جيل Z يعيد تشكيل مشهد التسوق الرقمي في العالم
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أصدرت شركة DHL للتجارة الإلكترونية أول تقرير عالمي من نوعه عن مستقبل التجارة الإلكترونية، يكشف فيه كيف تتغير استراتيجيات الشركات في البيع والشراء عبر الإنترنت لمواكبة التحولات التكنولوجية والمنافسة الشديدة في الأسواق العالمية.
يأتي هذا التقرير في وقت يشهد فيه العالم طفرة غير مسبوقة في التجارة الرقمية، سواء في تعاملات الشركات مع بعضها البعض (B2B) أو مع المستهلكين (B2C).
يحمل التقرير عنوان "اتجاهات التجارة الإلكترونية 2025"، ويستند إلى دراسة أجريت على 4050 شركة من 19 سوقًا عالميًا، شملت آسيا والمحيط الهادئ والأمريكتين وأوروبا، لتقديم رؤية شاملة حول كيفية توسع الأعمال في بيئة رقمية سريعة التغير.
ووفقًا للبيانات التي استعرضها التقرير، فإن 22% من الشركات التي شملها الاستطلاع تعمل بنموذج (B2B)، بينما تمثل الشركات العاملة بنموذج (B2C) نحو 26%، في حين أن أكثر من نصف العينة (52%) تجمع بين النموذجين معًا، مما يعكس التحول المتزايد نحو مزيج مرن بين البيع المباشر والتعاملات التجارية.
وتوزعت أحجام الشركات المشاركة في التقرير بين 30% من الشركات المتوسطة، و23% من الشركات الكبيرة، و22% من الصغيرة، و14% من المتناهية الصغر، بينما شكّل التجار الأفراد نحو 11% من العينة.
التكنولوجيا تقود موجة التحول القادمةأكد التقرير أن التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي والتحليلات الرقمية، أصبحت المحرك الرئيسي لتطور التجارة الإلكترونية، حيث تعتمد الشركات على التخصيص الذكي وتجارب التسوق الرقمية المتقدمة للحفاظ على ولاء العملاء وزيادة المبيعات.
قال بابلو سيانو، الرئيس التنفيذي لشركة DHL للتجارة الإلكترونية: "هذا التقرير يقدم رؤية عميقة حول تطور التجارة الإلكترونية عالميًا، فاليوم نشهد مزيجًا من التخصيص المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وصعود التجارة الاجتماعية، والنمو المتسارع للتجارة بين الشركات (B2B) والتجارة العابرة للحدود، هذه ليست مجرد اتجاهات مؤقتة، بل تحولات جذرية تعيد تشكيل مستقبل البيع والشراء حول العالم."
وأضاف سيانو أن الشركات التي تضع الاستدامة في صميم استراتيجياتها تحقق نموًا أسرع وأكثر استدامة، مشيرًا إلى أن DHL تعمل على دعم التجار والموردين لتوسيع أعمالهم بسرعة وثقة ومسؤولية في كل سوق يخدمونه.
يشير التقرير إلى أن الشركات أصبحت أكثر وعيًا بأهمية القنوات المتعددة للوصول إلى المستهلكين. فـ63% من الشركات تستخدم ثلاث منصات إلكترونية على الأقل للبيع، مثل مواقعها الرسمية، وتطبيقات الهاتف، ومنصات التواصل الاجتماعي، والأسواق الإلكترونية الكبرى، وكلما توسعت قنوات البيع الرقمية، زادت فرص الوصول إلى العملاء وتحقيق نمو أكبر في المبيعات.
أما في مجال التجارة عبر الحدود، فقد أظهر التقرير أن 66% من بائعي الأسواق الإلكترونية يبيعون منتجاتهم لعملاء في دول أخرى، بينما يقوم 64% من تجار التجزئة الإلكترونيين بعمليات بيع دولية. وتتصدر الشركات الكبيرة هذا التوجه، حيث إن 81% منها تعمل في التجارة العابرة للحدود.
ومع ذلك، لا تزال تكلفة الشحن تمثل عائقًا أمام بعض الشركات الصغيرة، إذ أفاد 53% من المشاركين الذين لا يشحنون إلى الخارج أن ارتفاع التكاليف هو السبب الرئيسي لذلك.
وسائل التواصل الاجتماعي.. من أداة ترويج إلى منصة بيعكشف التقرير أيضًا عن الدور المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي في دعم التجارة الإلكترونية. إذ تمتلك 87% من الشركات العالمية حسابًا واحدًا على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يستخدم 36% منها هذه المنصات كمصدر دخل مباشر من خلال البيع عبر المتاجر الرقمية مثل متجر تيك توك وإنستجرام شوب.
وتشير البيانات إلى أن تيك توك وإنستجرام يشهدان أعلى معدلات نمو في قطاع تجارة التجزئة الإلكترونية، بفضل دمج تقنيات الفيديو القصير والتفاعل المباشر مع المستهلكين، ما يمنح الشركات أدوات جديدة لجذب العملاء وتحفيز الشراء الفوري.
ويؤكد التقرير أن سلوك المستهلكين يتغير بسرعة، حيث أصبحت الأجيال الشابة، ولا سيما جيل Z وجيل ألفا، في طليعة المتسوقين الرقميين، وأفاد 57% من تجار التجزئة بزيادة ملحوظة في عدد عملاء الجيل Z الذين يزورون منصاتهم، بينما يقوم 52% من هذا الجيل و59% من جيل الألفية بعمليات شراء عبر الإنترنت مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا.
هذه الأرقام تعكس انتقال القوة الشرائية إلى جيل جديد من المستخدمين الرقميين، الذين يبحثون عن السرعة والتخصيص والتفاعل الفوري، وهو ما يدفع الشركات إلى الاستثمار أكثر في تجربة المستخدم وتقديم محتوى يتماشى مع تطلعات هذه الفئة.
ومع تغير سلوك المستهلكين الأفراد، تتأثر أيضًا علاقة الشركات فيما بينها. فوفقًا لتقرير DHL، بدأت الشركات العاملة بنموذج (B2B) في إعادة النظر في أساليب البيع والشراء التقليدية، مع التركيز على جعل التفاعل أكثر تخصيصًا وإنسانية.
تسعى هذه الشركات إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية لفهم احتياجات الشركاء التجاريين، وتحسين عمليات التسعير والطلب، وتقديم خدمات ما بعد البيع بصورة أكثر مرونة واستباقية.
في ختام التقرير، شددت DHL على أن التجارة الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة للبيع، بل أصبحت نظامًا بيئيًا متكاملًا يعتمد على التكنولوجيا والبيانات واللوجستيات المستدامة، ومع استمرار توسع الأسواق الرقمية وظهور منصات جديدة كل يوم، فإن الشركات التي تتبنى الابتكار وتضع العميل في صميم استراتيجيتها ستكون الأكثر قدرة على قيادة موجة النمو القادمة.
وبينما تتجه الأنظار نحو عام 2025، يبدو أن التجارة الإلكترونية ستشهد تحولًا جذريًا، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع السلوك الإنساني لتعيد تعريف الطريقة التي نشتري ونبيع بها، محليًا وعالميًا، في عالم باتت فيه السرعة والابتكار مفتاحي النجاح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة التواصل الاجتماعی من الشرکات
إقرأ أيضاً:
الأهرامات تحتضن الإعلان الرسمى لجوائز «جرامى» العالمية لأول مرة فى التاريخ
فى ليلة تتوحد فيها الموسيقى مع التاريخ، ومن قلب الصحراء وتحت ضوء القمر، سيغنى العالم لمصر فى مشهد يليق بمكانتها كمنارة للحضارة الإنسانية، حيث تتجه أنظار العالم إليها مجددا مع احتفالية الإعلان الرسمى لجائزة «جرامى» فى مصر، عند سفح الأهرامات.
تقيم الاحتفالية الأكاديمية الأمريكية لتسجيل الموسيقى (The Recording Academy)، المنظمة لجوائز «الجرامى» لاول مرة فى مصر منذ تأسيسها عام 1959 لتكريم المبدعين فى مجال الموسيقى، وذلك بالتعاون مع «تايتان كابيتال» العالمية، بحضور رئيسها التنفيذى كانازاوا يوكيو، وضيوف الشرف هارفى ميسن، الرئيس التنفيذى للأكاديمية المنظمة للجرامى اوورد، وكارلوس باناى، رئيس الأكاديمية.
تقام الفعالية مساء 22 أكتوبر الجارى تحت نجوم السماء المصرية، لتجتمع العظمة التاريخية مع الوهج الفنى الحديث، بحضور حاشد من كبار صناع الموسيقى العالميين والفنانين المصريين والعرب، فى لحظة فنية تعيد صياغة العلاقة بين الموسيقى والتاريخ، وبين الحضارة المصرية القديمة وصناعة الترفيه الحديثة.
وأمام الأهرامات المهيبة، ستتردد أنغام موسيقية تمزج بين الحداثة والعراقة، وتعانق الأضواء الأحجار فى مشهد بصرى يخطف الأنفاس، ضمن تجربة فنية عابرة للزمن تجعل من كل حجر آلة موسيقية تنطق بالجمال، فى رسالة تؤكد أن مصر هى ملتقى الثقافات ومنبع الإلهام الفنى.
وسيبث الحدث عبر كبرى الشبكات العالمية ليشاهده الملايين حول العالم، فى مشهد يجمع بين الإبداع المعاصر والتراث الإنسانى الخالد.
والجدير بالذكر أنه يتنافس هذا العام عدد كبير من النجوم حول العالم على جوائز الجرامى فى دورته الـ68.