمز الدولة تجسيداً للانتصار ولعقد سياسي جديد، نعلن فيه أن سوريا صارت فضاء سياسياً من الشعب وإليه 2025-07-03وزير الإعلام: في هذه اللحظة التاريخية نقف اليوم جميعاً على عتبة سردية جديدة في سوريا الجديدة، سردية لم تبن على الرموز وإبهار التصميم بل على إعادة رسم العلاقة بين المجتمع والدولة 2025-07-03بدء كلمة وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية 2025-07-03بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع.. بدء فعاليات حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية في قصر الشعب بدمشق 2025-07-03أهالي مدينة طرطوس يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا في ساحة المحافظة 2025-07-03من ساحة السبع بحرات بدير الزور… الأهالي يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسورية
صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |