دراسة: ترشيح القهوة قد ينقذ حياتك وهذا عدد فناجين الإسبريسو الآمن يوميا
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
كشفت دراسة سويدية حديثة، نشرت في فبراير/شباط الماضي، عن أن القهوة المحضرة بواسطة آلات القهوة ذاتية الخدمة المنتشرة في أماكن العمل، تحتوي على مستويات مرتفعة من مادتي الكافيستول والكاهويول، وهما مركبان موجودان بكثرة في زيوت القهوة، والإفراط فيهما يرتبط بارتفاع الكوليسترول الضار في الدم، رغم بعض فوائدهما الصحية.
كذلك قد يكون لإضافة مكونات مثل الكريمة والسكر إلى القهوة "تأثير أكبر على مستويات الكوليسترول وصحة القلب أيضا"، كما تقول مايا فاديفيلو، أستاذة علوم التغذية والصحة بجامعة رود آيلاند، التي لم تشارك في الدراسة.
وقال الباحثون إنه بعد فحص القهوة المحضرة من 14 آلة قهوة، ومقارنتها بقهوة منزلية الصنع، اتضح أن "تسرب هاتين المادتين تسربا كاملا إلى قهوتك، قد يشكل خطرا تراكميا على القلب بمرور السنين"، وخصوصا لدى أولئك الذين يشربون يوميا 3 أكواب أو أكثر من القهوة المحضرة عن طريق الماكينات المكتبية.
وأشاروا إلى أهمية ترشيح القهوة للتقليل من تسرب المواد الضارة، وأوصوا بطرق أفضل لتحضير قهوة خالية من هاتين المادتين، وخصوصا طريقة مكبس القهوة الفرنسي (الكافيتيير)، والقهوة الفورية، والقهوة المرشحة (مفلترة) بورق الترشيح.
في مقابل القهوة المغلية التي تحتوي على مستويات عالية من "أسوأ المواد التي ترفع الكوليسترول"، لدرجة أن أحدث التوصيات الغذائية لدول الشمال الأوروبي تشير إلى ضرورة الحد من شرب القهوة المغلية أو الامتناع عنها، فإن آلة القهوة التقليدية التي تعمل بمرشح التنقيط (فلتر)، أو التي تستخدم مرشحا ورقيا، "ترشح هذه المواد التي ترفع الكوليسترول بشكل شبه كامل". وفقا لما ذكره ديفيد إيغمان، الأستاذ في جامعة أوبسالا، وقائد الدراسة، في مقاله على موقع الجامعة الإلكتروني.
إعلانفقد أظهرت الدراسة أن شرب القهوة المغلية أو غير المرشحة (غير المفلترة) على نحو متكرر خلال ساعات العمل "قد يكون عاملا مؤثرا بالسلب على صحة القلب والأوعية الدموية، نظرا لتأثيره على تركيزات الكوليسترول في الدم"، إذ احتوت القهوة المغلية على تركيزات عالية من الكافيستول والكاهويول (من 678 إلى 939 مليغراما/لتر)، ولكن سكبها عبر مرشح قماشي أو ورقي خفض هذه التركيزات، لتصبح (من 21 إلى 28 مليغراما /لتر).
كما احتوت أنواع أخرى، مثل قهوة آلات تحضير القهوة المرشحة، والمكبس الفرنسي، على مستويات متوسطة من الكافيستول (حوالي 90 مليغراما/لتر) والكاهويول (حوالي 70 مليغراما/لتر)، باستثناء قهوة الإسبريسو التي تحضّر بتمرير الماء الساخن عبر قهوة مطحونة تحت ضغط عال من دون مرشح، والتي احتوت على مستويات عالية جدا، وصلت إلى 2447 مليغراما/لتر من الكافيستول.
وهو ما يفسر نتائج أبحاث نشرت عام 2022، تظهر ارتباطا وثيقا بين "استهلاك الإسبريسو وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم".
لذا، تقول ميليسا بريست، الاختصاصية الحاصلة على دكتوراه في التغذية، والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، والتي لم تشارك في الدراسة، "إن تقليل استهلاك الإسبريسو إلى الحد الأدنى سيقلل من الأخطار"، وتوصي بألا يتجاوز استهلاك الإسبريسو، جرعة واحدة، أو جرعتين يوميا على الأكثر.
فمع أن "استهلاك القهوة يرتبط بالصحة أكثر من الإضرار بها بشكل عام"، فقد ثبت في ثمانينيات القرن الماضي أن "القهوة غير المرشحة تزيد من الكوليسترول الضار (إل دي إل)". وذلك على عكس "القهوة المرشحة ورقيا، والقهوة سريعة التحضير، أو القهوة المحضرة من أقراص القهوة"، وفقا لما أثبتته أبحاث التسعينيات.
وقد وجدت الدراسة السويدية أن متوسط تركيز الكافيستول والكاهويول في قهوة الآلات المكتبية ذاتية الخدمة بلغ 174 و135 مليغراما/لتر على التوالي، مقارنةً ب 11.5 مليغراما/لتر من الكافيستول، و8.2 مليغرامات/لتر للكاهويول، في القهوة المرشحة ورقيا.
إعلانوقد أظهرت تجارب عشوائية مُحكَّمة استمرت 5 سنوات، نشرت عام 2016، أن كل انخفاض بمقدار مللي مول/لتر في الكوليسترول الضار، يترجم إلى انخفاض نسبي في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية، بنسبة 22%، وبالتالي، إلى انخفاض نسبي متوقع في الخطر أكبر بكثير على مدار العمر، يصل إلى حوالي 54%.
وفي مقابل ذلك، فإن العبء التراكمي للتعرض المستمر لرفع الكوليسترول الضار "يسبب مزيدا من تصلب الشرايين، ويزيد من خطر الإصابة بالمرض".
وبناء على نتائجهم، قدّر الدكتور إيغمان وزملاؤه، أن استبدال 3 أكواب من قهوة آلات التخمير بقهوة مرشّحة بالورق لمدة 5 أيام أسبوعيا، "يمكن أن يخفّض مستوى الكوليسترول الضار بنسبة 13% على مدى 5 سنوات، أو 36% على مدى 40 عاما".
وتوضح جوليا زومبانو، اختصاصية التغذية المعتمدة في مركز كليفلاند كلينك للتغذية البشرية، والتي لم تشارك في الدراسة، أن ترشيح القهوة، يمتاز بالتقليل من "الآثار السلبية لمادتي الكافيستول والكاهويول تقليلا ملحوظا"، ولكن دون حجب فوائدهما الصحية التي أثبتتها أبحاث نشرت عام 2019، والتي تشمل "الخصائص المضادة للالتهابات، وارتباطها بتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني".
"القهوة المفلترة" هي الخيار الأكثر أماناوأواخر عام 2020، تأكد أن "الاستهلاك المعتاد للقهوة غير المرشحة على مدى 20 عاما من مجموعة نرويجية كبيرة من الأشخاص ارتبط بارتفاع إجمالي الوفيات ووفيات أمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية".
وبالنظر إلى جميع النتائج مجتمعة، يبدو أن "القهوة المرشحة هي الخيار الأكثر أمانا، في ما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية". وهو ما يتفق مع إرشادات التغذية الإسكندنافية لعام 2023، "باستبدال القهوة المرشحة بالقهوة غير المرشحة".
وخلص الباحثون إلى أن "تركيزات الكافيستول والكاهويول في أنواع القهوة المرشحة جيدا، يجعلها الخيار الأمثل لصحة القلب والأوعية الدموية، وبناء على ذلك، ينبغي تفضيل القهوة المرشحة، حتى في أماكن العمل".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القلب والأوعیة الدمویة الکولیسترول الضار غیر المرشحة على مستویات
إقرأ أيضاً:
دراسة: عدد ساعات نوم معينة تضر بصحة القلب
أكدت دراسة حديثة أن 3 ليالٍ فقط من النوم المتقطع بمعدل 4 ساعات في الليلة، كفيلة بإحداث تغيرات خطيرة في الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومن المعروف أنه للنوم الجيد أهمية بالغة وتأثير كبير على صحة الإنسان، حيث تشير الأبحاث والدراسات إلى وجود نطاق أمثل لعدد ساعات النوم، التي ينبغي للفرد الحصول عليها يوميًا للحفاظ على الصحة، وتقليل احتمالية التعرض لمخاطر صحية جسيمة كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وكشفت دراسة حديثة من جامعة أوبسالا السويدية، النقاب عن آلية مقلقة تربط بين قلة النوم وأمراض القلب.
أخبار قد تهمك “تحدي الجوع”.. تحذير طبي من مخاطره القاتلة: اختلال نبضات القلب وهبوط الضغط والسكري 18 أبريل 2025 - 9:41 مساءً استشاري قلب: الدهون النخابية علامة تحذيرية لأمراض خطيرة وتكثر بين مرضى السكري 10 أبريل 2025 - 2:03 مساءًوتوصل الباحثون إلى أن 3 ليالٍ فقط من النوم المتقطع بمعدل 4 ساعات في الليلة كفيلة بإحداث تغيرات خطيرة في الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
“قصور القلب وأمراض الشرايين التاجية”
وبحسب الدراسة الدقيقة التي نشرتها صحيفة “إندبندنت”، وأجريت على 16 شابا يتمتعون بصحة جيدة، لاحظ الباحثون ارتفاعا ملحوظا في مستويات البروتينات الالتهابية في الدم بعد فترات الحرمان من النوم.
وهذه البروتينات التي ينتجها الجسم عادة كرد فعل للتوتر أو مكافحة الأمراض، تتحول إلى خطر حقيقي عندما تظل مرتفعة لفترات طويلة، حيث تسهم في تلف الأوعية الدموية وترفع احتمالات الإصابة بقصور القلب وأمراض الشرايين التاجية واضطرابات نظم القلب.
والمثير للقلق أن هذه التغيرات السلبية ظهرت حتى لدى الشباب الأصحاء، وبعد بضعة ليالٍ فقط من النوم غير الكافي.
كما اكتشف الباحثون أن التمارين الرياضية تفقد جزءا من فوائدها المعتادة عندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم، حيث ضعفت الاستجابة الطبيعية للبروتينات الصحية مثل “إنترلوكين-6″ و”عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ” (BDNF)، التي تدعم صحة القلب والدماغ.
وليس الأمر كذلك فحسب، إنما وجد الفريق البحثي أن توقيت سحب عينات الدم يلعب دورا مهما في النتائج، حيث اختلفت مستويات البروتين بين الصباح والمساء بشكل أكثر وضوحا في حالات الحرمان من النوم.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين الساعة البيولوجية للجسم وعملياته الكيميائية الحيوية.
وتعد هذه الدراسة بمثابة جرس إنذار يؤكد أن أجسادنا تدفع ثمنا باهظا للتضحية بساعات النوم من أجل العمل أو السهر أمام الشاشات وأن النوم ليس للراحة فقط وإنما لعمر مديد بصحة جيدة.