غزة على شفير الكارثة.. مئات القتلى وتصاعد الضغوط الدولية لرفع الحصار الإنساني
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
أسفر القصف الإسرائيلي المكثف والمستمر منذ فجر اليوم الثلاثاء، عن سقوط 45 قتيلاً على الأقل في مناطق متعددة من قطاع غزة، شملت شمال ووسط القطاع، وسط تصعيد عسكري عنيف تضمن غارات جوية وعمليات برية واسعة النطاق، وتركزت الضربات على مناطق مأهولة بالسكان مثل دير البلح حيث سقط أكثر من 15 قتيلاً، بالإضافة إلى مناطق الصفطاوي، الزرقا، الشجاعية، تل الزعتر، بيت لاهيا، وجباليا.
وأفادت مصادر طبية ومحلية بأن هناك العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، وسط صعوبة في وصول فرق الإسعاف إلى المناطق المستهدفة بسبب شدة القصف، كما استهدفت الضربات خيام النازحين والمستشفيات، لا سيما المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع الذي يتعرض لحصار وقصف متكرر، وبلغ إجمالي القتلى في القطاع منذ صباح أمس الاثنين، 126 قتيلًا في إطار العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة المسماة “عربات جدعون”.
وفي إطار التصعيد ذاته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في تصريحات لصحيفة “يسرائيل هيوم” إن السيطرة على 75% من قطاع غزة ستؤدي إلى انهيار حركة حماس، مع قطع خطوط الإمداد والتمويل عنها، واصفًا الضغط العسكري المكثف بأنه السبيل الأمثل لتقويض قدرات الحركة العسكرية والتنظيمية.
وأكد سموتريتش أن العملية ستستمر ضمن التزام طويل الأمد وأن الهدف هو القضاء على التهديد الذي تمثله حماس للأمن الإسرائيلي.
على الصعيد الدبلوماسي، كشفت قناة “مكان” العبرية عن جهود سرية يقودها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتمرير صيغة جديدة لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، عبر وساطة غير تقليدية تتم خارج الدوحة وبقنوات خلفية معتمدة.
وبحسب القناة، يتواصل ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة حماس عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، الذي سبق له أن ساهم في إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أمريكي محتجز.
وفي تطور ميداني آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي في شمال قطاع غزة، وهو الرقيب يوسف يهودا شيراك (22 عامًا)، خلال الاشتباكات الجارية، وهو أول جندي يُقتل منذ بدء عملية “عربات جدعون”.
في الوقت نفسه، تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة، حيث دعا وزراء خارجية 22 دولة من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وجاء في بيان مشترك نشر الاثنين أن “المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأساسية قد نفدت، والسكان يواجهون خطر المجاعة”، مؤكدين ضرورة تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من العمل بشكل مستقل وشفاف لإنقاذ الأرواح.
وانتقد البيان بشدة السماح الإسرائيلي المحدود بدخول 5 إلى 9 شاحنات تحمل مساعدات فقط بعد حصار دام أكثر من شهرين ونصف الشهر، مطالبين باستئناف كامل للمساعدات الإنسانية فورًا. وأعلنت إسرائيل الأحد استئناف إدخال المساعدات عبر معبري كرم أبو سالم ونيتسانا، على أن تُشرف “مؤسسة غزة الإنسانية” على آلية توزيع جديدة.
ويأتي هذا القرار وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل استمرار العمليات العسكرية والتصعيد المتبادل بين الجانبين.
هذا وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين للحرب الإسرائيلية على غزة إلى 53 ألفا و339 قتيلا و121 ألفا و34 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023، وحصيلة القتلى والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 3 آلاف و193 قتيلا و8 آلاف و993 مصابا.
نتنياهو يحذر: مواقف لندن وأوتاوا وباريس حول غزة قد تؤدي لهجمات إرهابية جديدة ضد إسرائيل
شن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هجوماً حاداً على مواقف حكومات بريطانيا وفرنسا وكندا، معتبراً أن مطالبتها بوقف العملية العسكرية في قطاع غزة واعترافها المخطط به بالدولة الفلسطينية يشكلان “مكافأة” للإرهابيين ويمهدان لهجمات إرهابية جديدة ضد إسرائيل.
وغرد نتنياهو على منصة “إكس” قائلاً: “بمطالبتهم إسرائيل بوقف حربها الدفاعية التي تخوضها من أجل بقائها قبل القضاء على إرهابيي حركة حماس على حدودنا، وبمطالبتهم بإنشاء دولة فلسطينية، فإن القادة في لندن وأوتاوا وباريس يقدمون مكافأة ضخمة للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ويحرضون في الوقت ذاته على فظائع مماثلة جديدة”.
وأضاف نتنياهو: “إسرائيل تتبنى رؤية الرئيس ترامب وتدعو جميع القادة الأوروبيين إلى فعل الشيء نفسه. يمكن أن تنتهي الحرب غداً إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، ونزع سلاح حماس، وطرد قادتها القتلة. لا يمكن لأي دولة أن تقبل بأقل من ذلك، وإسرائيل بالتأكيد لن تقبل”.
جاء هذا التصريح رداً على إعلان حكومات بريطانيا وفرنسا وكندا، الاثنين، عزمها اتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد إسرائيل في حال استمرار هجومها العسكري على قطاع غزة وفرض قيود على المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى معارضتها لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتهديدها بفرض عقوبات مستهدفة، مع إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية.
وتشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً مع بدء قوات الدفاع الإسرائيلية عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة ضمن عملية “عربات جدعون”، وسط محاولات دبلوماسية مستمرة في قطر للتوصل إلى هدنة وصفقة تبادل أسرى.
آخر تحديث: 20 مايو 2025 - 12:09المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الحرب على غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة غزة وقف إطلاق النار غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل- نتنياهو يتعهد بالسيطرة الكاملة على غزة وسط تصاعد الضغوط الدولية
في تطور جديد للأزمة المستمرة في قطاع غزة، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على "السيطرة الكاملة على غزة"، متجاهلًا بذلك التحذيرات المتزايدة من المجتمع الدولي ومن بعض حلفائه السياسيين في الداخل، الذين وصفوا تصعيده العسكري بأنه "فظيع" وتوعدوا بردود فعل ملموسة في حال استمرت الحملة وقيود المساعدات الإنسانية.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن هجوم ثلاثي مشترك من بريطانيا وفرنسا وكندا على سياسة إسرائيل، حيث وصفت هذه الدول توسيع الحرب بأنه "غير متناسب"، محذرة من أن الوضع في غزة أصبح "لا يُطاق".
الخارجية الفلسطينية تطالب باستجابة دولية عاجلة للحراك الأوروبي الضاغط لوقف "جرائم الإبادة والتهجير والضم" في غزة الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يقتل امرأة أو فتاة كل ساعة في غزة منذ أكتوبر 2023 أزمة إنسانية تفاقم الانقسامات السياسيةفي ظل حصار استمر أكثر من 11 أسبوعًا، تعيش غزة وضعًا إنسانيًا كارثيًا، مع تحذيرات من مجاعة وشيكة تهدد سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وعلى الرغم من هذه التحذيرات، لم تسمح إسرائيل سوى بدخول تسع شاحنات مساعدات فقط خلال 24 ساعة، وهو ما يعادل أقل من 2% من الشحنات اليومية التي كانت تدخل قبل الحرب، وفقًا للأمم المتحدة.
وفي بيان مشترك، قالت الحكومات الثلاث (بريطانيا وفرنسا وكندا):
"لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات، فسنتخذ إجراءات ملموسة ردًا على ذلك."
نتنياهو يرد: "لن نتوقف حتى النصر الكامل"
وردًا على الانتقادات الدولية، اتهم نتنياهو قادة لندن وأوتاوا وباريس بأنهم "يمنحون جائزة ضخمة لهجوم الإبادة الجماعية الذي استهدف إسرائيل في 7 أكتوبر"، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تحقيق ما وصفه بـ "النصر الكامل".
لكن القرار المفاجئ الذي اتخذه نتنياهو مساء الأحد بتخفيف الحصار والسماح بدخول كمية رمزية من المساعدات، جاء بعد ضغوط دولية متزايدة، لا سيما من كبار المسؤولين الغربيين الذين أعربوا عن خشيتهم من وقوع مجاعة شاملة في غزة، تهدد الدعم السياسي لإسرائيل على الساحة العالمية.
اليمين المتطرف يهاجم نتنياهو: "رضوخ للضغوط"على صعيد آخر، واجه نتنياهو انتقادات عنيفة من جانب حلفائه في اليمين المتطرف داخل حكومته، بسبب سماحه بدخول المساعدات، حيث وصف وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش العملية العسكرية بأنها تهدف إلى "محو ما تبقى من غزة"، في تصريحات أثارت جدلًا دوليًا واسعًا.
ولمح نتنياهو، في مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن قراره جاء تحت ضغط من حلفائه "الأقرباء" في الحكومة، مشيرًا إلى أنه اضطر للموافقة على إدخال المساعدات بعد أن حذره أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأمريكي من أنهم "لن يتمكنوا من مواصلة دعم إسرائيل إذا استمرت صور المجاعة بالانتشار".
ترامب يدخل على الخط: "الكثير من الناس يتضورون جوعًا"
وفي إشارة إلى تحول ملحوظ في لهجة أبرز داعمي إسرائيل، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في ختام جولة له بالمنطقة (لم تشمل إسرائيل)، إن "الكثير من الناس يتضورون جوعًا" في غزة، متعهدًا بأنه "سيتولى الأمر"، دون الكشف تفاصيل إضافية.
الضغوط الدولية تتزايد... والكارثة مستمرةتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن مدينة كاملة كمنطقة قتال، حيث أسفرت الغارات الجوية عن استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا في يوم واحد، وفق ما نقلته الجارديان.
وتستمر الحكومات الغربية في توجيه انتقادات متزايدة لإسرائيل، معتبرة أن إجراءاتها الإنسانية لا تزال "غير كافية على الإطلاق"، محذرة من أن القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية تخاطر بانتهاك القانون الدولي.
وبينما تتزايد الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، تبقى الأوضاع الإنسانية في غزة في تدهور مستمر، وسط انعدام الأفق لحل سياسي يضع حدًا للمأساة التي يعيشها المدنيون في القطاع.