علوي قومي وابن قيادي سابق في حزب البعث العربي الاشتراكي. كان مستشارا غير رسمي للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. وهو صديق منذ المرحلة الثانوية للرئيس السوري أحمد الشرع، وهو الذي مهد له الطريق للإطاحة بالأسد ودخول دمشق، إذ أقنع قيادات النظام المخلوع بالانسحاب وعدم المواجهة في معركة "ردع العدوان" فأسهم في إسقاط النظام.

المولد والنشأة

ولد خالد عبد الله الأحمد في محافظة حمص عام 1980، وهو ابن عضو القيادة القطرية السابق في حزب البعث عبد الله الأحمد، وينحدر من الطائفة العلوية.

نشأ الأحمد في كنف والده، وتحت رعاية إخوته، لكنه اختلف مع أبيه في توجهاته الأيديولوجية، وبدلا من ذلك انضم إلى "الحزب السوري القومي الاجتماعي".

الدراسة والتكوين العلمي

درس الأحمد المرحلة الثانوية في دمشق، وهناك تعرف على الشرع وبدأت صداقته معه، ثم التحق بكلية الآداب في جامعة دمشق وتخصص في اللغة الإنجليزية وآدابها.

العلاقة مع نظام الأسد

استطاع الأحمد بناء علاقات قوية داخل حكومة بشار الأسد، مستفيدا من علاقات والده المتجذرة في حزب البعث.

وعقب اندلاع الثورة السورية برز الأحمد مستشارا غير رسمي للأسد، وكان ممن أسهموا في إطلاق "مشروع المصالحة الوطنية"، وأدى دورا دبلوماسيا سريا، إذ شارك في مفاوضات سرية مع مسؤولين أميركيين، والتقى بمسؤولين من الأمم المتحدة، بوساطة من الصحفي الأميركي نير روزن.

وعقب استعاد النظام السوري المخلوع سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في عام 2018، وتراجع نفوذ الأحمد لدى نظام الأسد، استغل مدير المكتب الأمني في القصر الجمهوري، بسام مرهج الحسن الخصومة بينهما لتوجيه ضربة قاضية له، عبر تقارير تتهمه بفساد مالي وعلاقات دولية اعتُبرت مضرة بالنظام، وأبعد على إثرها إلى لبنان ومنع من العودة إلى سوريا.

الرئيس السوري أحمد الشرع كان على اتصال مباشر مع خالد الأحمد طوال عملية ردع العدوان (الفرنسية) العلاقة مع الشرع

في صيف 2021 دخل الأحمد إلى إدلب حين كانت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، عبر وسطاء أتراك حاملا خطة تهدف إلى تقويض سلطة الأسد، واستقبله مقاتلون ملثمون اقتادوه إلى مقر إقامة صديقه القديم الشرع، وقضيا يوما كاملا ناقشا فيه مستقبل سوريا بعد الأسد.

إعلان

ومع انطلاق معركة "ردع العدوان" وتقدّم المعارضة السورية المسلحة باتجاه حلب ودمشق في نوفمبر/تشرين الأول 2024 برز الأحمد وسيطا حاسما في معركة إسقاط النظام، إذ أدى دورا رئيسيا في إقناع كبار ضباط النظام بتسليم مواقعهم أو الانسحاب دون قتال، مانحا إياهم تطمينات بعدم الملاحقة، مما أدى إلى تفكك خطوط دفاع النظام المخلوع بسرعة كبيرة.

وعندما بدأ الهجوم على حلب، كان الأحمد على اتصال دائم بقادة النظام المخلوع، محذرا إياهم من خوض "معركة خاسرة"، واستطاع التفاوض على خروج 630 طالبا عسكريا من الأكاديمية العسكرية، مما مكّن المعارضة من فرض سيطرتها على المدينة، فبعث بعدها برسالة إلى الشرع قائلا له "الطريق إلى دمشق مفتوح".

واصل الأحمد دوره أثناء الزحف نحو العاصمة السورية، وتمكّن من التواصل مع قادة الحرس الجمهوري، وهي القوة التي تشكّل العمود الفقري لحماية الأسد، وأقنعهم بعدم القتال، مما سرّع سقوط دمشق، وأدى إلى تفكك الدفاعات التي كانت تطوقها، فدخلتها قوات المعارضة دون مقاومة.

طوال هذه المرحلة، كان الأحمد على تواصل مباشر ومستمر مع الشرع وزوده بتقارير لحظية عن وضع النظام، وأسهم في تأمين قنوات الاتصال مع ضباط الأسد المنهار لضمان انسحابهم بأقل الخسائر.

وبحسب مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، فإن خطة الأحمد كانت نتيجة تحضيرات طويلة بدأت منذ دخوله إدلب عام 2021، وتبلورت عبر تنسيق وثيق مع الشرع.

لجنة السلم الأهلي

عقب أحداث الساحل التي راح ضحيتها المئات من قوات الأمن وفلول النظام والمدنيين، أعلن الشرع تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في تلك الأحداث.

تلا ذلك إعلان آخر عن تأسيس "اللجنة العليا للحفاظ على السلم الأهلي" في 9 مارس/آذار 2025، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع واحتواء التوترات، ومنع انزلاق المنطقة مجددا نحو العنف.

واختير الأحمد ليكون عضوا في اللجنة إلى جانب محافظ اللاذقية حسن صوفان ومحافظ طرطوس أنس عيروط، لطمأنة الأقلية العلوية في الساحل السوري والعمل على تعزيز المصالحة.

إعلان المناصب والمسؤوليات

تقلد الأحمد عددا من المناصب والمسؤوليات إبان حكم بشار الأسد وبعد سقوطه، أبرزها:

عضو في "الحزب السوري القومي الاجتماعي". مستشار غير رسمي للرئيس المخلوع الأسد بين عامي 2012 و2018. مبعوث سري للنظام المخلوع إلى الولايات المتحدة الأميركية و"منظمة الأمم المتحدة". متحدث غير رسمي باسم النظام المخلوع في "منتدى أوسلو". أسهم في تشكيل "قوات الدفاع الوطني" ضد المعارضة السورية، وأشرف على عملها في محافظة حمص. عضو "اللجنة العليا للحفاظ على السلم الأهلي" عام 2025.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات النظام المخلوع بشار الأسد غیر رسمی

إقرأ أيضاً:

تفاهمات سوريّة أمريكية.. نزع الكيميائي وبحث دمج «قسد» في مؤسسات الدولة

توصلت سوريا والولايات المتحدة إلى تفاهمات مهمة حول ضرورة التخلص الكامل من الأسلحة الكيميائية في سوريا، بالإضافة إلى مناقشة آليات دمج قوات “سوريا الديمقراطية” (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية. جاء ذلك خلال لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، في إسطنبول على هامش زيارة الشرع إلى تركيا.

وبحث الطرفان متابعة رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، حيث أكد الشرع أن هذه العقوبات لا تزال تمثل عبئاً كبيراً على الشعب السوري وتعوق عملية التعافي الاقتصادي. من جهته، أشار باراك إلى أن الولايات المتحدة بدأت باتخاذ خطوات لتخفيف هذه العقوبات، تنفيذاً لقرار الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً استمرار هذه العملية حتى الوصول إلى الرفع الكامل.

كما ناقش الجانبان تعزيز الاستثمار الأجنبي في سوريا، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، حيث أبدى الجانب السوري استعداده لتقديم التسهيلات اللازمة لجذب المستثمرين ودعم جهود إعادة الإعمار ضمن بيئة مستقرة وآمنة.

وشدّد الشرع على رفض أي محاولات لتقسيم سوريا، مؤكداً التزام الحكومة بوحدة الأراضي وسيادة البلاد. كما تناول الاجتماع أهمية تطبيق “اتفاقية فصل القوات” الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974 لضمان استقرار الجنوب السوري.

وحول ملف الأسلحة الكيميائية، اتفق الطرفان على ضرورة التخلص منها بالكامل بالتعاون مع المجتمع الدولي ووفقاً للاتفاقيات الدولية ذات الصلة. كما تم بحث تعزيز التعاون الأمني المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وضبط الحدود.

وأشاد المبعوث الأمريكي توم باراك بالرئيس الشرع لاتخاذه خطوات جدية تجاه مكافحة “المقاتلين الإرهابيين الأجانب” والتنظيمات المتطرفة، مشدداً على دعم الولايات المتحدة للشعب السوري في هذه المرحلة.

وأكد باراك على أهمية استمرار الحوار والتعاون بين الجانبين لتطوير الاستثمارات الخاصة وإعادة بناء الاقتصاد السوري بعد سنوات طويلة من الصراع.

أردوغان يؤكد للشرع ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وإدارة الجيش من مركز واحد

بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره السوري أحمد الشرع في قصر دولما بهتشة بإسطنبول ملفات التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأكد أردوغان على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإدارة الدولة والجيش من مركز واحد، مشددًا على استمرار تطوير العلاقات بين البلدين في مجالات الطاقة والدفاع والنقل.

ووصف أردوغان الخروقات الإسرائيلية على الأراضي السورية بأنها غير مقبولة، مؤكدا أن تركيا ستواصل معارضتها بقوة.

رافق الشرع في الزيارة إلى تركيا وزراء الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة، حيث جرت مناقشات مكثفة حول التعاون بين البلدين.

في السياق نفسه، التقى الشرع على هامش زيارته إسطنبول المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، حيث اتفق الطرفان على أهمية التخلص الكامل من الأسلحة الكيميائية في سوريا وضرورة دمج “قوات سوريا الديمقراطية” في مؤسسات الدولة السورية.

تأتي هذه اللقاءات في إطار جهود دولية وإقليمية لإنهاء سنوات من الصراع في سوريا وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

الأردن ينجح في إحباط محاولات تهريب كميات كبيرة من الحبوب المخدرة من الشمال والغرب

أعلنت السلطات الأردنية، السبت، عن سلسلة عمليات أمنية ناجحة أسفرت عن إحباط محاولات تهريب كميات كبيرة من الحبوب المخدرة إلى المملكة عبر واجهاتها الشمالية والغربية، بالإضافة إلى منع محاولات تسلل عبر الحدود.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردني أن فرق الإدارة، بالتنسيق مع الجمارك والأجهزة الأمنية على معبر جابر الحدودي مع سوريا، تمكنت من ضبط محاولة تهريب 200 ألف حبة مخدرة مخبأة داخل إطار مركبة شحن. وأكدت المعلومات الواردة عن تورط شخص من جنسية عربية بالتنسيق مع أشخاص داخل الأردن لتنفيذ العملية، حيث تم متابعة المركبة حتى ضبطها وتوقيف المتهمين المكلفين باستلام الحبوب.

في مداهمة أخرى، داهمت قوة أمنية مزرعة في منطقة البادية الوسطى، تعود لتاجر مخدرات من جنسية عربية، حيث ضبطت 18 ألف حبة مخدرة بالإضافة إلى خمسة أسلحة نارية، منها بندقية أوتوماتيكية، وكمية من الذخيرة الحية، وتم توقيف المتهم.

وفي الجانب العسكري، أفاد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أن المنطقة العسكرية الشمالية أحبطت محاولة تسلل على واجهاتها الشمالية، حيث جرى رصد شخص حاول تجاوز الحدود بطريقة غير شرعية، وتم تطبيق قواعد الاشتباك وإلقاء القبض عليه وتحويله للجهات المختصة.

كما أعلنت قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الجنوبية عن إحباط محاولة تهريب مخدرات باستخدام طائرة مسيرة حاولت عبور الحدود من الغرب إلى الشرق. وتم إسقاط الطائرة المسيّرة داخل الأراضي الأردنية بعد رصدها وتطبيق قواعد الاشتباك، وتم تسليم المضبوطات للجهات المختصة.

وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن الأجهزة الأمنية والعسكرية تعمل بكامل الإمكانات والجهود لمنع عمليات التهريب والتسلل وحماية أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية.

تأتي هذه العمليات ضمن جهود مستمرة لتأمين الحدود ومكافحة تهريب المخدرات وحماية المجتمع الأردني من المخاطر المرتبطة بها.

الجيش اللبناني يتسلم أحد المتورطين الرئيسيين في قتل باسكال سليمان بالتنسيق مع دمشق

أعلنت قيادة الجيش اللبناني، السبت، تسلم أحد المتهمين الرئيسيين في قضية خطف وقتل المواطن باسكال سليمان، وذلك بعد تنسيق مشترك مع السلطات السورية.

وجاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني: “بعد سلسلة اتصالات وتنسيق بين مكتب التعاون العسكري اللبناني والسلطات السورية، تم تسلُّم المواطن (ا.ن.)، وهو أحد أبرز المتهمين في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان التي وقعت في 7 أبريل 2024”.

وأوضح البيان أن المشتبه به يُعتبر زعيماً لعصابة متخصصة في الخطف والسرقة والتزوير، وصدر بحقه سابقاً عدة مذكرات توقيف. وتم تسليمه إلى مديرية المخابرات حيث تخضع التحقيقات معه لإشراف القضاء المختص.

تجدر الإشارة إلى أن باسكال سليمان، القيادي في حزب “القوات اللبنانية”، تعرض لخطف وقتل في لبنان، قبل أن تُنقل جثته إلى سوريا من قبل عصابة سرقة سورية، حيث تم استرداد الجثة لاحقاً بجهود مشتركة بين لبنان وسوريا.

وكان الجيش اللبناني أعلن في وقت سابق اعتقال عدد من السوريين المتورطين في الحادث، فيما أكدت مصادر قضائية أن الدافع الرئيسي وراء الجريمة هو السرقة، دون أي دوافع سياسية.

في سياق متصل، أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن تعازيه لعائلة باسكال سليمان، مؤكداً وجود “أياد خبيثة تتحرك” وأن “الأجهزة الأمنية في حالة تأهب ورصد دائم”.

مقتل 3 من عناصر الأمن إثر حريق وانفجار مستودع ذخيرة في البوكمال بدير الزور

أفادت مصادر أمنية ومحلية بسوريا، السبت، بمصرع ثلاثة من عناصر الأمن الداخلي جراء حريق نشب في أحد المراكز الأمنية في بلدة الجلاء بمنطقة البوكمال بمحافظة دير الزور، الواقعة شرق البلاد بالقرب من الحدود العراقية.

وصرح مدير أمن منطقة البوكمال، مصطفى العلي، في بيان مقتضب، بـ”نبأ استشهاد 3 من أفراد الأمن الداخلي إثر الحريق”، معبراً عن تعازيه ودعائه لهم بالرحمة ولذويهم بالصبر والسلوان.

وذكر المركز السوري لحقوق الإنسان أن الحريق كان نتيجة انفجار مستودع ذخيرة في مقر الأمن الداخلي، مما أدى أيضاً إلى إصابة أربعة آخرين بجروح وحروق متفاوتة. وأضاف المركز أن السلطات فتحت تحقيقاً موسعاً لتحديد أسباب الانفجار ومدى تورط أي طرف في الحادث.

وأشارت مصادر إلى تأخر وصول سيارات الإسعاف والإطفاء لأكثر من نصف ساعة، ما ساهم في تفاقم الحريق وصعوبة إنقاذ العناصر المحاصرين، حيث تم انتشال الجثامين بعد أن تحولت إلى حالة متفحمة.

هذا وتظهر لقطات نشرت لاحقاً آثار انفجار بالقرب من مركز شرطة بمدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، حيث سجلت أيضاً حوادث أمنية متفرقة، منها انفجار سيارة مفخخة استهدفت مخفراً في المحافظة، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى، وفقاً لوكالة “سانا”.

الحادث يأتي في ظل توترات أمنية مستمرة تشهدها محافظة دير الزور التي تعتبر منطقة استراتيجية في شرق سوريا.

مقالات مشابهة

  • الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية مؤسسة لكشف انتهاكات النظام السوري المخلوع
  • وزير الدفاع السوري: نستقطب الضباط المنشقين عن نظام الأسد
  • ‏السلطات السورية تعلن توقيف خلايا تابعة لتنظيم "داعش" في مناطق في "الغوطة الغربية" قرب دمشق
  • مدير مكتب إعلام بشار الأسد السابق يكشف كيف كانت عائلة الأسد تختار الوزراء لخدمة مصالحها الشخصية
  • “خطاب الكراهية”.. محاضرة للدكتور جلال نوفل في دمشق
  • الداخلية السورية: "ثُلث المواطنين" كانوا مطلوبين لمخابرات الأسد
  • تفاهمات سوريّة أمريكية.. نزع الكيميائي وبحث دمج «قسد» في مؤسسات الدولة
  • واشنطن تحث الشرع على دمج قسد بالمؤسسات الرسمية السورية
  • الداخلية السورية: ثلث السكان كانوا مطلوبين أمنياً في عهد الأسد