أبحاث زراعية مبتكرة تساعد في إنتاجية عالية للمحاصيل وتوفير كبير في مياه الري
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
دمشق-سانا
التغيرات المناخية في بيئات حوض المتوسط أدت إلى تراجع معدّلات الهطولات المطرية، ما سبَّب انخفاضاً كبيراً في حجم الموارد المائية العذبة المتاحة للري، وانعكس سلباً على إنتاجية المحاصيل المروية والبعلية، الأمر الذي دفع الباحثين إلى اعتماد عدة دراسات لتطوير أصناف زراعية تتسم بجودة إنتاجها وقلة استعمال المياه في ريها.
ومن تلك الدراسات أبحاث نفذت على محاصيل (الذرة، والعدس، والحمص، والقمح، والبيقية، والبرسيم، وحبة البركة، واليانسون، والكتان)، حيث استعملت فيها الأسمدة العضوية والحيوية، وسماد الفيرمي كمبوست، ومستخلص الأعشاب البحرية المدعم بالعناصر الغذائية الصغرى، وخميرة الخبز، ما ساعد النباتات على تخفيف أثر الجفاف وتقليل عدد الريات المطلوبة لها، وفق ما أوضحت الدكتورة إسراء البوش التي أجرت الأبحاث بكلية الهندسة الزراعية بدمشق ونشرتها في مجلات علمية محكمة عربية ودولية.
وأشارت الدكتورة البوش إلى عملية استنباط ثلاثة هجن من الذرة الصفراء، اتسمت بإنتاجية مرتفعة، وتوفير كميات كبيرة من مياه الري، التي يمكن الاستفادة منها في زراعة مساحات إضافية، أو ري محاصيل أخرى، مؤكدة الاستمرار في هذه الأبحاث لضمان ترشيد استهلاك المياه المتاحة بكمياتٍ قليلة في النظم البيئية الزراعية، واستدامة إنتاجيتها، إلى جانب البحث عن تقانات زراعية تخفف من وطأة الجفاف.
ودعت الدكتورة البوش المزارعين إلى التوجه نحو تطبيق الزراعة العضوية، لتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف الأعباء الاقتصادية عليهم، واعتماد مشاريع حصاد مياه الأمطار، التي تخفف من الضغط على مصادر المياه التقليدية، وتساعد بتخطي فترات الجفاف، لافتة إلى أنها تطبق بطريقتين، هما (الضخ المباشر بعد فلترة بسيطة وتستخدم في ري المزروعات، والضخ غير المباشر عبر تخزين آخر داخلي).
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
نحو منظومة إنتاجية أكثر إنسانية واستدامة
نحو #منظومة #إنتاجية أكثر #إنسانية و #استدامة
الاستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
يدخل العالم اليوم مرحلة جديدة تتجاوز فكرة أن الآلة تحل محل الإنسان نحو نموذج أكثر توازناً يجعل الذكاء الاصطناعي شريكاً يعزز طاقة العقل البشري لا بديلاً عنه. هذه الروح التي تُعرف بالثورة الصناعية الخامسة ظهرت بوضوح في النقاشات التي طرحها مؤتمر «جسر الفجوة بين الأكاديميا والصناعة»، حيث أظهرت الكلمات والرؤى أن مستقبل الأردن لن يُبنى بالآلات وحدها، بل بالعقول القادرة على تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية.
أكد سمو الأمير الحسن بن طلال أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بعدد خطوط الإنتاج، بل بحجم القدرة على تحويل البحث العلمي إلى منفعة تخدم المجتمع. فالأفكار بالنسبة لسموه ليست منشورات أكاديمية بل مصادر قوة إذا أُتيحت لها بيئات تُشجع التجريب وتحتضن المحاولة والخطأ. وانسجمت هذه الرؤية مع ما قدّمه الدكتور مشهور الرفاعي الذي شدد على أن الشراكة بين الجامعة والصناعة ليست حدثاً عابراً، بل مسار يبدأ من المختبر وينتهي في المصنع، حيث تصبح مشاريع الطلبة نماذج أولية، ويغدو المختبر منصة إنتاج لا مساحة تعليم فقط، وتصبح الصناعة شريكاً يتبنّى هذه النماذج ويطوّرها ويموّلها.
في هذا السياق يبرز الأردن أمام فرصة حقيقية للانتقال إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة بوصفها محركاً للتنمية، وفيه تتحول الجامعات إلى مصانع للابتكار وتستعيد الصناعة دورها كحاضنة للتجديد. فالتحديات الاقتصادية والمناخية وسلاسل الإمداد العالمية تفرض ضرورة بناء منظومة تتعاون فيها العقول والخبرات والتكنولوجيا لتعزيز القدرة التنافسية وخلق وظائف ذات قيمة مضافة.
مقالات ذات صلةوعندما تلتقي رؤية الأمير الحسن حول مركزية المعرفة مع دعوة الدكتور الرفاعي لربط المختبر بالمصنع، يصبح دور الجامعة والصناعة امتداداً لبعضهما لا صورتين مختلفتين. فالمستقبل الذي تحدث عنه المؤتمر ليس صناعة أتمتة أكبر، بل صناعة تفكير أعمق؛ مستقبل تصنعه عقول تعمل معاً وإرادة وطنية ترى أن التنمية تبدأ من الإنسان قبل أن تبدأ من الآلة.