أسير من غزة: جردوني من ملابسي قبل التحقيق وقاموا بتصويري عبر الهاتف
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
#سواليف
كشف #أسير #فلسطيني من قطاع #غزة اعتقلته سلطات #الاحتلال الإسرائيلي في سجونها، عن العديد من طرق #التعذيب و #الإهانة التي تعرض لها في #سجون_الاحتلال.
وقال الأسير، إنه جرى اعتقاله في تاريخ 27.12.2024، من مستشفى كمال عدوان، ثم نقله إلى سجن في مدينة القدس، لمدة 24 يوما.
وأضاف أنه “طوال هذه الأيام كنا مقيدين، تعرضت للتحقيق لمدة 20 يوما، ثم جرى التحقيق معي لثلاث مرات إضافية، كل مرة كانت تستمر لـ 4 ساعات”.
وتابع الأسير: “تم تهديدي بتحقيق (الديسكو)”.
وأوضح أنه “بعد مرور شهرين على اعتقاله، تم إحضاره لمحكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقاله حتى إشعار آخر، مدة الجلسة 3 دقائق فقط”.
وأكمل: “قبل التحقيق معي تم تجريدي من ملابسي -بشكل كامل-، وقاموا بتصويري عبر الهاتف”.
وأردف: “في المعتقل لا توجد أواني للأكل، ومنذ أن حضرت إلى معسكر (سديه تيمان) بدلت ملابسي مرة واحد”.
وكانت هيئة شؤون الأسرى (تابعة للسلطة) ونادي الأسير الفلسطيني (مقره رام الله)، كشفتا عن إفادات مروّعة نقلها أسرى من قطاع غزة في سجن النقب ومعسكر “عوفر”.
وقالت الهيئة والنادي في بيان مشترك، إن “عمليات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية مستمرة بحق معتقلي غزة”.
وأضافتا أن “إدارة معسكر (عوفر) تتعمد تثبيت أطراف المعتقل ويقوم السّجان بإدخال عصاة مراراً وتكراراً في فتحة الشرج لدرجة شعور المعتقل بالاختناق بحسب وصف أحد المعتقلين”.
وأكمل البيان: “يتعمدون اغتصاب المعتقل أمام معتقلين آخرين، بهدف كسره أمام رفاقه، وبث المزيد من الإرهاب بحقّهم”.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بدعم أميركي وأوروبي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث أسفرت عن أكثر من 177 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أسير فلسطيني غزة الاحتلال التعذيب الإهانة سجون الاحتلال
إقرأ أيضاً:
يرفض الاحتلال الإفراج عنه.. من الأسير جمال أبو الهيجا المحكوم 9 مؤبدات؟
الضفة الغربية- منذ 23 عاما، لم تعرف ساجدة جمال أبو الهيجا (28 عاما) من مخيم جنين شمال الضفة الغربية والدها إلا من خلف الزجاج البارد في غرف الزيارات، ومن حكايات تحفظها عن ظهر قلب.
وتجلس ابنة أبو الهيجا أمام صورته الكبيرة المعلقة على جدار غرفة الجلوس تحدق في ملامحه الصلبة التي لا تزال تحمل شيئا من الدفء الأبوي، بذاكرة الطفلة التي ودّعته في الـ6 من عمرها وما زالت عالقة عند باب البيت الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية ذات فجر دامٍ في جنين.
ووُلد أبو الهيجا، الذي هُجرت عائلته من قرية عين حوض قضاء حيفا عقب نكبة 1948، في مخيم جنين عام 1959، وتخرج من قسم اللغة العربية، وعمل معلما للعربية نحو 10 سنوات في السعودية واليمن قبل أن يعود إلى المخيم.
اعتُقل أبو الهيجا عدة مرات في سجون الاحتلال، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005) واجتياح جنين عام 2002، كان أحد القادة العسكريين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) واعتقله الاحتلال الإسرائيلي العام ذاته ووجهت له تهم قتل إسرائيليين في عمليات فدائية وقيادة كتائب القسام، وهو محكوم بـ9 مؤبدات.
ولهذا الأسير القسامي 6 أبناء، منهم 3 ما زالوا في سجون الاحتلال (عاصم وعبد السلام) وعماد معتقل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بينما استُشهد ابنه حمزة عام 2014 وهو في الـ21 من عمره، إضافة إلى ابنتيه بنان أسيرة أيضا في سجون الاحتلال، وساجدة آخر من تبقى من أفراد العائلة بعد وفاة والدتها قبل أشهر.
وتقول ساجدة للجزيرة نت "آخر مرة رأيت فيها والدي كانت قبل 5 سنوات تقريبا، وبسبب الأوضاع، حتى المحامين لا يستطيعون دائما الوصول إليه".
وحين اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة قبل أكثر من عقدين، كانت ساجدة طفلة لا تدرك ما يدور حولها، لكنها حفظت من تلك الليالي أصوات الجنود يفتشون البيت، وصدى الصراخ والضوء الباهت في الممرات الضيقة، وكانت المداهمات جزءا من يوميات الطفولة في بيت تحوّل إلى هدف دائم.
إعلانوتروي الابنة أن الجنود اعتادوا اقتحام المنزل ليلا بحثا عن "الشيخ جمال" في فترة مطاردته، حتى أنهم استجوبوا أبناءه الصغار، وفي إحدى المرات أخذوها وشقيقها حمزة جانبا، وحاولوا استدراجهما للحديث عن مكان والدهما، مستخدمين الحلوى وسيلة للخداع، في مشهدٍ ما زال محفورا في ذاكرتها.
ومرت السنوات وكبرت ساجدة بعيدا عن أبيها، لكنها تقول إن غيابه لم يمنعها من معرفته "ما عشناه معه قليل جدا، لكن حبنا له أقوى ممن عاشوا مع آبائهم، عرفناه من حكايات أمي، ومن صوته في المكالمات، ومن صبره وخوفه علينا".
رغم مرور 24 عاما على اعتقاله، لا يزال أبو الهيجا أحد أبرز وجوه جنين وأحد رموز الحركة الفلسطينية الأسيرة، في زنزانته التي تعاقبت عليها السنين، ولم تُضعف العزلة معنوياته، بل زادته صلابة، حتى وصفه رفيقه في الأسر ربيع البرغوثي بأنه "منح الصبر شيكا مفتوحا".
وتضيف ساجدة أن والدها لم يُعرف عنه أنه اشتكى يوما رغم فقده ذراعه خلال الانتفاضة الثانية، واعتقال أبنائه تباعا، ووفاة زوجته مؤخرا بعد صراع مع المرض، وتؤكد "كان دائما يردد: الحمد لله على كل حال، كان يفيض بالطمأنينة في كل رسالة تخرج من زنزانته".
ولم يمنعه الأسر من أداء رسالته التربوية تجاه أبنائه، فظلّ حاضرا في تفاصيلهم اليومية من خلف القضبان. وقد آمن أن العلم شكل من أشكال المقاومة، وكان يحثهم على التعليم. وتعقّب ساجدة "كنت قريبة من والدي بشكل كبير، كان يهاتفني يوميا ولا أتردد في استشارته بأدق التفاصيل وكان يتابع معي ويحثني على صلاة النوافل وقراءة القرآن".
وفي السجن، يُعامل أبو الهيجا كأبٍ ومرشدٍ، فرض احترامه حتى على إدارة المعتقل، ولم يُعرف عنه أنه أهان أحدا أو خضع، ويصفه الأسرى بأنه قدوة في الثبات، ووجوده بينهم يمنحهم معنويات عالية.
وفي الخارج، تقول ساجدة إنه لا يذكر أحد في مخيم جنين اسم "الشيخ جمال" إلا مقرونا بالاحترام، وأجيال كاملة تربّت على سيرته، وأبناء المخيم سموا أبناءهم على اسم ابنه الشهيد حمزة، وتضيف أن الجيل الجديد في المخيم وكتيبة جنين "كانوا امتدادا لجيل أبيها، تربوا على قصصه ومعنى الصمود الذي عاشه".
واليوم، بينما يمر المخيم بأقسى أيامه بعد الدمار الواسع الذي لحق به جراء الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، يتساءل كثيرون: كيف كان سيشعر أبو الهيجا لو رأى المكان الذي دافع عنه طوال عمره وقد مُسح عن وجه الأرض؟ وتؤكد ابنته أن أول ما سيفكر به أنه "لن يكون الحجر بل الناس، فهو دائما يرى أن المخيم بشبابه لا ببيوته".
أمل مؤجلورغم طول الأسْر وغموض المآل، لا تزال عائلة أبو الهيجا تتمسك بخيط الأمل الرفيع الذي يشدها إلى احتمالات الحرية.
ومع الحديث عن صفقة تبادل جديدة، يعيش آل أبو الهيجا حالة ترقب ممزوجة بالإيمان. وتقول ساجدة "نتمنى أن تشمل الصفقة والدنا، لأن المؤبدات طالت والأسرى في السجون يعيشون على الأمل، وإن فقدوه، فسيبدأ موتهم البطيء".
وتمثل حكاية الشيخ أبو الهيجا نموذجا حيا لمعاناة الأسرى القدامى الذين تجاوزت سنوات اعتقالهم عقدين أو أكثر، والذين ما زال الاحتلال يتعنت في الإفراج عنهم، خصوصا رموز الحركة الأسيرة من القيادات مثل عباس السيد ومروان البرغوثي وحسن سلامة وأحمد سعدات وإبراهيم حامد ومعمر شحرور.
إعلانوتؤكد عائلاتهم أن إسرائيل تستثنيهم عمدا من قوائم التبادل باعتبارهم "أصحاب تأثير وقادرين على إعادة بناء البنية التنظيمية للمقاومة" في حال تحررهم، وهو ما يجعل أسماءهم حاضرة دائما في المفاوضات وغائبة في القوائم النهائية.
ويبرز "الشيخ جمال" بوصفه رمزا لصمود الأسرى المؤبدين، ورمزا لجيل كامل لم تكسره الزنازين رغم مرور ربع قرن من الاعتقال. فبينما تراهن إسرائيل على الوقت لإضعاف إرادتهم، يراهنون هم على الإيمان وعلى ذاكرة الشعب التي لا تزال تحفظ أسماءهم كجزء من حكاية وطن لم يكتمل بعد.