وكالة الصحافة المستقلة:
2025-05-22@16:27:04 GMT

الاختلاف وثقافة الحوار مع الآخر

تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT

مايو 22, 2025آخر تحديث: مايو 22, 2025

نزار السامرائي

قرأت الكثير عن الندوة التي استضاف بها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الكاتب المصري يوسف زيدان يوم الثلاثاء الماضي، وحضرتها شخصيا. وما يمكن اجماله بشكل عام عن خطاب المنشورات والتعليقات التي قرأتها، وهي لا تخرج عن طبيعة كتاباتنا بشأن رؤانا نحو مفكرين وكتاب وأدباء آخرين، والتي غالبا ما تكون تحت عنوان الشخصنة، فأما ان نهاجمهم ونرفض كل ما يخرج عنهم، او نمدحهم ونجعلهم في القمة بالكامل، بعيدا عن مواضع الصواب والخطأ في أفكارهم ورؤاهم، وذلك يعود كما أرى الى افتقادنا الى ثقافة الاختلاف والحوار مع الاخر،  كوننا اسرى ما نعرف او نريد الاخرين ان يتبنوه بغض النظر عن متبنياتهم الشخصية، وهو امر ذهب بنا الى اطلاق الاتهامات التي تنطلق من وجهات نظر أيديولوجية، محملة بانتماء كلي  احادي الاتجاه، وهذا احد الأمور التي جعلتنا نفقد بوصلة معرفة اتجاهات العالم واتجاهاته المستقبلية، لنبقى ندور كثور الساقية مغمم العينين، في دائرة تعود بنا لنقطة البداية دائما.

لا ينكر أن يوسف زيدان كاتب اشكالي، شخصيا، لا اتفق مع الكثير من طروحاته، وهو امر أيضا اجده مع العديد من الكتاب والمفكرين، عراقيين وعرب وحتى عالميين، ولكن لم يمنع هذا من التواصل معهم سواء بلقاءات مباشرة او بمتابعة كتاباتهم وافكارهم، فمع ما اراه من أخطاء فيها، اجد منها ماهو سليم ويستحق المراجعة والبحث، وهكذا ديدننا جميعا، اذ لا يمكن ان نكون على صواب دائم، كما لا يمكن ان يكون الاخرين ممن نختلف معهم على خطأ دائم.. فالمسألة تتعلق بمواقف متجددة مبنية على رؤية شمولية يمكن ان تتغير في الاتجاهات مع كل اكتشاف جديد.

قبل حضور ندوة زيدان قلت لأستاذنا مالك المطلبي أن حضرت وأعاد طرح ما نعرفه من طروحاته سأسله سؤال واحد، هذا الاتجاه الممنهج بهدم او محاول هدّ المتبنيات التاريخية او الفكرية هل هو لغاية الهدم المجرد، ام هناك أسس للبناء وفق رؤى تجدها سليمة؟

والمسألة هنا تتعلق بكون كل فئة تأتي لتسلم قيادة الامة تعمل على هد كل ما قبلها لتبدأ من جديد، وقبل ان تعمل شيء ترحل بفعل فاعل ليأتي آخرون يفعلون مثلما فعل السابقون، وبالنتيجة دائما نجد أنفسنا بالبدايات فيما العالم يتقدمنا بمراحل.

ولكن لم يطرح زيدان أي إشكاليات فكرية حقيقية “لا شأن لي بآرائه السياسية”، في المحاضرة التي القاها، حتى يمكن الحوار بشأنها بشكل جدي، لذلك جاءت الكثير من المداخلات في سياق ما قاله وصرح به سابقا، بمعنى ان المتداخلين جاءوا برؤية واستعداد مسبق كما فعلت أنا. غير ان الحوار خرج عن السياق وهذه احدى مشاكل حواراتنا في المجال العام، اذ يكون الحديث ذو شجون يجر بعضه بعضا حتى يختلط الحابل بالنابل وتضيع الفائدة.

ولكن في الوقت نفسه طرح يوسف زيدان معلومات او اراء تحتاج الى مراجعة فكرية وتاريخية، مستندة الى وثائق ومعلومات دقيقة، اذ يمكن ان تغير بعض المتبنيات، او تعدل منها، وهذا العصف الذهني الذي احدثه بنقاط متناثرة يجعل الموضوع مثير للاهتمام، وهو الجدوى الحقيقية من الحوار والاستماع الى الآخر الذي نختلف معه. ليكون حوارنا مبنيا على أسس معلوماتية واضحة لا على صورة ذهنية بنينانها استنادا الى مرجعياتنا ومعرفياتنا السابقة.

اتفق مع زيدان فيما ذكره ان السياسة والثقافة أحدهما يؤثر بالآخر، ولكن على المثقف ان يؤثر بالسياسة لا العكس، كما يحصل عندنا.

لذلك خلصت الى ان أقول له على هامش المحاضرة وبعد انتهاء الندوة في رواق فندق المنصور: أستاذ زيدان الذي توصلت اليه هو ان هناك تياران يتصارعان في عالمنا الأول خطاب شعبوي يريدنا ان نعيش التراث كما هو، وخطاب تنويري يريدنا ان نستلهم التراث لنبني حضارتنا بشكل معاصر.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: یمکن ان

إقرأ أيضاً:

سيارة عبرت للاتجاه الآخر.. حادث مروع على كوبري جسر السويس بالقاهرة| صور

توقفت الحركة المرورية على كوبري جسر السويس في مصر الجديدة بعد تصادم سيارتين ملاكي أعلى الكوبري وعبور أحداهما الطريق إلى الاتجاه الثاني.

رئيس بعثة الحج : وصول 5540 حاجا للمدينة المنورة واستمرار التفويج لمكة..صوربعد تبادل البلاغات.. النيابة الكلية تتولى التحقيق في سرقة ثروة نوال الدجوي

وأصيب شخصان جراء تصادم السيارتين بسبب السرعة الزائدة على كوبري جسر السويس في القاهرة، وقع بين سيارتين ملاكي نتج عنه عبور أحدى السيارات الطريق إلى الاتجاه الثاني أعلى الكوبري وتوقف الحركة المرورية.

 تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة اخطارا من غرفة عمليات النجدة تضمن ورود بلاغا من الأهالي افاد بوقوع حادث مروري بين سيارتين ملاكي أعلى كوبري جسر السويس وعلى الفور انتقلت أجهزة أمن القاهرة لموقع الحادث.

وبالانتقال والفحص، تبين من التحريات التي أجرتها أجهزة أمن القاهرة تصادم سيارتين ملاكي على كوبري جسر السويس في القاهرة، وإصابة شخصين جراء الحادث وتحرر المحضر اللازم وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

طباعة شارك الحركة المرورية كوبري جسر السويس تصادم سيارتين

مقالات مشابهة

  • السجيني: مشروع قانون العلاقة بين المالك والمستأجر لا ينحاز لطرف دون الآخر
  • بيئة تحتضن الاختلاف
  • تحول تاريخي في قلب إسطنبول.. إليك الصور
  • ما هو سر صراخ أفراد المليشيا وتغيير مواقف الكثير من رجالات الإدارة الأهلية ؟!!!
  • الضغط يزيد...أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير
  • الوزير كريم زيدان: أحترم مصطفى لخصم لكن لا يمكن تطبيق أفكار خارجية في المغرب (فيديو)
  • أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح حزب الله
  • سيارة عبرت للاتجاه الآخر.. حادث مروع على كوبري جسر السويس بالقاهرة| صور
  • محمد عبد الرحمن عن بريستيج: الاختلاف في الآراء معناه إن العمل كويس وعمل حالة