التأهيل السياسي للرئيس السوري أحمد الشرع.. دور أميركي عبر منظمة بريطانية في إعادة رسم المشهد السوري
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
شهد الملف السوري سلسلة من التطورات الهامة، منذ ديسمبر من العام الماضي، حيث بدأ التغيير السياسي الكبير بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد. هذا التغيير تمثل في تعيين رئيس جديد خارج عائلة الأسد التي حكمت سوريا لمدة 54 عامًا.
إلا أن آخر تلك التطورات أثار جدلًا واسعًا بعد الكشف تصريحات تشير إلى دور أميركي غير مباشر في تأهيل الرئيس السوري الحالي، أحمد الشرع، الذي تولى زمام الأمور بعد فترة من الاضطراب السياسي في سوريا.
في تصريحات أدلى بها مؤخرًا، كشف روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في دمشق، عن دور أميركي غير مباشر في تأهيل الرئيس السوري أحمد الشرع. ووفقًا لفورد، بدأت هذه الجهود عام 2023، خلال فترة قيادة الشرع لتنظيم «هيئة تحرير الشام» تحت اسم «أبومحمد الجولاني».
وأضاف فورد أن هذه المبادرة كانت جزءًا من مشروع أوروبي، وبدعم من منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، بهدف نقل أحمد الشرع من قوائم الإرهابيين إلى العالم السياسي.
دور منظمة «إنتر ميديت» في تأهيل الرئيس السوريوفقًا لتقارير إعلامية ومصادر مطلعة، أكدت أن المنظمة البريطانية التي كانت وراء هذه الجهود هي منظمة «إنتر ميديت»، ومقرها لندن.
وتعتبر هذه المنظمة إحدى أبرز المؤسسات التي تختص بالتفاوض والوساطة في النزاعات المعقدة حول العالم، خاصة تلك التي تعجز المنظمات الأخرى عن التعامل معها. وبحسب ما ذكرته المنظمة عبر موقعها الرسمي، فإنها تأسست في عام 2011 بهدف معالجة النزاعات الأكثر تعقيدًا وخطورة.
من هو مؤسس منظمة «إنتر ميديت»؟تأسست «إنتر ميديت» على يد جوناثان باول، الذي كان يشغل منصب رئيس أركان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، وكان له دور محوري في مفاوضات السلام في أيرلندا الشمالية بين عامي 1997 و2007.
وقد عملت المنظمة على التوسط في العديد من النزاعات العالمية البارزة، مثل الصراع في كولومبيا بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، والنزاع في موزمبيق بين الحكومة وحركة رينامو، وكذلك إنهاء العنف الذي شنته منظمة «إيتا» في إسبانيا.
أهداف وتوجهات منظمة «إنتر ميديت»تسعى منظمة «إنتر ميديت» إلى مساعدة القادة في المناطق المتأثرة بالصراعات للتوصل إلى اتفاقات سلام دائمة عبر قنوات حوار هادئة وآليات تفاوضية.
تعمل المنظمة في أربع قارات، وتركز على حل النزاعات عبر تسهيل المفاوضات وتحقيق السلام المستدام.
وقد أسهمت المنظمة في إنقاذ آلاف الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية في العديد من المناطق حول العالم.
انتقال القيادة داخل منظمة «إنتر ميديت»في نوفمبر 2024، تم تعيين كلير حجاج مديرًا تنفيذيًا للمؤسسة بعد استقالة جوناثان باول الذي تم تعيينه مستشارًا للأمن القومي البريطاني. وقد كانت حجاج قد انضمت إلى المنظمة في عام 2018، حيث بدأت كمديرة للسياسات ثم نائبة للرئيس التنفيذي، ولعبت دورًا محوريًا في قيادة استراتيجيات المؤسسة.
تمويل منظمة «إنتر ميديت» واستقلاليتهاتعتمد المنظمة على التمويل من المنح والتبرعات، حيث تسعى لتعاون مع منظمات أخرى بهدف تعزيز أثرها وتحقيق أفضل قيمة مقابل المال. كما تحرص المنظمة على الحفاظ على استقلاليتها، إذ لا تقبل تمويلًا من أي جهة متورطة مباشرة في النزاع الذي تتوسط فيه.
وتقوم بدراسة الجهات المانحة بعناية للتأكد من أن المؤسسة تظل وسيطًا محايدًا في عمليات الوساطة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد الشرع سوريا الولايات المتحدة الوساطة روبرت فورد السياسة السورية التفاوض الدولي الرئیس السوری أحمد الشرع فی تأهیل
إقرأ أيضاً:
الذي يحكم الخرطوم يحكم السودان، فهي قلب السودان ومركز ثقله السياسي
الميليشيا تسعى لتثبيت وجودها في أمدرمان باعتبارها جزء من العاصمة، من أجل خلق شرعية بحكم الأمر الواقع تضمن لها وجود في أي معادلة مفاوضات قادمة.وجود الجنجويد في أمدرمان ليس من أجل تموضع عسكري لتنفيذ عمليات هجومية يحققون بها اختراقات تعيد سيطرتهم على الخرطوم، بل من أجل المحافظة على أرض داخل العاصمة برمزيتها التاريخية، تضمن لهم هامش تمثيل سياسي في أي تسوية قادمة..
يعلم الجنجويد أن هزيمتهم في العاصمة تعني خروجهم من المعادلة السياسية، وتحولهم من طرف يفاوض على سلطة وثروة إلى طرف يبحث عن مخرج آمن لجنوده وقادته.
فالذي يحكم الخرطوم يحكم السودان، فهي قلب السودان ومركز ثقله السياسي وعمقه التاريخي..
سيواصل الجنجويد في هجماتهم للمحافظة على موضع نفوذ في العاصمة، وسيواصل الجيش عملياته لتحرير العاصمة من دنس الجنجويد الملاعين، فالخرطوم وأمدرمان وبحري لن تطأها أقدام الجنجويد مجددا بإذن الله وبصبر الرجال وتضحياتهم.
حسبو البيلي