خبير تربوي: تنفيذ توجيهات الرئيس لمكافحة الغش تحتاج استراتيجية شاملة وخطوات عملية لمواجهة الظاهرة جذريًا
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن الغش يمثل مشكلة خطيرة تهدد المنظومة التعليمية وتؤثر بشكل مباشر على العدالة وتكافؤ الفرص، مشيرًا إلى أنها في الوقت ذاته قضية معقدة تتداخل فيها عوامل تربوية واجتماعية ونفسية، وهو ما يجعل مواجهتها أمرًا بالغ الصعوبة ولا يمكن تحقيقه من خلال جهود فردية.
وقال «حجازي» إن توجيهات الرئيس بتشديد إجراءات مكافحة الغش تضع جميع الجهات التعليمية أمام مسؤولية مشتركة لصياغة استراتيجية شاملة تتكامل فيها الأدوار لمحاصرة الظاهرة والقضاء عليها. وأوضح أن هناك مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن تطبيقها في هذا الإطار، من بينها:
تأهيل المعلمين المشاركين في أعمال الامتحانات واختيارهم وفق معايير واضحة تشمل الحزم والنزاهة الأكاديمية.
تشديد العقوبات على أي فرد يشارك في أعمال الغش، مع فرض غرامات رادعة على أسر الطلاب المتورطين لضمان ردع الظاهرة.
إطلاق حملة قومية لمناهضة الغش تضم الرموز الدينية والإعلامية، ووزارات الشباب والثقافة والتعليم، إضافة إلى الشخصيات العامة.
تحسين المناخ المدرسي وتطوير جودة الخدمات التعليمية لتلبية احتياجات الطلاب وتقليل أسباب اللجوء للغش.
استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مراقبة الامتحانات ورصد محاولات الغش.
تعزيز التربية الدينية والأخلاقية وترسيخ قيم الأمانة والنزاهة بين الطلاب.
تشديد إجراءات دخول اللجان للطلاب والمعلمين، وتطبيق ضوابط صارمة في نقل وتداول أوراق الأسئلة والإجابات.
تطوير نظام الأسئلة بما يقلل فرص الغش ويعتمد على قياس الفهم بدلًا من الحفظ.
وأضاف «حجازي» أن الحل الأمثل للقضاء على الغش بشكل نهائي يتمثل في إعداد بنوك أسئلة متكاملة وفق المعايير العلمية، تتيح إنتاج نماذج متعددة متكافئة تمامًا للامتحان، مما يغلق الباب أمام أي محاولات للتداول أو التسريب.
واختتم مؤكدًا أن مكافحة الغش ليست فقط مسؤولية المدرسة أو الوزارة، بل قضية مجتمعية تتطلب تعاونًا كاملًا لحماية جودة التعليم ومستقبل الطلاب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي علم النفس منظومة التعليم المنظومة التعليمية الامتحانات الدكتور عاصم حجازي
إقرأ أيضاً:
خطة عمل لتنفيذ توجيهات السيسي لإصلاح منظومة التعليم
قدم الدكتور محمد كمال، الخبير التعليمي وأستاذ فلسفة الأخلاق في جامعة القاهرة، خطة عمل لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لإصلاح منظومة التعليم.
وأوضح الخبير التعليمي أن تصريح الرئيس كان نقطة تحول جذرية في الانتخابات البرلمانية إذ أعادت الأمور إلى المسار الصحيح، ويأتي اجتماعه مع رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم في الاتجاه ذاته.
وأكد أن ذلك يعكس إرادة سياسية حاسمة لإصلاح منظومة التعليم، وترسيخ القيم الأخلاقية، ومواجهة ظاهرة الغش بكل حسم.
ونوه بأنه يمكن تحويل هذه التوجيهات الرئاسية إلى خطة عمل واضحة يبدأ تنفيذها فورًا، خاصة فيما يتعلق بترسيخ القيم الأخلاقية وتشديد العقوبات على الغش.
إعادة ترسيخ القيم الأخلاقية في المؤسسات التعليميةذكر أنه يتم ذلك من خلال مراجعة دمج القيم والأخلاق في المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية، وتنفيذ برنامج «القيم المدرسية» أسبوعًا في كل فصل دراسي، وإعادة تفعيل حصص الأنشطة لتعزيز القيم عبر الممارسة.
وأشار إلى أن الأمر يتطلب تدريب وتأهيل المعلمين بتنفيذ برامج تدريب إلزامية حول إدارة السلوك، والتواصل التربوي الفعال، والوقاية من العنف المدرسي، مع إصدار لائحة سلوك مهني ملزمة لجميع العاملين بالمدارس تتضمن قواعد التعامل والإجراءات.
وأكد ضرورة العمل على خلق بيئة مدرسية داعمة من خلال إنشاء وحدات للإرشاد النفسي والاجتماعي داخل كل مدرسة والاهتمام بها، وعقد اجتماعات شهرية بين إدارة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور لتعزيز الشراكة الضابطة لسلوك الطلاب، وتفعيل نظام الإنذار المبكر لحالات السلوك الخطرة.
ولفت إلى أنه يتعين اتخاذ إجراءات محاسبة عاجلة وحاسمة تجاه التجاوزات، وتطبيق العقوبات الرادعة كما وجه الرئيس، وذلك من خلال تصعيد العقوبات في لائحة الانضباط المدرسي لتكون رادعة بالفعل لكل من يخالف السلوك القويم، وإنشاء سجل إلكتروني لسلوكيات الطلاب المخالفين.
وبالنسبة للمعلمين، اقترح تفعيل الجزاءات الإدارية، والإحالة للنيابة الإدارية عند المخالفات الجسيمة، وتحويل الأمر للنيابة العامة في حالة المخالفات الجنائية، مع إلغاء ترخيص المدارس الخاصة التي تتكرر فيها الجرائم الجسيمة.
واقترح إنشاء مجموعات تدخل سريع في مديريات التربية والتعليم للفصل في أي مخالفات خلال 48 ساعة، مع إبلاغ الوزارة يوميًا بالعقوبات الجسيمة التي تم توقيعها على الطلاب، على أن يتم إعلان ذلك أسبوعيًا على موقع الوزارة.
منع الغش في امتحانات الثانوية العامةقال الخبير التعليمي إنه يمكن اتخاذ عدة إجراءات للحد من ظاهرة الغش، منها إجراءات المنع، وعلى رأسها تركيب أجهزة تشويش إلكتروني لمنع الاتصالات داخل لجان الامتحان، وليس على مستوى الجمهورية، بما يمنع الغش سواء بالاتصال أو إلكترونيًا، وهو ما لن تزيد تكلفته بأي حال من الأحوال عن عشرة ملايين دولار، وهو مبلغ زهيد نظير ضبط الامتحانات ومنع ظاهرة الغش الإلكتروني التي فشلت الوزارة تمامًا في مواجهتها.
ونبه إلى ضرورة حظر دخول الطلاب بأجهزة إلكترونية، وزيادة نسبة الأسئلة المقالية إلى 50% على الأقل، والعودة لنظام «البوكليت» مرة أخرى بعد أن ثبت فشل نظام الامتحانات الموضوعية والبابل شيت.
وطالب بتوفير التأمين الكافي للمعلمين القائمين بالمراقبة، ومضاعفة مكافآت الامتحان بحيث لا تقل عن خمسة آلاف جنيه، وتصرف بمجرد انتهاء أعمال الامتحان، وأن يكون تأمين لجان الامتحان، وعددها ألفا لجنة، مسؤولية مشتركة بين الشرطة والقوات المسلحة.
أما فيما يتعلق بتشديد العقوبات على الغش، فاقترح أن تكون العقوبة الفصل لمدة عامين، مع إجراء التحقيق فورًا وإعلان النتيجة قبل امتحان المادة التالية، على أن يتم إعلانها على موقع الوزارة بالاسم الثنائي فقط والمديرية التابع لها. ويعاقب من يساعد على الغش بالسجن، وتصبح العقوبة السجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات إذا كان من المسؤولين عن الامتحانات، مع الغرامة التي لا تقل عن مليون جنيه. وفي حالة الغش الجماعي، يتم إلغاء نتيجة كل من ثبت تورطه لمدة ثلاث سنوات، مع السجن مدة لا تقل عن سبع سنوات للمسؤولين عن اللجنة الامتحانية.