ما إدمان التسوق؟ وكيف تصمد أمام العروض والخصومات؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
في عصر تكفي فيه نقرة زر للتسوّق، وتغذيه خوارزميات الاستهلاك المتسارع، بات الشراء أكثر من مجرد تلبية لحاجة، وتحول لدى البعض إلى سلوك قهري لا يمكن السيطرة عليه. فظاهرة "إدمان التسوق" لم تعد حكرا على المناسبات أو العروض الموسمية، بل أصبحت حالة نفسية تُلقي بظلالها على الحياة اليومية، مهددة بالديون، والقلق، وتفكك العلاقات الأسرية.
ورغم عدم الاعتراف بها رسميا كاضطراب نفسي مستقل، فإن تبعاتها أصبحت ملموسة في العيادات النفسية ومحاضر الطلاق وتقارير البنوك. فما الذي يدفع البعض إلى الشراء من دون توقف؟ وكيف يمكن علاج هذا النوع من الإدمان؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سلامة نفسيةlist 2 of 2لا تعيد تدوير القلق.. إليك طريقة للخروج من الدائرة المغلقةend of listالبروفيسور باتريك تروتسكه، أستاذ علم النفس السريري والعلاج النفسي بجامعة شارلوت فريسينيوس للعلوم التطبيقية في كولونيا، عرّف إدمان التسوق بأنه سلوك قهري يتمثل في رغبة داخلية ملحّة للشراء، يفقد فيها الفرد السيطرة على توقيت بدء هذا السلوك ونهايته، حتى إن أدى إلى عواقب سلبية جسيمة مثل تراكم الديون المفرطة، أو نشوء خلافات حادة مع الشريك أو أفراد الأسرة.
ورغم شيوع هذا النمط من السلوك المرضي، أوضح البروفيسور تروتسكه أن "اضطراب الشراء والتسوق" لم يُعترف به حتى الآن كاضطراب نفسي مستقل ضمن أنظمة التشخيص العالمية، لكنه يندرج في نظام التصنيف النفسي الحديث ضمن فئة "اضطرابات التحكم في الانفعالات المحددة الأخرى".
إعلانوأشار تروتسكه إلى أن معظم المصابين لا يطلبون المساعدة الطبية إلا بعد سنوات طويلة، وغالبا ما يكون ذلك في مراحل متقدمة من المعاناة، حين تتفاقم الضائقة المالية ويصل الضغط النفسي إلى مستويات لا تُحتمل. عندها يدخل المصاب في دوامة متصاعدة من الألم والمعاناة، يصعب الخروج منها من دون تدخل مهني متخصص.
ولفت الخبير النفسي إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يُعدّ من أنجح الوسائل لعلاج إدمان التسوق، إذ يُساعد المرضى على تحديد المحفزات النفسية والدوافع العاطفية الكامنة وراء سلوك الشراء القهري، ويعمل على تطوير إستراتيجيات فعالة لمواجهتها.
ومن بين هذه الإستراتيجيات:
إعداد قائمة مفصّلة وشاملة بالإيرادات والنفقات المالية، تساعد في مراقبة السلوك المالي اليومي. توضيح الدافع الحقيقي خلف كل عملية شراء، لتقييم مدى ضروريتها أو دافعيتها العاطفية. اعتماد ضوابط سلوكية، مثل الدفع نقدا بدلا من استخدام بطاقات الائتمان، وحذف تطبيقات التسوق من الهاتف المحمول. الانتظار 24 ساعة قبل اتخاذ قرار بشأن أي عملية شراء كبيرة أو غير ضرورية.وأكد تروتسكه في ختام حديثه أهمية التعامل مع اضطراب إدمان التسوق بجدية، وضرورة التوجه إلى المختصين في العلاج النفسي عند ملاحظة تفاقم سلوكيات الشراء المفرط، لما لذلك من آثار عميقة على الاستقرار النفسي والعائلي والمالي للفرد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حسام الغمري: التآكل النفسي وسيلة العدو لتفكيك الجبهة الداخلية دون قتال أو رصاصة
قال حسام الغمري باحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يعتمد على أذرع متعددة، منها السياسية والإرهابية والإعلامية، مشيراً إلى أن الذراع الإعلامي الأخطر والأكثر تأثيراً، حيث تحوّل من كونه وسيلة تواصل إلى غرفة لإدارة "حرب نفسية منظمة ومخططة" ضد المواطن المصري تستهدف عقله ووجدانه بشكل مباشر.
وأضاف الغمري، في حواره مع الإعلامى خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ هذه الحرب النفسية ليست عشوائية، بل تستند إلى دراسات علمية متقدمة تقودها مؤسسات بحثية دولية مثل مؤسسة "راند"، التي تضم أكثر من 1300 باحث، مشيراً إلى أن المؤسسة قد طوّرت استراتيجيات ما يُعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس.
وبيّن أن هذه الحروب تعتمد على "الاستهداف العاطفي المنظم"، الذي يشبه العبوات الناسفة في ميدان المعركة، وهو أخطر أدوات الهدم النفسي المعاصر.
وتابع، أنّ الإعلام المعادي في الخارج يستخدم مشاهد مأساوية – مثل ما يحدث في غزة – لتحريك المشاعر الإنسانية الفطرية لدى المواطن المصري، ثم يقوم بتضخيم هذه المشاهد وتبني روايات العدو التي تُحمّل الدولة المصرية المسؤولية عنها، وهو ما يهدف إلى خلق شعور عام بالإحباط والغضب يدفع المواطن في نهاية المطاف إلى تبني موقف عدائي تجاه بلده دون أن يدرك أنه يُستخدم كأداة ضمن خطة موجهة.
وأكد، أنّ الهدف النهائي من هذه الحملات هو تفكيك الجبهة الداخلية من دون إطلاق رصاصة واحدة، مؤكداً أن الإعلام المعادي هو مشروع سياسي وأمني بامتياز ممول بأموال طائلة، لكنه في النهاية يظل أقل تكلفة من الحروب العسكرية المباشرة.
واستشهد الغمري بمقولة منشورة في موقع "الناتو ريفيو" تفيد بأن "التآكل النفسي المنظّم يُمكّننا من تدمير الدول دون أن نطلق رصاصة واحدة".