فون دير تتوقع تشكيل نظام عالمي جديد
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الاثنين، إلى بناء أوروبا مستقلة، متوقعة تشكل نظام عالمي جديد.
وفي أعقاب تسلمها جائزة شارلمان (بالألمانية كارل برايز) الممنوحة من مدينة آخن الألمانية، قالت فون دير لاين في مبنى بلدية المدينة "أوروبا مستقلة، أعلم أن هذه الرسالة تبدو مخيفة للكثيرين.
وحذرت من أنه لا يجوز للمرء أن يستسلم للفكرة الخاطئة بأن كل شيء سيعود كما كان في السابق، وأردفت "فهذا لن يحدث، لأن التوترات الجيوسياسية هائلة. عاد العالم من جديد للتأثر بقوى إمبريالية وحروب إمبريالية، وبقوى عظمى مستعدة لاستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق مكاسبها".
ورأت أن هذا هو السبب الذي جعل الحاجة للاستثمار في الأمن الأوروبي، أكثر إلحاحا.
وأشارت فون دير لاين إلى أنه "خلال هذا العقد، سيتشكل نظام عالمي جديد"، ورأت أنه يجب أن يصاغ هذا النظام العالمي الجديد من قبل أوروبا، واستطردت "مهمتنا هي الاستقلال الأوروبي".
على الصعيد الاقتصادي، أعربت فون دير لاين عن رغبة الاتحاد الأوروبي في إعادة بناء شراكة تجارية على أساس أكثر متانة مع الولايات المتحدة. لكنها رأت أن هناك أيضا إمكانات اقتصادية في أماكن أخرى، وقالت "نعلم أيضا أن 87% من التجارة العالمية تتم مع دول أخرى، جميعها تبحث عن الاستقرار وتترقب الفرص. وهذا ما يمكن أن تقدمه أوروبا".
ولأول مرة هذا العام، تمنح مع الجائزة المرموقة، مكافأة مالية كبيرة بقيمة مليون يورو. وأعلنت فون دير لاين عزمها تخصيص هذه المكافأة لمشروعات تعود بالفائدة على الأطفال الأوكرانيين.
وسيتم البت في طريقة توزيع هذه المكافأة بشكل مشترك بين الفائز بالجائزة والإدارة المسؤولة عن منحها. وكان زوجان من رجال الأعمال في مدينة آخن تبرعا بهذا المبلغ. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أورسولا فون دير لايين نظام عالمي جديد فون دیر لاین
إقرأ أيضاً:
تحت رحمة المناخ| الأمن الغذائي الأوروبي في مهب التغيّر البيئي .. الكاكاو والقهوة والقمح في دائرة الخطر
بينما ينشغل العالم بالأزمات السياسية والاقتصادية، ثمة تهديد صامت يتسلل إلى موائدنا اليومية تغيُّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي.
تقريرٌ جديد صادر عن "مؤسسة المناخ الأوروبية" يسلّط الضوء على تداعيات هذه الأزمة البيئية المتفاقمة على أمن الغذاء في أوروبا، محذّرًا من أن ستة من أهم المواد الغذائية التي تستوردها دول الاتحاد الأوروبي، أبرزها الكاكاو والقمح والقهوة، مهدّدة بشكل غير مسبوق.
تشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن أكثر من نصف واردات الاتحاد الأوروبي من الأغذية الأساسية، مثل القمح والذرة والأرز والكاكاو والقهوة وفول الصويا، تأتي من دول تعاني من هشاشة بيئية وضعف في القدرة على التكيّف مع التغيرات المناخية.
وعلى وجه الخصوص، فإن واردات الكاكاو والقمح والذرة – التي تشكّل جزءًا كبيرًا من استهلاك السوق الأوروبية – تُستورد في ثلثيها من دول لا تزال تحتفظ بتنوّع بيولوجي نسبي، لكنه مهدّد بالتآكل. وتكمن الخطورة هنا في أن تلك الدول غالبًا ما تفتقر إلى الموارد المالية والمؤسسية لمواجهة تداعيات المناخ.
القهوة والكاكاو... مستقبل مجهول للمذاق العالميتُمثّل صناعة الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي أحد أبرز القطاعات المتأثرة. فالاتحاد يُعدّ أكبر منتج ومُصدِّر للشوكولاتة في العالم، وتُقدَّر قيمة هذه الصناعة بحوالي 44 مليار يورو. إلا أن المكوّن الرئيسي للشوكولاتة، الكاكاو، يأتي بنسبة 97% من دول ذات مرونة مناخية منخفضة أو متوسطة، مثل ساحل العاج وغانا والكاميرون ونيجيريا.
تشير كاميلا هيسلوب، المؤلفة الرئيسية للتقرير، إلى أن هذه التهديدات "ليست افتراضية أو بعيدة"، بل تنعكس بالفعل في تذبذب سلاسل التوريد، وضغوط على الأسعار، وتهديد لوظائف عديدة في قطاع الصناعات الغذائية.
المناخ والسكرلم تقتصر الضغوط البيئية على الكاكاو فحسب، بل طالت أيضًا أسعار مدخلات أخرى، مثل السكر، الذي شهد بدوره ارتفاعًا مدفوعًا بالتغير المناخي، مما تسبب فيما يشبه الضرر المزدوج لصُنّاع الشوكولاتة والمنتجات الغذائية الحسّاسة بيئيًّا.
ووفقًا لتحليل حديث صادر عن وحدة الطاقة والاستخبارات المناخية (ECIU)، فقد ارتفعت أسعار الشوكولاتة بنسبة 43% خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أدّى إلى ظهور "علامات استفهام" واضحة على أرفف المتاجر الكبرى، حيث بات المستهلك يلاحظ تراجع الكميات وارتفاع الأسعار.
أزمة عالمية في طبقنا اليوميأصبح من الواضح أن تغيُّر المناخ لم يعد قضية بيئية فقط، بل تحوّل إلى تهديد حقيقي لأمن الغذاء والاقتصاد العالمي. وما لم تتخذ أوروبا خطوات جادّة لدعم الدول المورِّدة في بناء قدراتها المناخية والحفاظ على تنوّعها البيولوجي، فإن مستقبل العديد من المنتجات الأساسية، من فنجان القهوة الصباحي إلى قطعة الشوكولاتة، سيكون على المحك.