‏تتابع الحكومة السودانية، وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان.‏لقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى سنوات طويلة، على انتهاج سياسات تعرقل مسيرة الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والازدهار. وليس من المستغرب أن تُستأنف هذه السياسات كلما أحرزت الدولة تقدماً ملموساً على الأرض.

‏إن فبركة الاتهامات وترويج الأكاذيب، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، تأتي ضمن نهج قديم يرتكز على خارطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأمريكية السابقة عام 2005، والتي تُعدَّل مرحلياً بما يخدم الأجندات الأمريكية، استناداً إلى مزاعم لا تمت إلى الواقع بصلة.‏وقد استهدفت هذه الادعاءات الكاذبة مجدداً القوات المسلحة السودانية، لاسيما بعد إنجازاتها الميدانية التي غيرت من واقع المعركة، وعقب تعيين رئيس للوزراء، وهو ما شكل تطوراً مهماً في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة. وليست هذه المحاولة الأولى؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة أدوات مماثلة في السابق دون أن تحقق أهدافها.‏وقد تابع العالم التصريحات الواضحة التي أدلت بها السيناتور الأمريكية سارة جاكوب، والتي انتقدت فيها تواطؤ إدارة بلادها مع الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في السودان، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعت إلى حظر توريد الأسلحة إليها. ويعكس هذا الموقف وجود أصوات أمريكية تدرك حقيقة الأزمة وحجم المظالم التي يتعرض لها الشعب السوداني.‏ونذكر بأن الولايات المتحدة سبق أن قصفت مصنع الشفاء في أغسطس 1998، استناداً إلى مزاعم ثبت كذبها لاحقاً، إذ تبيّن أن المصنع كان لإنتاج الأدوية. واليوم تعود ذات المزاعم باتهامات لا أساس لها بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، بينما تلتزم واشنطن الصمت حيال الجرائم الموثقة بحق المدنيين في دارفور ومناطق أخرى، التي تقف خلفها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر دعمها غير المحدود للميليشيات، ومن خلال تزويدها بطائرات مسيرة استراتيجية، وأسلحة أمريكية حديثة، وتمويل مالي كامل، أقرت به لجنة خبراء الأمم المتحدة.‏إن هذه الرواية الكاذبة، التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تسويقها دولياً، ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام، وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها وتورطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني.‏وسبق أن سعت الإدارة الأمريكية السابقة إلى فرض الاتفاق الإطاري على الشعب السوداني بطريقة تضمن بقاء الميليشيات ضمن مشهد انتقالي مصطنع، متجاهلة تطلعات الشعب في بناء دولة مدنية عادلة تقوم على القانون والحرية والسيادة الوطنية عبر انتخابات حرة وشفافة.‏وإذ يدرك الشعب السوداني وحكومته أبعاد هذا الابتزاز السياسي المستمر، فإنهما يؤكدان أن ما تشهده المرحلة الراهنة ليس إلا تكراراً لأخطاء سابقة في تعامل الإدارة الأمريكية مع قضايا السودان. غير أن الفارق اليوم هو أن هذه التدخلات، التي تفتقر إلى الأساسين الأخلاقي والقانوني، تُفقد واشنطن ما تبقى لها من مصداقية، وتُغلق أمامها أبواب التأثير في السودان بفعل قراراتها الأحادية والمجحفة.‏على الحكومة الأمريكية أن تدرك أن حكومة السودان، المدعومة بإرادة شعبها، ماضية في طريقها حتى تحقيق الانتصار الكامل في معركة الكرامة، ولن تلتفت إلى أية محاولات تستهدف عرقلة تطلعات الشعب السوداني نحو حياة كريمة، وتحرير بلاده من الميليشيات وتدخلات دول العدوان.‏والله ولي التوفيق.‏خالد الإعيسر‏وزير الثقافة والإعلام‏الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية‏22 مايو 2025 إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

الصحة السودانية: ارتفاع إصابات الكوليرا  وتزايد الحالات بين العائدين من جنوب السودان

ارتفع العدد التراكمي لإصابات الكوليرا إلى 84,531 إصابة و2,145 حالة وفاة، توزعت على 110 محليات في 17 ولاية. فيما أشارت الوزارة إلى تزايد حالات الإصابة وسط العائدين من دولة جنوب السودان إلى ولايات سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق.

الخرطوم: التغيير

أكدت وزارة الصحة السودانية تسجيل 603 إصابات جديدة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، من بينها 8 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 84,531 إصابة و2,145 حالة وفاة، توزعت على 110 محليات في 17 ولاية. وأشارت الوزارة إلى تزايد حالات الإصابة وسط العائدين من دولة جنوب السودان إلى ولايات سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق.

جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمركز عمليات الطوارئ الاتحادي المنعقد اليوم بالخرطوم، والذي استعرض الأوضاع الصحية في البلاد والجهود الجارية لاحتواء الأوبئة.

كما أوضح تقرير الوضع الوبائي أن الإصابات التراكمية بحمى الضنك بلغت 13,314 حالة بينها 21 وفاة، موزعة على 45 محلية في 10 ولايات. بينما بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة 2,547 حالة، بينها 6 حالات وفاة، في 38 محلية تابعة لـ11 ولاية.

من جانبه، استعرض المعمل القومي للصحة العامة (ستاك) تقارير حول فحوصات عينات حمى الضنك وزراعة عينات الكوليرا من ولايات البحر الأحمر، النيل الأزرق، سنار والقضارف. وأعلن عن إرسال إمدادات طبية وصفها بالكافية إلى 7 ولايات تشمل الخرطوم، القضارف، الشمالية، كسلا، الجزيرة، سنار والنيل الأزرق.

وثمّن وكيل وزارة الصحة المفوض الجهود المبذولة لاحتواء وباء الكوليرا بولاية الخرطوم، مشيدًا بالتراجع الكبير في أعداد الإصابات نتيجة تلك التدخلات.

ووجهت اللجنة بإعداد تقرير أسبوعي مفصل عن حالة الملاريا، إلى جانب بقية الأوبئة، مع التشديد على تعزيز الإجراءات الاحترازية بالمناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان، تحسبًا لتفشي المزيد من الأمراض العابرة للحدود.

الوسومآثار الحرب في السودان الكوليرا في السودان حمى الضنك وزارة الصحة السودانية

مقالات مشابهة

  • أنماط طرائق التفكير السوداني «4»
  • الصحة السودانية: ارتفاع إصابات الكوليرا  وتزايد الحالات بين العائدين من جنوب السودان
  • موجات الحر تضرب المدن السودانية
  • سوريا.. القبض على رئيس الأمن السياسي بنظام الأسد
  • عودة أندية النخبة السودانية للعب على أرضها
  • التقدم والاشتراكية يحذر من تداعيات الأوضاع الدولية التي باتت تتسم بالتوتر والاضطراب
  • “اليونسكو”.. خطوات جادة لإنقاذ الآثار السودانية
  • العلاقات السودانية الكويتية.. لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد
  • عراقجي: الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على منشآتنا النووية انتهاك صارخ لمعاهدة حظر الانتشار النووي وقرارات مجلس الأمن
  • أغلقت معبرا تجاريا.. جنوب السودان تنشر مئات المقاتلين على الحدود السودانية