أسفر القصف الإسرائيلي المكثف والمستمر منذ فجر اليوم الثلاثاء، عن سقوط 45 قتيلاً على الأقل في مناطق متعددة من قطاع غزة، شملت شمال ووسط القطاع، وسط تصعيد عسكري عنيف تضمن غارات جوية وعمليات برية واسعة النطاق، وتركزت الضربات على مناطق مأهولة بالسكان مثل دير البلح حيث سقط أكثر من 15 قتيلاً، بالإضافة إلى مناطق الصفطاوي، الزرقا، الشجاعية، تل الزعتر، بيت لاهيا، وجباليا.

وأفادت مصادر طبية ومحلية بأن هناك العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، وسط صعوبة في وصول فرق الإسعاف إلى المناطق المستهدفة بسبب شدة القصف، كما استهدفت الضربات خيام النازحين والمستشفيات، لا سيما المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع الذي يتعرض لحصار وقصف متكرر، وبلغ إجمالي القتلى في القطاع منذ صباح أمس الاثنين، 126 قتيلًا في إطار العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة المسماة “عربات جدعون”.

وفي إطار التصعيد ذاته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في تصريحات لصحيفة “يسرائيل هيوم” إن السيطرة على 75% من قطاع غزة ستؤدي إلى انهيار حركة حماس، مع قطع خطوط الإمداد والتمويل عنها، واصفًا الضغط العسكري المكثف بأنه السبيل الأمثل لتقويض قدرات الحركة العسكرية والتنظيمية.

وأكد سموتريتش أن العملية ستستمر ضمن التزام طويل الأمد وأن الهدف هو القضاء على التهديد الذي تمثله حماس للأمن الإسرائيلي.

على الصعيد الدبلوماسي، كشفت قناة “مكان” العبرية عن جهود سرية يقودها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتمرير صيغة جديدة لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، عبر وساطة غير تقليدية تتم خارج الدوحة وبقنوات خلفية معتمدة.

وبحسب القناة، يتواصل ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة حماس عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، الذي سبق له أن ساهم في إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أمريكي محتجز.

وفي تطور ميداني آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي في شمال قطاع غزة، وهو الرقيب يوسف يهودا شيراك (22 عامًا)، خلال الاشتباكات الجارية، وهو أول جندي يُقتل منذ بدء عملية “عربات جدعون”.

في الوقت نفسه، تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة، حيث دعا وزراء خارجية 22 دولة من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وجاء في بيان مشترك نشر الاثنين أن “المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأساسية قد نفدت، والسكان يواجهون خطر المجاعة”، مؤكدين ضرورة تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من العمل بشكل مستقل وشفاف لإنقاذ الأرواح.

وانتقد البيان بشدة السماح الإسرائيلي المحدود بدخول 5 إلى 9 شاحنات تحمل مساعدات فقط بعد حصار دام أكثر من شهرين ونصف الشهر، مطالبين باستئناف كامل للمساعدات الإنسانية فورًا. وأعلنت إسرائيل الأحد استئناف إدخال المساعدات عبر معبري كرم أبو سالم ونيتسانا، على أن تُشرف “مؤسسة غزة الإنسانية” على آلية توزيع جديدة.

ويأتي هذا القرار وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل استمرار العمليات العسكرية والتصعيد المتبادل بين الجانبين.

هذا وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين للحرب الإسرائيلية على غزة إلى 53 ألفا و339 قتيلا و121 ألفا و34 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023، وحصيلة القتلى والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 3 آلاف و193 قتيلا و8 آلاف و993 مصابا.

نتنياهو يحذر: مواقف لندن وأوتاوا وباريس حول غزة قد تؤدي لهجمات إرهابية جديدة ضد إسرائيل

شن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هجوماً حاداً على مواقف حكومات بريطانيا وفرنسا وكندا، معتبراً أن مطالبتها بوقف العملية العسكرية في قطاع غزة واعترافها المخطط به بالدولة الفلسطينية يشكلان “مكافأة” للإرهابيين ويمهدان لهجمات إرهابية جديدة ضد إسرائيل.

وغرد نتنياهو على منصة “إكس” قائلاً: “بمطالبتهم إسرائيل بوقف حربها الدفاعية التي تخوضها من أجل بقائها قبل القضاء على إرهابيي حركة حماس على حدودنا، وبمطالبتهم بإنشاء دولة فلسطينية، فإن القادة في لندن وأوتاوا وباريس يقدمون مكافأة ضخمة للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ويحرضون في الوقت ذاته على فظائع مماثلة جديدة”.

وأضاف نتنياهو: “إسرائيل تتبنى رؤية الرئيس ترامب وتدعو جميع القادة الأوروبيين إلى فعل الشيء نفسه. يمكن أن تنتهي الحرب غداً إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، ونزع سلاح حماس، وطرد قادتها القتلة. لا يمكن لأي دولة أن تقبل بأقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تقبل”.

جاء هذا التصريح رداً على إعلان حكومات بريطانيا وفرنسا وكندا، الاثنين، عزمها اتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد إسرائيل في حال استمرار هجومها العسكري على قطاع غزة وفرض قيود على المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى معارضتها لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتهديدها بفرض عقوبات مستهدفة، مع إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية.

وتشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً مع بدء قوات الدفاع الإسرائيلية عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة ضمن عملية “عربات جدعون”، وسط محاولات دبلوماسية مستمرة في قطر للتوصل إلى هدنة وصفقة تبادل أسرى.

آخر تحديث: 20 مايو 2025 - 12:09

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الحرب على غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة غزة وقف إطلاق النار غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار

أعلنت إسرائيل، السبت، أنها تستعد لإيفاد وفد تفاوضي للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس، وذلك في أعقاب تسلمها الرد الرسمي من الحركة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي وصفته تل أبيب بأنه "يحمل روحًا إيجابية".

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الحكومة قررت المضي قدمًا في إجراء مفاوضات غير مباشرة يُتوقع ألا تتجاوز مدتها يومًا ونصف، وفق تقديرات أحد المسؤولين الحكوميين الذي أكد أن هذه الجولة ستتركز على الدخول في "تفاصيل دقيقة" تتعلق ببنود الاتفاق المقترح.

رئيس إيران: دول المنطقة اتخذت مواقف مسؤولة خلال الحرب مع إسرائيلسوريا تدعو للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974هآرتس: فشل خطة إسرائيل الكبرى لتهجير فلسطيني غزة إلي سيناء60 مليار شيكل.. ميزانية الحرب تشعل الخلافات في إسرائيلرعب في إسرائيل من الذباب المصري | شاهدجواسيس إيران في إسرائيل.. الكشف عن مخطط لاغتيال شخصيات بارزة بدولة الاحتلالإسرائيل تسعى إلى تفاهم مع واشنطن يضمن لها حرية عمل جوي في إيران على غرار لبنانأمريكا تدرس تزويد إسرائيل بمقاتلات الشبح الاستراتيجية بي2"سابق لأوانه".. سوريا تنفي وجود مفاوضات تطبيع مع إسرائيلالتنفيذ حال استمرار عدوان إسرائيل.. مصادر أمريكية تكشف عن خطة إيرانية في مضيق هرمزآلية الانسحاب وتبادل الرهائن في صلب المباحثات

ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإن المفاوضات المرتقبة ستناقش تحديد آلية انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتوقيت وجدولة هذا الانسحاب، بالإضافة إلى تحديد قوائم الرهائن الإسرائيليين الذين سيُفرج عنهم مقابل الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال، والذين تطالب حماس بالإفراج عنهم ضمن الصفقة.

وأشار المصدر إلى أن "الدخول في التفاصيل الدقيقة" يعني أن الجانب الإسرائيلي سيطرح تساؤلات متعلقة بتوزيع مراحل التنفيذ، وضمانات التنفيذ المتبادل، وهو ما قد يحسم شكل الاتفاق النهائي إن توافرت التوافقات حول تلك المسائل.

تفاعل إيجابي بعد أشهر من الجمود

ويأتي التحرك الإسرائيلي الجديد بعد إعلان حماس، مساء الجمعة، أنها أنهت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل الفلسطينية، وسلمت ردها على المقترح الذي تقدّمت به الوساطة المصرية والقطرية، مشيرة إلى أن ردّها اتسم بـ"الإيجابية" وأنها مستعدة للدخول في مفاوضات فورية لبحث آلية التنفيذ.

وتشير الأوساط السياسية في إسرائيل إلى أن الحكومة تنظر باهتمام إلى مؤشرات المرونة الجديدة من قبل حركة حماس، إلا أن مصادر في تل أبيب تحذر من الإفراط في التفاؤل قبل اختبار مدى التزام الحركة بتفاصيل الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بالكشف عن أسماء الرهائن ومصيرهم، وترتيب مراحل تنفيذ الصفقة.

رئيس إيران: دول المنطقة اتخذت مواقف مسؤولة خلال الحرب مع إسرائيلسوريا تدعو للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974هآرتس: فشل خطة إسرائيل الكبرى لتهجير فلسطيني غزة إلي سيناء60 مليار شيكل.. ميزانية الحرب تشعل الخلافات في إسرائيلرعب في إسرائيل من الذباب المصري | شاهدجواسيس إيران في إسرائيل.. الكشف عن مخطط لاغتيال شخصيات بارزة بدولة الاحتلالإسرائيل تسعى إلى تفاهم مع واشنطن يضمن لها حرية عمل جوي في إيران على غرار لبنانأمريكا تدرس تزويد إسرائيل بمقاتلات الشبح الاستراتيجية بي2"سابق لأوانه".. سوريا تنفي وجود مفاوضات تطبيع مع إسرائيلالتنفيذ حال استمرار عدوان إسرائيل.. مصادر أمريكية تكشف عن خطة إيرانية في مضيق هرمزضغط أمريكي وإقليمي لكسر الجمود

وجاءت هذه التطورات في ظل تزايد الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن، للدفع نحو اتفاق يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار في القطاع، الذي يشهد عدوانًا مستمرًا منذ أكثر من ثمانية أشهر أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية في معظم أحياء غزة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح، في وقت سابق هذا الأسبوع، بأنه "يريد الأمان لأهالي غزة"، مؤكدًا أن وقف الحرب بات ضرورة إنسانية ملحّة، ومشيرًا إلى رغبته في التوصل إلى صيغة توافقية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يُتوقّع أن يزور واشنطن قريبًا.

طباعة شارك حماس غزة حركة حماس قطاع غزة إسرائيل الاحتلال

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء جديدة في خانيونس
  • «الصحة العالمية»: الوضع في قطاع غزة تجاوز حد الكارثة
  • أونروا: نظام توزيع المساعدات في غزة يهين الأسر الجائعة وندعو لرفع الحصار فوراً
  • إسرائيل تهاجم العفو الدولية وتتهمها بالانضمام إلى حماس
  • يديعوت أحرونوت: ميليشيتان إضافيتان من فتح تعملان في غزة برعاية الجيش الإسرائيلي
  • يديعوت أحرونوت: ميليشياتان إضافيتان من فتح تعملان في غزة برعاية الجيش الإسرائيلي
  • يديعوت أحرونوت: ميليشياتين إضافيتين من فتح تعملان في غزة برعاية الجيش الإسرائيلي
  • المملكة وإندونيسيا يعُربان عن قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة
  • المملكة وإندونيسيا يعُربان عن قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة ويجددان تأكيدهما مواصلة تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي