تيم هاورد.. من الاضطرابات العصبية إلى كتابة التاريخ في كأس العالم
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
في بلد لا تُعَد كرة القدم فيه اللعبة الشعبية الأولى، صنع حارس المرمى الأميركي تيم هوارد التاريخ، وتحوّل إلى حالة خاصة في عالم الساحرة المستديرة على مستوى البلاد.
لحظة واحدة فقط في صيف 2014، كانت كافية ليكتب هوارد اسمه في سجلات كأس العالم، بعدما تصدى ببسالة لـ15 تسديدة من المنتخب البلجيكي، ليصنع رقما قياسيا ويثير إعجاب العالم أجمع.
وُلد تيموثي ماثيو هوارد في 6 مارس/آذار 1979 في بلدة نورث برونزويك بولاية نيو جيرسي، حيث نشأ فتى مُفرط النشاط في شقة صغيرة، يعاني من متلازمة توريت التي جعلت من الجلوس ساكنا تحديا يوميا، ومن الأصوات والضوضاء معركة عصبية مستمرة.
View this post on InstagramA post shared by Tim Howard (@timhow1)
في عمر 6 سنوات وبينما كان أقرانه يلعبون ويضحكون دون قيود، كان هوارد يكافح لاحتواء حركاته اللاإرادية وتشنجاته العصبية، بدعم أم صلبة تعمل ليلا ونهارا لتوفير الحد الأدنى من العيش له ولأخيه.
لكن خلف تلك العوائق الصحية والاجتماعية، وُلد شغفٌ بكرة القدم، وتحديدا بحراسة المرمى، رغم أنه لم يكن خياره الأول في البداية، إذ كان يُفضّل الركض وتسجيل الأهداف، لكنه سرعان ما أدرك أن قدره يقبع في المرمى.
إعلانوبينما يرى البعض أن حراسة المرمى تعني الوقوف في الظل، رأى هوارد فيها تحديا يُعيد له السيطرة على ما عجز جسده عن التحكم به خارج الملعب. على الرغم من ظروفه الصعبة، شق هوارد طريقه إلى برنامج التطوير الأولمبي، وتجاوز التوقعات في كل محطة.
في عام 2003، خطا أولى خطواته في أوروبا عندما وقّع مع مانشستر يونايتد، ليُصبح من أوائل حراس المرمى الأميركيين الذين يرتدون قميص نادٍ إنجليزي كبير.
وبينما شكّك البعض في قدرته، خاصة بعد أن وصفته إحدى الصحف بـ"الحارس المعاق"، أصرّ هوارد على إثبات نفسه، مجسدا روح المثابرة التي نشأ عليها منذ الصغر.
لكن ذروة تألقه جاءت في مونديال 2014 بالبرازيل، عندما وقف سدا منيعا أمام منتخب بلجيكا، متصديا لـ15 تسديدة في أداء بطولي حطم الأرقام القياسية، وجعل من اسمه رمزا للصلابة الذهنية والبدنية.
كان ذلك اليوم بمثابة رسالة للعالم أن الإعاقة لا تُقاس بتشنج في الجسد، بل بالعجز عن الحلم.
اعتزل هوارد كرة القدم في عام 2019، وهو في قمة مستواه، بعد مسيرة امتدت من أحياء نيوجيرسي إلى ملاعب كأس العالم، لكن إرثه الحقيقي لا يتمثل فقط في عدد المباريات أو الألقاب، بل في كونه مصدر إلهام لكل طفل يعاني من اضطراب أو يُقال له "لن تستطيع".
لقد أثبت تيم هوارد أن الصعوبات قد تُقيّد الجسد، لكنها لا تقف عثرة أمام تحقيق الطموحات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
باولو جوميز يكشف حقيقة انتقال رونالدو إلى بوتافوجو البرازيلي
كشف باولو جوميز المدير الفني السابق لفريق بوتافوجو البرازيلي حقيقة ضم الأخير للبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم النصر السعودي.
وقال جوميز في تصريحاته لبرنامج ستاد المحور مع الإعلامي خالد الغندور: هل سيأتي كريستيانو رونالدو إلى بوتافوجو؟ لا أحد يعرف كل شيء ممكن في كرة القدم، وإذا شارك كريستيانو وميسي في كأس العالم للأندية القادمة، فسيكون ذلك رائعًا للجميع، ولكل محبي كرة القدم حول العالم.
وتابع: كارلو أنشيلوتي مدرب يحظى باحترام عالمي. أعتقد أنه فاز بـ4 أو 5 بطولات دوري أبطال أوروبا، ولا يمكننا قول شيء ضده، فهو قام بعمل رائع في ريال مدريد، وأعتقد أن قدومه للبرازيل فرصة جيدة لنقل العقلية الإيطالية إلى كرة القدم البرازيلية، التي تمتلك أفضل اللاعبين في العالم.
وواصل: يمكن لـ أنشيلوتي جلب التنظيم الأوروبي، وخاصة التنظيم الدفاعي الإيطالي المعروف بالانضباط، لذلك أرى أنها فرصة رائعة لمزج الخبرات، وربما تجعل منتخب البرازيل بطل العالم القادم.