كشف الصحفي والمحلل الاقتصادي الإسرائيلي يهودا شاروني في مقال بصحيفة معاريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب- يسعى جاهدا للبقاء في السلطة عبر سلسلة من التحركات التكتيكية التي وصفها بـ"الهندسة الانتخابية" الشاملة. وتأتي هذه التحركات في ظل تعطل مداولات إعداد ميزانية 2025 وتزايد العجز وتضاؤل اليقين السياسي والاقتصادي.

ويعتزم نتنياهو الدفع نحو خفض العتبة الانتخابية من 3.25% إلى 2%، بهدف أساسي هو إنقاذ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد لا يجتاز العتبة الانتخابية إذا ترشح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت.

ويهدف هذا التخفيض إلى ترجيح كفة الائتلاف الحالي وضمان بقاء نتنياهو في الحكم، حيث يرى شاروني أن "4 مقاعد فقط قد تكون الفارق بين بقاء نتنياهو في الحكم أو اضطراره للجلوس في مقاعد المعارضة".

بحسب الاستطلاعات، فإن ترشح بينيت للانتخابات يعني أن حزب بتسلئيل سموتريتش (يسار) لن يتجاوز العتبة الانتخابية (رويترز) ميزانية معطلة وحيل قانونية

تتزامن هذه التحركات السياسية مع حالة من الشلل في دوائر صنع القرار المالي في إسرائيل، حيث يشير شاروني إلى جمود شبه تام بوزارة المالية، في ظل بقاء ميزانية 2025 "غير مفعّلة"، ولم تُعرض أي مسودات رسمية لها بعد.

وتتجاوز تقديرات العجز حاجز 10 مليارات شيكل (2.7 مليار دولار)، مع توقعات بوجود 20 مليار شيكل إضافية (5.4 مليارات دولار) للإنفاق العسكري.

ورغم الحديث المتزايد عن قرب إسقاط الحكومة، يرى شاروني أن نتنياهو قد يلجأ إلى أدوات قانونية لكسب المزيد من الوقت، مثل تعديل موعد المصادقة على ميزانية 2026.

إعلان

ويذكّر شاروني بمثال سابق في عام 2020، حين جرى تمرير "أمر مؤقت" سمح بتأجيل التصويت على الميزانية. ويعتقد المحلل الاقتصادي الإسرائيلي أن نتنياهو قد يكرر هذه "الخدعة الديكتاتورية"، مستبعدا أن تقف المحكمة العليا في وجهه بفعالية.

وفي المقابل، يرى المحلل الإسرائيلي أن تأجيل الانتخابات بشكل رسمي يظل صعبا بسبب "الغضب الشعبي المتصاعد"، لكن باب المناورة يبقى مفتوحا من خلال تدابير خاصة أو استغلال بنود قانون الطوارئ أو حتى التأثير في عمل لجنة الانتخابات.

عودة نفتالي بينيت إلى المشهد السياسي تُعد إحدى أبرز الجبهات التي يستعد نتنياهو لفتحها (رويترز) بينيت و"آلة السم"

وتعتبر عودة نفتالي بينيت إلى المشهد السياسي إحدى أبرز الجبهات التي يستعد نتنياهو لفتحها. فبحسب استطلاعات الرأي، إذا ترشح بينيت، فإن حزب الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش قد لا يتجاوز العتبة الانتخابية.

لذلك، فإن خفض العتبة الانتخابية إلى 2% سيسمح لسموتريتش بالبقاء في الكنيست، وفي الوقت نفسه يضعف فرص أحزاب أخرى مثل حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه المعارض أفيغدور ليبرمان أو أي حزب يميني معتدل محتمل بقيادة بينيت. إلا أن هذه الخطوة قد تواجه معارضة من الأحزاب الأرثوذكسية الحريدية المتشددة مثل شاس وديغل هتوراه، التي تخشى انشقاقات داخل جمهورها وظهور أحزاب منافسة.

إضافة إلى خفض العتبة، قد يفعل نتنياهو أدوات أخرى للتأثير في العملية الانتخابية، مثل نشر كاميرات في صناديق الاقتراع في البلدات العربية، أو التحكم في تركيبة لجنة الانتخابات المركزية، أو حتى تفعيل "التدابير الخاصة" لحالات الطوارئ، بحسب الصحفي والمحلل الإسرائيلي.

والأخطر من ذلك، وفقا لشاروني، هو تشغيل "آلة السم" بكامل طاقتها ضد خصوم نتنياهو، خاصة من داخل المعسكر اليميني. ويرجح شاروني أن هذه "الآلة" ستركز على التشهير بنفتالي بينيت، الذي وصفه نتنياهو مؤخرا بأنه "يميني مزيف يدعم الحركة الإسلامية".

إعلان

ويختتم شاروني مقاله بالقول: "قد تقول إنني مصاب بجنون الارتياب، لكن عندما يكون بيبي (بنيامين نتنياهو) في معركة من أجل حياته، علينا أن نستعد للأسوأ".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العتبة الانتخابیة

إقرأ أيضاً:

مسئول سابق في الناتو: بريطانيا وألمانيا تنسقان دفاعيا لضمان نجاح قمة الحلف المقبلة

قال نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن بريطانيا وألمانيا تعملان حاليًا على تنسيق مواقفهما الدفاعية استعدادًا لقمة الناتو المرتقبة في يونيو المقبل، وذلك في إطار مساعٍ مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والمعدات العسكرية.

خبير استراتيجي: انضمام أوكرانيا للناتو مستحيل.. وروسيا تحقق مكاسب إقليميةمستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو: دعم ألماني لأوكرانيا بما يشكل ضغطا على روسياحذر من رد موسكو .. رئيس الأركان الألماني يدعو حلف الناتو لمواجهة روسيا قبل 2029مسؤول سابق في الناتو: أوروبا لا تريد قمعا من الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان

وخلال مشاركته في مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، وتقدمه الإعلامية فيروز مكي، أوضح ويليامز: "وقّعت بريطانيا وألمانيا مؤخرًا اتفاقًا مشتركًا يهدف إلى تعزيز العمل المشترك في الجوانب الدفاعية، بما في ذلك المعدات العسكرية والمشاورات الاستراتيجية، وهناك بالفعل مناقشات مكثفة جارية، لا تقتصر على لندن وبرلين فحسب، بل تشمل أيضًا باقي الحلفاء الأوروبيين، وذلك من أجل ضمان تحقيق نتائج مثمرة خلال القمة المقبلة".

وأشار إلى أن القمة قد تواجه تحديات كبيرة، خاصة في حال استمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في توجيه انتقادات لاذعة للناتو، مضيفًا: "هناك مخاوف من أن تتحول القمة إلى انتكاسة إذا استمرت المواقف السلبية من بعض الأطراف، لذلك تسعى الدول الأوروبية إلى توحيد رؤاها وتقديم جبهة موحدة للدفاع عن أمن القارة".
 

طباعة شارك الناتو حلف الناتو أوروبا أمريكا اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • حالة غضب وإرهاق داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مطالبات بإسقاط نتنياهو
  • مفوضية الانتخابات:الحبس لمدة سنة واحدة لمن يشتري البطاقة الانتخابية
  • مسئول سابق في الناتو: بريطانيا وألمانيا تنسقان دفاعيا لضمان نجاح قمة الحلف المقبلة
  • الإطار الإيراني:نستخدم كل وسائل “التقية بما فيها نزع ملابسنا من أجل البقاء في السلطة”
  • الحريديم والتجنيد والمحاكمات.. هواجس نتنياهو المتجددة هل تدفع لانتخابات مبكرة بإسرائيل؟
  • أبو فاعور: راشيا ستعيد تكريس هويتها السياسية في الإنتخابات النيابية المقبلة
  • السريري: الحكومة المقبلة يجب أن تكون مصغّرة وتشرف فقط على الانتخابات
  • انتخابات غير مسبوقة بالمكسيك لاختيار جميع قضاة البلاد
  • هل سيحيي أحمد الطنطاوي مشروعه السياسي بعد تحرره؟