مخرج فلسطيني: الفن كشف جرائم إسرائيل فبات الفنانون أهدافا لجيشها
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
أكد المخرج الفلسطيني إياد الأسطل أن الفنانين الفلسطينيين الذين يكشفون بجرأة عبر أعمالهم الفنية جرائم إسرائيل، أصبحوا عرضة للاستهداف المتعمد من قبل جيشها، "لا لشيء سوى أنهم يوثقون الحقيقة".
الأسطل، الذي نشأ في قطاع غزة وأكمل دراسته السينمائية في فرنسا، تحدّث عن بيان الدعم الدولي لغزة الذي نُشر في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في 12 مايو/أيار الجاري، تحت عنوان "يجب ألا يسود الصمت في مهرجان كان السينمائي إزاء الفظائع المرتكبة في غزة".
تضمن البيان عبارة، "لا يمكننا أن نصمت بينما تستمر الإبادة الجماعية في غزة"، ودعمه أكثر من 300 شخصية من عالم السينما، من بينهم المخرج إياد الأسطل نفسه.
حكايات من غزةبعد إكمال تعليمه السينمائي في فرنسا، عاد الأسطل إلى قطاع غزة، حيث بدأ عام 2019 بإنتاج سلسلة وثائقية بعنوان "حكايات من غزة" توثق الحياة اليومية للفلسطينيين.
وتناولت السلسلة الوثائقية التي امتدت لنحو 250 حلقة خلال الفترة من عام 2019 وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2023، موضوعات متعددة من بينها دور الفنانين والشباب والأطفال والنساء في المجتمع الغزّي.
وبعد بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، شرع الأسطل بتصوير فيلم وثائقي جديد بعنوان "من أجل كرامة غزة"، سيُعرض لأول مرة في 27 مايو/أيار الجاري، في معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس.
إعلانوغادر الأسطل القطاع في فبراير/شباط 2024، ويقيم حاليًا في فرنسا، حيث تحدّث عن أسباب دعمه للبيان المنشور في صحيفة "ليبراسيون"، وعن مشاريعه التي تركز على غزة.
شراكة في الجريمةالأسطل قال إنه لم يستطع أن يظل صامتا حيال ما يجري في غزة، لذا قرر التوقيع على البيان المنشور في صحيفة "ليبراسيون"، مضيفا "علينا اليوم أن نحشد كل إمكاناتنا للدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم، ووضع حدّ لما يجري في غزة".
وشدد المخرج الفلسطيني على أن كل شخص، سواء أكان فنانا أم صحفيا أم غير ذلك، "يتحمّل مسؤولية تاريخية تجاه ما يحدث. إذا لم نُسهم في وقف هذه الحرب، فإننا نُعدّ شركاء في الجريمة".
وأعرب عن أمله أن يكون لهذا البيان تأثير على الساحة الدولية، "نحن نتحدث عن مهرجان كان السينمائي، حيث يجتمع مئات بل آلاف الفنانين لعرض أعمالهم. ومن المهم أن يستمع هؤلاء الفنانون والمخرجون والكوميديون إلى رسالة زملائهم".
الفن مقاومةيرى الأسطل أن الفن الفلسطيني هو "شكل من أشكال المقاومة"، ويوضح أن الفنانين في غزة والضفة يكشفون عبر كتاباتهم، أو أعمالهم الفنية، أو أفلامهم السينمائية، أو حتى من خلال أغنية أو قصيدة، عن "الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال. ولهذا السبب، أصبحوا أهدافا مباشرة لهذا الجيش".
وأشار المخرج الفلسطيني إلى أن كثيرا من القصص دُفنت مع المدنيين الذين قتلوا، لكن الفنانين يعملون على إحياء هذه القصص وتحويلها إلى فيلم، أو أغنية، أو رواية، "واليوم لا نشهد فقط حربا عسكرية، بل هناك أيضا حرب إعلامية، وحرب تضليل ممنهجة".
وانتقد الصورة النمطية التي تروج لها بعض وسائل الإعلام عن الفلسطينيين، قائلاً: "يُصوَّر الفلسطيني على أنه وحش قاتل، في حين يتم تجاهل الجرائم التي تُرتكب بحقه يوميا. الإعلام شريك في تغذية هذا التشويه".
تجويع غزةويؤمن الأسطل بدور الفن كوسيط إنساني، "فعندما يفوز أصدقائي المخرجون بجوائز هنا في فرنسا، أطلب منهم أن يكونوا صوتا لغزة، أن يرفعوا وجعها على المنصات".
إعلانوسلّط الضوء على استخدام إسرائيل للجوع كوسيلة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة، وتساءل بغضب "لماذا يُمنع طفل من عبوة حليب؟ ما الذي يمكن أن تُشكّله تغذية مسنٍّ أو امرأة حامل من خطر على جيش الاحتلال الإسرائيلي؟".
وأشار إلى أن سكان القطاع اضطروا إلى أكل الأعشاب البرية وأعلاف الحيوانات في ظل شحّ الغذاء والدواء.
كما أكد الأسطل أنه من خلال مشروعه "حكايات من غزة"، كان يهدف إلى إظهار الجوانب غير المرئية من حياة الفلسطينيين بغزة في وسائل الإعلام.
وقال: "هنا، وخاصة في أوروبا، عندما يُذكر اسم غزة، لا يجري الحديث سوى عن القصف، والاعتداءات، والعنف. أما الحياة اليومية فلا تُعرض. ولهذا خطرت لي فكرة إنتاج الوثائقي حكايات من غزة".
وثيقة حيةوقال المخرج الفلسطيني إنه بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، قرّر إعادة التصوير مع الأشخاص الذين التقاهم في سلسلة أفلامه الوثائقية السابقة، من أجل رؤية كيف غيّرت الحرب حياتهم، موضحا أنه أنجز خلال هذه المرحلة فيلما وثائقيا جديدا بعنوان "من أجل كرامة غزة"، يتناول قصص من تم تهجيرهم قسرا من القطاع.
وسرد أحد الأطفال المشاركين في الفيلم ذكرياته عن أيام الجمعة قبل الحرب، حين كانت العائلة تجتمع على الطعام، قائلا "اليوم كلهم جياع، لا يملكون شيئًا يأكلونه".
ودعا الأسطل الجميع إلى مشاهدة الفيلم لرؤية ما آلت إليه الحياة في غزة، مشددا على أنه "لا توجد في هذا الفيلم الوثائقي كلمة واحدة تنم عن الكراهية".
وأضاف "يتحدث في الفيلم أشخاص عاديون، فنانون، نساء، فتيات، صحفيون… يروون الحقائق، ويصفون أجواء الحرب، ويُقدّمون صورة عن غزة كما كانت قبل اندلاع العدوان".
ومنذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان الفنانون الفلسطينيون هدفاً لغارات الجيش الإسرائيلي، حيث وثق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ووزارة الثقافة الفلسطينية، في تقرير مشترك صدر في مارس/آذار الماضي، استشهاد 118 عاملا في الحقل الثقافي والفني بقطاع غزة خلال العام 2024، بغارات إسرائيلية.
إعلانوكان من أبرز العاملين في القطاع الفني والثقافي الذين قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية الفنانة التشكيلة محاسن الخطيب، والمنشد حمزة أبو قينص، وعضوة فرقة "أصايل وطن" للدبكة الشعبية تالا بعلوشة، والفنان التشكيلي رئيس منتدى الفن التشكيلي ثائر الطويل، والفنانة التشكيلية حليمة كحلوت، والفنان المسرحي محمد السلك، والممثل علاء قدوحة، والمخرج محمد خليفة، والمصور السينمائي مصطفى ثريا، وفق بيانات سابقة لوزارة الثقافة بغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المخرج الفلسطینی حکایات من غزة فی فرنسا على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ريان جونسون مخرج سلسلة "Knives Out" يكشف ملامح الجزء الثالث
تحدث المخرج والكاتب ريان جونسون عن فيلمه الجديد Wake Up, Dead Man الذي يشكّل الجزء الثالث من سلسلة "Knives Out" الشهيرة.
وعرض جونسون ملامح العمل قبل طرحه على منصة نتفليكس في الثاني عشر من ديسمبر.
وركز في حديثه على الأجواء البوليسية التي تعود مرة أخرى إلى الواجهة من خلال لغز يدور داخل مجتمع كاثوليكي صغير يتعرض لصدمة جريمة قتل غامضة.
الفيلم قدّم بطله الجديد في قلب عاصفة الاتهاماستعرض جونسون ملامح الشخصية الرئيسية، الأب جود دوبلنتيسي الذي أداه الممثل جوش أوكونور.
ووجد البطل نفسه متورطًا في شبكة من الشبهات داخل جماعته الكنسية المتماسكة. ودخل المحقق الشهير بينوا بلانك إلى الأحداث من جديد ليعيد بناء الخيوط المعقدة للقضية.
وأعاد الممثل دانيال كريج تقديم الشخصية بأسلوبه المعروف منذ ظهورها الأول في السلسلة.
جونسون أوضح فلسفته في اختيار العناوينكشف جونسون عن طريقته في صياغة عناوين أعماله، وشرح أنه يحرص على انتقاء عنوان يلفت الانتباه ويثير التساؤل قبل المشاهدة.
وأكد أن العنوان يجب أن يبدو منطقيًا بعد انتهاء الفيلم بحيث يشعر المشاهد بأن العمل لم يكن ليسمى بغير هذا الاسم. وأشار إلى أن عنوان فيلمه الجديد جاء امتدادًا لهذا النهج.
عملية الكتابة تجنبت التصور المسبق للممثليناعترف جونسون بأنه يتجنب الكتابة مع وضع ممثل محدد في ذهنه. وشرح أن هذا الأسلوب يجنبه خيبة الأمل المحتملة الناتجة عن صعوبة التوفيق بين جداول نجوم السينما.
وأوضح أنه يفضل كتابة الشخصيات أولًا ثم البحث عن الممثلين القادرين على تجسيدها. وأكد أن جذب الأسماء الكبيرة يظل هدفًا مهمًا حتى وإن كان محفوفًا بالتحديات.
العمل الجديد جاء بلا مخزون أفكار مسبقتحدث جونسون عن عملية تطوير السلسلة مستقبلًا، وأوضح أنه لا يحتفظ بقائمة أفكار جاهزة للأجزاء القادمة.
وبيّن أنه لا يبدأ في كتابة أي مشروع جديد ما لم يشعر بأنه الفكرة الصحيحة للخطوة التالية، وأكد أن عملية التطوير تقوم على الإلهام اللحظي لا على تراكم مقترحات جاهزة.
محبو السلسلة ينتظرون لغزًا جديدًاقدّم جونسون من خلال تصريحاته لمحة واسعة عن تطور السلسلة التي أصبحت جزءًا أساسيًا من عالم الجريمة المعاصرة.
وأعاد تأكيد التزامه بتطوير شخصياته وأجوائه البوليسية دون التقيد بقوالب ثابتة.
ومن المتوقع أن يثير الجزء الثالث اهتمامًا واسعًا نظرًا لمزيجه بين الدراما الدينية والغموض الكلاسيكي والتحقيق المعقد الذي يجسده المحقق بلانك.