في وقت يعتقد فيه الكثيرون أن العالم بدأ يلتقط أنفاسه من جائحة كورونا، جاءت الأخبار الأخيرة لتعيد القلق إلى الواجهة. سلالة جديدة من فيروس كورونا، أُطلق عليها اسم NB.1.81، ظهرت في الولايات المتحدة قادمة من الخارج، ما يطرح تساؤلات حول خطورتها ومدى انتشارها المحتمل في دول أخرى.

سلالة NB.1.81.. ظهور مفاجئ وانتشار مقلق

وفقًا لتقارير صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تم رصد السلالة الجديدة في عدة ولايات أمريكية، أبرزها نيويورك، واشنطن، وكاليفورنيا.

وأشارت البيانات إلى أن الإصابات بدأت بالظهور في أواخر مارس الماضي، لا سيما بين المسافرين القادمين من دول مثل فرنسا والصين، مما يؤكد على قدرة الفيروس المتجدد على التنقل بين القارات بسهولة.

ويبدو أن هذه السلالة تتميز بسرعة انتشارها، وهو ما يضع السلطات الصحية في حالة استنفار مستمرة، خاصة مع اقتراب موسم الصيف وزيادة حركة السفر الدولية.

مصر تراقب عن كثب.. لا إصابات مؤكدة حتى الآن

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد حنتيرة، أستاذ أمراض الصدر، أن مصر لم تسجل حتى الآن أي إصابة مؤكدة بالسلالة الجديدة. ورغم غياب الإصابات، فإن السلطات الصحية لا تأخذ الأمر باستخفاف، حيث يوجد تعزيزات في إجراءات المراقبة الوبائية في المطارات والموانئ، تحسبًا لأي تسلل محتمل للفيروس عبر المسافرين.

وأشار حنتيرة إلى أن هذه السلالة على الرغم من انتشارها السريع، إلا أنها لا تبدو أكثر فتكًا من السلالات السابقة، بفضل المناعة المجتمعية الناتجة عن اللقاحات والإصابات السابقة. لكن هذا لا يعني التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية.

الوقاية لا تزال السلاح الأقوى

حذر الدكتور حنتيرة من التهاون، خاصة في ظل التغيرات الجوية التي تؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض التنفسية. وأوصى بالالتزام بالكمامات في الأماكن المغلقة، وغسل اليدين بشكل منتظم، وأخذ اللقاحات، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.

وأوضح أن الطفرات التي تؤدي إلى ظهور سلالات جديدة هي أمر طبيعي ومتوقع في دورة حياة الفيروسات، مشيرًا إلى أن سرعة الانتشار لا تعني بالضرورة ارتفاع معدل الوفيات.

 

رغم أن ظهور سلالة NB.1.81 يعيد إلى الأذهان أيام القلق خلال الجائحة، إلا أن العالم اليوم يمتلك أدوات أكثر وعيًا وتجربة في التعامل مع هذه الطفرات. التحدي الحقيقي الآن ليس في الخوف، بل في الحفاظ على الإجراءات الصحية، والاستمرار في الرصد والتحديث العلمي، حتى لا يفاجئنا الفيروس من جديد ونحن في غفلة.

طباعة شارك كورونا الولايات المتحدة الصحية فيروس والصين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كورونا الولايات المتحدة الصحية فيروس والصين

إقرأ أيضاً:

هل تُهدد قيود التأشيرات الجديدة مستقبل الطلاب الأجانب في أمريكا؟

في خطوة جديدة قد تُصعّب دخول الطلاب الأجانب إلى الولايات المتحدة، أوقفت إدارة الرئيس دونالد ترامب جدولة مقابلات تأشيرات الطلاب الجدد، في انتظار إصدار توجيهات جديدة قد تُلزم جميع المتقدمين لفئة الطلاب بالخضوع لفحص شامل لحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. اعلان

وبحسب برقية دبلوماسية حصلت عليها بوليتيكو بتاريخ 27 مايو/أيار 2025 وموقّعة من وزير الخارجية ماركو روبيو، فإن السفارات الأميركية والبعثات القنصلية حول العالم تلقّت أوامر فورية بتعليق جدولة أي مواعيد جديدة لمقابلات تأشيرات الطلاب أو الزائرين الأكاديميين من فئات F وM وJ، في إطار التحضير لهذا التغيير المرتقب في سياسة الفحص الأمني.

وفي حال تنفيذ هذا التوجه، فإنه قد يؤدي إلى إبطاء شديد في معالجة طلبات التأشيرات الدراسية، ما يُلحق ضرراً مباشراً بالجامعات الأميركية التي تعتمد بشكل كبير على الطلاب الدوليين كمصدر دخل أساسي.

وجاء في البرقية: "اعتبارًا من الآن، وفي إطار التحضير لتوسيع نطاق الفحص الأمني المطلوب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجب على الأقسام القنصلية عدم إضافة أي مواعيد جديدة لتأشيرات الطلاب أو الزوار الأكاديميين حتى صدور توجيهات إضافية خلال الأيام المقبلة".

فتاة تتابع حالة طلب تأشيرتها الدراسية إلى الولايات المتحدة، في ظل الإجراءات الجديدة التي تُصعّب دخول الطلاب الأجانب إلى البلاد.Daniel H Williams/Copyright 2020 The AP. All rights reserved

وكانت الإدارة قد فرضت سابقًا متطلبات محدودة لفحص حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها كانت موجهة بشكل رئيسي نحو الطلاب العائدين الذين يُشتبه بمشاركتهم في احتجاجات مناهضة لإسرائيل بعد الهجمات على قطاع غزة.

ورغم أن البرقية لا توضح بشكل مباشر المعايير التي سيجري على أساسها الفحص الجديد، إلا أنها تشير إلى أوامر تنفيذية تهدف إلى منع دخول ما وصف بـ"الإرهابيين ومعادي السامية"، ما يُثير القلق بشأن استهداف طلاب عبّروا عن مواقف سياسية أو تضامن إنساني عبر الإنترنت.

Relatedفي ذكرى الهولوكوست.. تحذيرات من تصاعد معاداة السامية في ألمانياتقرير: ارتفاع كبير في حوادث معاداة السامية في ألمانيا مجلس النواب الفرنسي يصوّت على قانون جديد لمكافحة معاداة السامية

وفي هذا السياق، أعرب عدد من موظفي وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق، وبشكل غير علني، عن تذمرهم من التوجيهات السابقة التي افتقرت للوضوح، خصوصًا تلك المرتبطة بمراقبة المشاركين في احتجاجات جامعية. فقد تساءل بعضهم ما إذا كان مجرد نشر صورة لعلم فلسطين على منصة إكس قد يُعرّض الطالب لمزيد من التحقيقات والتأخير.

ويُذكر أن إدارة ترامب استهدفت في السنوات الأخيرة عددًا من الجامعات، وعلى رأسها جامعة هارفرد، متهمةً إياها بالتساهل مع مظاهر معاداة السامية داخل الحرم الجامعي، في ظل توجه أوسع لتشديد سياسات الهجرة التي طالت العديد من الطلاب الدوليين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تراجع معدلات التدخين في مصر لـ14.2%.. وطبيب يؤكد أهمية التوعية المستمرة لمواجهة المخاطر الصحية
  • “مخطط أمريكي لاختراق مصر”.. خبير يحذر من ظهور شركة توزيع مساعدات أمريكية في غزة
  • سلالة كورونا الجديدة تجتاح ولايات أمريكية.. وطبيب يُحذر: لا مجال للتهاون
  • ترامب يحذر نتنياهو من تعطيله ويلفت لاقتراب أمريكا من اتفاق مع إيران
  • فيروس كورونا يعود بسلالة سريعة الانتشار خارج الصين
  • تحذير عاجل.. سلالة كورونا الجديدة تنتشر خارج الصين
  • هل تُهدد قيود التأشيرات الجديدة مستقبل الطلاب الأجانب في أمريكا؟
  • سلالة كوفيد مهيمنة في الصين تصل إلى الولايات المتحدة
  • بعد سنوات من التطعيم.. أمريكا تغير نهجها تجاه لقاح كورونا