روسيا تعرض على أسرى الحرب الأوكرانيين الانضمام إلى قواتها "ليحتلوا أوروبا معا"
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
قدمت أوكرانيا قائمة بأسماء أسرى الحرب إلى روسيا من أجل مبادلة ألف أسير مقابل ألف أسير. وقد أمضى العديد من الجنود الأوكرانيين الآن أكثر من ثلاث سنوات في الأسر الروسي، حيث يتعرضون في كثير من الأحيان للتعذيب وسوء المعاملة ويعرض عليهم "الانضمام إلى القوات الروسية لاحتلال أوروبا بعد ذلك". اعلان
عندما توصلت أوكرانيا وروسيا، الأسبوع الماضي، إلى اتفاق يقضي بتبادل ألف أسير من الجانبين، وسط وجود عشرات الآلاف من الأسرى الأوكرانيين، بدت هذه الخطوة وكأنها بصيص أمل في ظلام دامس طال أمده.
في الغالب، لا تعرف عائلات وأصدقاء الأسرى الأوكرانيين شيئًا عن مصير أحبّتهم: لا مكان الاحتجاز، ولا ظروفه، ولا حتى ما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة. معلوماتهم ضئيلة ومصيرهم معلق في الفراغ.
كل ما بوسعهم فعله هو التوجه إلى مواقع تبادل الأسرى حاملين صور المفقودين أو المحتجزين، على أمل أن يتعرف أحد المفرج عنهم على وجه مألوف، أو ينقل ولو معلومة بسيطة قد تطمئن قلب أم أو زوجة أو ابن ينتظر خبراً منذ شهور.
تحمل هذه الصور أحياناً اسم الجندي، وحدته العسكرية، وتاريخ اختفائه إن عُرف، لتكون بمثابة نداء يائس علّه يصادف من يحمل الجواب.
في السادس من مايو، حضرت أم أوكرانية عملية تبادل الأسرى، تحمل علماً يعلوه وجه ابنها الغائب، متشبثة بأمل اللقاء أو حتى بخبر يبدد الغموض. فجأة، تعرف عليه أحد المفرج عنهم، واقترب ليخبرها بأنه كان معه في الزنزانة ذاتها، وأن ابنها لا يزال على قيد الحياة، "متماسكاً وبخير". كلمات قليلة، لكنها كانت بمثابة حياة جديدة تُمنح لقلب أم منهك بالانتظار.
يتعرّض تسعة من أصل كل عشرة جنود أوكرانيين يقبعون في السجون الروسية لشتى صنوف الانتهاكات، حيث يُجبرون على تحمل التعذيب الجسدي والنفسي، والإيذاء الجنسي، ويُحاكمون بأحكام غير قانونية، بل ويتعرض بعضهم للإعدام العنيف خارج إطار القانون. هذه الشهادات المروعة ليست ادعاءات مجردة، بل روايات حية من داخل الجحيم، كما وصفها الطبيب العسكري فولوديمير لابوزوف، كبير أطباء اللواء 36 مشاة البحرية الأوكرانية، الذي كان شاهدًا وضحية في آن واحد.
لابوزوف، الذي تمركز مع وحدته في مدينة ماريوبول خلال الأيام الأولى للغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، صمد مع رفاقه في الدفاع عن المدينة المحاصرة لأسابيع طويلة. إلا أن قوات الاحتلال الروسية تمكنت من أسر عدد منهم في أبريل من العام ذاته، وكان لابوزوف من بينهم.
في شهادته لـ"يورونيوز"، أوضح لابوزوف أن الانتهاكات الروسية لا تقتصر على العسكريين فحسب، بل تشمل كذلك آلاف المدنيين الأوكرانيين، بمن فيهم الأطفال، الذين لا تربطهم أي علاقة بالقوات المسلحة الأوكرانية. وأكد أن هؤلاء المدنيين يُعتقلون ويُحتجزون بشكل تعسفي تمامًا، داعيًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، دون التفاوض على صفقات أو شروط.
وفي معرض حديثه عن عمليات تبادل الأسرى، قال لابوزوف إن تبادل ألف أسير مقابل ألف آخر خطوة إيجابية، لكنها لا تكون مجدية إلا إذا اقتصرت على الجنود فقط، في حين يجب أن يُطلق سراح المدنيين دون أي مساومات. وأكد أن روسيا لا تُميز بين أسير مدني أو عسكري، بل تتعامل معهم جميعًا على أنهم أدوات ضغط سياسي.
Relatedانتهاء جولة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في اسطنبول واتفاق على تبادل للأسرىعيادة خيرية تعيد رسم ملامح وجوه مصابي الحرب في أوكرانيامقتل 9 أشخاص في هجوم مسيّرة روسية استهدفت حافلة ركاب شمال شرق أوكرانياوأضاف أن معظم المدنيين الذين زُج بهم في السجون الروسية خُطفوا من المناطق التي أعلنت روسيا أنها "حررتها"، لكن الواقع، حسب لابوزوف، يشير إلى أن هذه الحرية المزعومة تحولت إلى معاملة قاسية لا تفرق بين مقاتل ومدني.
ويؤكد المتحدث أن أعداد المدنيين المحتجزين في السجون الروسية ما زالت مجهولة، كما أن هناك العديد من المدنيين الآخرين الذين ما زالوا يعيشون في الأراضي الأوكرانية المحتلة تحت ظروف قمعية مشابهة. يقول: "في تلك المناطق، إذا أراد الفرد أن يعيش أو حتى يسير في شوارع قريته، فعليه أن يحصل على الجنسية الروسية. من دونها، يصبح مجرد نكرة، لا يملك أي حق من حقوق الإنسان الأساسية".
ووصف هذه السياسات بأنها شكل من أشكال الإبادة الجماعية قائلاً: "إذا لم تكن هذه إبادة جماعية للشعب الأوكراني، فكيف لنا أن نفسر تلك الشروط التي تُفرض على المدنيين في المناطق المحتلة مؤقتًا؟ إنها أحد أبرز مظاهر الإبادة الجماعية التي ترتكبها روسيا بحق أوكرانيا".
وحذر قائلا: من يرفض تلك الشروط، أو من يبدي أدنى مقاومة للاحتلال الروسي، فإن مصيره ومصير مدينته سيكون الزوال التام. وأضاف: "هذا ما حدث لماريوبول. لقد رأيت بأم عيني كيف دُمرت المدينة، كيف أُبيد المدنيون، كيف سُحقت البنية التحتية الحضرية. لقد تحولت المدينة إلى أنقاض".
وأشار إلى أن نفس السيناريو تكرر في أفدييفكا وباخموت وسوليدار، حيث لم يتبقَ شيء يُذكر. المدن باتت خرابا، تدل على ما وصفه بأنه سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها روسيا في المناطق الأوكرانية.
Relatedأوكرانيا: مسيّرات روسية تصيب مناطق سكنية في خيرسون وسلوفيانسك زيلينسكي بعد اجتماعات في الفاتيكان: نريد وقفًا فوريًا لإطلاق النار في أوكرانيا ترامب: مباحثات بين روسيا وأوكرانيا ستبدأ فورا وبوتين يؤكد دعمه للسلام مع كييفوتابع لابوزوف قائلاً إن أسرى الحرب الأوكرانيين، خلال احتجازهم، يتعرضون لحملات نفسية تهدف إلى كسر إرادتهم، حيث يُقال لهم مرارًا إن أوكرانيا لم تعد موجودة، وإن وطنهم تخلى عنهم ونسيهم. والأخطر من ذلك، كما يضيف، أن العديد من الأسرى عُرض عليهم تغيير ولائهم والانضمام إلى الجيش الروسي للمشاركة في ما يُروج له بأنه "تحرير لأوكرانيا واحتلال لأوروبا معًا".
واستعاد لابوزوف أحد المواقف التي تعرض لها شخصيًا أثناء الاستجواب، حيث قال: "عرض عليّ المحققون التعاون، وقالوا لي صراحة: ’تعال وانضم إلينا لنحتل أوروبا معًا‘". وأوضح أن هذا العرض تكرر مع جميع زملائه الأسرى تقريبًا، حيث كانت الرسالة التي يتلقونها واحدة: "انضموا إلينا، وسنحرر أوكرانيا، ثم نمضي لاحتلال أوروبا".
واختتم لابوزوف حديثه بنداء إلى الضمير الأوروبي قائلاً: "آمل أن يولي المجتمع الأوروبي اهتمامًا أكبر لما يحدث من أهوال داخل الأراضي الأوكرانية المحتلة، ولما يتعرض له أبناء شعبي داخل الأسر الروسي. الصمت لم يعد خيارًا، ولا يمكن تجاهل هذه المأساة بعد الآن".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا فلسطين إسبانيا إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا فلسطين إسبانيا روسيا أوكرانيا الغزو الروسي لأوكرانيا جندي جنود إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا فلسطين إسبانيا أسرى محكمة قتل إيران الصين الاتحاد الأوروبي ألف أسیر
إقرأ أيضاً:
روسيا: صفقة تبادل مع أوكرانيا تشمل 270 أسيرا و120 مدنيا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 270 أسير حرب و120 مدنياً.
وأضافت الدفاع الروسية أن عملية التبادل ستستمر في الأيام المقبلة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وفي منتصف مايو الجاري، عقدت مباحثات بين روسيا وأوكرانيا استضافتها مدينة اسطنبول التركية، واتفاق الجانبين على أن عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا ستتم وفق صيغة "1000 مقابل 1000".
والشهر الماضي توسطت الإمارات في صفقة تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وتضمنت عملية التبادل 246 أسيرا من الجانب الأوكراني و 246 أسيرا من الجانب الروسي.
يأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي اشتعلت في فبراير 2022 وتسببت في مقتل وإصابة مئات الآلاف من الجانبين.