يتعرض العديد من الأشخاص وبالأخص النساء إلى تساقط الشعر بشكل مفاجئ ومتواصل، بين عشية وضحاها، نتيجة مرض أو توتر أو حزن أصاب الشخص خلال فترة من الوقت.
وبحسب تقارير، فإن هناك 13 سببًا قد يؤدي إلى تساقط الشعر، الأمر الذي يشغل الكثير من الأشخاص، ومتمثلين في الآتي:
سبب وراثييُعتقد أن الصلع الوراثي الذكوري أو الثعلبة الأندروجينية يصيب نحو ثلثي الرجال، وأوضح الدكتور بسام فارجو، جراح زراعة الشعر: «على الرغم من عدم تحديد السبب الدقيق بشكل كامل، فإنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجينات والهرمونات الذكرية «إذا كان والدك أو أفراد عائلتك الذكور من أي من الجانبين أصلع، فمن المرجح أن تكون أنت أيضًا كذلك».
يمكن أن يبدأ الصلع في أوائل العشرينات من العمر، وغالبًا ما يبدأ بتساقط تدريجي للشعر عند الصدغين وانحسار خط الشعر «عندما يتحرك خط الشعر للخلف على الرأس»، يليه ترقق في جميع أنحاء الجسم، وغالبًا ما تظهر بقعة صلعاء متنامية على تاج الرأس، ويمكن أن يحدث تساقط الشعر الوراثي أيضًا لدى النساء.
انقطاع الطمثبالنسبة لأي امرأة تمر بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث، فإن التغيرات الهرمونية التي تحدث يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر، وفقًا لفارجو.
ففي مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تبدأ النساء بإنتاج كمية أقل من هرمون الإستروجين الذي يدعم نمو الشعر، مما يزيد من تأثير هرمون التستوستيرون، الذي تنتجه النساء أيضًا بكميات قليلة.
ومع ذلك، عندما يتوقف إنتاج هرمون الإستروجين، يبدأ التستوستيرون بممارسة تأثيرات مماثلة لتلك التي يعاني منها الرجال عند تساقط الشعر بمعنى آخر، تساقط الشعر في أعلى الرأس، وحول خط الشعر وحتى التاج، مع زيادة وضوح فروة الرأس.
أما بالنسبة للحل، فأشار فارجو إلى أن العلاج بالهرمونات البديلة لديه القدرة على المساعدة، لأنه يساعد على استعادة وجود الهرمونات الأنثوية، على الرغم من أن ذلك يعتمد على مدى تساقط الشعر، موضحًا أن هناك خيارًا آخر هو مينوكسيديل إما على شكل سائل أو رغوة أو أقراص.
التوتر أو القلقمقارنةً بتساقط الشعر الهرموني الذي يظهر عادةً على شكل ترقق عام في أعلى الرأس وحول تاج الرأس، فإن تساقط الشعر الناتج عن التوتر أو القلق أو الصدمات النفسية مثل فقدان عزيز أو فقدان وظيفة أو طلاق يمكن أن يُسبب حالة تُسمى تساقط الشعر الكربي، تُؤدي إلى ترقق منتشر بنمط منتظم في جميع أنحاء الرأس، ويمكن أن يحدث أيضاً بعد مرض خطير أو عملية جراحية كبرى.
وأوضح «فارجو» أن «الصدمة تُحفز الجسم على تساقط نسبة شعر أعلى بكثير من المعدل الطبيعي، وعادةً ما يكون ذلك واضحًا بعد نحو ثلاثة إلى أربعة أشهر من وقوع الحدث المؤلم».
وقال: «في حين أننا لا نفهم تمامًا تفاصيل الاستعداد لتساقط الشعر، فمن المحتمل أن تكون هناك عوامل أخرى تُساهم أيضًا، مثل مشاكل التغذية أو أمراض التمثيل الغذائي، مما يعني أنه في حال مواجهة موقف مُرهق، فقد يُسبب ذلك تساقط الشعر».
وكما هو الحال مع تساقط الشعر بعد الولادة، اقترح فارجو اتباع نهج الانتظار والترقب، إذ يجب أن يُصحح الوضع تلقائياً بمجرد انحسار التوتر.
نقص في الحديد لدى النساءإن نقص الحديد شائعٌ جدًا خاصةً لدى النساء، نتيجة الدورة الشهرية، في عامي 2023 و2024، ارتفعت حالات دخول المستشفى بسبب نقص الحديد بنسبة 11 في المائة عن العام السابق، أي ما يقرب من عشرة أضعاف عدد حالات الدخول إلى المستشفى للسبب نفسه في عامي 1998 و1999.
وبينما قد يعتبر طبيبك العام مستويات الحديد لديك «مُرضية» كما يكشف فحص الدم، فإنها قد تكون أقل بكثير من المستويات اللازمة لنمو الشعر.
وقال فارجو: «يُعد الشعر مؤشرًا أكثر حساسيةً لفقر الدم من أنسجة الجسم الأخرى، مما يعني أنك تلاحظين آثاره على الشعر قبل أن تلاحظيها على باقي أجزاء الجسم، وبينما يجب أن تكون مستويات الفيريتين بروتين يعكس مخزون الحديد في الجسم في فحص الدم 40 ميكروجرامًا/لتر أو أعلى «أقل من ذلك قد يؤثر على صحتك»، فإنني أوصي بأن تكون 70 على الأقل، لأن الشعر يحتاج إلى مستويات أعلى من باقي الجسم».
وإضافة إلى ضرورة تعويض مستويات الحديد لديك من خلال النظام الغذائي، قد يكون من المفيد البحث عن مكملات غذائية.
مشاكل في الغدة الدرقيةيعاني العديد من الأشخاص من مشكلة في الغدة الدرقية، وأكثرها شيوعًا قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية بست مرات.
وأوضح فارجو أن كلا النوعين من أمراض الغدة الدرقية يمكن أن يؤثر على الشعر.
ويرتبط قصور الغدة الدرقية عادةً بتساقط الشعر، ولكن فرط نشاط الغدة الدرقية قد يؤثر أيضًا ليس فقط على تساقط الشعر، بل على جودته أيضًا، حيث يشتكي البعض من شعر هش كالقش، يعود ذلك إلى خلل في هرمون الغدة الدرقية يُؤثر على دورة نمو الشعر دورة النمو والراحة والتساقط الطبيعية.
ويميل تساقط الشعر إلى الترقق في جميع أنحاء الجسم، وعادةً ما يُلاحظ لدى النساء أكثر. «قد يعود ذلك جزئيًا إلى أن شعر النساء عادةً ما يكون أطول وأكثر وضوحًا، مما يُؤثر على المظهر بشكل أكبر، ولأن الرجال أكثر عرضة لتساقط الشعر الوراثي، فإن تساقط الشعر الناتج عن مشاكل الغدة الدرقية عادةً ما يُغفل عنه ويُشخص على أنه صلع نمطي ذكوري.
ولهذا السبب، من المهم دراسة الخلفية الطبية للشخص بدقة، حيث غالبًا ما تكون هناك عدة أسباب مُساهمة».
الخبر السار هو أن هذا النوع من تساقط الشعر عادةً ما يكون قابلاً للعكس، بمجرد تصحيح مشاكل الغدة الدرقية «عادةً بالأدوية».
متلازمة تكيس المبايضللأسف، قد تُسبب بعض الحالات الطبية تساقط الشعر، تُعد متلازمة تكيس المبايض «PCOS» من أكثر الأمراض شيوعًا لدى النساء. وقال فارجو: «غالبًا ما تكون متلازمة تكيس المبايض هي أول ما يخطر ببالي عندما أتحدث عن تساقط شعر امرأة شابة، خاصةً إذا كان التساقط يتبع نمطًا ذكوريًا من الصلع، ولاحظت نمو الشعر في أماكن لا تتوقع رؤيتها لدى النساء (مثل الوجه أو الصدر أو البطن)».
وأضاف: «أنصح دائمًا باستشارة طبيب أمراض النساء، وفي هذه الحالة، يُفترض أن يُساعد علاج هذه الحالة في تصحيح تساقط الشعر».
كما يمكن أن تؤثر حالات أخرى على الشعر، مثل الحالات الأيضية مثل داء السكري، التي قد تُصيب الرجال والنساء على حد سواء.
وبالإضافة إلى تأثيرها المباشر على دورة نمو الشعر، يُمكن أن يُسبب اضطراب عملية الأيض أيضًا زيادة في تساقط الشعر «كنوع من الضغط على الجسم»، على الرغم من أنها ليست شائعة مثل متلازمة تكيس المبايض، بشكل عام، يُعد تصحيح هذه الحالة أو علاجها أفضل طريقة للمساعدة في حل المشكلة».
تناولك لكميات زائدة من المكملات الغذائيةيتناول نحو نصفنا المكملات الغذائية بانتظام، لكن الكثيرين قد يتناولونها دون علمهم بجرعات زائدة، مما يسبب ضررًا أكثر من النفع. وقال فارجو: «على الرغم من أن فيتامين (أ) والسيلينيوم، على سبيل المثال، يلعبان دوراً مهماً في صحة الشعر، فإن تناول كميات زائدة من فيتامين (أ) تحديداً قد يكون له تأثير معاكس، إذ يؤثر على الشعر ويؤدي إلى تساقطه المفاجئ».
وتابع: «والاستثناء الوحيد هو لفيتامين (د)، إذ يرتبط نقص فيتامين (د) بتساقط الشعر (وخاصةً تساقط الشعر الكربي، الذي يحدث في جميع أنحاء الرأس)، وبما أن معظمنا يعاني من نقصه، فإنني أنصح بتناوله».
أدوية إنقاص الوزنمع ازدياد شعبية أدوية مثل ويغوفي ومونجارو، من المرجح أن نشهد بعض الآثار الجانبية أيضاً، التي قد تشمل تساقط الشعر، وفقاً لفارجو.
وقال: «لقد رُبطت أدوية إنقاص الوزن بالفعل بتساقط الشعر، وهناك جانبان متعارضان، أولاً، قد يكون تساقط الشعر نتيجة مباشرة لتفاعل الدواء كيميائياً مع الجسم. لكن أي شيء يُسبب فقداناً مفاجئاً أو حاداً للوزن (أي يُجهد الجسم) يُمكن أن يُحفز تساقط الشعر الكربي (تساقط الشعر الشامل) على الرغم من أنه لا يُمثل حالةً مُرهقةً «طبيعية». وهناك أيضاً احتمالية حدوث نقص غذائي إذا كانت شهية الشخص منخفضة جداً. الحل، بالطبع، هو التوقف عن تناوله، تحت إشراف الطبيب، والبحث عن بديل يُفيد الشعر إذا لزم الأمر».
أنجبت طفلا للتويُعد تساقط الشعر بعد الولادة ظاهرةً حقيقيةً للغاية، وذلك بسبب اختلال توازن الهرمونات.
وأوضح فارجو أنه «أثناء الحمل، تُنتج المرأة المزيد من هرمون الإستروجين، مما يعني أن نسبة الشعر على رأسها في «مرحلة النمو» من دورة نمو الشعر تصبح أعلى من المعدل الطبيعي. هذا يعني أن النساء الحوامل يتوقفن عن تساقط الشعر بالمعدل الطبيعي (عادةً ما نفقد ما بين 100 و150 شعرة يومياً)، مما يُعطي انطباعاً بأن الشعر أصبح أكثر كثافة».
ولكن ما يزداد، لا بد أن ينخفض، وبعد الولادة، يحدث توازن، بالتزامن مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين. والنتيجة عادةً هي تساقط الشعر في جميع أنحاء الرأس.
ويتساقط الشعر الزائد في الجسم لتعويض الشعر الذي كان من المفترض أن يتساقط أثناء الحمل. بالطبع، مع زيادة كثافة الشعر أثناء الحمل، قد يكون تساقط الشعر بعد الولادة أكثر حدة، ولكن بعد بضعة أشهر يتوقف هذا التساقط الزائد وتستقر الأمور.
ربما يكون الانتظار هو الحل الأمثل، وهو أمر محبط. «ستة أشهر فترة زمنية معقولة لرؤية التحسن - لا يُنصح بتناول الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية، على سبيل المثال. إذا كانت المريضة قلقة للغاية، فيمكنها تجربة العلاج بالضوء منخفض المستوى، وهو جهاز ليزر منزلي يُحفز نمو الشعر. والأهم من ذلك أنه يُساعد المرضى على الشعور بمزيد من الإيجابية والاسترخاء حيال الوضع، لأن التوتر أو القلق بشأن تساقط الشعر قد يزيد الأمر سوءاً».
حبوب منع الحملكما أن تقلبات مستويات الهرمونات بعد الولادة، أو خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث، قد تؤثر على الشعر، كذلك حبوب منع الحمل، التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون الاصطناعيين (البروجستين)، على عكس البروجسترون الطبيعي، غالباً ما تحتوي النسخة الاصطناعية على ما يُسمى «النشاط الأندروجيني» الذي قد يُسبب تساقط الشعر أو يُفاقمه.
وقال فارجو: «الإستروجين مفيد للشعر بشكل عام، لذا إذا كانت وسيلة منع الحمل التي تستخدمينها تحتوي على كمية كافية من الإستروجين (مقارنةً بوسائل منع الحمل منخفضة الإستروجين أو التي تحتوي على البروجستين فقط)، فلا يُفترض أن تُساهم في تساقط الشعر».
في حين أن بعض حبوب منع الحمل قد تُفاقم تساقط الشعر، فإن الدكتور فارجو يُشير إلى أن المهم هو معرفة ما إذا كان تساقط الشعر يتزامن بالفعل مع بدء تناولها، بدلاً من الافتراض.
مرض منقول جنسياوتحديدًا، مرض الزهري، يمكن أن تُسبب هذه العدوى، التي تحدث على ثلاث مراحل، تساقطًا غير منتظم ومتقطعًا للشعر «يُوصف أحيانًا بـ«الثعلبة المأكولة من العث» في فروة الرأس والحاجبين والرموش واللحى، وقد يؤثر أحيانًا على شعر الجسم أيضًا.
وكما هو الحال مع الحالات الأخرى، بمجرد تلقي العلاج، من المفترض أن تخف الأعراض، بما في ذلك تساقط الشعر.
الثعلبة البقعيةتُعرف الثعلبة البقعية عمومًا بأنها تساقط شعر متقطع «إما على شكل شريط أو بقع بيضاوية في جميع أنحاء الرأس»، ولكن هناك أنواع مختلفة، على سبيل المثال، يعاني بعض الأشخاص من الثعلبة البقعية «المنتشرة»، وهي عبارة عن ترقق في جميع أنحاء الشعر بدلاً من البقع. يمكن أن تصيب الرجال والنساء، ولكنها أكثر شيوعًا لدى الأطفال منها لدى البالغين.
في بعض الأحيان، تُلاحظ الثعلبة إلى جانب الأظافر المتجعدة أو المثقوبة. وتُصنف تقنيًا على أنها مرض مناعي ذاتي «حيث يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر في الجسم، مما يؤدي إلى تساقطها».
ووفق فارجو، فإن «أفضل طريقة لعلاجها هي من خلال الأدوية الموصوفة طبيًا مثل الستيرويدات ومثبطات JAK «الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات الالتهابية المزمنة».
اقرأ أيضاًتفسير حلم تساقط الشعر بغزارة.. 4 دلالات أبرزها بشرة خير
7 نصائح للوقاية من تساقط الشعر
وصفات طبيعية لعلاج تساقط الشعر في الشتاء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تساقط الشعر أسباب تساقط الشعر أسباب تساقط الشعر عند النساء متلازمة تکیس المبایض هرمون الإستروجین على الرغم من أن الغدة الدرقیة انقطاع الطمث بتساقط الشعر تساقط الشعر بعد الولادة لدى النساء منع الحمل إلى تساقط نمو الشعر على الشعر یمکن أن ی یمکن أن ت الشعر فی تساقط ا قد یکون یعنی أن ما یکون الشعر ا أن تکون إذا کان
إقرأ أيضاً:
انخفاض تاريخي في صافي الهجرة إلى بريطانيا.. هذه هي الأسباب
شهدت المملكة المتحدة خلال عام 2024 انخفاضًا غير مسبوق في صافي الهجرة بلغ نحو 50% مقارنة بالعام السابق، حيث وصل صافي الهجرة إلى 431 ألف شخص فقط، مقارنة بـ860 ألفًا في عام 2023، وفقًا لتقديرات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني. ويعد هذا التراجع الأكبر من نوعه منذ بدء تسجيل هذه البيانات، مما يعكس تحولات جذرية في السياسات والمواقف الحكومية تجاه الهجرة.
تشديد القيود وتقليص التأشيرات
وكشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية اليوم تابعته "عربي21"، أن هذا الانخفاض الحاد يرتبط أساسًا بتراجع أعداد الوافدين لأغراض العمل والدراسة، عقب حزمة من التعديلات الصارمة التي أجرتها الحكومة المحافظة السابقة على نظام الهجرة. وكان من بين أبرز التغييرات تقليص تأشيرات المرافقين للطلاب والعمال الأجانب، وهي خطوة سعت من خلالها الحكومة إلى الحد من "الهجرة غير الضرورية"، بحسب وصفها.
وأكد مكتب الإحصاءات أن الانخفاض طال فئات متعددة من المهاجرين، بما في ذلك عدد كبير من الأفراد الذين وصلوا بتأشيرات دراسية خلال فترة تخفيف قيود جائحة كورونا، وغادروا لاحقًا مع استقرار الوضع العالمي. كما سجل تراجع ملحوظ في عدد المعالين الذين يصطحبهم الطلاب والعمال الأجانب، وهو ما وصفه البعض بأنه استجابة مباشرة لسياسات وزراء الداخلية المحافظين في الحكومات السابقة، وعلى رأسهم جيمس كليفرلي.
دور الجائحة وتأجيل المغادرة
وساهم انتهاء قيود السفر المرتبطة بجائحة كوفيد-19 في تنفيذ خطط مؤجلة للمغادرة، خاصة من قبل طلاب أنهوا دراستهم، ما ساهم بدوره في رفع أعداد المغادرين، وبالتالي تخفيض صافي الهجرة.
وللمقارنة، فإن أكبر انخفاض سابق في صافي الهجرة سُجل خلال العام الأول من الجائحة، حيث تراجع من 184,000 في ديسمبر 2019 إلى 93,000 في ديسمبر 2020، بينما يُعد تراجع 2024 أكثر حدة من حيث الأعداد المطلقة.
طالبو اللجوء.. انخفاض محدود ومخاوف مستمرة
في سياق متصل، أظهرت بيانات جديدة لوزارة الداخلية انخفاضًا في عدد طالبي اللجوء المقيمين في فنادق مموّلة من دافعي الضرائب إلى 32,345 شخصًا في مارس 2025، بعدما بلغت 38,079 في ديسمبر 2024. ورغم هذا الانخفاض، فإن الأرقام لا تزال أعلى مما كانت عليه حين تولى حزب العمال الحكم، حيث كان العدد آنذاك 29,585 شخصًا.
ويعزو المسؤولون هذا التراجع النسبي إلى تسريع معالجة طلبات اللجوء، خاصة القادمين عبر القوارب الصغيرة، حيث يتم البت في أوضاعهم بسرعة سواء بالقبول كلاجئين شرعيين أو بإصدار أوامر ترحيل بحقهم. وأشارت الوزارة إلى إعادة 29,867 شخصًا، بينهم طالبو لجوء مرفوضون ومجرمون أجانب، إلى بلدانهم خلال الفترة الماضية.
مواقف سياسية متباينة.. من التباهي إلى الانتقاد
ورغم أن حزب العمال الحاكم تبنّى خطابًا متشددًا نسبيًا فيما يتعلق بالهجرة، إلا أن شخصيات بارزة من حزب المحافظين سعت إلى نسب الفضل في هذا التراجع لنفسها. إذ قال وزير الداخلية السابق كريس فيلب إن "السياسات الجريئة" للحكومة المحافظة السابقة هي التي أدت إلى هذا الانخفاض، مضيفًا أن الخطوات الحالية "ليست كافية بعد".
من جهتها، كتبت كيمي بادينوخ، زعيمة حزب المحافظين، أن "الأرقام لا تزال مرتفعة للغاية"، فيما وصف زعيم حزب الإصلاح البريطاني، نايجل فاراج، الأرقام بأنها "لا ترقى إلى خيانة المحافظين الكبرى، لكنها لا تزال كارثية".
تقييم أكاديمي.. الأرقام المرتفعة سابقًا سهّلت الانخفاض
وفسّر مرصد الهجرة المستقل التابع لجامعة أكسفورد هذا الانخفاض الحاد على أنه "انعكاس طبيعي" للأرقام المرتفعة وغير المسبوقة في عام 2023، والتي شهدت تدفق أعداد كبيرة من الطلاب والعاملين في مجال الرعاية الصحية، إلى جانب أفراد أسرهم. وقالت الدكتورة مادلين سامبشن، رئيسة وحدة الهجرة، إن هذه الفئات لم تكن ضمن المهاجرين الأعلى دخلًا أو الأكثر مساهمة في الضرائب، مما قلل من تأثير تراجع أعدادهم على الاقتصاد.
هل ستتواصل سياسة التشديد؟
تعهّدت وزيرة الداخلية الحالية، إيفيت كوبر، بمواصلة خفض صافي الهجرة من خلال تطبيق سياسات جديدة أعلنت عنها الحكومة ضمن "الكتاب الأبيض للهجرة"، والذي يتضمن قيودًا إضافية على دخول العمال الأجانب ومراقبة أشدّ على طلبات اللجوء.
وقالت كوبر: "سنمضي قدمًا في تطبيق صلاحيات جديدة على غرار قوانين مكافحة الإرهاب لتعزيز أمن حدودنا والقضاء على عصابات تهريب البشر"، في إشارة إلى نهج أكثر صرامة ستتبناه الحكومة في المرحلة المقبلة.
تكشف الأرقام الجديدة أن المملكة المتحدة تمر بتحول كبير في سياسات الهجرة، مدفوعًا بقرارات سياسية وسياقات عالمية متغيرة. ورغم الترحيب من بعض الجهات بانخفاض الأعداد، إلا أن الجدل لا يزال محتدمًا بين مؤيدين لقيود أشدّ ومعارضين يرون فيها تهديدًا للانفتاح الاقتصادي والديمغرافي للمملكة. وبينما تستعد البلاد لموسم انتخابي محتمل، من المرجّح أن يبقى ملف الهجرة في صدارة المشهد السياسي والإعلامي.