لاتزال أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية في حيرة من أمرها بخصوص السودان
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
■ لاتزال أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية في حيرة من أمرها .. ستأخذه هذه الأجهزة وقتاً طويلاً ريثما تجد إجابة علي السؤال : كيف استطاعت القوات المسلحة السودانية ومن خلفها الشعب السوداني .. كيف استطاعت كسر شوكة تمرد مليشيات التمرد واقتلاعها اقتلاعاً من كل المواقع والمناطق التي دنستها وآخرها منطقة صالحة والتي كانت ختام مسك معارك الكرامة في ولاية الخرطوم .
■ كنت شاهد عيان علي الطريقة المدهشة التي أخلت بها أمريكا آخر رعاياها من الخرطوم .. عند الساعة الثانية صباحاً من ذلك اليوم تابعت من سطوح منزلي بمنطقة الروابي هبوط طائرات علي سطح مقر السفارة الأمريكية بسوبا بينما كانت طائرات أباتشي أخري تقوم بتأمين طائرات إجلاء موظفي السفارة الأمريكية .. نقلت ذلك الحدث في حينه لقناة الجزيرة ..
■ بينما كانت تاتشرات مليشيا التمرد تبدأ في أخذ مواقعها الحاكمة قلب العاصمة الخرطوم .. كانت السفارات والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية تحزم أمتعتها وتغادر السودان ترافقها حملة إعلامية في كل المحطات الفضائية تنقل وعلي مدار الساعة صور ومشاهد إجلاء رعايا الدول الأجنبية من السودان .. كان الإهتمام بتأمين مغادرة موظفي السفارات والمنظمات مقدّماً علي توضيح حقيقة الموقف الأمني في الخرطوم ..
■ لم يعد سرّاً وغير قابل للنفي أن المخابرات الأمريكية كانت علي قناعة موثقة بأن مليشيا التمرد السريع ستبسط سيطرتها علي كامل تراب السودان في مدة أقصاها 72 ساعة .. وتمت إحاطة الدبلوماسيين العرب بالسودان بهذه المعلومة وقام هؤلاء بدورهم بنقل الموقف المعلوماتي الأمريكي لملوك وأمراء وروؤساء دولهم .. ومن يرصد تسلسل الأحداث يجد هذا الموقف حاضراً في تعاطي هذه الدول مع الملف السوداني في زمان الحرب ..
■ اليوم وقد أكملت القوات المسلحة السودانية واجبها المقدس بتحرير وتطهير الخرطوم فإن متغيرات كثيرة ستطرأ علي المشهد برمته .. وماليس سرّاً وغير قابل للنفي أيضاً أن ذات أجهزة المخابرات التي أشرنا إليها تعكف منذ مدة علي تحليل يوميات ومجريات الحرب لتقف علي مكمن القوة الذاتية والذهنية التي أدارت بها العقلية العسكرية السودانية الحرب ضد مليشيات التمرد وداعميها الظاهرين والمستترين .. لأن الذي حدث ويحدث يحتاج لتحليل عميق حتي يتم فهم كيف سيتم التعامل مع هذه الظاهرة الجديدة في تاريخ السودان .. أن تبسط حركة متمردة بغطاء دولي كامل سيطرتها علي أهم مفاصل العاصمة القومية للبلاد ثم يتم سحقها وطردها بقتال أسطوري لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً ..
■ الحمد لله رب العالمين ..
عبد الماجد عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الطاهر ساتي يكتب: بداية الطريق ..!!
:: كامل إدريس رئيساً لوزراء حكومة السودان، و الخبر هنا ليس كامل الذي يشغل الناس عن صلاتهم منذ الأمس رفضاً وقبولاً وتحفظاً، بل في الخبر ما هو مُهم للغاية..فالتعيين صدر مباشرة بعد الموقف الإيجابي الذي أظهره الاتحاد الافريقي – بكل وضوح – في القمة العربية الأخيرة ..!!
:: فالشاهد، عندما إلتقى محمود علي يوسف رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بعضو السيادي إبراهيم جابر على هامش القمة، أشاد بإسترداد الجيش لمناطق واسعة، ثم بخارطة الطريق التي قدمتها الحكومة للأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و وسطاء جدة ..!!
:: موقف الإتحاد الافريقي الداعم للدولة و جيشها أغضب مليشيا الإمارات الإرهابية ورئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير، بحيث أصدر أحدهما بياناً صارخاً والآخر تصريحاً بكائياً..فالمليشيا قابلت موقف الاتحاد بما أسمته خرقاً لقيم الحياد، فيما وصف الدقير ذات الموقف بغير الموفق لأن الحكومة غير شرعية.. !!
:: فالشرعية عند الدقير لاتزال هي أن يكون خالد عمر وزيراً بمجلس الوزراء وإبراهيم الشيخ وزيراً للصناعة، ولا يعلم بأن الشرعية تجاوزت أوهام نشطاء المرحلة.. ولحين الإنتخابات، فان الشرعية عن الاتحاد الأفريقي هي فرض السلام و إدارة الدولة بأي جهاز تنفيذي يتم تشكيله من طرف الشارع، وليس شرطاً أن يكون على رأسه حمدوك أو ( كاملوك ).. !!
:: وبالمناسبة، بعد إجراءات 25 أكتوبر و إستقالة حمدوك و إقالة حكومته، طالب الاتحاد الأفريقي الحكومة السودانية مرتين بتعيين أية حكومة مدنية لإنهاء تجميد العضوية السودان.. نعم، موسى فكي شخصياً، لاحقهم مرة وأخرى، عبر جبريل و آخر، ليعلنوا عن حكومة مدنية، ولكن كان للمجلس السيادي رأي آخر ..!!
:: والمليشيا والدقير لم يعلما بعد أن هناك تفاهمات تمت بين الحكومة والاتحاد الافريقي في الأشهر الماضية، و أن جولات جابر وجبريل لم تكن سياحية، و أن هناك رسالة خطية سلمها وزير الخارجية السابق علي يوسف لوزراء خارجية دول مجلس السلم والأمن الأفريقي في فبراير الماضي ..!!
:: محتوى الرسالة يشمل الموقف العملياتي، و أن إنهاء التمرد و فرض السلام غير قابل للمساومة، و أن الحل في خارطة الطريق التي أعدتها الحكومة.. ثم طالبت الرسالة تلك الدول بإعادة النظر في تقييم الاتحاد للأوضاع، و أن يعود السودان لمكانه الطبيعي في المنظمة ..وهذا هو الحدث، وليس كامل..!!
:: وخارطة الطريق التي أشاد بها الاتحاد الافريقي جهراً في بغداد ، وتشرع الحكومة في تنفيذها بالجيش في كردفان ودارفور، وبتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، هي صناعة سودانية ..لم يُشارك فيها الحاكم العام لتلك المرحلة فولكر، و لا فيالق المبعوثين ولا ( حاموا ليها سفارة سفارة).. !!
:: هي خارطة سودانية، تفرض الأمن و السلام، وتُعيد النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وتؤسس لحكومة كفاءات وطنية مستقلة، و ذات مهام محددة، منها الإعمار و تهيئة المناخ للإنتخابات عقب حوار شامل لايُقصي إلا من أبى واستكبر ليمارس النضال ضد الشمولية من جمهورية الإمارات الديمقراطية ..!!
الطاهر ساتي
إنضم لقناة النيلين على واتساب