دمشق-سانا

أكد عدد من الصناعيين المشاركين في معرض “بيلدكس 22” المقام على أرض مدينة المعارض بدمشق، أن الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع عدد من الشركات الدولية في مجال الطاقة تؤسس لانطلاقة الاقتصاد الوطني، وإطلاق الاستثمارات والابتكارات والصناعات الجديدة، وخلق فرص العمل والإنتاج والنمو الشامل بمختلف المجالات الصناعية.

وأكد المدير التنفيذي لشركة “لوماك” الصناعية محمد درويش، أهمية توقيع هذه الاتفاقيات لتطوير قطاع الطاقة، والتي تعد بوابة عودة المستثمرين إلى سوريا، وخاصة أن توفر الطاقة يعد أحد أهم مقومات إقامة المشاريع الاستثمارية.

بدوره مؤسس شركة “الأتاسي” للصناعة والتجارة المهندس عباد الأتاسي أشار إلى أن الاتفاقيات ستوفر المناخ الملائم لعودة المستثمرين المهاجرين، وجذب المستثمرين العرب والأجانب، لإقامة مشاريع لهم في البلاد، وبالتالي ستلعب دوراً مهماً في توفير فرص العمل وتقليل البطالة، وتسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة.

مدير شركة “أمانكو” لصناعة الأبواب المصفحة والمصاعد يوسف عمر، بين أن البلاد كانت تعاني في مجال الاستثمار من أمرين، هما العقوبات الأمريكية والأوروبية التي زالت مؤخراً، وموضوع عدم توفر الطاقة بالشكل الأمثل، الذي يعيق العملية الإنتاجية، موضحاً أن الاتفاقيات التي وقعت مؤخراً ستجعل المستثمرين أكثر جرأة لفتح مشاريع لهم، ولا سيما في مجال إعادة الإعمار.

عبد المالك الصباغ مدير مصانع “مجموعة المتين” للصناعات البلاستيكية لفت إلى أن التطور الاقتصادي في البلدان المتقدمة أساسه توفر الطاقة، وبأسعار مناسبة، واليوم بتوقيع عدد من الاتفاقيات المختصة بالاستثمار في الطاقة، تكون سوريا قد وضعت قدمها على الطريق الصحيح في تأمين البنية الصحيحة، ليس فقط لعمل الصناعيين، وإنما لتشجيع المستثمرين على القدوم، وفتح مشاريع لهم وهم مطمئنون بأن شروط نجاح عملهم متوفرة.

ووقعت سوريا أول أمس، مع تحالف شركات دولية، اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة 7 مليارات دولار في قطاع الطاقة، وتتيح الاتفاقية توليد 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء عبر أربع محطات غازية، كما يتضمن الاتفاق إنشاء محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط.

تابعوا أخبار سانا على

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

اتفاق الـ 7 مليارات.. هل تعيد الطاقة رسم ملامح سوريا الجديدة؟

في تطور اقتصادي لافت هو الأول من نوعه منذ عقدين، وقعت الحكومة السورية، يوم الخميس، اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة 7 مليارات دولار مع تحالف شركات دولية، لتشييد مشاريع طاقة كهربائية ضخمة تشمل إنشاء أربع محطات غازية ومحطة طاقة شمسية، بقدرة إجمالية تصل إلى 5 آلاف ميغاواط. اعلان

الاتفاق الذي جرى توقيعه في دمشق بحضور رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع ومبعوث ترامب لسوريا توماس باراك، يمثل تحوّلًا محوريًا في السياسة الاقتصادية للمرحلة الانتقالية، كما يعكس بوضوح اتجاهًا دوليًا جديدًا نحو الانخراط في عملية إعادة إعمار سوريا.

تفاصيل المشروع: محطات غازية وطاقة شمسية بتقنيات غربية

 وفق تصريحات وزير الطاقة السوري محمد البشير، يشمل المشروع أربع محطات غازية في:

دير الزور (شرق البلاد)

محردة وزيزون (ريف حماة)

تريفاوي (ريف حمص) وسط البلاد، إضافة إلى محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في منطقة وديان الربيع جنوب البلاد.

 وسيتم تنفيذ المشروع باستخدام تقنيات أمريكية وأوروبية عبر شركات منضوية ضمن مجموعة UCC العالمية، التي تضم مؤسسات من تركيا، قطر، والولايات المتحدة، وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز الاستقرار الكهربائي، وتقليص ساعات التقنين التي أرهقت السوريين على مدار السنوات السابقة.

Relatedتقرير: مفاوضات مباشرة بين سوريا وإسرائيل لتخفيف التوتر على الحدودمبعوث ترامب يعيد افتتاح مقر سفير واشنطن بدمشق ويقول ثمة حاجة لاتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيلسوريا توقع صفقات كهرباء بـ7 مليارات دولار مع شركات أميركية وقطرية وتركيةأبعاد اقتصادية وتنموية: فرص عمل ونقلة تحتية

بحسب ما أعلنه رامز الخياط، الرئيس التنفيذي لشركة "أورباكون القابضة" (التي يقع مقرها في قطر)، من المتوقع أن يولد المشروع 50 ألف فرصة عمل مباشرة، و250 ألف فرصة غير مباشرة الأمر الذي قد ينعكس بشكل إيجابي على سوق العمل المحلي الذي يعاني من سنوات، ومن شأن الاتفاق إذا ما نُفذ بالطريقة الصحيحة أن يحرّك قطاعات مرتبطة بالطالقة بشكل مباشر مثل المقاولات والخدمات اللوجستية.

 من جانبه، أكد وزير الطاقة أن المشروع "يشكل نقطة تحول لإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة في قطاع الكهرباء"، و"يعزز مشاريع الطاقة المتجددة"، في بلد يمتلك احتياطيات غاز مؤكدة تقدر بـ 8.5 تريليونات قدم مكعب، مع إنتاج يومي يقارب 250 مليون متر مكعب من الغاز غير المصاحب.

دلالات سياسية: رفع العقوبات وعودة أمريكية مشروطة

في خطوة مفاجئة، أعلنت الولايات المتحدة عن رفع جزئيللعقوبات المفروضة على سوريا، عبر ترخيص عام أصدرته وزارة الخزانة في 23 مايو/أيار، تبع قرارًا سياسيًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 من الشهر ذاته.

المبعوث الأمريكي توماس باراك اعتبر الاتفاقية "لحظة لا تتكرر"، مؤكدًا أن واشنطن "تدعم جهود الاستقرار والتنمية"، وناقلاً تحيات ترامب للحكومة السورية الجديدة.

هذا التحول في السياسة الأمريكية تجاه دمشق يشير إلى رغبة حقيقية في الاستثمار بالاستقرار دون التورط السياسي المباشر، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السوري خلال السنوات الماضية، وانسداد الأفق السياسي لفترة طويلة.

مشاركة شركات من قطر وتركيا والولايات المتحدة في المشروع، تحمل دلالات تتجاوز الأبعاد الاقتصادية، إذ تُظهر هذه الاتفاقية توافقًا سياسياً بين أطراف دولية كانت ولاتزال فاعلة بالملف السوري، كما يفتح الاتفاق المجال أمام نموذج تشاركي جديد لإعادة الإعمار، مختلف تماماً عن الأطراف التقليدية التي كان يعوّل عليها النظام السابق.

هذا التحالف يضع سوريا ضمن منظومة إقليمية اقتصادية ناشئة، ويمكن أن يخلق توازنات جديدة في سوق الطاقة لمنطقة شرق المتوسط.

الرهانات والتحديات: نجاح مشروط بأكثر من التمويل

 رغم التفاؤل الكبير الذي رافق توقيع الاتفاق، إلا أن هناك بعض الحقائق التي لا يمكن إنكارها، فالمشروع يواجه عدة تحديات جوهرية، ولعل أبرز هذه التحديات هي الهشاشة الأمنية في بعض مناطق المشروع، خصوصًا دير الزور وريف حماة، التي لا تزال عرضة لخروقات أمنية وتدخلات من أطراف مسلحة، ما قد يهدد سلاسة تنفيذ الأعمال، كما أن أداء الحكومة الحالية لا يزال تحت الاختبار، وهو ما يجعل من استدامة الدعم الدولي رهنًا بالأداء الداخلي والتوافق الإقليم، كل هذا يضاف إليه الجانب الأهم وهو تقلبات الموقف الأمريكي، فعلى الرغم من رفع العقوبات، إلا أن واشنطن كانت واضحة جداً في هذا الملف، من خلال الاعتماد على مبدأ " خطوة بخطوة"، واضعة الكرة في ملعب حكومة وقيادة دمشق.  

اعلان

 صحيح أن الاتفاقية تمثل دون شك خطوة اقتصادية جريئة نحو بناء سوريا الجديدة التي تعتمد على التنمية لا على النزاعات، لكن نجاحها لن يتحقق بمجرد التوقيع أو الإعلان، بل يحتاج إلى توافر شروط دقيقة من الشفافية، الاستقرار والمساءلة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أصحاب فعاليات تجارية في دمشق: اتفاقيات الطاقة ستسهم في زيادة حركة الأسواق وإنعاش الاقتصاد
  • من الظلام إلى النور… السوريون مُتفائلون بتوقيع اتفاقيات الطاقة ويُعلّقون الآمال على سرعة التنفيذ
  • صناعيون من حمص: اتفاقيات الطاقة خطوة في تعزيز بيئة الاستثمار وتحقيق التنمية المستدامة
  • الدكتور المصطفى: السيد الرئيس أحمد الشرع أشار إلى ضرورة صياغة بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات وإلى حاجة سوريا لإصلاح مالي
  • الصناعيون في “بيلدكس 22”: اتفاقيات الطاقة تحقق التنمية الاقتصادية لمختلف القطاعات الصناعية
  • ثورة عربية في طاقة الغاز.. مشاريع عملاقة ترفع قدرة الإسالة 47%
  • اتفاق الـ 7 مليارات.. هل تعيد الطاقة رسم ملامح سوريا الجديدة؟
  • سوريا توقّع اتفاقا استثماريا ضخما مع تحالف شركات رائدة في مجال الطاقة
  • سوريا.. التعب على وجه أحمد الشرع يثير تفاعلا خلال مراسم توقيع اتفاقيات الطاقة