هل السهر طول الليل حرام؟.. احذره لـ5 أسباب مهلكة يغفلها كثيرون
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
لعل ما يطرح السؤال عن هل السهر حرام ؟، هو كثرة أعداد الساهرين ، وانتشار عادة السهر كإحدى مستجدات العصر الراهن، وهو ما يطرح السؤال عن هل السهر حرام ؟، تجنبًا للوقوع في الحرام بسبب هذه العادة المنشرة مؤخرًا خاصة بين الشباب، ومن ثم ينبغي معرفة هل السهر حرام ؟ تجنبًا لإثم تتضاعف عقوبته بسبب شهر ذي القعدة المُحرم .
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن النوم هو غذاء البدن والعقل، فراحة البدن في النوم، مشيرًا إلى أن أي شيء ليس فيه نوم وسكينة ، فإن الفوضى تعم كل العبادات .
وأوضح “ الجندي ” في إجابته عن سؤال: هل السهر في الليل حرام ؟، أنه في حال عدم النوم فإن الصلاة والعبادات تضطرب لذا علينا الاهتمام بالنوم لأنه جزء من أجزاء النعم وثلث الحياة نوم.
وأضاف أنه علينا أن نأخذ حظنا من النوم ولابد للإنسان أن يخضع لقانون النوم، حيث انعدام النوم خاصية من خواص ربنا عز وجل فقط، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الصلاة وعدم الاستهتار بموضوع الصلاة والحفاظ على صلاة الفجر.
حكم السهر بعد العشاءروي في حكم السهر بعد العشاء عن البخاري (568) ، ومسلم (647) ، عن أبي برزة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها.
واتفق العلماء على كراهة الحديث بعد العشاء، إلا ما كان في خير، وكراهة الحديث بعد العشاء المراد بها بعد صلاة العشاء، لا بعد دخول وقتها. (من شرح النووي لهذا الحديث في صحيح مسلم).
وقال ابن رجب (فتح الباري 5/ 175) : وقد أخذ به الإمام أحمد، فكره السمر في حديث الدنيا، ورخص فيه للمسافر. وروي... عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا سمر إلا لثلاثة: مصل، أو مسافر، أو عروس)،... وعنها: قالت: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نائماً قبل العشاء، ولا لاغياً بعدها؛ إما ذاكراً فيغنم، أو نائماً فيسلم.
وورد في الإنصاف للمرداوي (1/ 437): ويكره الحديث بعدها إلا في أمر المسلمين أو شغل أو شيء يسير، والأصح: أو مع الأهل. وقيل: يكره مع الأهل، وقدمه في الفائق. قال في الرعاية، وابن تميم: ولا يكره لمسافر ولمصل بعدها.
وقد يُفرَّق بين الليالي الطوال والقصار، ويمكن أن تحمل الكراهة على الإطلاق حسما للمادة؛ لأن الشيء إذا شرع لكونه مظنة قد يستمر فيصير مئنّة والله أعلم. (فتح الباري لابن حجر 2/ 73) ، وأما النصف الأول - من الليل - فكان ينامه داود عليه الصلاة والسلام، وينامه نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فيكون النصف الأخير وهو النصف الثاني بأسداسه الثلاثة هو أفضل الليل، فالسدس الرابع والخامس يقومه داود، والسدس الخامس والسادس يقومه نبينا عليه الصلاة والسلام. (شرح الاقتصاد في الاعتقاد للشيخ عبد العزيز الراجحي 4 / 26)
الحكمة من النهي عن السمر بعد العشاءقال القرطبي في تفسيره (12/ 138): قال العلماء: أما الكراهية للنوم قبلها فلئلا يعرضها للفوات عن كل وقتها أو أفضل وقتها، ولهذا قال عمر: فمن نام فلا نامت عينه، ثلاثا.
وممن كره النوم قبلها عمر وابنه عبد الله وابن عباس وغيرهم، وهو مذهب مالك. ورخص فيه بعضهم، منه علي وأبو موسى وغيرهم، وهو مذهب الكوفيين.وشرط بعضهم أن يجعل معه من يوقظه للصلاة.
وروي عن ابن عمر مثله وإليه ذهب الطحاوي. وأما كراهية الحديث بعدها فلأن الصلاة قد كفرت خطاياه فينام على سلامة، وقد ختم الكتاب صحيفته بالعبادة، فإن هو سمر وتحدث فيملؤها بالهوس ويجعل خاتمتها اللغو والباطل، وليس هذا من فعل المؤمنين. وأيضا فإن السمر في الحديث مظنة غلبة النوم آخر الليل فينام عن قيام آخر الليل، وربما ينام عن صلاة الصبح.
وقد قيل: إنما يكره السمر بعدها لما روى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إياكم والسمر بعد هدأة الرجل فإن أحدكم لا يدري ما يبث الله تعالى من خلقه أغلقوا الأبواب وأوكوا السقاء وخمروا الإناء وأطفئوا المصابيح)...وقد قيل: إن الحكمة في كراهية الحديث بعدها إنما هو لما أن الله تعالى جعل الليل سكنا، أي يسكن فيه، فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله في النهار الذي هو متصرف المعاش، فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده فقال: "وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا" [سورة الفرقان: 47] ا.ھ
وقال ابن القيم: نهى أن يسمر بعد العشاء الآخرة إلا لمصل أو مسافر، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، وما ذاك إلا لأن النوم قبلها ذريعة إلى تفويتها، والسمر بعدها ذريعة إلى تفويت قيام الليل، فإن عارضه مصلحة راجحة كالسمر في العلم ومصالح المسلمين لم يكره. (إعلام الموقعين 3/ 118) وأما النوم قبلها، فقد نزل فيه قرآن يتلى، فيما يروى عن أَبَانِ ابْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَابِدَةً، فَقَالَتْ: إِنَّمَا لِي مِنَ اللَّيْلِ هَذِهِ النَّوْمَةُ، مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْعِشَاءِ، وَإِنِّي أُوكِلُ مِنْ أَهْلِي مَنْ يُوقِظُنِي عِنْدَ الأَذَانِ بِالْعِشَاءِ.
فَقَالَ أَنَسٌ: وَكِّلِي مِنْ أَهْلِكِ مَنْ لا يَدَعُكِ تَنَامِينَ حَتَّى تُصَلِّيهَا فَإِنَّ فِيهَا أُنْزِلَتْ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَن الْمَضَاجِعِ} [سورة السجدة: 16]، وَكَانَ الْقَوْمُ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْهِمْ يَنَامُونَ، فَلَمَّا فُرِضَتْ عَلَيْهِمُ اجْتَنَبُوا مَضَاجِعَهُمْ حَتَّى يُصَلُّوهَا. (تفسير يحيى بن سلام 2/ 690، والطبري 20 / 180)
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السهر طول الليل صلى الله علیه وسلم الحدیث بعد
إقرأ أيضاً:
لماذا أوصى النبي بالمحافظة على صلاة الضحى؟.. لـ5 أسباب
لاشك أن معرفة لماذا أوصى الرسول بالمحافظة على صلاة الضحى ؟، تعد من الأمور التي ينبغي معرفتها في شهر الله المحرم على وجه الخصوص ، حيث إنها أحد الوصايا والسُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في أحد الأشهر الحُرم التي يتضاعف فيها الفضل والثواب، فإن كان فضل صلاة الضحى وحكمها وعدد ركعاتها ووقتها معلومًا للجميع، فلايزال هناك الكثير عنها لا نعرفه، ولعل السؤال عن لماذا أوصى الرسول بالمحافظة على صلاة الضحى ؟ يعد أحد تلك الكنوز الخفية.
ورد عن لماذا أوصى الرسول بالمحافظة على صلاتها ؟ ، أنه عندما يُقسِم رب العزة بشيء فذلك يدل على فضله وعظمته؛ وقد أقسم الله تعالى بالضحى في سورة الضحى، وهذا يدلّ على أهمية هذا الوقت من النهار، ولصلاة الضحى العديد من الفوائد هي سبب وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بها، وهي:
1- تسد صلاة الضحى الصدقة عن جميع مفاصل الجسم، فالجسم يحتوي على ثلاثمائة وستون مفصلًا وكل مفصل يلزمه صدقة شكرًا لله تعالى على هذه النعم، وصلاة الضحى تسد الصدقة عنها جميعًا.
2- من صلى اثنتي عشر ركعة من صلاة الضحى فإن الله تعالى يبني له بيتًا في الجنة، جاء حديث عن الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلَّم- قال: «من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة»، قال ابن حجر- رحمه الله –في كتابه الفتح: "وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها".
3 - نيل أجر الصّدقة؛ فقد رُوي عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: «يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
4 -كِفاية الله تعالى للمُحافظين على صَلاةِ الضُّحى: عن أبي الدّرداء وأبي ذر، عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فيما رواه عن الله -عز وجل- أنّه قال: «ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره».
5 - وَصفُ المُحافظين على صلاةِ الضُّحى بالأوّابين: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: «لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب. قال: وهي صلاة الأوابين».
حكم صلاة الضحىورد فيها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرع صلاة الضحى، ولكنه لم يثبت أبدًا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى الضحى لانشغاله بقيام الليل، وهناك بعض الآراء تقول إنه صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ولكنه لم يحافظ عليها، كما أن بعض العلماء بحث في السير والأحاديث ليتأكدوا من عدم أداء النبي -صلى الله عليه وسلم- لـ صلاة الضحى، فجدوا أنه -صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في بيت أم هانئ في مكة عند فتحها، وقالوا هذه ليست صلاة الضحى، ولكنها صلاة الفتح، لأنه يُسن عند فتح بلد ودخوله في الإسلام صلاة ركعتين.
وجاء أن صلاة الضحى سنة، وليست واجبة، كما في وصية نبينا صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: «صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لغيرهما «أَمَرَنِي بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى كُلَّ يَوْمٍ».
فضل صلاة الضحىرُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى»، كما جاء فيفضل صلاة الضحى مارُوي أيضًا عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: «أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ».
وجاء عن فضل صلاة الضحى فإن الملائكة تشهد صلاة الضحى، لما ورد أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: «صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ»، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ».
عدد ركعات صلاة الضحىورد عن عدد ركعات صلاة الضحى ، أن صلاة الضحى سُنة مؤكدة عند الجمهور، وعدد ركعات صلاة الضحى أقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثماني ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة، وفضلها تعد صدقة عن مفاصل الجسم البالغة نحو 360 مفصلًا.
و فيما روى مسلم ، من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى»، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام».
و ثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة، فقد روى مسلم أن معاذة رحمها الله سألت عائشة رضي الله عنها: «كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى ؟، قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ»، وروى مسلم عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: «قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى».
وقت صلاة الضحىوردأن وقت صلاة الضحى اليوم يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح، والمقصود بقيد رمح أي خمس درجات، عندما تصعد الشمس في كبد السماء ثم تميل مرة أخرى، فهذه تُسمى درجات، وتخطو الشمس الدرجة في أربع دقائق، وعليه فإن وقت صلاة الضحى اليوم يبدأ بعد شروق الشمس بعشرين دقيقة، وينتهي قبل أذان الظهر أي قبل الزوال بأربع دقائق ، وعن وقت صلاة الضحى فإن وقتها يبدأ في تمام الساعة 6:17 صباحًا، فيما ينتهي في تمام الساعة 12:55 صباحا، أي قبل أذان الظهر بأربع دقائق.