34 مليار جنيه | تعزيز الاستثمار المصري الصيني بشراكة استراتيجية قوية
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
في خطوة تحمل دلالات اقتصادية عميقة وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون المصري الصيني، شهدت منطقة العين السخنة لحظة فارقة في تاريخ التنمية الصناعية المصرية، تمثلت في توقيع أربعة عقود تجارية ضخمة لتوريد مواسير حديد الدكتايل من مصنع شركة "شين شينج".
جاءت هذه العقود بالتزامن مع افتتاح المصنع الجديد، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من كبار المسؤولين المصريين والصينيين، ليُعلن بذلك عن انطلاقة قوية لمشروع صناعي يُعد من بين الأضخم في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
في إطار زيارته للمنطقة الصناعية المتكاملة "تيدا" بالعين السخنة، شهد الدكتور مصطفى مدبولي توقيع عقود تجارية تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 34.5 مليار جنيه. وتوزعت هذه العقود بين 32.5 مليار جنيه للمشروعات القومية داخل مصر، و39 مليون دولار لمشروعات تصدير خارجية، مما يعكس الثقة المتزايدة في السوق المصري كوجهة موثوقة للاستثمار الصناعي والإنتاج التصديري.
ومن أبرز هذه العقود، ذلك الذي تم توقيعه مع شركة "كونكورد للهندسة والإنشاءات"، حيث تم الاتفاق على توريد أكثر من 29 ألف طن من مواسير الدكتايل لمشروع الطريق الدائري الثالث بمدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، مما يؤكد حضور الصناعة المصرية بقوة على الساحة الإقليمية.
مصنع "شين شينج": نموذج للإنتاج الضخم والاستعداد الفنيبلغ إجمالي حجم الإنتاج المُتعاقد عليه 77.6 ألف طن من المواسير بمختلف الأقطار والمواصفات، وهو ما يبرهن على الكفاءة التشغيلية والتقنية لمصنع "شين شينج". ويُعد هذا المصنع أحد ثمار الشراكة المصرية الصينية، التي أثمرت عن مشروع صناعي متكامل قادر على تلبية متطلبات الأسواق المحلية والدولية في آنٍ واحد.
العقود الموقعة شملت توريد منتجات لعدد من أبرز شركات المقاولات المصرية، منها:
شركة المقاولون العرب، التي ستستلم 1056 طناً لمشروع محطة مياه في العاصمة الإدارية الجديدة.
شركة مدكور، التي تم التعاقد معها لتوريد 27769 طناً لمشروع "جنة" السكني التابع لوزارة الإسكان.
شركة حسن علام للتجارة والهندسة، التي ستحصل على 19621 طناً لمشروع بمحافظة أسوان.
توطين صناعة استراتيجية وتقليل الاعتماد على الاستيرادأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بجهود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا أن هذه المشروعات تُسهم بشكل مباشر في توطين صناعة حيوية كانت مصر تعتمد على استيرادها بالعملة الصعبة. وأوضح أن المصنع الجديد يُمثل نقلة نوعية في هذا القطاع، إذ يعمل على توفير منتج عالي الجودة محليًا، ويُعزز في الوقت نفسه من صادرات مصر إلى الأسواق الخارجية، ما يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الميزان التجاري.
قناة السويس الاقتصادية.. منصة متكاملة وجاذبة للاستثمارات العالميةمن جانبه، أكد المهندس وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن المشروع يُعد تجسيدًا لرؤية الدولة في تحويل المنطقة إلى مركز صناعي ولوجستي عالمي. وأشار إلى أن الطلب العالمي المتزايد على المنتجات الصناعية المصرية يُعزز من مكانة المنطقة الاقتصادية كمحور رئيسي في منظومة الإنتاج والتصدير.
وأوضح أن الهيئة تلعب دور "حلقة الوصل" بين المصنعين في مصر والأسواق الدولية، في ظل بيئة أعمال جاذبة وظروف تشغيل مثالية، مما يجعل من المنطقة الاقتصادية منصة واعدة للاستثمار الأجنبي في ظل التحديات العالمية.
رؤية اقتصادية متكاملة.. فرص عمل وتوطين تكنولوجيا
من جانبه، أكد الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، أن هذه المشروعات ستسهم في توفير فرص عمل مباشرة وتحقيق طفرة في نقل وتوطين التكنولوجيا الصناعية داخل مصر. وأوضح أن هذه الاستثمارات تُعد رافدًا قويًا لزيادة الصادرات وتحسين الميزان التجاري المصري، كما تُعزز من قدرات القطاع الصناعي في مجالات حيوية مثل صناعة المواسير والصلب.
تعزيز التعاون المصري الصيني.. شراكة استراتيجية نحو المستقبل
أشار معن إلى أن الاتفاقيات الموقعة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، كما تُعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعات الثقيلة. ولفت إلى أن هذه الخطوة الاستراتيجية تمثل توجهًا واضحًا من الدولة نحو جذب استثمارات أجنبية مباشرة، بما يسهم في تدفق العملة الصعبة ويدعم استقرار الاقتصاد الوطني.
خطوة نحو المستقبل الصناعي لمصرما شهدته العين السخنة لم يكن مجرد افتتاح مصنع أو توقيع عقود، بل كان إعلانًا صريحًا عن مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي بين مصر والصين، تُبنى على أسس من الثقة والتعاون المتبادل. ومع دخول هذه المشروعات حيّز التنفيذ، تُخطو مصر بثبات نحو تحقيق رؤيتها الصناعية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الاعتماد على الذات والانفتاح على الشراكات العالمية الذكية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العين السخنة 34 مليار مصر قناة السويس المقاولات المنطقة الاقتصادیة ملیار جنیه أن هذه
إقرأ أيضاً:
طرحُ مناقصة تنفيذ مشروع تصريف المياه السطحية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة
العُمانية: أعلنت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة عن طرح مناقصة مشروع تنفيذ الأعمال الإنشائية لقنوات تصريف المياه السطحية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة في ولاية محضة بمحافظة البريمي.
وقال المهندس يحيى بن خميس الزدجالي رئيس لجنة الأصول ومستشار رئيس الهيئة لشؤون التخطيط إن هذا المشروع يهدف إلى توفير الحمايات اللازمة للمنطقة بما في ذلك حماية المنشآت السياحيّة والصناعيّة والتجارية والزراعيّة، بالإضافة إلى تنفيذ شبكة متكاملة من القنوات المفتوحة وإقامة حواجز مائيّة فعّالة للسيطرة والتحكم في تدفق المياه السطحية الناتجة عن هطول الأمطار ضمن الأراضي المخصصة لإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة.
وأضاف أن أعمال هذه المناقصة تتضمن إنشاء حاجز بطول نحو 850 مترًا وقناة لتصريف مياه الأمطار بطول 25 كيلومترًا، وتنفيذ أعمال الحفر والردم والتسوية والعديد من الأعمال الأخرى التي تمكن المنطقة من تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية.
وتتمتع المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة بموقع استراتيجي تمثل بوابة لوجستية مهمه بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وترتبط بمينائي صحار وجبل علي، ما يمكن مُقدمي الخدمات اللوجستية والمُصنّعين والشركات التجارية من الوصول بكفاءة وتكلفة تنافسية إلى أسواق الخليجية والآسيوية والأفريقية.
جدير بالذكر أن وزارة المالية وقعت اتفاقية تمويل مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لتمويل تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تصريف المياه السطحية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة.
وكانت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة قد وقعت في شهر مايو الماضي اتفاقية تطوير وتشغيل المرحلة الأولى من المنطقة مع شركة محضة للتطوير بمساحة 14 كيلومترًا مربعًا، فيما تبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة حوالي 56.8 كيلومتر مربع.
وتركز "شركة محضة للتطوير" على استهداف عدد من الأنشطة الاقتصادية في المرحلة الأولى من تطوير المنطقة؛ تتضمن أنشطة الصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية والمخازن والصناعات الدوائية والطبية والبلاستيكية والتعدينية والغذائية، وخدمات الأمن والسلامة.
وتسعى الهيئة من خلال تطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة للاستفادة من الميزات النسبية والتنافسية لمختلف المحافظات وبما ينعكس إيجابًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل للشباب العُماني وتنشيط القطاعات الاقتصادية.