بعد عام من سقوط الأسد: ماذا تحقق في سوريا
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
البوابة - بعد عام كامل على سقوط نظام السوري بشار الأسد، يدرك كثير من السوريين أن إسقاط الاستبداد لم يكن سوى بداية طريق مليء بالتحديات والتعثرات، لا ينتهي بليلة تحرير وضحاها. ومن هنا يبقى السؤال قائمًا: هل نجحت الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع في قيادة المرحلة الجديدة، أو بالأحرى في وضع سوريا على المسار الصحيح؟
يجيب الخبير العسكري والمحلل السياسي نضال أبوزيد بالقول إن سوريا الجديدة نجحت على أقل تقدير في تحقيق 4 مسارات رئيسية، أبرزها:
المسار الأمني:داخليًا، استطاعت الإدارة الجديدة ضبط الأوضاع الأمنية الداخلية التي كانت منفلتة، أما خارجيًا، فقد تمكنت من ضبط عمليات تهريب المخدرات والسلاح وحركات النزوح واللاجئين التي كانت تؤرق دول الجوار مثل الأردن والعراق وتركيا ولبنان على وجه التحديد.
سياسيًا، لم نكن نعهد الانفتاح السوري تجاه الدول الإقليمية وحتى الغربية، لكن الإدارة السورية الجديدة نجحت في تحقيق توازنات سياسية حتى مع خصوم سوريا، وتفكيك العقدة الدبلوماسية:
فقد شهدنا الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، وإلقاء الشرع كلمته أمام الأمم المتحدة.وبعد 12 عامًا، استعادت سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية بعد سحبه إبان النظام السابق.إعادة انسياب الحركة التجارية من خلال فتح الطريق البري الرئيسي "إم 5" (M5) الذي يربط الحدود الأردنية جنوب دمشق بالحدود التركية شمال حلب.نجحت في رفع العقوبات الاقتصادية، وتحديدًا قانون "قيصر"، وجلب العديد من الاستثمارات.خلقت توازنات من خلال عقد اتفاقيات مع روسيا وأمريكا بدل العودة إلى الفوضى والمواجهات العسكرية.المسار العسكري:سوريا الجديدة تخطو اليوم خطوة جيدة فيما يتعلق بإعادة بناء الجيش، رغم ذلك يرى أبوزيد أن سوريا ما زالت لديها مشكلات بهذا الجانب، وهي تعدد الإيديولوجيات للفصائل المسلحة، وخاصة أن الهياكل التنظيمية لهذه الفصائل تختلف عن الهياكل للجيوش النظامية.
ومع ذلك، تقوم الدولة السورية بإعادة بناء الجيش السوري بشكل هادئ وبطيء، وبمساعدة الدول الإقليمية، حتى لا تصطدم بظهور تحول الجيش النظامي إلى مليشيات منفلتة.
كما دخلت سوريا في التحالف الدولي ضد الإرهاب، إذ قامت بعمليات عديدة في البادية السورية لمواجهة ما تبقى من عناصر تنظيم "داعش الإرهابي".
من جانب آخر، تطرق أبوزيد إلى مسألة مساعدة الخبرات التركية سوريا من خلال تدريبها وتسليح الجيش السوري الجديد على تحوله من عقيدة شرقية قتالية إلى عقيدة قتالية أقرب إلى عقيدة حلف الناتو.
المسار الاجتماعي:يرى أبوزيد أن الحكومة الجديدة نجحت في تقريب وجهات النظر الاجتماعية السورية بعد أن كان النظام السابق يلعب على ورقة الخلافات الطائفية والإثنية داخل المجتمع السوري لضمان بقائه واستمراره كحل وسط بين تلك الإثنيات والطوائف.
"لم نشاهد صدامًا بين مسلم ومسيحي، حتى الصراعات مع قسد والدروز ليست صراعات طائفية بقدر ما هي محاولة من الدولة السورية لبسط نفوذها على مناطق قد يستخدمها النظام السابق كأدوات في وقت من الأوقات".
الخبير العسكري والمحلل السياسي نضال أبوزيد
الخلاصة:سوريا الجديدة تريد أن تبقى قريبة من المحيط الإقليمي العربي، صديقة لدول الجوار، بعيدة عن النزاعات والانقسامات الطائفية، تسير في مسار الإصلاح وإعادة البناء. رغم بطئها في ترتيب الأوراق، لكننا نتحدث عن نظام قمعي مكث لعقود على رأس الدولة السورية.
شاهد أيضا: ملف إعادة الإعمار
ملف إعادة إعمار سوريا مازال الملف الأكثر تعقيدا عقب سقوط نظام الأسد... فكيف ستتعامل الإدارة السورية الجديدة معه؟!#موقع_البوابة_الإخباري #الأسد #سوريا #إعادة_الإعمار pic.twitter.com/Z6NcydrBsl
— البوابة (@Albawaba) March 3, 2025 كلمات دالة:بعد عام من سقوط الأسد: ماذا تحقق في سوريا؟الأسدسورياأحمد الشرعبشار الأسدذكرى التحرير© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الأسد سوريا أحمد الشرع بشار الأسد ذكرى التحرير
إقرأ أيضاً:
بريطانيا: سنواصل دعم الحكومة السورية للوفاء بالتزاماتها
شددت بريطانيا صباح اليوم الإثنين، على أن سقوط نظام بشار الأسد فتح نافذة أمام السوريين لمستقبل أفضل.
وأضافت بريطانيا: سوريا تواجه تحديات هائلة واستقرارها يخدم الأمن الإقليمي والدولي.. سنواصل دعم الحكومة السورية للوفاء بالتزاماتها.
وتابعت بريطانيا: نشجع سوريا على الشمولية السياسية وتمثيل جميع المكونات.
من ناحية أخرى، أفادت مفوضية الأمم المتحدة السّامية لشؤون اللاجئين، بعودة أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى ديارهم حتى الآن، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.
وأكدت على الحاجة الماسة لدعم دولي أكبر للحفاظ على الأمن وضمان الاستقرار في سوريا.
وأضافت المفوضية الأممية أن من بين العائدين، أكثر من مليون ومئتي ألف سوري عادوا طواعية من الدول المجاورة، وأكثر من مليون وتسعمئة ألف نازح داخلي عادوا إلى مناطقهم الأصلية.
فيما أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين، عن إدانته لأي أعمال عسكرية أجنبية ومحاولات لتقويض استقرار سوريا.
وأضاف الاتحاد الأوروبي في ذكرى سقوط نظام الأسد: سوريا تواجه تحديات جسيمة لكن أمامها أيضا فرص هائلة.. يجب احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
وتابع الاتحاد الأوروبي: السلام والاستقرار في سوريا لا يمكن أن يتحقق دون حوار وطني ومصالحة وعدالة انتقالية.