تشكل المناطق الصناعية حالة الازدهار للدول، وركائز أساسية للاقتصاد فـيها وعصب الحياة لها فـي تثبيت قدراتها وبناء مستقبل أجيالها وتمدها بالحياة؛ لتستمر وتبقى وتضيف على ما أنجزت حتى تحقق أهدافها التكاملية.
منطقة الروضة الخاصة بولاية محضة بمحافظة البريمي التي احتفلت الأسبوع الماضي في مسقط بالتوقيع على اتفاقية بين الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، مع شركة محضة للتطوير لتشغيل المرحلة الأولى من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة، والتي شكلت تجربة أولى فـي شراكة عمانية إماراتية من خلال مجموعة موانئ دبي العالمية « دي بي وورلد» تبرز كواجهة اقتصادية.
المشروع يمثّل حالة إنعاش لمنطقة الروضة ومحافظة البريمي بشكل عام وذلك من خلال الاستثمار الاستراتيجي لموقع الروضة الذي يشكل نقطة المنتصف بين ميناءي صحار وجبل علي بدبي، وستكون مرحلته الأولى على مساحة 14 كيلومترا، على أن تكون المرحلة الثانية على مساحة 11 كيلومترا مربعا لتبلغ المساحة للمرحلتين 25 كيلومترا مربعا ولمدة 50 سنة قادمة، وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى ملياري دولار أي فـي حدود 772 مليون ريال عماني.
الأبعاد الاستراتيجية لهذا المشروع هو أنه يحقق أهداف «رؤية عمان 2040»، ويفتح المزيد من الآفاق فـي التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين فـي مشروعات قادمة، مما يزيد من الروابط والمصالح والتعاون والشراكات داخل البلدين وخارجها، إضافة إلى أنه سيوفر فرص عمل إضافـية وسيكون بيئة حاضنة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الشركات الكبيرة، وسينعش منطقة الروضة ويسلط عليها الأضواء داخليًا وعالميًا مع امتيازات الإعفاءات الجمركية لمدة 15 سنة وتحويل الأرباح بحرية والتي أعلن عنها، ويخفف على المستثمرين ويمنحهم حق التملك الكامل لهم فـي مشروعات.
كما سيوفر المشروع الخدمات والبنى الأساسية للمنطقة مما يجعلها مدينة اقتصادية مزدهرة فـي قادم الأيام.
هذه المنطقة خلال فترة ليست ببعيدة ستشكل مرفقا اقتصاديا مهما لسلطنة عُمان على غرار منطقة الدقم الخاصة وأيضاً المناطق الصناعية فـي صحار وصلالة وستعطي خيارًا أمثل للمستثمر القادم لإقامة مشروعاته فـي سلطنة عمان وتبني المزيد من الثقة مع المستثمرين العالمين الذين يبحثون عن الأمان لرؤوس أموالهم، وبالتالي ستقود هذه المناطق الأربع الكبيرة الاقتصاد خلال المرحلة القادمة وستكون القاعدة التي ينطلق منها الاقتصاد العماني إلى العالمية على ضوء الجهود التي تبذلها القيادة فـي تعزيز مسيرة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة فـي المرحلة القادمة.
الجانب المهم أن عديد الشركات العالمية أبدت رغبتها فـي الحصول على فرصة المشاركة فـي المشروع الجديد الذي سيركز على أنشطة متعددة تمثل احتياجات أسواق العالم كالصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية والمستودعات والصناعات البلاستيكية والدوائية والطبية والغذائية والتعدينية، وخدمات الأمن والسلامة، مع توفـير المحطة الواحدة لإنهاء الإجراءات، وتتميز أيضًا بقربها من أسواق آسيا وإفريقيا وأوروبا.
فـي الجانب الاجتماعي ستتطور بجانبها الأحياء السكنية وستشكل لبنة لمدينة عصرية ومركزا حضاريا يتوسط المحافظات وعددًا من المدن فـي الإمارات، كما ستكون مركز جذب للمعرفة والتقنيات الحديثة والأسواق والفنادق، وتوفر مكانًا للأعمال وبيئة محفزة تساعد على تحقيق التنمية المستدامة وتوفـير البنية الأساسية لها مما يضمن العيش الكريم لسكانها والمقيمين فـيها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
إسناد مناقصة الخدمات الاستشارية للتجمّع الاقتصادي المتكامل لسلاسل التبريد بالدقم
الدقم- الرؤية
أسندت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة مناقصة الخدمات الاستشارية للتجمع الاقتصادي المتكامل لسلاسل التبريد بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والذي يعد أحد مخرجات البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي "تنويع" بإشراف وزارة الاقتصاد. وجرى إسناد المشروع إلى شركة إيغوليسي للاستشارات المتواضع لحلول الأعمال، وهي شركة عمانية تعمل في مجال الاستشارات الإدارية والاستراتيجية، وتعتبر من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد المهندس أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، أن مشروع سلاسل التبريد بالدقم يتكامل مع العديد من المشروعات الأخرى القائمة في المنطقة في قطاع الصناعات السمكية والغذائية، كما يستفيد المشروع من بيئة الأعمال النشطة في المنطقة، والبنية الأساسية كميناء الصيد البحري متعدد الأغراض وشبكة الطرق التي تربط مختلف المناطق الاستثمارية.
وأوضح جمال بن موسى الوهيبي نائب الرئيس للتجمعات الاقتصادية المتكاملة بالبرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي "تنويع"، أن إرساء هذه المناقصة يمثل خطوة محورية نحو تفعيل المشروع، والإسهام في توسيع القاعدة الإنتاجية والتصديرية وتمكين القطاعات الفرعية من رفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، فضلًا عن تعزيز التشابكات بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، مضيفا أن هذه الخطوة تأتي في سياق الجهود الرامية إلى جعل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بوابة لوجستية متقدمة لسلاسل التبريد في المنطقة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040" وخططها الطموحة لتنويع مصادر الدخل.
وفي هذا السياق، قال طالب بن عامر الهنائي الرئيس التنفيذي لشركة إيغوليسي للاستشارات: "نعتز بإسناد هذا المشروع الاستراتيجي لشركتنا، والذي يمثل فرصة مهمة لإبراز قدرات الشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة المعتمدة على المنافسة وتقديم حلول متكاملة لمشروعات بهذا الحجم. نحن في إيغوليسي نركز بشكل خاص على تقديم استراتيجيات متكاملة في مجال سلاسل التبريد واللوجستيات الحديثة".
وأكد: "يعكس هذا المشروع ثقة الجهات الحكومية في قدرة الشركات العمانية على قيادة مبادرات استراتيجية تسهم في تعزيز منظومة الأمن الغذائي والدوائي واللوجستي، ودعم تنافسية المنتجات العمانية في الأسواق العالمية، ونحن ملتزمون بتوظيف خبراتنا وكفاءاتنا الوطنية لتطوير خطة رئيسية متكاملة تجعل من الدقم مركزًا إقليميًا لسلاسل التبريد.".
ويستهدف مشروع التجمع الاقتصادي لسلاسل التبريد تطوير وتحسين المنظومة اللوجستية المتكاملة لسلاسل التبريد بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وتعزيز جودة الصادرات وتعظيم الأهمية الاقتصادية للصادرات العمانية غير النفطية ودعم قدرتها التنافسية عبر توفير بنية أساسية متكاملة تُمكّن المنتجات العمانية من تلبية المعايير الدولية وتسهيل دخولها إلى الأسواق العالمية.