كشف مكتب شؤون حجّاج دولة الإمارات، عن الجاهزية والاستعداد المبكّرين لتقديم أفضل الخدمات والرعاية لحجّاج الدولة في الأراضي المقدسة، وتلبية جميع احتياجاتهم، والعناية بشؤونهم بمسؤولية وتفان وإخلاص، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة ويترجم استراتيجية الحكومة في التميز والجودة واتباع أفضل المعايير في تقديم الخدمات.


فقد أكدت وزارة الخارجية، أنها أنهت الترتيبات المتعلقة بمتابعة شؤون الحجّاج، لاسيما كبار المواطنين، بدءاً من الاستعدادات قبل السفر، مروراً بأداء المناسك وحتى العودة إلى أرض الوطن، بما في ذلك تحديث صفحة إرشادات السفر، بحسب كل وجهة عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقها الذكي، لتوفير معلومات دقيقة ومحدثة تشمل المتطلبات التي ينبغي الالتزام بها.
داعيةً الحجّاج الإماراتيين إلى تسجيل أنفسهم أو أسرهم في خدمة «تواجدي»، عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق الذكي أو الواتساب، والاحتفاظ برقم الطوارئ المخصص للمواطنين: 0097180024، لتوفير الدعم الفوري عند الحاجة، كما أوصت الوزارة بضرورة حمل نسخة من الوثائق الثبوتية الرسمية، لتسهيل إجراءات إصدار «وثيقة العودة» في حال فقدان جواز السفر أو تلفه أو ضياعه، خلال 30 دقيقة.
كما أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، حملة اتصالية توعوية موحدة عن موسم الحجّ 2025 تحت شعار «حج صحي وآمن»، بالتعاون مع الجهات الصحية في الدولة وهدفت إلى اتباع الإرشادات الصحية الضرورية قبل السفر وخلاله وبعد العودة، بما يضمن توفير أقصى درجات الراحة ويسهم في تعزيز شعورهم بالسعادة والأمان الصحي.
وتتضمن الحملة الاتصالية التوعوية توفير خدمات متعددة، تشمل توفير دليل إرشادي توعوي قابل للتحميل عبر الموقع الإلكتروني للوزارة بلغات عدة والرد على استفسارات الحجاج الصحية والتواصل المستمر مع الفرق الطبية المرافقة، لتزويدهم بالأدوية والاستشارات الطبية وتقديم الدعم النفسي والإرشادي، بما يعزز جودة الرعاية المقدمة ويوفر بيئة صحية وآمنة للحجّاج.
كما تضيء الحملة على أهمية الحصول على اللقاحات الأساسية قبل السفر، مثل الالتهاب السحائي والإنفلونزا الموسمية والمكورات الرئوية ونشر التوعية باتباع الإرشادات الوقائية طوال الحجّ. وأشارت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة إلى أنها وضعت خطة متكاملة لضمان أداء حجّاج الإمارات المناسك بسهولة، تشمل تعزيز وعي الحجاج بمناسك الحج بطريقة مبتكرة وتعزيز الشراكات المؤسسية التي تسهم في توفير خدمات استباقية ومتكاملة لأداء الفريضة بطمأنينة وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات في تنظيم شؤون الحجّ.
كما أعلن مكتب شؤون حجّاج دولة الإمارات، بدء التشغيل التجريبي لمخيمات الدولة في مشعري منى وعرفات، بكل خدماتها ومرافقها بنسبة 100%، استعداداً لاستقبال حجّاج الدولة.
وأكد المكتب أن أعمال التجهيز شملت توفير متطلبات الراحة والسلامة للحجّاج الذين بلغ عددهم 6228 شخصاً، بما في ذلك أعمال البنية التحتية، وأنظمة التكييف المتطورة، وتجهيزات الإعاشة، ومرافق الخدمات الطبية والإدارية، وفق أعلى المعايير المعتمدة، وبما يسهم في توفير رحلة حجّ ميسّرة وآمنة.
تحسينات ميدانية
وشملت التحسينات الميدانية لهذا العام بناء مسجد يتّسع لنحو 400 حاج، وتخصيص مصلّيات في مخيمات عرفة، تتضمن أجود أنظمة الصوت والصورة لنقل الخطبة وصلاة عرفة، وتجهيز المخيمات بأنظمة تكييف عالية الكفاءة، وتظليل جميع ممراتها وتشجيرها، مع إضافة مراوح حديثة مزودة بنظام الرذاذ لتخفيف ارتفاع درجات الحرارة وحماية الحجّاج من التعرض لضربات الشمس.
بيئة ملائمة
وأكد الدكتور عمر الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، رئيس المكتب، استمرار الجهود لتوفير البيئة الملائمة لحجّاج الدولة لأداء مناسكهم. موضحاً أن المكتب أنهى جميع التجهيزات في المخيمات خلال وقت قياسي، وحرص على رفع كفاءة المرافق والخدمات، لضمان توفير بيئة مريحة وآمنة للحجّاج.
وثمّن التعاون الوثيق مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة. مؤكداً أن المكتب يعمل ضمن خطة متكاملة، تعكس صورة الإمارات المشرّفة في رعاية حجّاجها، وتحقق لهم أعلى مستويات الرضا والسلامة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات حجاج الإمارات الحج والعمرة

إقرأ أيضاً:

الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف

تشهد الساحة الدبلوماسية حراكًا متجددًا في ملف الأزمة السودانية، تجسد في اجتماعات الرباعية التي تضم كلًا من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات. ورغم ما توحي به التشكيلة من ثقل إقليمي ودولي، إلا أن القراءة المتأنية لهذه المبادرة تكشف عن خلل هيكلي في تكوينها، وانفصام واضح بين رؤيتها السياسية والحقائق الميدانية في السودان. وعليه، فإن احتمالات فشلها تظل راجحة، إن لم تكن حتمية، ما دامت تعيد تدوير نفس الأخطاء السابقة.

أولًا: الإمارات… الفيل في الغرفة
من غير المنطقي، سياسيًا وأخلاقيًا، أن تكون دولة متورطة بشكل مباشر في تأجيج الصراع جزءًا من آلية يفترض أن تلعب دور الوسيط أو الراعي للحل. الإمارات، وفقًا لتقارير دولية وشهادات ميدانية، قدمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا لقوات الدعم السريع، ما جعلها طرفًا في النزاع وليس مراقبًا محايدًا. تجاهل هذه الحقيقة لن يُنتج إلا المزيد من انعدام الثقة من الجانب السوداني وهذا يضر جدا بعلاقة السودان مع مصر والسعودية تحديدا، خصوصًا من الجيش السوداني، الذي يرى في استمرار دور أبوظبي انتقاصًا من سيادة الدولة ومحاولة لشرعنة المليشيا تحت عباءة “الحل الإقليمي”.

ثانيًا: تجاوز اتفاق جدة… نزع لغطاء الشرعية
اتفاق جدة، الموقع في مايو 2023، هو الوثيقة الوحيدة التي وقّعها الطرفان المتحاربان – الجيش والدعم السريع – برعاية سعودية أمريكية، ما يمنحه شرعية تفاوضية لا يمكن القفز فوقها. ما يُطرح اليوم من الرباعية، سواء من حيث الأسماء المطروحة، أو طبيعة المقترحات المسربة، يعكس محاولة للعودة إلى نماذج التسوية السابقة التي قامت على شراكة شكلية مع فصائل سياسية نفعية، وتجاهلت الديناميكيات الأمنية والمؤسسية التي فجّرت الحرب ابتداءً.

إن أي تجاوز لهذا الاتفاق هو بمثابة العودة إلى مربع الصفر، بل والتمهيد لانفجار جديد أكثر تعقيدًا، خاصة وأن المرحلة الحالية تتطلب مقاربة أمنية تُنهي وجود المليشيات، لا سياسية تعيد تدويرها في واجهات السلطة.

ثالثًا: السعودية ومصر… بين النوايا والمصالح
على الضفة الأخرى، تمثل السعودية ومصر عنصرين يمكن البناء عليهما، لكن مع فوارق في الرؤية والتأثير. السعودية، بحكم رعايتها لاتفاق جدة، تملك سجلًا أكثر توازنًا، ولكنها قد تجد نفسها في موقف حرج إن استمرت في تجاهل تحفظات الخرطوم بشأن دور الإمارات. أما مصر، التي تراقب تطورات المشهد عن كثب، فإن مصالحها الأمنية المباشرة في شرق السودان وأمن البحر الأحمر تفرض عليها مقاربة أكثر براغماتية، لكنها محدودة النفوذ ميدانيًا مقارنة بغيرها من الأطراف.

رابعًا: أمريكا… الرغبة في الحل دون أدواته
الولايات المتحدة، التي تتصدر التحالف الرباعي، تبدو وكأنها تريد تحقيق اختراق دبلوماسي دون استعداد لتحمل كلفته. فهي لم تمارس أي ضغط حقيقي على الإمارات، ولم تقدم حتى الآن تصورًا موضوعيًا لمعالجة جوهر الأزمة: السلاح الخارج عن الدولة، وتفكيك المليشيات. سياسات واشنطن الرمادية، التي تتجنب تسمية المتورطين بأسمائهم، تفقدها تدريجيًا مصداقيتها كقوة راعية للسلام في السودان.
خاتمة: من يملك رؤية الدولة، ومن يسعى لتقاسمها؟
ما يجري اليوم هو صراع بين رؤيتين للسودان:
رؤية وطنية تسعى لاستعادة الدولة السودانية الموحدة ذات القرار السيادي والمؤسسة العسكرية الواحدة.
ورؤية خارجية هجينة تحاول فرض واقع سياسي جديد يتسع للمليشيات ورعاتها الإقليميين، ولو على حساب أمن السودان وسلامة شعبه.

ما لم تحسم الرباعية أمرها، وتُخرج الأطراف المنحازة من معادلة الوساطة، وتلتزم صراحة باتفاق جدة كمرجعية تفاوضية، فإنها ستتحول من أداة للحل إلى وعاء لتأبيد الأزمة، وتغذية مشاريع التقسيم، تحت شعار السلام الشامل.

في النهاية، السودان ليس مائدة فارغة لتقاسم النفوذ، بل دولة ذات تاريخ وثمن باهظ دفعه شعبها دفاعًا عن كرامته. وأي مبادرة لا تعي هذه الحقيقة مصيرها الإخفاق، ولو اجتمع حولها العالم.
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • استعدادات مكثفة بزهور بورسعيد لاستقبال انتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • إسرائيل تحذر رعاياها من السفر إلى الإمارات
  • وكيل «الحج»: «نسك» يتصدر تطبيقات السفر ويقدم موسوعة خدمية متكاملة لضيوف الرحمن
  • تحذير إسرائيلي شديد بشأن السفر للإمارات.. وإجلاء البعثة الدبلوماسية
  • إسرائيل تحذر رعاياها من السفر إلى الإمارات: لا ترتدوا رموزًا دينية أو عبرية
  • 89% من الإماراتيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلاتهم
  • رئيس الوزراء: توفير العملات الصعبة لمستلزمات الإنتاج والمواد الخام
  • مدبولي: استمرار جهود الحكومة في توفير السلع بالكميات والأسعار المناسبة
  • كاريكاتير أسامة حجاج
  • الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف