إيكونوميست: انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" من البحر الأحمر.. ما المشاكل والاخفاقات التي واجهتها؟ (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
كشفت تقارير غربية عن انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان من البحر الأحمر بعد خسارتها ثلاث طائرات مقاتلة.
ونقل موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي مسؤول دفاعي أمريكي قوله إن حاملة الطائرات موجودة حاليًا في البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أن التاريخ الدقيق لعودتها إلى ميناءها لا يزال غير مؤكد.
وحسب مجلة " إيكونوميست" فإن حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان عادت أخيرًا إلى موطنها بعد مهمة طويلة وصعبة في البحر الأحمر.
وذكرت أن حاملة الطائرات التي شاركت في عمليات قتالية ضد الحوثيين في اليمن، فقدت ثلاث طائرات مقاتلة خلال مهمتها، كما تعرضت لاصطدام مع سفينة تجارية. والآن، وبعد أشهر في البحر وحوادث متعددة، غادرت ترومان البحر الأحمر، وهي تبحر عبره في طريق عودتها إلى نورفولك بولاية فرجينيا.
وسلطت المجلة البريطانية الضوء على المشاكل والصعوبات التي واجهت حاملة الطائرات "ترومان" في البحر الأحمر:
ماذا حدث خلال مهمة حاملة الطائرات هاري إس ترومان في البحر الأحمر؟
كان نشر حاملة الطائرات هاري إس ترومان جزءًا من الجهود العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصةً في دعم عملية "راف رايدر" - وهي حملة قصف استهدفت قوات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن. كانت ترومان واحدة من حاملتي طائرات شاركتا في العملية، التي بدأت في وقت سابق من هذا العام واستمرت عدة أسابيع قبل أن تقرر إدارة بايدن تعليق المهمة في أوائل مايو.
خلال فترة وجودها في المنطقة، شاركت حاملة الطائرات في عمليات مكثفة، حيث شنت مهام جوية وحافظت على وجود بحري في منطقة صراع حرجة. لكن المهمة لم تخلُ من انتكاسات.
كيف فقدت حاملة الطائرات الأمريكية ترومان ثلاث طائرات مقاتلة؟
تحول انتشار حاملة الطائرات ترومان إلى كارثة عندما فقدت السفينة ثلاث طائرات مقاتلة من طراز F/A-18 في حوادث منفصلة، مما أثار مخاوف أمنية خطيرة.
1. تصادم في البحر الأبيض المتوسط: في منتصف فبراير، اصطدمت حاملة الطائرات بسفينة تجارية كبيرة بالقرب من بورسعيد، مصر. تسبب الاصطدام في أضرار للسفينة، مما أجبرها على التوجه إلى قاعدة بحرية أمريكية لإجراء إصلاحات. أدى هذا الحادث إلى إقالة قائد حاملة الطائرات ترومان، على الرغم من أن تفاصيل التصادم لا تزال محدودة.
2. سقوط طائرة نفاثة وجرار سحب في البحر: في وقت لاحق، في أبريل، أثناء عودة السفينة إلى البحر الأحمر، سقطت طائرة مقاتلة وجرار سحب في المحيط. كانت طائرة F/A-18 تُنقل في حظيرة الطائرات عندما وقع الحادث. نجا بحار بأعجوبة من الإصابة بعد أن قفز من قمرة القيادة قبل لحظات من انزلاق الطائرة في البحر. أشارت التقارير إلى أن السفينة كانت تتخذ إجراءات مراوغة في ذلك الوقت، مما قد يكون ساهم في الحادث.
3. فشل كابل التوقف: بعد أكثر من أسبوع بقليل، تحطمت طائرة F/A-18 أخرى في البحر أثناء محاولة هبوط. انقطع كابل الإيقاف - وهو نظام أمان رئيسي يُستخدم لإيقاف الطائرات عند هبوطها على سطح السفينة - بعد أن فشل في الإمساك بخطاف ذيل الطائرة المقاتلة. ولحسن الحظ، قفز الطياران بالمظلة وأُنقذا بطائرة هليكوبتر.
لماذا أُرسلت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان إلى البحر الأحمر؟
أُرسلت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان إلى البحر الأحمر كجزء من استراتيجية أمريكية أوسع لمواجهة التهديدات في الشرق الأوسط. وكان الهدف من وجودها إظهار القوة والحفاظ على الاستقرار في المياه التي شهدت تزايدًا في هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة من قِبل قوات الحوثيين. دعمت عمليات السفينة الغارات الجوية خلال عملية "الراكب الخشن"، حيث استهدفت القوات الأمريكية مواقع الإطلاق وأنظمة الرادار وغيرها من الأصول العسكرية في اليمن.
وضعت هذه المهمة طاقم السفينة تحت ضغط كبير لأشهر، خاصة مع تصاعد التوترات وتكثيف الهجمات على السفن التجارية في المنطقة. وقد أبرز إرسال حاملة الطائرات ترومان المخاطر التي تواجهها القوات البحرية الأمريكية خلال مثل هذه العمليات القتالية.
ما هو التالي لحاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان؟
الآن، وبعد عودة حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان إلى نورفولك، يُرجّح أن تُجري البحرية مراجعة شاملة لانتشارها، بما في ذلك خسائر الطائرات وحادث الاصطدام السابق. ومن المتوقع أن تدرس التحقيقات تسلسل الحوادث، واتخاذ القرارات التشغيلية، وما إذا كانت بروتوكولات السلامة بحاجة إلى تحسين.
بعودة حاملة الطائرات ترومان، تُصبح حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون هي الوحيدة العاملة حاليًا في المنطقة. وقد جُهزت فينسون بمقاتلة الشبح F-35C، وهي طائرة أحدث وأكثر تطورًا مُصممة لعمليات حاملات الطائرات، مما قد يؤثر على قرارات نشر حاملات الطائرات في المستقبل.
ماذا يعني هذا لعمليات البحرية الأمريكية المستقبلية؟
قد يكون لنشر حاملة الطائرات ترومان المضطرب آثار طويلة المدى. فخسارة ثلاث طائرات مقاتلة - تُقدر قيمة كل منها بعشرات الملايين من الدولارات - والأضرار التي لحقت بحاملة طائرات بقيمة 6 مليارات دولار، تُثير مخاوف بشأن الجاهزية التشغيلية والسلامة في البحر. كما تُسلط الضوء على تحديات الحفاظ على وجود عسكري قوي في المياه المُعرّضة للصراعات مثل البحر الأحمر.
مع استمرار تطور الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، قد تُعدّل البحرية دورات الانتشار، ومعايير التدريب، وأساليب التعامل مع المعدات لمنع وقوع حوادث مماثلة. في الوقت الحالي، ينصبّ التركيز على إعادة ترومان وطاقمها إلى الوطن بأمان بعد واحدة من أكثر عمليات الانتشار أهمية في التاريخ الحديث.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا حاملة الطائرات ترومان البحر الأحمر الحوثي حاملة الطائرات الأمریکیة هاری إس حاملة الطائرات ترومان ثلاث طائرات مقاتلة هاری إس ترومان البحر الأحمر ترومان إلى فی البحر
إقرأ أيضاً:
الكشف عن "لغز الطائرات المجهولة" فوق نيويورك ونيوجيرسي.. ما حقيقة الأمر؟
كشف تقرير حكومي أمريكي عن أن بعض الطائرات المُسيرة الغامضة التي رُصدت مؤخرًا في سماء نيوجيرسي ونيويورك كانت في الواقع طائرات تقليدية مرخصة، نافيةً التكهنات حول مصدرها أو طبيعتها. اعلان
كشفت وثائق داخلية أن مسؤولين أمريكيين كانوا على علم منذ منتصف ديسمبر الماضي بأن بعض الطائرات المُسيرة التي رُصدت في سماء ولايتي نيوجيرسي ونيويورك كانت في الواقع طائرات تقليدية مرخصة، لكنهم امتنعوا عن إفشاء هذه المعلومات للعامة.
وقدم مسؤولو هيئة الأمن الجنائي عرضًا داخليًا أعده موظفو هيئة الأمن الداخلي (TSA) نفى أربع حالات رصد لطائرات مُسيرة في نيوجيرسي، ووصفها بأنها أوهام بصرية ناتجة عن حركة طائرات مدنية وعسكرية.
وتناولت إحدى الشرائح مشاهدات تم الإبلاغ عنها في ليلة 26 نوفمبر 2024 في مدينة سومرفيل بولاية نيوجيرسي: "إن ترتيب الطائرات في السماء أعطى انطباعًا للمراقبين على الأرض بأنها تطفو في تشكيل جماعي، بينما كانت في الواقع تتحرك مباشرة نحوهم".
كما احتوى العرض على تفسير لثلاث حالات رصد فوق محطة "Salem" للطاقة النووية ومحطة "Hope Creek" لتوليد الكهرباء في 12 ديسمبر 2024، وهو اليوم الذي سبق فرض إدارة الطيران الفيدرالية قيودًا على المجال الجوي فوق الولاية.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن مشاهدات 5 ديسمبر على طول الساحل الشرقي لنيوجيرسي كانت في الحقيقة لطائرات قادمة من الجنوب وهي تتجه إلى مطار جون كينيدي الدولي، حيث انحرفت نحو اليابسة بالقرب من منطقة Sea Girt، وحلقت لمدة تتراوح بين دقيقتين و3 دقائق نحو الساحل قبل أن تعود مرة أخرى إلى البحر.
Relatedربّان حاملة طائرات أمريكية يستغيث خوفاً من فتك كورونا بأفراد طاقمهشاهد: حاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية تدخل ميناء كوريا الجنوبيةطائرات أمريكية تتعرض لأشعة ليزر في جيبوتيمن بين تلك الطائرات طائرة صغيرة من نوع "Cessna C150" وهليكوبتر من طراز "UH-60 Black Hawk"، وكانتا مرخصتين بالوجود في المنطقة، لكن حركتهما أثارت لدي المواطنين انطباعًا بأنها تطفو في السماء.
كما تم تفسير مشاهدة طائرة مُسيرة في 12 ديسمبر في كليفتون بولاية نيوجيرسي، تطلق ضبابًا رماديًا، على أنها طائرة Beechcraft Baron 58 تعرضت لاضطرابات هوائية وتراجعت نحو 100 قدم قبل استعادة ارتفاعها، ما أدى إلى تشكل سحب تكاثفية عند الأجنحة قد تبدو كضباب رمادي.
لكن العرض الداخلي لم يتطرق إلى جميع الحالات، وترك بعض المشاهدات اللافتة دون تفسير، ومن ضمنها رصد مجموعة تتكون من 12 إلى 30 طائرة مُسيرة في 8 ديسمبر من قبل خفر السواحل الأمريكي أثناء دورياتها في المحيط الأطلسي.
وقال أحد أفراد الطاقم لصحيفة "The Post"، إنهم أُرسلوا للبحث عن الطائرات المُسيرة عندما ظهرت فجأة حوالي الساعة 9 مساءً، وتابعت القارب لمدة 15 دقيقة تقريبًا، وغيّرت مسارها حين غيّر القارب مساره.
ووصف البحار الطائرات بأنها ذات 4 مراوح، وطولها حوالي7 أقدام، مع أضواء متلألئة بالألوان الزاهية: الأخضر والأحمر والأبيض.
واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير 2024 الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن بـ"إبقاء سكان نيويورك ونيوجيرسي في حالة من الترقّب المتعمد"، مضيفًا: "لسببٍ ما، لا يريدون أن يخبروا الناس، وعليهم أن يقولوا. يعرف الجيش الأمريكي ويعرف الرئيس، ولسببٍ ما، يريدون إبقاء الناس في حالة ترقّب."
من جانبه حينها، صرّح الرئيس جو بايدن بأنه لا يوجد شيء مشبوه في الأجواء، وهو موقف أيّده عدد من أعضاء الكونغرس بعد تلقيهم إحاطة سرية حول الموضوع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة