شهد الشارع المصري خلال الأيام القليلة الماضية حالة من القلق والجدل، بعد انتشار مصطلح «الفراخ السردة» على مواقع التواصل الاجتماعي، وما صاحبه من حديث عن بيعها بأسعار منخفضة بشكل لافت، هذا الأمر أثار تساؤلات المواطنين، ودفعنا إلى التحقيق في الأمر، والتواصل مع عدد من المسؤولين والأطباء البيطريين لطمأنة المواطنين، وتوضيح ملابسات الموضوع.

أكد سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالجيزة، أن الدواجن السردة تعاني من مشكلات في النمو وتحمل فيروسات، مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، موضحًا أن هذه الدواجن تباع عادة بثلث ثمن الدواجن السليمة، حيث يصل سعر الكيلو منها إلى 20 جنيهًا.

وأضاف أن الشركات تتعاقد سنويًا مع متعهدين لجمع هذا النوع من الدواجن، ليعاد بيعها إلى بعض المحلات التي تقوم بذبحها وتقطيعها وحقنها بالماء لإخفاء تغيُّر لونها.

وأشار رئيس شعبة الدواجن إلى أنه عقب تصريحاته بشأن خطورة الدواجن السردة، تحركت الجهات الرقابية فوراً لتنفيذ حملات موسعة على المحلات التي تقدم أسعارًا منخفضة بشكل لافت، كما صدر بيان رسمي من وزارة الزراعة أكد بدوره أن هذا النوع من الدواجن غير صالح للاستخدام الآدمي.

وأوضح أن تمييز الدواجن السردة عن السليمة من الأمور الصعبة على المواطنين، فلا يستطيع القيام بها إلا المتخصصين في قطاع الدواجن، مما يجعل المستهلك عرضة لخداع التجار في جودة هذه المنتجات.

ونوه السيد، إلى أن تداول هذا النوع من الدواجن مستمر منذ سنوات دون اتخاذ إجراءات واضحة، إلا أن تفاقم الوضع دفعه إلى الحديث عنه بشفافية، مشيرًا إلى أن حملات الرقابة أثبتت بالفعل وجود دواجن غير صالحة للاستهلاك في بعض المحال.

وطالب رئيس شعبة الدواجن بضرورة تحويل محلات بيع الدواجن الحية إلى بيع الدواجن المبردة والمجمدة، وتفعيل القوانين، وعلى رأسها قانون رقم 70 لسنة 2009 الخاص بمنع تداول الدواجن الحية، لما يمثله النظام المبرد والمجمد من حماية صحية للمستهلك.

كما دعا إلى تفعيل بورصة الدواجن لضبط الأسعار، وتحديد سعر عادل للمنتج، خاصة في ظل الخسائر الكبيرة التي يتكبدها المنتجون بسبب تذبذب الأسعار.

ومن جانبه، أكد عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن ما يتم تداوله حول انتشار ما يعرف بـ«الفراخ السردة» عار تمامًا من الصحة موضحًا أن هذا المصطلح يقصد به الدواجن خفيفة الوزن الموجودة في نهاية العنبر أو في نهاية الدورة الإنتاجية نتيجة قلة التغذية، مؤكدًا أنها دواجن سليمة وصالحة للاستهلاك الآدمي.

وأشار إلى أن أقل وزن للدجاجة داخل المزارع يتراوح بين 1500 و1800 جرام، وهو ما ينفي ادعاءات وجود دواجن ضعيفة أو غير مطابقة للمواصفات.

وشدد على وجود إجراءات صارمة من جانب هيئات الطب البيطري، حيث يشترط حصول أي مزرعة على ترخيص من قطاع الإنتاج الحيواني وجود عقد رسمي مع طبيب بيطري يتولى الإشراف الكامل على العمل داخل المزرعة.

وأضاف أن هذه التحركات تعزز الرقابة وتضمن سلامة الإنتاج، مؤكدًا أن الحديث عن «السردة» هو مجرد موضوع غير واقعي، خاصة أن أي دجاجة يقل وزنها في نهاية الدورة لا يكون أقل من 1.8 كيلو جرام.

وطمأن «عبد العزيز» المستهلكين بأنه لا يمكن أن يضم عنبر إنتاج جزءًا مريضاً أو غير سليم من الدواجن، موضحاً أن الحالة الصحية للدواجن مستقرة، ولا توجد أمراض حاليا، مع وجود سيطرة كاملة من الجهات المختصة على برامج التحصينات، وتحرك مستمر من قبل الطب البيطري لضمان سلامة الثروة الداجنة.

من جانبه، أكد الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عدم وجود أية دواجن مريضة بالأسواق، مشدداً على أنه لا يتم خروج أي فرخة من المزارع إلى الأسواق، أو المجازر إلا بتصريح نقل رسمي صادر من مديريات الطب البيطري المختصة، وذلك بناءً على نتائج المسحات والفحوصات المعملية الشاملة والتي تؤكد خلو الدواجن من أي أمراض أو مسببات مرضية، ونتائج الفحوصات تكون سارية لمدة محددة.

وقال رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة إن الفراخ السردة «هي فراخ صغيرة الوزن» تمثل أقل من 0.03% من جملة إنتاجنا المحلى، وهي فراخ آمنة تمامًا، ولا تمثل أي ضرر صحي على صحة المواطنين، بل على العكس هي مطلوبة لبعض الأذواق، وهي ناتجة عن اختلاف طبيعي وتفاوت في الأوزان بين الطيور، فبعضها ينمو بشكل أسرع، هذا التفاوت في الأوزان هو ما يُطلق عليه البعض مصطلح «السردة».

وتابع: «لا توجد فرخة واحدة في الأسواق غير سليمة أو غير صالحة للاستهلاك، كما أن وزارة الزراعة تواصل التنسيق مع الجهات الرقابية تقوم بشن حملات مشتركة على أماكن بيع وتداول الفراخ تعمل على مدار الساعة، حتى الأعلاف تخضع لرقابة صارمة من خلال حملات التفتيش المفاجئة على صناعة وتداول الأعلاف لضمان توفير أعلاف أمنة بالسوق المحلى تحقق أفضل معدلات أداء سواء للثروة الحيوانية أو الداجنة أو السمكية، ويتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة ضد أي مخالفة يتم رصدها.

وأشار «سليمان» إلى أن حجم الاستثمار في صناعة الدواجن حوالى «200 مليار جنيه» ويعمل بصناعة الدواجن ما يقرب من «3.5 مليون نسمة» من العمالة المباشرة وغير المباشرة، لإنتاج «1.6 مليار» طائر تسمين، و«16 مليار» بيضة مائدة بنسبة زيادة أكثر من 14% عن إنتاجنا المحلي خلال العام الماضي 2024، مؤكدًا أن الدولة المصرية متمثلة في وزارة الزراعة بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة تقدم كافة التيسيرات وتوفر كافة أوجه الدعم اللوجيستي والفني والمالي لرفع كفاءة عنابر الدواجن، وتحويلها من نظام التربية المفتوح إلى النظام المغلق، وما يترتب عليه من آثار إيجابية تتعلق بزيادة الإنتاج وتحسين العائد الاقتصادي.

وشدد على أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي متمثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية وكافة المعاهد البحثية والمعامل المرجعية لديها من الخبرات والكفاءات القادرة على الكشف المبكر عن أي بؤرة مرضية والسيطرة عليها فورًا قبل أن تؤثر على الإنتاج أو تصل للمستهلك.

وأضاف رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة أننا نُصدِّر العديد من المنتجات الداجنة، وبيض المائدة الكامل والمبستر إلى العديد من الدول العربية والخليجية والأجنبية، ولو لدينا أي مشكلات تتعلق بجودة الإنتاج المحلى ما كان هذا الطلب الكبير على المنتجات المصرية.

وأشار سليمان إلى أن الفترة الحالية تشهد أعلى معدلات إدخال دورات جديدة، وإسكان للقطعان سواء لإنتاج فراخ التسمين أو لإنتاج بيض المائدة، استعدادًا للمواسم الدينية المتعاقبة والتي يتزايد فيها الإقبال والطلب على الفراخ، ومنتجاتها وبيض المائدة.

وعلى صعيد الطب البيطري، أكدت الطبيبة البيطرية مريم محمود، وتعمل لدى سلسلة معامل مختصة بالتحاليل البيطرية بالمنصورة أن ما يعرف بـ «الفراخ السردة» هو الدجاج الذي يتجاوز العمر الافتراضي لمرحلة التسمين عادة أكثر من 30 يوماً دون أن يصل إلى الوزن الطبيعي المفترض في هذا العمر، والذي يكون غالباً في حدود كيلو وربع فقط.

وأوضحت أن هذا الخلل يرتبط غالبًا بمشكلات في ظروف التربية داخل المزارع، مثل سوء التهوية، وضعف جودة الإضاءة، وغياب التغذية السليمة، بالإضافة إلى اضطراب درجات الحرارة، ما يؤدي إلى إضعاف مناعة الطائر، ويجعله غير قادر على النمو بشكل طبيعي.

وأضافت أن كثيراً من الفراخ السردة تكون قد تعرضت لدرجات متفاوتة من الفساد نتيجة سوء التخزين أو النقل، أو بسبب تجميدها ثم إذابتها وإعادة تجميدها من جديد، وهو ما يرفع احتمال تلوثها.

كما أشارت إلى أن بعض المربين يلجأون لذبح الدجاج قبل لحظات من نفوقه وبيعه لتجار هذا النوع أو للمطاعم التي تتعامل معه نظراً لانخفاض سعره مقارنة بالدجاج السليم.

وحذرت من أن الفراخ السردة قد تحمل أنواعاً من البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي، موضحة أن السالمونيلا تعد من أبرز الميكروبات التي قد تنتقل عبر هذا النوع من الدواجن، حيث تسبب إسهالاً حاداً وقيئًا وجفافاً قد يصل في الحالات الشديدة إلى الفشل الكلوي، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.

وأكدت ضرورة قدرة المستهلك على التمييز بين الدجاج السليم والفاسد عن طريق بعض العلامات، مشيرة إلى أن الفراخ السليمة تتميز بجلد لونه أبيض أو وردي فاتح، ورائحة طبيعية غير منفرة، وملمس جاف نسبيًا، ولحم وردي متماسك، وعظام خالية من أي بقع زرقاء، في المقابل، تظهر على الفراخ السردة علامات واضحة مثل تغير اللون ووجود بقع غير طبيعية، ورائحة «زفارة»، بالإضافة إلى زرقة في العظام، وهي علامة قد تنتج أيضًا عن سوء التخزين وإعادة التجميد.

وشددت على أهمية شراء الدجاج من مصادر موثوقة والابتعاد تماماً عن الأنواع منخفضة السعر بشكل غير مبرر، لأن انخفاض السعر قد يكون مؤشراً على سوء الجودة أو فساد المنتج، مما يشكل تهديداً مباشراً لصحة المستهلكين.

ومن جهته، أكد الدكتور ماجد مراد، أخصائي طب وجراحة الحيوانات الأليفة، أن معدل النفوق الطبيعي في مزارع الدواجن يتراوح بين 10 و15% من إجمالي القطيع خلال الدورة الإنتاجية، ويتم التخلص من الطيور النافقة عادة عبر بيعها لمزارع تربية الكلاب أو لمربي الحيوانات المفترسة، كما قد تباع أحيانًا لبعض المطاعم، أما الدواجن التي تكون في حالة احتضار، فيلجأ بعض أصحاب المزارع إلى ذبحها لتجنب خسارتها وبيعها للمطاعم، وفي حال تعرض القطيع لإصابة فيروسية واسعة، قد يتفق المربي مع أحد المجازر على بيع كامل القطيع لإنقاذ المزرعة من خسائر أكبر.

وأشار مراد إلى أن الدواجن المريضة أو «المفيرسة» التي يتم تجميدها، أو تسويتها وبيعها للمطاعم تمثل خطورة على الصحة العامة، وقد تؤدي إلى أمراض مثل الفشل الكلوي.

ونصح بتجنب تناول الأعضاء الداخلية لهذه الدواجن أو «شوربتها» في حال كانت مصابة بفيروس، مؤكداً في الوقت ذاته أن تناول لحمها بعد الطهي لا يمثل مشكلة كبيرة إذا تم التعامل معه بشكل صحيح.

اقرأ أيضاًشعبة الدواجن تكشف حقيقة انتشار «الفراخ السردة» بالأسواق.. فيديو

15 جنيه خسارة.. شعبة الدواجن تعلن أسعار الفراخ اليوم

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفراخ رئيس شعبة الدواجن الفراخ السردة السردة وزن الفراخ رئیس شعبة الدواجن وزارة الزراعة الفراخ السردة الطب البیطری إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الشعبة يطمئن المواطنين: الدواجن سليمة ومحدش يقلق

أكد عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن جميع الدواجن الموجودة في الأسواق وفي المزارع سليمة، وأن الكثير خلال هذه الفترة يبحث عن الدواجن الصغيرة وهي غير موجودة.

أسعار الدواجن والبيض في الوادي الجديد اليومهل تنتشر "الفراخ السردة" في الأسواق.. شعبة الدواجن توضح الحقيقة

وأضاف رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج” من أول وجديد” تقديم الإعلامية نيفين منصور، أن هناك إشراف بيطري على الأسواق وعلى المزارع، لتقديم منتج مميز للمواطنين، ولذلك على الجميع عدم القلق من أي أخبار تنشر عبر السوشيال ميديا، لآن معظمها يكون غير صحيح.

رقابة بالأسواق 

ولفت إلى أن هناك أكثر من جهة رقابية على المنتجات بالأسواق، منها التموين، والصحة، والإشراف البيطري، وسلامة الغذاء، وأن الجميع يعمل من أجل الحفاظ على صحة المواطنين.

وأشار إلى أن المواطن إذا حصل على منتج وبه مشكلات سيكلف الكثير من الأموال، ولذلك هناك اهتمام كبير بتوصيل السلع للمواطنين بجودة عالية، ويتم العمل على مكافحة أي أمراض قبل إن تصل للمواطنين.


 

طباعة شارك شعبة الدواجن عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن الدواجن

مقالات مشابهة

  • رئيس الشعبة يطمئن المواطنين: الدواجن سليمة ومحدش يقلق
  • هل تنتشر الفراخ السردة في الأسواق.. شعبة الدواجن توضح الحقيقة
  • آمنة تمامًا وصالحة للاستهلاك. الزراعة توضح حقيقة «الفراخ السردة»
  • هل تؤثر الفراخ السردة على صحة الإنسان؟
  • شعبة الدواجن توضح حقيقة انتشار «الفراخ السردة» وتكشف تطورات الأسعار
  • 15 جنيه خسارة.. شعبة الدواجن تعلن أسعار الفراخ اليوم
  • شعبة الدواجن تكشف حقيقة انتشار «الفراخ السردة» بالأسواق.. فيديو
  • «الفراخ السردة».. سم قاتل
  • حقيقة رفع أسعار الدواجن في رمضان.. رئيس شعبة يعلن مفاجأة