صراحة نيوز- بقلم / عبدالرحمن ابو نقطة

باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.

1. وهم “الشهادة الكبرى”:

لطالما كان الحصول على الشهادة الجامعية هو الهدف الأسمى لكل شاب وفتاة في الأردن، والضمان الاجتماعي الأوحد للعائلة. لكن، ما كان يُعدّ ضماناً بالأمس، أصبح اليوم مجرد بداية لمسيرة بحث شاقة. يواجه خريجو الجامعات الجدد، خاصة في التخصصات “الراكدة” التقليدية، واقعاً مريراً حيث تتضاءل فرص العمل أمام أعداد هائلة من المنافسين.

إن المشكلة لم تعد في الحصول على الشهادة، بل في قيمة هذه الشهادة في سوق العمل الأردني المتغير. فكيف يمكن للخريج أن يعيد رسم مساره وينتقل من صفوف الباحثين عن عمل إلى خانة الموظفين ذوي الطلب العالي؟

2. تحديد موقعك: ما هي “التخصصات الراكدة” فعلاً؟

ليس الهدف هو إدانة تخصص معين، بل فهم ديناميكية السوق. التخصص الراكد هو الذي يكون عدد خريجيه أكبر بكثير من الوظائف المتاحة له سنوياً. في الأردن، تشمل هذه التخصصات غالباً: الآداب، بعض تخصصات الحقوق والإدارة العامة، وبعض فروع العلوم البحتة التي لا ترتبط مباشرة بالصناعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في اسم التخصص، بل في طريقة الدراسة. فالخريج الذي يكتفي بالمنهاج الجامعي النظري، بغض النظر عن تخصصه، هو خريج “راكد” بطبعه.

3. إعادة التوجيه: رقمنة التخصص (Digitalization)

هنا تكمن خارطة الطريق الحقيقية. بدلاً من التخلي عن شهادتك، عليك أن تُزوّدها بالمهارات التي يحتاجها سوق العمل. الخطوة الأولى هي رقمنة تخصصك التقليدي. يمكن لخريج اللغة العربية أو الإنجليزية أن يتحول إلى كاتب محتوى (Content Writer) متخصص في تحسين محركات البحث (SEO) أو مدقق لغوي رقمي للمنصات والمواقع الإلكترونية. بينما خريج الإدارة أو المحاسبة، يمكنه التخصص في تحليل البيانات (Data Analysis) أو إدارة التجارة الإلكترونية (E-commerce Management) باستخدام برامج متقدمة.

4. المهارات البينية (Interdisciplinary Skills):

الاندماج مع التخصصات الأخرى أصبح ضرورة. يجب على الخريج أن يجمع بين تخصصه الأساسي ومجال تقني أو مهني مطلوب. على سبيل المثال، اكتساب مهارات البرمجة بتعلم لغات مثل بايثون (Python)، واستخدامها في تحليل البيانات المتعلقة بمجال دراسته. كما أن مهارة إدارة المشاريع (PMP) أصبحت مطلوبة في كل القطاعات، من الهندسة إلى الخدمات الإنسانية، وتضيف قيمة هائلة لأي شهادة جامعية.

5. المهارات الناعمة (Soft Skills) والإتقان اللغوي:

لا تقل هذه المهارات أهمية عن المهارات الفنية. أتقن التواصل الفعّال، العرض والإلقاء الجيد، وحل المشكلات المعقدة والعمل الجماعي. الأهم من ذلك، يعد إتقان اللغة الإنجليزية شرطاً أساسياً للوصول إلى الوظائف الدولية وفرص العمل عن بعد، وهو ما يفتح آفاقاً تتجاوز حدود سوق العمل المحلي.

6. الاندماج العملي: الخبرة قبل الشهادة

سوق العمل في الأردن يطلب “الخبرة” أكثر من “المعدل”. لذا، يجب التركيز على اكتسابها مبكراً من خلال التدريب المهني (Internships) المدفوع أو غير المدفوع خلال سنوات الدراسة. يمكن أيضاً اللجوء إلى العمل الحر (Freelancing) عبر منصات مثل “خمسات” و “مستقل” و Upwork لبناء سجل عمل حقيقي وكسب الدخل قبل التخرج، مما يثبت لصاحب العمل أن لديك القدرة على الإنجاز. ولا تنسَ بناء السيرة الذاتية الرقمية والمهنية على منصة LinkedIn.

7. المستقبل لمن يبني نفسه:

لم يعد الخريج ينتظر الوظيفة الحكومية أو القطاع الخاص التقليدي. المستقبل في الأردن هو لـ “خريج 4.0″؛ الخريج الذي يجمع بين الأساس العلمي المتين والمهارات التقنية والتطبيق العملي. خارطة الطريق واضحة: حدد نقاط الضعف في تخصصك، سلح نفسك بالمهارات الرقمية المطلوبة، وابدأ بتوليد الخبرة من الآن. عندئذٍ، لن تكون باحثاً عن وظيفة، بل خياراً لا غنى عنه لسوق العمل الأردني المتسارع.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام فی الأردن سوق العمل

إقرأ أيضاً:

زراعة الزعفران في المفرق.. قصة نجاح زراعية وريادية تفتح أبواب فرص العمل والسياحة الزراعية

صراحة نيوز- شكّلت زراعة الزعفران إضافة نوعية للتطور الزراعي الذي تشهده محافظة المفرق عبر السنوات الماضية، حيث دخلت هذه الزراعة الريادية والنوعية لتكون إحدى الزراعات المتنوعة التي تحتضنها المحافظة التي باتت تضم العشرات من المزارع النموذجية الحديثة إلى جانب الزراعات التقليدية.

وتتربع على سفوح مرتفعات منطقة “دحل” الواقعة غرب محافظة المفرق أبرز مزارع الزعفران، لتُشكل منطلقًا نوعيًا لزراعة الزعفران في المحافظة، وهي تُصنَّف ضمن الزراعات الريادية على مستوى المنطقة والعالم.

وأكد صاحب مزرعة “زعفران الأردن” عادل صبح، أن فكرة زراعة الزعفران في محافظة المفرق بدأت كفكرة صغيرة في أرض محدودة لا تتعدى 200 متر مربع، ووصلت اليوم إلى 20 دونمًا موزعة بين تجارب بحثية ومساحات إنتاجية، لافتًا إلى أن المساحة لم تكن مجرد نمو زراعي بل كانت نموًا في الخبرة.

وأوضح صبح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن زراعة الزعفران في المملكة تؤكد أن الأردن قادر على صُنع قصص نجاح جديدة وتحويل الفكرة إلى مشروع وطني وفتح الأبواب لفرص عمل جديدة ولمنتجات ذات قيمة مضافة وسياحة زراعية فريدة.

وأشار إلى أن مشروع مزرعة الزعفران أسهم خلال السنوات الماضية في خلق فرص عمل لحوالي 20 سيدة في أعمال الزراعة والقطف والتعشيب، مما ساعد في تحسين مستوى أسرهن الاقتصادي.

يُذكر أن مزرعة “زعفران الأردن” احتضنت في وقت سابق، مهرجان الزعفران الثاني الذي شكل مساحة ريادية تجمع المزارعين والمهتمين والباحثين بالزعفران.

وأكد صبح أن المزرعة في المراحل الأخيرة لاستحداث مركز للتعليم والتدريب على زراعة الزعفران وتقنياته، وهو ما سينعكس إيجابًا على إكساب من لديه الرغبة بالانخراط في هذا النوع من الزراعات الريادية والنوعية والخبرات اللازمة لزراعة الزعفران.

وأوضح أن مؤسسة الإقراض الزراعي كان لها دور فاعل في فتح الباب أمام الأسر والكوادر الزراعية للدخول في مجال زراعة الزعفران من خلال منح قروض بدون فوائد تصل إلى 15 ألف دينار، مما سيسهم في التوسع في زراعة الزعفران على مستوى الأردن.

وأعرب صبح عن أمله من أصحاب القرار بالعمل على تشجيع وتوسعة زراعة الزعفران في الأرياف الأردنية، وذلك لتخفيض نسبة الفقر والبطالة واستغلال الأراضي بكلف معقولة ومردود عالٍ ينعكس إيجابًا في تقليل الهجرة من الأرياف إلى المدن.

مقالات مشابهة

  • البكار يكشف عن رقم كبير لعاملات المنازل الهاربات
  • زراعة الزعفران في المفرق.. قصة نجاح زراعية وريادية تفتح أبواب فرص العمل والسياحة الزراعية
  • الخطيب يدعو لبناء منظومة وطنية متكاملة للمهارات بالقطاع اللوجستي
  • يقرها الحوار المجتمعي.. البدوي: خارطة طريق إدارية جديدة للمؤسسات الصحفية والإعلامية
  • مجدي البدوي يضع خارطة طريق إدارية للمؤسسات الصحفية والإعلامية المستقلة والحزبية
  • تسفير 5460 عاملا وافدا في الأردن
  • خبير موارد بشرية: 3 مهارات أساسية مطلوبة لسوق العمل
  • الجامعة الأردنية تطلق منصة ذكية وبرنامج تدريبي لدعم توظيف الشباب
  • مياه الفيوم تنفذ برنامجًا تدريبيًا لخريجي المدرسة الفنية لمياه الشرب