اليمن واحد.. رغم مؤامرات التقسيم والاحتلال
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
الوحدة اليمنية ليست شعاراً يُرفع، بل هي مصير شعبي اختاره اليمنيون بدمائهم وتضحياتهم عبر عقود من النضال. فمنذ تحقيق الوحدة المباركة، ظلت السعودية والإمارات تشن حرباً خفيةً ضد هذا الإنجاز التاريخي، مستخدمتين كل الأدوات؛ من دعم الانفصاليين إلى تشكيل المليشيات المسلحة، وصولاً إلى السيطرة المباشرة على الموانئ والجزر اليمنية.
اليوم، تواجه المحافظات الجنوبية المحتلة أخطر مراحل التحدي، حيث يعاني المواطن من تردي الأوضاع الاقتصادية التي حوّلها تحالف العدوان إلى أداة لإلهاء الناس عن القضايا المصيرية. لقد نجحوا مؤقتاً في جعل الهم المعيشي يطغى على كل شيء، لكنهم فشلوا في كسر الإرادة الوطنية. فبعد سنوات من التضليل والمغالطات، بدأت الصورة تتضح لأبناء المحافظات المحتلة، حيث يتصاعد الوعي بمخاطر الاحتلال وأدواته.
نشهد اليوم غلياناً شعبياً غير مسبوق في المحافظات الجنوبية المحتلة، تترجمه المظاهرات والمسيرات المستمرة منذ أكثر من عام، والتي تؤكد رفض اليمنيين للتواجد الأجنبي وتأييدهم لقرار اليمن مساندة الشعب الفلسطيني بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله). هذه الصحوة الوطنية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج معاناة حقيقية من نهب الثروات وتدمير البنية التحتية والسيطرة على المنافذ البرية والبحرية من قبل قوات العدوان السعودي الإماراتي.
لقد كانت السعودية دائماً العدو التاريخي للوحدة اليمنية. فمن معارضتها لاستقلال الجنوب في الستينيات، إلى دعمها للانفصاليين في حرب 1994، وصولاً إلى عدوانها المباشر منذ 2015، كلها حلقات في مسلسل واحد يهدف إلى إعادة اليمن إلى عصر التقسيم والتشرذم. أما الإمارات، فقد تخصصت في تشكيل المليشيات المسلحة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
لكن شمس الحق لا تُغطى بغربال، فها هي المحافظات الجنوبية تثبت يومياً تمسكها بالهوية اليمنية ورفضها لمشاريع التقسيم. المسؤولية اليوم تقع على عاتق كل أبناء الجنوب الأحرار في مواصلة الكفاح لطرد المحتل، واستعادة السيادة على كل شبر من الأرض اليمنية، والحفاظ على الوحدة التي ضحى من أجلها الآلاف.
فكما انتصر أجدادنا على الاستعمار البريطاني، وكما انتصرنا على مشاريع التقسيم في الماضي، سننتصر اليوم على كل مخططات العدوان. فالأزمات الاقتصادية مهما اشتدت، والفتن مهما كبرت، لن تُثني الشعب اليمني عن الدفاع عن وحدته وسيادته. اليمن واحد.. كان وسيبقى، وسيظل صامداً رغم كل المؤامرات.
خاتمة :
وبمناسبة الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية المباركة، نتقدم بأخلص التهاني والتبريكات لسماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، ولرئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، ولأبطال القوات المسلحة اليمنية الباسلة، ولكل أبناء الشعب اليمني الأبيّ.
فهذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي تجسيد لإرادة شعب رفض التقسيم واختار الوحدة طريقاً لا رجعة عنه. رغم كل المؤامرات والحروب والاحتلال، سيظل اليمن موحداً صامداً، وسيبقى أبناؤه أوفياء لدماء الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى هذه الأرض الطاهرة.
اليمن واحد.. لا انفصال ولا خنوع.. والنصر حليفنا بإذن الله.
محافظ محافظة لحج
عضو المكتب السياسي لأنصار الله
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الوحدة اليمنية قضية تحرر واستقلال وليست قضية المناطقي والمذهبي والمرتهن..
يتحقق الآن في المحافظات اليمنية الجنوبية رؤيا العين ما بسببه كنا ومازلنا نقول أن الوحدة ميزان الثورة اليمنية ، فقد لامس ما يحدث بالمحافظات الجنوبية واستثار الوجود الوطني اليمني بضرورة الاختيار بين اعتبار ” أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات ” كيانات ضد اليمن ، أو اعتبارهم حلفاء لسلطات لا تريد أن تكون امتدادا وحسب للعدوان والاحتلال والحصار والتقسيم والتدمير لليمن ، بل أنها تريد تطوير ذلك وتعميقه وتوسيعه، ولذلك فإن تراجع الوحدة اليمنية في المحافظات اليمنية الجنوبية إنما هو نهايتها وانتصار للثورة المضادة حتى إشعار آخر..
لذا إن تحرير اليمن ككل إنما يمر بالمحافظات الجنوبية وهو ما يتوازى مع عرض المسألة على السؤال التالي، ما هي مظاهر الوحدة (المعسكر الوطني) …؟!! وما هي مظاهر الثورة المضادة (المعسكر الضد-وطني) …؟!!
لذلك هناك مقاربتان للمسألة كل منهما يخدم أحد المعسكرين، المقاربة الأولى هي رؤية المسألة الوطنية كمسألة فوق -سياسية مع المناطقية والمذهبية والتبعية – وهذه المقاربة أدعو لرفضها جملة وتفصيلا وأرى أن أصحابها يخدمون معسكر التبعية والارتهان بوعي أو دونه، وهذه الرؤية تعاني منها اليمن (شمالا وجنوبا) وقد عطلت كثيرا إنجاز الهدف الوطني من الوحدة اليمنية..
وبالتالي فإن المقاربة الثانية هي رؤية أن المسألة الوطنية مسألة وحدة سياسية من دون مناطقية أو مذهبية أو ارتهان وعماله وبالتالي فأن الوحدة هنا هي تجسيد حال الوطنية اليمنية الأصيلة، وهي تلك الحال الوطنية الوحدوية التي لا يشكلها ولا يحركها الصراع المناطقي ولا المذهبية ولا عملاء الخيانة والارتهان في اليمن، فلا وجود لمعنى وطني خالص دون إعمال نتيجة الصراع السياسي الداخلي ولا تغيير داخلي دون إنجاز التحرر والاستقلال الوطني..
ولكن هل معنى ذلك التماشي مع الشكل التعبوي الخاطئ المطالب بالانفصال ، بالطبع لا، ولكن ندعو على الأقل لرفض أن يكون أساس العمل الوطني الوحدوي واهيا تتحكم به المناطقية ومبتعدا عن السياسة ومتورطا مؤخرا بالمذهبية والعمالة لإسرائيل مباشرة ، بل يجب أن يكون أساس أي جبهة وطنيه وحدوية هو تحديد ما هو مشترك كحد أدنى بين الرؤى السياسية التي تحقق الوحدة ، أما الانفصال فالانفصال الحقيقي هو انفصال السلطات المناطقية والمذهبية والمرتهنة في المحافظات اليمنية الجنوبية عن تقديم الخدمات للناس، ولذلك يجب أولا وقبل كل شيء أن يعرف الشعب اليمني كله ما هي الحدود والفروق الحقيقية بين الرؤى المناطقية والمذهبية التي تقدمها سلطات التبعية والارتهان للخارج وبين الرؤى الوحدوية التي تقدمها سلطات التحرر والاستقلال..
والآن علينا أن نسأل أنفسنا، ما هي الأحداث التي توضح الفرق بين الرؤيتين ، والتي تبدو متناثرة هنا أو هناك في المحافظات اليمنية الجنوبية والشمالية أيضا ولكنها في حقيقتها مترابطة تشكل قسمات مسألة الوحدة اليمنية الوطنية التي فشلت المناطقية الحاكمة في المحافظات الجنوبية على مدار تاريخها في حلها بالانضمام للاستقلال والتحرر الوطني، وهذا بسبب أن المناطقيون وادخل عليهم والمذهبيون والمرتهنون يمنعهم جوهرهم الرأسمالي منذ البدء من التحرر الاستقلال بل وأصبح وجودهم واستمرارهم وتمكنهم مرادفا لكل ما هو ضد التحرر والاستقلال الوطني اليمني..
ولهذا فإن مصيبة الوحدة اليمنية هي مذاهب الرأسمالية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والتي يدين بها المناطقيون والمذهبيون مع إضافة مكون الساحليين بقيادة طارق عفاش والذين أصبحوا جميعا لا يعنوا سوى شيئا واحدا (التبعية لأمريكا) و(الارتهان لإسرائيل) و(الضد – وطنية) و (الضد – وحدويه)..