يمانيون../
تغادر حاملة الطائرات الأمريكية [يو إس إس هاري ترومان] البحر الأحمر، مثقلة بهزيمة كبيرة لم تعهدها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية.

كانت الحاملة وهي تتموضع في البحار والمحيطات تشكل رعبًا حقيقيًّا لدول العالم، لكن هذا كله انتهى في اليمن، فنيران القوات المسلحة كانت لها بالمرصاد، وعلى مدى أسابيعَ معدودة فضَّلت الحاملة الهروب، ومعها مُنِيَ الأمريكيون بأول هزيمة لهم في تاريخ الحروب البحرية.

وتبرز أهميّة حاملات الطائرات في كونها تمثل قاعدة عسكرية متنقلة يمكن توجيهُها وتحريكُها إلى أية منطقة في العالم وفق الحاجة، كما تشكل نسبة 50 % مما تملكه القوى العالمية من السلاح ذاته.

وتمتلك الولاياتُ المتحدة الأمريكية تمتلك 11 حاملة طائرات، فيما لا تمتلك الصين وإيطاليا والمملكة المتحدة سوى حاملتي طائرات، وتمتلك كُـلٌّ من روسيا والهند وفرنسا وإسبانيا حاملة طائرات واحدة لكل دولة؛ ما يدل على أن واشنطن تستحوذ على العدد الأكبر من الحاملات، وبفارق كبير جِـدًّا عن الدول العظمى.

وترتبط العبارة الشهيرة “دبلوماسية 100 ألف طن” بالدور الخفي لحاملات الطائرات الأمريكية حول العالم بوصفها أدَاةً قويةً لتعزيز الدبلوماسية وممارسة الضغط وتعزيز الردع، وتعود جذورُها إلى القرن التاسع عشر، عندما استخدمت القوى الاستعمارية الغربية أُسلُـوبا خاصًّا لتأمين مصالحها الاستعمارية.

ومن خلال حاملات الطائرات كان السياسيون والتجار الأمريكيون يفرضون إملاءاتهم على الدول الأُخرى بدعم من الأسطول البحري دون الحاجة إلى الاستخدام العملياتي للسفن.

وفي الوقت نفسه، كانت السفن الحربية تتمركز بالقرب من سواحل الدولة المستهدفة، وكانت الدولة المضيفة تُبلَّغ بوجود السفن الحربية على شواطئها.

وفي هذا السياق يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، أن “معركة البحر الأحمر أسقطت هيبة الأسطول البحري وقضت على عبارته الشهيرة المتمثلة في (دبلوماسية الـ 100 ألف طن)”.

ويوضح في حديث خاص لقناة “المسيرة” أن “القوة البحرية الأمريكية بدأت تتآكل أمام الإبداع والابتكار اليمني”، لافتًا إلى أن “التكنولوجيا العسكرية اليمنية المعاصِرة مثّلت صدمةً مدويةً للعدو الأمريكي والإسرائيلي على حَــدٍّ سواء”.

ويبيّن أنه “في الجولة الأولى من العدوان الأمريكي على اليمن والذي تزعَّمت خلالها واشنطن تحالفًا سُمِّيَ بـ “حارس الازدهار” واجهت القوات المسلحة اليمنية بعض الصعوبات في التصدي للعدوان، غير أن استمرار المواجهة أسهم في تطوير القدرات العسكرية اليمنية وجعلها أكثر قدرة وكفاءة في التصدي للعدوان؛ ما دفع غالبية الدول الأُورُوبية والغربية إلى الانسحاب من التحالف التي تقوده أمريكا وبريطانيا.

وبعد انتهاء الجولة الأولى من المواجهة لم تحقّق أمريكا أيًّا من أهدافها المرسومة بالرغم من تنفيذها قرابة 1200 غارة ضد البلد، وفي المقابل أسقطت القوات اليمنية 14 طائرة إم كيو9 وأرغمت من خلال العمليات العسكرية حاملات الطائرات [أيزنهاور، وروزفلت وإبراهام] على المغادرة”.

وحول هذه الجزيئة يؤكّـد العميد شمسان أن “القوات البحرية الأمريكية أطلقت في المرحلة الأولى من العدوان على اليمن 80 صارخًا من نوعية إس إم 3 و40 صاروخًا إس إم 6 وأكثر من 130 صاروخًا توماهوك”.

وبعد توليه للمرة الثانية منصب الرئاسة الأمريكية تعهد ترامب بتأمين ملاحة العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر، وحمايتها من الضربات اليمنية، والقضاء الكلي على القوات اليمنية، حَيثُ بدأ في منتصف مارس 2025م جولة ثانية من العدوان الأمريكي على اليمن.

وعلى الرغم من استمرار التصعيد العدواني على اليمن لقرابة ثلاثة أشهر، واستخدام القوات الأمريكية أحدث ترسانتها العسكرية، إلا أنه أخفق في منع العمليات العسكرية أَو الحد من القدرات العسكرية اليمنية.

ولم تقتصر المسألة عند هذا الحد، بل مثلت العمليات العسكرية اليمنية تحديًا كَبيرًا للقوات الأمريكية أسهم في إسقاط 10 طائرات من طراز إم كيو9، وكذا سقوط طائرات إف 18 سوبر هورنت، وبلغ عددها 3.

ويرى شمسان أن “الأمريكي استخدم نصفَ أسطوله البحري في العدوان على اليمن؛ بهَدفِ تحقيق أهدافه المرسومة؛ وحفاظًا على الهيمنة الأمريكية في المنطقة، غير أن اليمن استطاع بفضل الله خلال الجولتين من مواجهة أمريكا إسقاط هيبة الردع الأمريكي وتكريس هزيمتها في المنطقة”.

ويلفت إلى أن “الغطرسة الأمريكية وإصرارَها على مواصلة العدوان ضاعف من الخسائر الاقتصادية للعدو الأمريكي، وعمّد هزيمتَه في أهمِّ الأسلحة التي بحوزته وتفاخر بها عالميًّا، موضحًا أنه كان على العدوّ الأمريكي الاستفادة من درس هزيمة وفرار حاملات الطائرات “أيزنهاور”، غير أن إصراره على المواجهة أسهم في تكرار الهزائم لحاملات الطائرات الخمس بدءًا بـ “أيزنهاور” وختامًا بـ “هاري ترومان”.

وبحسب خبراء التسليح فَــإنَّ كُـلّ حاملة طائرات تحمل تسعة أسراب من المقاتلات ويتضمن السرب الواحد من (12) إلى (24) طائرة، وبالتالي فَــإنَّ استخدام العدوان الأمريكي لخمس حاملات طائرات يوحي لنا أن تلك الحاملات احتوت على 45 سربًا من المقاتلات الأمريكية؛ ما يثبت المساعيَ الأمريكية في تثبيت هيبة الردع الأمريكية.

ويؤكّـد العميد شمسان أن “أمريكا استنفدت كُـلَّ خياراتها في سبيلِ استعادة هيبة الردع التي سقطت أمام القوات المسلحة اليمنية”، مُشيرًا إلى أن “التكتيكَ اليمني الجديدَ دفع العدوَّ لاستخدام أسلحته الاستراتيجية التي كانت مخبأةً لمواجهة الدول العظمى أمثال روسيا والصين وإيران”.

وفي المجمل، فَــإنَّ هزيمة القوات الأمريكية واستمرار العمليات العسكرية في عمق العدوّ الإسرائيلي تعكس التطوير المتنامي في القدرات العسكرية للقوات اليمنية، وتترجم عمليًّا مصاديق وعود السيد القائد -يحفظه الله- بقوله: إن “كُلّ اعتداء على اليمن يسهم في تطوير القدرات العسكرية”.

محمد ناصر حتروش| المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العملیات العسکریة العسکریة الیمنیة القدرات العسکریة حاملات الطائرات على الیمن

إقرأ أيضاً:

ثلاث مقاتلات أمريكية تسقط من على متن “ترومان”.. واشنطن تسحب حاملة الطائرات من الشرق الأوسط

يمانيون../
في تطور لافت يؤكد فاعلية الضربات اليمنية ضمن عمليات “طوفان الأقصى”، كشف موقع “ستارز آند سترايبس” العسكري الأمريكي عن خسارة حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” لثلاث مقاتلات حربية، وذلك أثناء تمركزها في الشرق الأوسط، في سياق الرد اليمني على العدوان الأمريكي ودعمًا لصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأوضح المتحدث باسم الأسطول السادس الأمريكي للموقع أن الحاملة “ترومان”، إلى جانب المدمرة “جيسون دونهام” والطراد “غيتيسبيرغ”، غادرت منطقة الشرق الأوسط متجهة إلى نطاق عمليات الأسطول السادس في أوروبا، بعد أن تكبدت خسائر نوعية أفقدتها جزءًا من قدراتها الهجومية.

ووفق ما نقله الموقع، فإن انسحاب “ترومان” يترك حاملة الطائرات “فينسون” كالقوة البحرية الأمريكية الوحيدة المتبقية في المنطقة، ما يكشف حجم الارتباك العسكري الأمريكي نتيجة تصاعد الضربات اليمنية التي استهدفت المصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.

وتُعد هذه الضربة تطورًا استراتيجيًا في ميزان الردع، حيث تشير خسارة ثلاث مقاتلات من على متن إحدى أهم حاملات الطائرات الأمريكية إلى عمق التأثير العملياتي الذي حققته القوات المسلحة اليمنية، وقدرتها على تهديد أكثر المنصات الحربية تطورًا لدى واشنطن.

كما يمثل هذا الانسحاب العسكري الأمريكي اعترافًا ضمنيًا بحجم التحدي الذي تواجهه البحرية الأمريكية، خاصة مع ازدياد نطاق الاستهدافات التي تنفذها القوات اليمنية دفاعًا عن اليمن وانتصارًا للقضية الفلسطينية، وسط تواطؤ دولي وتخاذل أممي تجاه المجازر المستمرة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • على طاولة الكونغرس.. اعترافات صادمة بالأرقام عن فشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • موقع أمريكي: الحرب مع القوات المسلحة اليمنية تركت ثغرة في مخزون أسلحة البحرية الأمريكية
  • إيكونوميست: انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" من البحر الأحمر.. ما المشاكل والاخفاقات التي واجهتها؟ (ترجمة خاصة)
  • وزير الحرب الأمريكي يعترف بفشل التدخل العسكري في اليمن .. ماذا قال ؟
  • مجلة بريطانية تكشف سلسلة إخفاقات محرجة لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان “في البحر الأحمر
  • ثلاث مقاتلات أمريكية تسقط من على متن “ترومان”.. واشنطن تسحب حاملة الطائرات من الشرق الأوسط
  • سماء اليمن تُسقط هيبة الطائرات الأمريكية: “أم كيو 9” تفقد سيادتها أمام الدفاعات الجوية اليمنية
  • الكشف عن عدد المقاتلات التي فقدتها الحاملة (ترومان)
  • مجلة روسية تكشف عن السبب الحقيقي وراء توقف الغارات الأمريكية في اليمن