هل ينجح كامل إدريس في فتح الأفق السياسي بالسودان؟
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
الخرطوم- بعد أكثر من عامين من اندلاع الحرب في السودان، لا يزال الانقسام والاستقطاب السياسي يُخيِّم على المشهد الداخلي، ويتوقع مراقبون أن يسعى رئيس الوزراء كامل الطيب إدريس المعين حديثًا، إلى توافق بين الفرقاء يسهم في حل الأزمة بالبلاد كما فعل سابقا، رغم صعوبة ذلك.
ولم يكن الموظف الأممي كامل إدريس معروفا في الأوساط السياسية في بلاده، إلا بعد قيادته مبادرة للتوسط في الأزمة السودانية منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث جمع في جنيف بين الشيخ حسن الترابي عرّاب نظام حكم الرئيس السابق عمر البشير والراحل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وأبرز معارضي الحكومة آنذاك ولم يحقق اللقاء اختراقًا سياسيًا.
ثم قاد إدريس مساعي لتحقيق مصالحة بين الفرقاء السودانيين عبر خطوات لبناء الثقة وإصلاح المناخ السياسي قبل أن يترشح لرئاسة السودان عام 2010.
تحالفات متحركةورحّبت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية بتعيين إدريس رئيسًا للوزراء، وعدت ذلك خطوة لاستعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي في السودان، كما رحّبت به القوى السياسية المساندة للجيش.
وبذَل الاتحاد الأفريقي جهودًا لتقريب مواقف الفرقاء السودانيين للتوافق على ترتيبات لعقد مؤتمر حوار سوداني- سوداني، لكن 3 جولات من مشاورات شملت الكتل والقوى السياسية لم تحقق تقدمًا.
إعلانكما استضافت القاهرة مؤتمرًا للقوى السودانية في يوليو/تموز الماضي، ضم أطراف المشهد السياسي تحت سقف واحد لأول مرة، وصدر بيان في نهاية المؤتمر تحفّظت عليه بعض القوى.
وساعدت ديناميات الحرب في تفكيك التحالفات وبناء أخرى جديدة، حيث تكتلت القوى المساندة للجيش في تحالف ضم قوى سياسية ومجتمعية عقد في بورتسودان في فبراير/شباط الماضي، وتبنّى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وثيقة مشروع وطني أقرّها المؤتمر.
وأدى تبني فصائل الجبهة الثورية وشخصيات، في تحالف تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى حل التحالف وميلاد تكتل جديد في 10 فبراير/شباط الماضي تحت اسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) واختار عبد الله حمدوك رئيسا له.
وفي المقابل، اختارت قوات الدعم السريع وفصائل عسكرية وتنظيمات سياسية تحالفا جديدا نشأ في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير/شباط الماضي، وأطلقت عليه اسم "تحالف السودان التأسيسي" وأقرت تشكيل حكومة موازية.
الحوار والتوافقوعقد تحالف "صمود" اجتماعا للأمانة العامة والآلية السياسية في العاصمة الأوغندية كمبالا برئاسة حمدوك اختتِم أمس السبت، وأقرّ الاجتماع رؤية تمنح الأولوية لإيقاف الحرب.
وقال في بيان له إن "السعي لتحقيق الشرعية من قبل سلطة بورتسودان والتنافس عليها بتشكيل حكومات بواسطة الدعم السريع وحلفائه، أمر لا يخاطب الأولويات ولا يستجيب إلى احتياجات السودانيين".
كما قرر الاجتماع التواصل مع كافة الأطراف لإطلاق عملية سياسية عبر مائدة مستديرة تقود إلى توحيد المواقف لإيقاف الحرب واعتماد خيار الحوار، والتوافق على مشروع وطني يطوي صفحة الحروب ويحافظ على وحدة السودان ويؤسس لدولة مدنية ديمقراطية.
إعلانويرى عضو الأمانة العامة لتحالف "صمود" ياسر عرمان، في منشور له، أن تعيين كامل إدريس على أساس الوثيقة الدستورية الجديدة يجعل منه موظفًا عند العسكر ولا سلطة له، "وهو ليس برئيس وزراء مدني بل هو رئيس وزراء حرب" على حد تعبيره.
الفرص محدودة
وعن فرص تحقيق توافق بين القوى السياسية، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الصديق، أن تحقيق توافق كلي بين الفرقاء السياسيين صعب، لأن روح التنافس السياسي سائدة وراجحة، والأهم وضع القضايا الوطنية الكبرى في صدارة الاهتمامات ومشاركة الجميع وفق طاقاتهم ومنظورهم.
ويقول الصديق للجزيرة نت إن التحدي هو مقدرة رئيس الوزراء إدريس على تقديم خطة جامعة تتوافق عليها القوى السياسية والمجتمعية.
ويقترح أن يطرح إدريس برنامج وخطة عمل ودعوة الجميع للمشاركة فيها، تشمل وحدة واستقرار البلاد وإعادة الإعمار وعودة النازحين واللاجئين وإعلاء مؤسسات العدالة والقانون قبل الذهاب إلى انتخابات تحتكم فيها القوى السياسية للشعب.
أما الباحث والمحلل السياسي خالد سعد، فيرى أن فرصة إدريس لتحقيق توافق وطني محدودة ما لم يتمكن من تجاوز التصورات حول كونه طرفا سياسيا وليس غطاء لمشروع عسكري تديره القيادة العسكرية بشكل مستقل أو بتحالف سياسي.
ويقول سعد للجزيرة نت إن تاريخ إدريس كوسيط بين الفرقاء لا يمكن الاعتماد عليه نتيجة لحدوث متغيرات عميقة في المشهد، أبرزها أن التسوية صارت مرتبطة بوقف الحرب، كما تزداد الاستقطابات وتتعمق الانقسامات، حيث تصنع الحرب دينامية جديدة تجعل الأطراف أكثر تمسكًا بمواقفهم وأقل استعدادا لتقديم تنازلات.
ويذهب إلى أن الطرف المتقهقر عسكريًا في الحرب يتمترس في مواقفه خشية فقدان توازن القوى في المساومات السياسية، ويبحث عن بدائل سياسية، كما ظهر في نشأة تحالف "تأسيس" الذي يعكس تشكل قوى سياسية مرتبطة بالحرب، مما يعقّد المشهد السياسي ويضيف أبعادا جديدة لأي تسوية مستقبلية.
إعلانورغم ذلك، يعتقد الباحث سعد أن لرئيس الوزراء الجديد فرصة بناء ثقة عبر إثبات حياده ووقوفه بمسافة واحدة من الأطراف السياسية في تشكيل حكومته، أو ممارسته السلطوية وإيجاد نقطة انطلاق في ظل انسداد الأفق السياسي، وربما من خلال التركيز على قضايا إنسانية وتغيير الخطاب السياسي والإعلامي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القوى السیاسیة بین الفرقاء رئیس ا
إقرأ أيضاً:
الخبر: رئيس وكالة براءات الاختراع التابعة للأمم المتحدة، كامل إدريس، يتنحى تحت ضغط من الدول الأعضاء، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
العجب العجيب .. من السيرة الذاتية لرئيس وزراء بورتكيزان
المصادر
, New York Times رويتر
الخبر :
رئيس وكالة براءات الاختراع التابعة للأمم المتحدة، كامل إدريس، يتنحى
النص:
كامل إدريس، دبلوماسي سوداني ومسؤول دولي، شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) من عام ١٩٩٧ حتى استقالته المبكرة في عام ٢٠٠٨.
جاءت استقالته نتيجة جدل حول التباين في تاريخ ميلاده المصرّح به.
فقد كشف تدقيق داخلي أن إدريس وقّع وثائق تشير إلى أن سنة ميلاده ١٩٤٥، بينما أظهرت سجلات أخرى أنه من مواليد ١٩٥٤، ما أثار تساؤلات حول مؤهلاته عند تعيينه في عام ١٩٨٢.
وتحت ضغط من الدول الأعضاء، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وافق إدريس في نوفمبر ٢٠٠٧ على التنحي قبل سنة من انتهاء ولايته، وغادر منصبه رسميًا في سبتمبر ٢٠٠٨.
رغم الجدل، أصر إدريس على أن الخطأ في تاريخ الميلاد كان نتيجة خطأ كتابي، ونفى ارتكاب أي مخالفة.
بعد فترة رئاسته للويبو، بقي إدريس نشطًا في الفضاء العام بدون ان يتبوأ اي منصب
ومؤخرًا، في ١٩ مايو ٢٠٢٥، تم تعيينه رئيسًا لوزراء السودان من قبل الحكومة الانقلابية في البلاد
و هلم جراً.
كسرة
رئيس وكالة الأمم المتحدة للملكية الفكرية يتنحى مبكرًابقلم: لورا ماكنيس | رويترز – 15 نوفمبر 2007
جنيف – رويترز:
أعلن دبلوماسيون يوم الخميس أن رئيس هيئة مراقبة الملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة سيتنحى عن منصبه في العام المقبل، قبل عام من انتهاء ولايته الرسمية، وذلك بعد أن كشفت وثائق تحتوي على تاريخ ميلاد غير دقيق، مما زاد الضغوط عليه لتقديم استقالته.
كامل إدريس، الذي شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) لمدة عشر سنوات، تبيّن من خلال تدقيق داخلي أنه وقّع على وثائق تحمل تاريخ ميلاد غير صحيح عند انضمامه للمنظمة قبل ٢٥ عامًا، مما جعله يبدو أكبر من عمره الحقيقي بتسع سنوات.
في أكتوبر الماضي، امتنعت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الغنية الأخرى عن الموافقة على ميزانية الوكالة الجديدة لمدة عامين، احتجاجًا على غياب النقاش الكامل والشفاف بشأن مزاعم سوء السلوك التي طالت المحامي السوداني.
ورحّبت الولايات المتحدة بقرار إدريس التنحي المبكر واعتبرته “تطورًا إيجابيًا”.
وفي رسالة بريد إلكتروني تم تعميمها على موظفي الويبو واطلعت عليها رويترز، قال إدريس:
“لقد قررت تسريع عملية ترشيح وتعيين مدير عام جديد.”
وأوضح أن الدول الأعضاء ستُطلب منها تقديم مرشحين لخلافته، ليتم استعراض الأسماء في مايو ٢٠٠٨ من قبل لجنة اختيار، تمهيدًا لتعيين المدير الجديد من قبل الجمعية العامة للويبو في دورتها القادمة في سبتمبر ٢٠٠٨.
ورغم الجدل، نفى إدريس ارتكاب أي مخالفة، علماً بأنه أعيد تعيينه في عام ٢٠٠٣ لفترة ثانية مدتها ست سنوات، كان من المفترض أن تنتهي في نوفمبر ٢٠٠٩.
د. احمد التيجاني سيد احمد
٢٢ مايو ٢٠٢٥ روما نيروبي