يستعد الفنان العراقي كاظم الساهر لإحياء سلسلة من الحفلات الغنائية خلال شهر أغسطس المقبل، يلتقي فيها بجمهوره في أجواء موسيقية استثنائية.

ويبدأ كاظم الساهر جولته من لبنان، حيث يحيي حفلين متتاليين يومي 1 و2 أغسطس، ثم يتجه إلى إسطنبول ليُطرب جمهوره هناك في حفل ضخم يوم 9 أغسطس، مقدمًا مجموعة من أبرز أعماله القديمة والجديدة التي ما دام تفاعل معها عشاقه عبر الأجيال.

 

ألبوم “مع الحب”.. عودة بعد 8 سنوات

عودة الساهر إلى الألبومات الغنائية جاءت قوية ومدروسة، حيث طرح مؤخرًا ألبومه الجديد “مع الحب”، الذي يضم 13 أغنية، جميعها من ألحانه وأدائه. من بين الأغاني: “يا وفية”، “بيانو”، “تاريخ ميلادي”، “لا تظلميه”، “مررت بصدري”، “لا تسألي”، “لا ترحلوا” وغيرها، ليعود بعد غياب دام ثماني سنوات منذ آخر ألبوماته “كتاب الحب” عام 2016.

 

“Hold Your Fire”.. صوت للإنسانية

ولم يكتفِ الساهر بالحضور الفني فقط، بل قدّم مؤخرًا أغنية إنسانية بعنوان “Hold Your Fire” دعمًا للقضية الفلسطينية ولشعب غزة، مؤكدًا أن الفن يمكن أن يكون رسالة سامية وسلاحًا للسلام.


الأغنية من ألحانه، وكلمات الشاعر توم لو، واستوحت فكرتها من رؤيته الخاصة، بينما تولى التوزيع الموسيقي ميشال فاضل، بالتعاون مع جمعية الأمم المتحدة للموسيقى الكلاسيكية، تحت إدارة بريندا فونجوفا.

 

كاظم الساهر، كما عرفه جمهوره، لا يكتفي بالغناء للحب، بل يجعل من صوته صدى للقضايا النبيلة، ومن فنه رسالة تتجاوز حدود الترفيه، لتصبح مواقف تُحترم وتُخلد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: آخر حفلات كاظم الساهر أخبار كاظم الساهر

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (9)

 

 

مُزنة المسافر

جوليتا: دو، ريه، مي، فا، فا فا... كنتُ أنسجُ الدرجات النغمية بتتابعية، كانت تتراقص أمامي في خفة غير معتادة، فصرتُ أتعلمُ الصمت والصوت بشكل مختلف، لم أحفظ الأغنيات، ولم أضع في قلبي الأمنيات؛ بل كنت أقول الأشياء في غير مهل، إنها تتحرك من الورق، تخرج من الجسر الذي وضعته لها في خطوط متناغمة، اثبتي داخل السلم الموسيقي، ابقي أيتها الصغيرة لا ترقصي أو تهربي، انتظري حتى تكبري قليلًا وتصبحي بجانب قريناتك.

قاطعتني عمتي حين قدمت لي قطع البسكويت، وقالت إن جارنا يقول إن الغرباء قد ازدادت أعدادهم في المنطقة، والمسرح لم يعد آمنًا، وأنه لابد أن يكون هنالك حارس يحرس المكان، أو أحد رجال الدَرَك.

جوليتا: يا عمَّتي لسنا بحاجة إلى حارس يحرس المكان والأشياء.

ماتيلدا: أغلى ما نملُك هو كرامتنا يا جولي، لكن هذا ما قاله الجار.

تعرفين يا جولي، أن الحراس في الماضي لم يكن لهم وجود، كُنَّا نحرُس الأشياء بحُبنا الكبير لها، وبقلوبنا الصادقة، لم نسهوا عن شيء ولم نغفُل عن أمر.

أتذكر جيدًا أنه حين كنتُ أعبرُ الطريق، وأرغبُ في أن أقطعه، قَطَعَ الطريقَ شابٌ وسيمٌ، كان كثيف الشعر، وعيناه تقولان بالمكر والجرأة، وجعلني أتعثرُ لكنه اعتذر، زعقتُ في وجهه وكرَّر لي أسفه وساعدني على أن أحمل حقيبتي. كان في يده بضعة كُتب، فعرفتُ أنه طالبٌ جامعي، تبعني لاحقًا إلى متجر الملابس، دخل المتجر وقدم لي أحمر الشفاة، الذي سقط من حقيبتي.

الشاب: نسيتِ هذا الشيء، أتعرفين.. لا أضع أحمر الشفاة على وجهي!!

ماتيلدا: شكرًا.

قلتُ له شكرًا ببرودٍ كبير، وحين انتبهت للَّمعة التي وُجدتها في عينيّه شكرته أكثر وهمست في نفسي الربما التي جعلتني أدعوه لاحتساء القهوة معي.

ماتيلدا: ربما قد يهمك أن نحتسي القهوة معًا في مكانٍ ما؟

ألبيرتو: سأقبلُ بسرور كبير، اسمي ألبيرتو.

في المقهى شرح لي ألبيرتو العلوم السياسية التي يدرسها، شرح لي عن بلادنا في الماضي وعن التاريخ وعن أمجاد الآخرين.

لم تهمُّني أبدًا أفكاره وآراءه في تلك اللحظة، كان يعنيني لطفه فقط، استغربَ الشاب من أنني لا أهتمُ بدنيا أخرى غير المسرح الذي اعتلي خشبته بسعادةٍ، قلتُ له يهُمُّني أن أغنِّي جيدًا في المسرح لأنها لقمة عيشي، وأن صوتي لا يُمكن له أن يختفي، لا بُد أن يكون واضحًا وضوح الشمس، وأن الحياة لا بُد أن نعيشها يومًا بعد يومٍ بفرحٍ كبيرٍ.

كان ألبيرتو لطيفًا، فَطِنًا، مخايل الذكاء، ماكرًا مكر الثعالب، وغالبًا لأصحابه في الشطرنج، وكان يقرأ بنهمٍ شديد، ويسمع الچاز الأمريكي، ويشرح لي عن بلدانٍ قد زارها ويضع خريطةً ما أمامي، ويخبرُني أنه في هذا المكان حدث كذا وكذا.

وكنتُ أشعرُ بالنعاس، ويظهر على وجهي التعب من أفكاره، وكان يعزفُ الغيتار والهرمونيكا، كان مُسليًا للغاية، كان يُخبرني أنه لا يوجد بيننا أي خطٍ وهميٍّ يفصل بين أفكارنا وأحلامنا ومشاعرنا، وأن قلوبنا بحر عظيم بموج جامح، وأن عيوننا تنظر للسماء دائمًا في انتظار عاصفة. كان جموحه وطموحه يظهران على شخصيته، وكان حُلمه الأهم أن يُهاجر إلى العالم المُتقدِّم، وكان يُخبرني أن أصدقاءه قد تبعوه هناك، وأنهم بانتظاره الآن يُكمل فصلًا أخيرًا في الجامعة وينضم إليهم.

 

وسألني سؤالًا غريبًا: هل بإمكاني أن أحرُس قلبك؟

 

مقالات مشابهة

  • الحب في زمن التوباكو (9)
  • كاظم الساهر يعلّق على ضجة الـ”نيولوك”
  • كاظم الساهر يُحيي حفلًا غنائيًا فى اسطنبول بهذا الموعد
  • على الحجار يُحيي حفلًا غنائيًا في ساقية الصاوي بهذا الموعد
  • «لسه بدري عليه».. محمد رمضان يستعد لطرح أحدث أعماله الغنائية
  • بالصور.. أحمد الفيشاوي يشوق جمهوره لـ عمل فني جديد
  • «مفاجأة كبيرة» أحمد الفيشاوي يشوق جمهوره بـ فيلم جديد
  • مجد القاسم يحيي حفلا غنائيا في ساقية الصاوي 22 مايو
  • كاظم الساهر بلوك جديد .. والجمهور يتغزل به: كل ما تكبر تحلى