أنقرة (زمان التركية) – في بيان مكتوب بمناسبة الذكرى 572 لفتح إسطنبول، شن زعيم حزب الحركة القومية (MHP) دولت بهجلي هجوماً لاذعاً على إدارة بلدية إسطنبول الحالية، معتبراً أن المدينة تعاني من “حصار خبيث” سينكسر كما انكسرت قيودها قبل خمسة قرون ونصف.

إشارات سياسية في ثوب تاريخي

ربط بهجلي بين الاحتفال بالذكرى التاريخية للفتح والوضع السياسي الراهن، حيث استغل المناسبة للتعليق على التحقيقات الجارية حول بلدية إسطنبول التي يديرها المعارضة.

ووصف الوضع الحالي للمدينة بأنه “مأساة تؤلم القلوب الوطنية”، متهماً الإدارة الحالية للبلدية بـ”الشبكات العميقة للسرقة والفساد والمحسوبية التي تتعارض مع إرث الفتح الأخلاقي والروحي”.

خطاب مليء بالرموز

جاء في بيان الزعيم القومي: “كما تحطمت قيود إسطنبول قبل 572 عاماً، فإن هذا الحصار الخبيث اليوم سينكسر بالمثل”. وأضاف متعهداً: “إسطنبول التي حُرمت من الأيدي الأمينة والكفؤة ستتجاوز هذه المراحل الصعبة واحدة تلو الأخرى، وستظل شجرة وارفة الظلال لوحدتنا الوطنية وتضامننا وأخوتنا عبر القرون”.

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه إسطنبول توتراً سياسياً متصاعداً، حيث تواجه إدارة البلدية التي يسيطر عليها حزب الشعب الجمهوري المعارض سلسلة من التحقيقات القضائية، بينما يصفها أنصار المعارضة بأنها “ملاحقات سياسية”. ويبدو أن بهجلي يستخدم الذكرى التاريخية كمنصة لتأكيد موقف حزبه الداعم للحكومة المركزية في هذا الصراع.

ردود فعل متوقعة

من المرجح أن تثير هذه التصريحات غضب قوى المعارضة، خاصة أنها تأتي بعد تصريحات مماثلة لزعيم حزب الشعب الجمهوري الذي وصف إسطنبول بأنها “مدينة المقاومة”. وبهذا يتحول التاريخ العريق للمدينة إلى ساحة جديدة للصراع السياسي بين القوى المتنافسة، حيث يحاول كل طرف توظيف الرمزية التاريخية لتعزيز موقفه الراهن.

تحليل الخطاب

يُظهر بيان بهجلي براعة في المزج بين الخطاب الوطني والديني، حيث استحضر قيم الفتح الإسلامي بينما وجه انتقادات ذات طابع قومي. هذا المزيج الذي يميز خطاب زعيم حزب الحركة القومية، يهدف إلى تعبئة القاعدة الشعبية للحزب التي تجمع بين المشاعر الدينية والوطنية، خاصة في ظل التحالف الاستراتيجي مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.

مستقبل الصراع على إسطنبول

تشير التصريحات الأخيرة لكلا الطرفين إلى أن معركة السيطرة على إسطنبول – رمزياً وسياسياً – ستشهد تصاعداً في الأشهر المقبلة. وتظل المدينة، بثقلها التاريخي والاقتصادي والديموغرافي، الجائزة الكبرى في الصراع السياسي التركي، وهو ما تؤكده حدة الخطاب من جميع الأطراف.

Tags: اسطنبولتركيادولت بهجليفتح اسطنبول

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: اسطنبول تركيا دولت بهجلي فتح اسطنبول

إقرأ أيضاً:

“الإعلام الحكومي”: تصريحات السفير الأمريكي بدخول 600 شاحنة يوميا إلى غزة كاذبة

#سواليف

اتهم “المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع #غزة”، #السفير_الأمريكي لدى #الأمم_المتحدة #مايك_والتز، بتقديم #تصريحات_مضللة وغير متسقة مع الحقائق بشأن دخول “600 شاحنة يومياً” إلى قطاع غزة، مؤكداً أن هذه المزاعم تمثل محاولة واضحة لتبرئة الاحتلال من #جريمة_الحصار و #تجويع_المدنيين.

وأوضح المكتب، في بيان صحفي اليوم الخميس، أن جميع البيانات الميدانية والإنسانية تؤكد وجود سياسة ممنهجة لعرقلة #إدخال #المساعدات، في انتهاك صريح لالتزامات الاحتلال القانونية وفق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية ذات الصلة.

وأشار البيان إلى أنه منذ بدء سريان وقف إطلاق النار قبل 62 يوماً، دخل القطاع 14,534 شاحنة فقط من أصل 37,200 شاحنة كان يفترض دخولها، ما يعني أن المتوسط اليومي الفعلي لا يتجاوز 234 شاحنة بنسبة التزام لا تتعدى 39%. واعتبر المكتب أن هذه الأرقام تكشف عن خنق اقتصادي مقصود يُبقي غزة على حافة #المجاعة.

مقالات ذات صلة بعد أداء مُشرّف .. “الفدائي” يودّع بطولة “كأس العرب” 2025/12/11

وأضاف أن #الاحتلال يتحكم بشكل كامل في طبيعة البضائع التي يسمح بدخولها، إذ يتيح سلعًا منخفضة القيمة الغذائية، ويمنع عشرات الأصناف الأساسية، بما يشمل المواد الغذائية الحيوية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار ومواد الطوارئ، دون أي مبرر قانوني أو إنساني. واعتبر البيان أن هذا السلوك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واستخدامًا فاضحًا للغذاء والدواء كأدوات ضغط وعقاب جماعي للمدنيين.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الحقيقة جلية رغم محاولات التلاعب، فالمعابر تشهد حصارًا ممنهجًا يتخلله تعطيل يومي، وفحص بطيء ومتعمد، ورفض إدخال أصناف أساسية، وتقليص كميات الإمدادات بما يمنع أي استقرار إنساني.

وحمل البيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحقيق مستقل وشفاف حول آلية تعامل الاحتلال مع المساعدات، وإلزامه بتنفيذ التزاماته دون انتقائية أو مماطلة.

وارتكبت قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 241 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.

مقالات مشابهة

  • اختبار جديد.. صاروخ “طيفون” التركي الباليستي يصيب هدفه بدقة
  • “المجاهدين الفلسطينية”: العدو الصهيوني يواصل إبادة شعبنا بمنع ادخال مستلزمات الايواء والإغاثة لغزة
  • بري: تصريحات باراك بضم لبنان إلى سوريا “غلطة كبيرة”
  • “الإعلام الحكومي”: تصريحات السفير الأمريكي بدخول 600 شاحنة يوميا إلى غزة كاذبة
  • ضبط أزيد من 660 ألف كبسولة “بريغابالين” وحجز أسلحة نارية وأجهزة اتصال حساسة
  • ضبط أزيد من 660 ألف من “بريغابالين” وحجز أسلحة نارية وأجهزة إتصال حساسة
  • انطلاق “قمة إسطنبول الاقتصادية” بنسختها التاسعة
  • “الغطاء النباتي” يطلق مبادرة “نثر البذور في المزارع الخاصة” بحائل بالتعاون مع إمارة المنطقة
  • زعيم إطاري:زعماء فصائل الحشد “المقاومة الإسلامية” سيحضرون اجتماعات الإطار المقبلة لرسم سياسة الدولة وامنها واقتصادها!!
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986