الجيش يتقدم في صحراء دارفور والمسيرات تهاجم معسكر درع السودان
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
فيما لا تزال ولاية غرب كردفان تشهد عمليات استنفار وتعبئة واسعة من الجانبين وتوترات أمنية متصاعدة تنذر بصدام جديد وشيك بين الطرفين في مدينة النهود، حيث يسعى الجيش إلى استردادها، يعيش النازحون بالقرى الواقعة حول المدينة أوضاعاً إنسانية حرجة، ويواجه عشرات الآلاف منهم انعداماً حاداً في مياه الشرب نتيجة توقف إمدادات الوقود إلى آبار المياه بسبب المعارك الجارية.
تطورات عسكرية متسارعة وتصعيد واسع يشهده أكثر من محور قتالي في الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بخاصة في دارفور وكردفان وأم درمان، أبرزها تحرير الجيش والقوات المشتركة منطقة وادي العطرون، نقطة الإمداد الاستراتيجية لـ"الدعم السريع" على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد.
هجمات وقصف بينما شن الطيران الحربي للجيش غارات جوية عدة على مواقع ومتحركات "الدعم السريع" في مدينة النهود غرب كردفان هاجمت مسيرات "الدعم السريع" معسكر قوات درع السودان في شرق ولاية الجزيرة، وواصلت قصفها العشوائي على مدينة الفاشر ومعسكر "أبو شوك" للنازحين، وتبادل الطرفان القصف المدفعي جنوب أم درمان.
وأعلن حاكم إقليم دارفور المشرف على القوات المشتركة مني أركو مناوي أن سيطرة الجيش والقوات المشتركة على هذه المنطقة الاستراتيجية تمثل انتصاراً عظيماً يبشر بأن النصر بات وشيكاً، "وقريباً سنحتفل مع شعبنا في إقليم دارفور في كل الطرقات".
وكشف مناوي لدى مخاطبته حشداً من ضباط وجنود القوات المشتركة عن أنه لم يتبق لتحرير دارفور سوى أربع خطوات عسكرية فحسب، تبدأ بالفولة لتنتهي بالفاشر. وأكد بيان للقوات المشتركة أن تحرير منطقة العطرون في صحراء شمال دارفور من قبضة "الدعم السريع" تم بعد عملية عسكرية دقيقة ومنسقة بينها وبين قوات الجيش "تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
موازين القوى وأوضح الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى أن تحرير وادي العطرون يمثل تحولاً في موازين القوى على أرض دارفور وخطوة حاسمة نحو استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم، إذ تكتسب المنطقة أهمية استراتيجية بالغة بموقعها الحيوي الذي يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور ومنطقة المثلث الحدودي.
وأضاف مصطفى أن المنطقة تشكل مركزاً محورياً في خريطة العمليات العسكرية وشبكات الإمداد، ويعد تحريرها بمثابة قطع للشريان الرئيس لإمدادات "الدعم السريع" اللوجيستية والعسكرية والبشرية.
وتتزامن سيطرة الجيش على وادي العطرون مع تحركات حثيثة للقوات المشتركة في إقليمي دارفور وكردفان بهدف الوصول إلى شمال دارفور وفك الحصار المضروب على مدينة الفاشر منذ ما يقارب العام.
و لقي 19 من المدنيين حتفهم وأصيب 28 آخرون بينهم أطفال جراء تجدد القصف المدفعي العشوائي من جانب "الدعم السريع" على أحياء مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك للنازحين شمال دارفور، وفق "شبكة أطباء السودان"، وأعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين شمال غربي الفاشر، عبر صفحتها على "فيسبوك"، عن ارتفاع أعداد ضحايا القصف العشوائي لـ"الدعم السريع" للمعسكر إلى 32 قتيلاً وعشرات الجرحى والمصابين خلال الأيام الخمسة الماضية.
وأوضحت الغرفة أن القصف استهدف سوق المعسكر المكتظة بالمدنيين إلى جانب مساجد ومنازل ومرافق خدمية عامة، مما تسبب في زيادة تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية بالمعسكر، في ظل ظروف صحية صعبة يعانيها قاطنو المعسكر، نتيجة خروج كل أقسام المركز الصحي والعيادات الخاصة عن الخدمة علاوة على انعدام الأدوية والمواد الغذائية.
وفي وسط البلاد أدت هجمات بطائرات مسيرة لـ"الدعم السريع" على معسكر قوات درع السودان في جبل الأباتور بمنطقة البطانة شرق ولاية الجزيرة إلى مقتل 10 من عناصرها وإصابة 14 آخرين من الجنود التابعين له.
وتفقد قائد الدرع اللواء أبو عاقلة كيكل معسكر قواته هناك بعد ساعات قليلة من استهدافه بالطائرات المسيرة، وشهد محور العاصمة الخرطوم تبادلاً للقصف المدفعي الثقيل على مواقع كل منهما بمنطقة الفتيحاب المتاخمة لسلاح المهندسين جنوب أم درمان، حيث قصفت "الدعم السريع" مواقع متقدمة للجيش في المنطقة ذاتها، وردت مدفعية الأخير، بشدة، على مصادر النيران في محيط منطقة الصالحة ومعسكر فتاشة جنوب غربي أم درمان.
وأفاد مصدر عسكري باستمرار المواجهات والاشتباكات، وأيضاً مواصلة الجيش وحلفائه عملياتهم الحربية ضد "الدعم السريع" لتعزيز تقدمهم وتوسيع سيطرتهم على مناطق التماس حول منطقة الصالحة آخر معاقل "الدعم السريع" بالعاصمة الخرطوم
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
تصعيد في قصف معسكرات النازحين.. الجيش السوداني يسيطر على منطقة «عطرون»
البلاد – الخرطوم
أحرز الجيش السوداني تقدماً ميدانياً جديداً في إقليم دارفور، بإعلانه السيطرة على منطقة “عطرون” الواقعة في صحراء شمال دارفور، بحسب ما أكده أمس (الأحد) حاكم الإقليم، مني أركو مناوي. وأوضح مناوي في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، أن العملية تمت بتنسيق محكم بين القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة، واصفاً العملية العسكرية بالدقيقة. وأضاف أن القوات المشتركة تمكنت من إلحاق “خسائر فادحة” بقوات الدعم السريع في الأرواح والمعدات، مضيفاً أن “النصر بات وشيكاً وسنحتفل في كل الطرقات”.
في المقابل، ووسط استمرار المواجهات، أفادت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك للنازحين بمدينة الفاشر، بمقتل 14 شخصاً جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف سوق نيفاشا داخل المعسكر. وأكدت منظمة “إنقاذ”، المعنية بتقديم الإغاثة الإنسانية، أن القصف تسبب بمقتل ما لا يقل عن 14 فرداً من عائلة واحدة في غارة جوية وقعت يوم 9 مايو، محملة قوات الدعم السريع مسؤولية الهجوم.
وذكرت المنظمة أن معسكر أبوشوك، الواقع على مقربة من مدينة الفاشر، تعرّض لقصف مكثف مساء الجمعة، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”. هذا التصعيد يتزامن مع تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في المخيمات، خاصة أبوشوك وزمزم، حيث وصفت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، الوضع هناك بأنه “كارثي”، مشيرة إلى أن المدنيين محاصرون ويعانون من انقطاع المساعدات الإنسانية.
ودعت سلامي إلى وقف فوري لإطلاق النار وتهدئة إنسانية عاجلة تتيح إيصال المساعدات للمحتاجين، في وقت تكتسب فيه مدينة الفاشر أهمية استراتيجية متزايدة، كونها المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعاً مفتوحاً على السلطة بين رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخل وخارج البلاد، وسط أزمة إنسانية متفاقمة تعد من الأسوأ على مستوى العالم حالياً.: