“ذا هيل” الأمريكية: مغادرة واشنطن للمستنقع اليمني أنقذها من كلفة سياسية وعسكرية باهظة
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
يمانيون../
نشرت صحيفة ذا هيل الأمريكية تحليلًا سياسيًا مطولًا اعتبرت فيه أن وقف الولايات المتحدة لحملتها العسكرية في اليمن أنقذها من “مستنقع مكلف”، كاشفة عن تفاصيل اتفاق هش بوساطة عمانية أفضى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين اليمن وواشنطن.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق ينص على وقف القوات اليمنية لهجماتها البحرية ضد السفن الأمريكية مقابل تعليق الأخيرة لغاراتها الجوية وعملياتها العسكرية في البحر الأحمر ومحيطه.
ورأت الصحيفة أن هذا التفاهم جاء في سياق توازنات دقيقة، بعد أن تكبدت واشنطن خسائر معتبرة، شملت تدمير ثماني طائرات مسيّرة وطائرتين مقاتلتين من طراز F/A-18 سوبر هورنت، ناهيك عن تكاليف تشغيل السفن الحربية وحاملات الطائرات، دون تحقيق نتائج سياسية أو عسكرية حاسمة، الأمر الذي دفع الصحيفة للتساؤل عمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد أنفقت كل هذه الموارد “عبثًا”.
ووصفت ذا هيل الحملة العسكرية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد القوات اليمنية، بـ”النهاية المأساوية”، معتبرة أن الصمود اليمني كشف عن ضعف نسبي في قدرة الولايات المتحدة على حسم مواجهاتها مع خصم أقل إمكانيات بكثير من الصين أو روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الصورة أضرت بهيبة واشنطن، خاصة في ظل تزايد الانتقادات داخل إدارة ترامب، التي لم تتمكن من تبرير التدخل عسكريًا بدعوى الدفاع عن “المصالح التجارية”.
وأبرز التقرير الانقسام العميق داخل البيت الأبيض إزاء استمرار العمليات، مشيرًا إلى أن نائب الرئيس جيه دي فانس أخفق في إقناع الرأي العام أو حتى الدوائر المقربة من الإدارة بجدوى التصعيد ضد اليمن، لاسيما في ظل غياب أهداف واضحة ومحددة، وتحول الحملة إلى استنزاف مفتوح للقدرات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن كانت منذ البداية تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها ويضمن الحد الأدنى من المكاسب السياسية، وهو ما تحقق ـ على نحو غير مباشر ـ حين عاد اليمنيون إلى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل مارس، بعد أن فرضوا واقعًا جديدًا في البحر الأحمر لم تستطع واشنطن تجاوزه. واعتبرت الصحيفة أن هذا التراجع يمثل “نصرًا سياسيًا وعسكريًا واضحًا لصالح الحوثيين”.
وفي سياق تحليلها لتداعيات الانسحاب الأمريكي، نبهت الصحيفة إلى أن الكيان الصهيوني بات في مواجهة مباشرة مع اليمن “دون غطاء أمريكي علني”، مما يستدعي، بحسب توصيات الصحيفة، أن تواصل واشنطن دعم تل أبيب سرًا عبر تقديم المعلومات الاستخباراتية والمراقبة الجوية، لا سيما عبر الطائرات المسيّرة التي لا تزال تحلق في أجواء اليمن لضمان عدم بروز تهديدات محتملة ضد القوات الأمريكية أو حلفائها في المنطقة.
واختتمت ذا هيل تحليلها بالقول إن قرار واشنطن بوقف العمليات العسكرية جنّبها الانزلاق إلى حرب استنزاف خاسرة في اليمن، لكنها حذّرت من أن غياب استراتيجية أمريكية ذكية وفعّالة لاحتواء التهديدات اليمنية قد يُفضي إلى تكرار المواجهة مستقبلًا، مشيرة إلى ضرورة اعتماد مقاربة جديدة توازن بين حماية المصالح الأمريكية وتجنّب الدخول في مواجهات مباشرة مع الفاعلين غير التقليديين في المنطقة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عجز “إسرائيلي” عن إيقاف إطلاق صواريخ من اليمن
الثورة نت/..
توقّعت صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية أن يحصل “الحوثيون” (أنصار الله) على نصيب كبير من المسؤولية في التقارير حول إخفاقات الاستخبارات التي سبقت حرب “السيوف الحديدية” (العدوان الصهيوني على غزة)”.
توقّعت المراسلة العسكرية لصحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية، ليلاخ شوفال، أنْ يحصل “الحوثيون” (أنصار الله) على نصيب كبير من المسؤولية في التقارير التي ستتناول إخفاقات الاستخبارات التي سبقت حرب “السيوف الحديدية” (العدوان الصهيوني على غزة)”.
وقالت شوفال، في مقال نُشر في الصحيفة، إنّه “على مدار ما يقرب من عقد من الزمن، نشأ في اليمن تهديد عسكري جديد تجاه “إسرائيل”، لكنّه لم يحظَ بالاهتمام الكافي بسبب تهديدات أخرى اعتُبرت أكثر أهمية وقربًا، مثل التهديد الإيراني، حزب الله، وحماس”.
وأشارت إلى أنَّه برغم أنّ أنصار الله ذُكِروا في الإحاطات والتقارير في المؤسسة الأمنية “الإسرائيلية”، فإنّهم كانوا يُذكَرون بشكل عابر، موضحة أنّه “برغم معرفة “إسرائيل” الجيدة بأنّ “الحوثيين” يمتلكون قدرات إطلاق صواريخ طويلة المدى، فُوجئ بعض المراقبين عندما أطلقوا عشرات الصواريخ والطائرات المُسيَّرة نحو “إسرائيل”، بل وزادوا من وتيرة الهجمات مع مرور الوقت”.
ولفتت إلى أنَّه على الرغم من معدّلات الاعتراض الكبيرة التي حققها الجنود العاملون في الدفاع الجوي خلال أشهر القتال الطويلة، إلا أنَّ الخروقات القليلة قد تسبب أضرارًا كبيرة.
وتابعت قولها: “مع الأسف، الصاروخ اليمني الأخير الذي فشلت عملية اعتراضه قبل نحو أسبوعين، من قِبَل منظومة “ثاد” الأميركية ومنظومة “حيتس” “الإسرائيلية”، أحدث حفرة عميقة في مطار “إسرائيل” الدولي الرئيسي، ومنح “الحوثيين” إنجازًا معنويًا كبيرًا، ممّا دفع عشرات شركات الطيران الأجنبية إلى إلغاء رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى إشعار آخر”.
قبل أقل من شهر من 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، “كشف “الحوثيون” عن صاروخ جديد بمدى كبير، وكان الهدف المتوقَّع هو “إسرائيل”. ومع ذلك، لم يحظَ جمع المعلومات الاستخبارية عن قدراتهم اهتمامًا أو موارد كبيرة، لأنّ هذه الساحة اعتُبرت أقل أهمية مقارنة بحماس وحزب الله وإيران”، وفق شوفال.
وذكَّرت المراسلة العسكرية لـ”إسرائيل هيوم” بأنّه “في 27 تشرين أول/أكتوبر 2023 وصلت طائرات دون طيار من اليمن إلى خليج “إيلات” للمرة الأولى وجرى اعتراضها. وبعد أربعة أيام، أطلق “الحوثيون” لأوّل مرة صاروخ أرض – أرض على “إسرائيل”، فمنذ ذلك الحين، يربط “الحوثيون” هجماتهم بعملية غزة: عندما تتوقّف “إسرائيل”، يهدؤون، وعندما تستأنف القتال، يزيدون من النار، بل ويزيدون وتيرتها مؤخرًا”.
وأضافت: “بالنسبة إلى الكثيرين في “إسرائيل”، فإنّ “الحوثيين” عدو مربك – بدائي المظهر لكنْ يملك قدرات عسكرية متقدّمة مدعومة من دولة، وتأثيرهم واضح: صافرات إنذار كثيرة تضع ملايين “الإسرائيليين” في ملاجئ، وإضرار بالبنية التحتية تسبّب بخسائر جسيمة على مستوى الاقتصاد والنقل”، لافتة إلى أنّ “بقاء “الحوثيين” كفاعل رئيس في النشاط ضد “إسرائيل” زاد من ثقتهم بأنفسهم ودوافعهم إلى الاستمرار في العمل”.
وأشارت إلى أنّه “لنحو أربعة أشهر، امتنعت “إسرائيل” عن العمل عسكريًا ضد “الحوثيين”، وتركت الساحة للولايات المتحدة التي نفّذت مئات الغارات لكنّها لم توقف الهجمات”، وكشفت أنّ “تقديراتٍ تشير إلى استمرار “الحوثيين” في إنتاج صواريخ بشكل أسبوعي، ناهيك عن امتلاك عشرات إنْ لم يكن مئات الصواريخ التي يمكنهم استخدامها ضد “إسرائيل””.
وأردفت قولها: “نفّذت “إسرائيل” غارات عدة في اليمن، ويركّز الجهد على ضرب “الحوثيين” اقتصاديًا عبر البنية التحتية للمطارات والموانئ البحرية. والجمعة الماضية فقط، هاجمت “إسرائيل” الموانئ التي يستخدمها “الحوثيون” للإمداد”، مضيفة: “لكنّ التقديرات تشير إلى أنّ “الحوثيين” سيتمكّنون من استعادة استخدام الموانئ المتضرّرة خلال شهر، وفعلًا في نهاية الأسبوع عادوا لاستخدام مطار استهدف قبل أسبوع”، مذكّرةً بأنّ “تجارب سابقة تظهر أنّ الهجمات “الإسرائيلية” والأميركية لا تمنع “الحوثيين” من مواصلة إطلاق الصواريخ، والظروف الاقتصادية الصعبة لـ”الحوثيين” لا تردعهم”.
وبرأي شوفال، فإنّ “المسافة الكبيرة بين اليمن و”إسرائيل” تعيق الهجمات الجوية المنتظِمة”، مستبعدةً أنْ “يتم القضاء على “الحوثيين” عسكريًا، خصوصًا بسبب قدرتهم العالية على البقاء، حيث يعيشون في مناطق معزولة ويستطيعون الصمود تحت ضغط طويل”.
في خلاصة مقالها، أكّدت شوفال أنّه “لا يوجد في “إسرائيل”، حتى الآن، من يشعر بالتفاؤل بإمكان إيقاف إطلاق صواريخ “الحوثيين” على “إسرائيل” بالقوة العسكرية وحدها”، مرجّحةً أنْ “تستمر صافرات الإنذار المتكرّرة التي تدفع ملايين “الإسرائيليين” إلى الملاجئ، طالما اختار “الحوثيون” إطلاق الصواريخ”.
* المصدر: العهد الاخباري