خولة علي (أبوظبي) 
في تجربة نوعية تجمع بين الابتكار الفني والمشاركة المجتمعية، يبرز «استوديو كناز للفنون» كأول استوديو متنقل من نوعه على مستوى الإمارات، أطلقته الفنانة التشكيلية غالية سعيد المنصوري، بهدف إيصال الفنون البصرية إلى مختلف فئات المجتمع، خصوصاً في المناطق البعيدة عن مراكز المدن، وتحقيق مبدأ الفن للجميع بوصفه أداة للتنمية الثقافية، وبوابة لتعزيز الهوية الوطنية.


ويمثل «استوديو كناز للفنون» نموذجاً معاصراً لممارسة الفن خارج الأطر التقليدية، حيث يجوب الإمارات السبع مقدماً برامج تعليمية وورشاً فنية تدمج بين التراث المحلي والممارسات المعاصرة، في تجربة تسهم في إعادة تشكيل العلاقة بين الفرد والمجال الثقافي من منظور عملي ومتاح.
ومن خلال هذه المبادرة، تسعى المنصوري إلى تفعيل دور الفن كمحفز اجتماعي ومصدر إلهام للاكتشاف والتعبير، في إطار يتماشى مع التوجهات الوطنية للدولة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية. 

الفن للجميع 
غالية المنصوري فنانة تشكيلية إماراتية، حاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون التشكيلية من جامعة زايد، نالت جائزة أفضل عرض لمشروع التخرج، ودرجة الماجستير في تعليم الفنون من معهد شيكاغو للفنون. استطاعت أن توظف خبرتها الأكاديمية والميدانية في خدمة مشروع وطني هادف، يعكس شغفها بالفن، ويعبر عن التزامها بتقديم تجربة فنية متكاملة لفئات المجتمع. تقول: استلهمت فكرة الاستوديو المتنقل من قناعتي بأن الفن يجب أن يكون متاحاً للجميع، من دون أن يقيد بالحواجز الجغرافية أو الوقتية.

رؤية فنية 
وتشير المنصوري إلى أن فكرة الاستوديو تقوم على تقديم ورش عمل وبرامج فنية في مواقع مختلفة داخل الدولة، تشمل المدارس والحدائق والفعاليات المجتمعية والمهرجانات التراثية. ويعنى الاستوديو بتقديم محتوى فني متنوع يجمع بين الفنون المعاصرة والحرف التقليدية، في بيئة تعليمية تفاعلية، لافتة إلى أن الاستوديو لا يختار وجهاته عشوائياً، بل يستجيب لطلبات واستفسارات الجهات الراغبة في استضافته، مع مراعاة خصوصية كل موقع واحتياجاته. وقد قطع الاستديو المتنقل منذ انطلاقه أكثر من 10.000 كيلومتر.
وتوضح المنصوري، أن هناك فارقاً ملحوظاً بين ما قبل الورش وما بعدها، حيث يتخلص المشاركون من الشكوك حول قدراتهم، ويكتسبون الثقة، ويظهرون حماساً وتفاعلاً أكبر. وتوضح أنه من أبرز المواقف المؤثرة التي شهدها الاستوديو، ما حدث في إمارة الفجيرة، حين أبدى طفل يدعى حميد رغبة في المشاركة بالرغم من عدم إدراجه ضمن جدول الورش، حيث عرض على فريق العمل أن يساعد في التنظيم مقابل فرصة المشاركة، وهو ما تم بالفعل، ليمنح لاحقاً تكريماً من مدرسته، تقديراً لمبادرته. وهذا ما يؤكد هدف الاستديو بأنه لا يمنح فقط أدوات فنية، بل يزرع الثقة، ويفتح نوافذ جديدة للتعبير، ويمنح المشاركين مساحة ليكونوا جزءاً من التجربة.

أخبار ذات صلة «الاقتصاد» تطلق مركز المعرفة والابتكار لترسيخ التعاون مع القطاع الأكاديمي ضحى الحلامي.. رحلة إبداع تجمع الهندسة والفن التشكيلي

مؤسسة مستدامة
وتضيف المنصوري: أتطلع إلى أن يكون «كناز» منارة للتعبير الفني الإماراتي، ومركزاً للحوار الثقافي بين الأجيال، ومنصة تعنى بالحفاظ على الفنون التراثية، وتدعم التجريب والابتكار. وتطمح إلى أن يتحول الاستوديو في المستقبل إلى مؤسسة ثقافية متكاملة، تؤدي دوراً محورياً في دعم المشهد الفني الإماراتي، وتوفر بيئة حاضنة للفنانين من مختلف الأعمار.

ريادة
حصلت المنصوري على المركز الثاني في منتدى القوز لريادة الأعمال الإبداعية، تقديراً لتميزها في تقديم محتوى فني يعكس الأصالة والتجديد. ويدعم الاستوديو الاستراتيجية الوطنية للصناعات الإبداعية، ورؤية الإمارات 2030، ويسهم في تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071 عبر تعزيز الهوية الوطنية، وتطوير المهارات الفنية للشباب، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في الثقافة والفنون.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الابتكار الفنون التشكيلية الفن التشكيلي إلى أن

إقرأ أيضاً:

العين تستضيف النسخة الرابعة من بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة

 
العين (الاتحاد)

أخبار ذات صلة "اصنع في الإمارات" يتجاوز التوقعات ويستقطب 58 ألف زائر خلال يومين "الوطني الاتحادي" يناقش سياسة الحكومة في تحقيق الأمن الوطني للصناعات والمستلزمات الدوائية


أعلن اتحاد الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، عن إقامة النسخة الرابعة من بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة 24 و25 مايو الجاري في مركز أدنيك العين، بمشاركة أكثر من 300 لاعب ولاعبة من مختلف الفئات العمرية.
وأكد الاتحاد أن تنظيم البطولة في منطقة العين يأتي ضمن خطط الاتحاد الهادفة إلى نشر رياضة الفنون القتالية المختلطة في مختلف مدن وإمارات الدولة، وتوسيع قاعدة ممارسيها، وتوفير بيئة احترافية تتيح للمواهب على امتداد الدولة إبراز قدراتهم وصقل مهاراتهم الفنية والبدنية.
وتشمل البطولة منافسات مخصصة للفئات العمرية المختلفة، ابتداءً من فئة الأشبال D «من 10 إلى 11 عاماً»، ثم فئتي الناشئين C «من 12 إلى 13 عاماً» والناشئين B «من 14 إلى 15 عاماً»، تليها فئة الشباب A «من 16 إلى 17 عاماً»، وفئة الكبار «18 عاماً فما فوق».
وأكد محمد جاسم الحوسني، عضو لجنة الفنون القتالية المختلطة في الاتحاد، أن البطولة التي تتألف من 5 جولات، تمثل محطة رئيسة في أجندة بطولات الاتحاد، نظراً للنمو المتزايد في عدد المشاركين واتساع نطاق المشاركة الجغرافية على مستوى الدولة.
وقال إن تنظيم هذه النسخة في العين يعكس التزام الاتحاد بتوسيع قاعدة المشاركين، ويؤكد دور البطولة في دعم المواهب، كما أن إدراج فئة الكبار يمنح المنافسات طابعاً أكثر قوة ويتيح تبادل الخبرات بين مختلف المستويات. وتشكل بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة، خطوة أساسية نحو بناء جيل جديد من الرياضيين الموهوبين، حيث تمنح اللاعبين الفرصة لاكتساب الخبرة، ضمن منهجية مدروسة ومتكاملة تمهيداً لتمثيل الدولة في البطولات الرياضية الكبرى.

مقالات مشابهة

  • “مصحف الزجاج”.. تجربة بصرية تنسج النور والمعنى في بينالي الفنون الإسلامية
  • «سند» و«جنرال إلكتريك للطيران» تطلقان مبادرة لتنمية الكفاءات الوطنية في قطاع الطيران
  • «البارالمبية الوطنية» تبحث سبُل التعاون مع سفارة المجر
  • مسؤول تعليمي إيرلندي: نظام تقويم المدارس في المملكة تجربة رائدة تلهم العالم
  • الدار البيضاء تستضيف فعاليات فنية تجمع نخبة طلاب الإعدادي من مختلف جهات المملكة
  • ميزات متقدمة بالذكاء الاصطناعي.. «HONOR 400 Series» تقدم تجربة أداء رائدة
  • “مشكاة” تركيب فني يُضيء جناح “المنوّرة” ببينالي الفنون الإسلامية 2025
  • وزير الأوقاف المغربي: "طريق مكة" تجربة رائدة لتسهيل إجراءات الحج
  • العين تستضيف النسخة الرابعة من بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة