الحديدة.. وقفات قبلية مسلحة ومناورات ميدانية تُعلن الجهوزية العامة وتبرأ من الخونة
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في مشهد تعبوي متكامل يجسّد وحدة الموقف الشعبي تجاه القضية الفلسطينية، شهدت محافظة الحديدة، الإثنين، حراكًا تعبويًا واسعًا امتد من عزلة العطاوية في الزيدية إلى عزلة المغالسة في الدريهمي، وصولًا إلى مديرية المغلاف، حيث انطلقت وقفات مسلحة، مسيرات راجلة، ومناورات ميدانية لخريجي دورات التعبئة العامة، جميعها تصب في خندق واحد: نصرة غزة، وتثبيت خيار المواجهة المفتوحة مع الكيان الصهيوني ومن يدور في فلكه من الخونة والعملاء.
الزيدية.. قبائل العطاوية على العهد
في مديرية الزيدية، كانت قبائل العطاوية في طليعة المشهد، حيث نظّمت وقفة مسلّحة أعلنت فيها النفير العام، ورفعت شعار البراءة من الخونة والعملاء.. وقد حملت الهتافات شعلة الغضب اليمني في وجه العدوان الصهيوني المتوحش على غزة، وأكد المشاركون أن خيانة الأنظمة المطبّعة لا تمثل الأمة، ولن تؤثر على خط الجهاد المتصاعد من صنعاء إلى القدس.
القبائل المجتمعة أعلنت التفويض المطلق لقيادة الثورة في اتخاذ ما تراه مناسبًا لمساندة غزة، مؤكدين أن أبناء الزيدية جاهزون للالتحاق الفوري بجبهات العزة والكرامة في أي لحظة يُطلب فيها الحضور.. وأشارت كلمات المشاركين إلى أن معركة فلسطين هي جزء لا يتجزأ من معركة اليمن في وجه الهيمنة، وأن الخونة – سياسيين أو إعلاميين أو عسكريين – هم أدوات رخيصة ستلفظهم الشعوب عاجلًا أم آجلًا.
الدريهمي.. المغالسة تهتف باسم فلسطين وتثبت الانتماء لمحور المقاومة
وفي عزلة المغالسة بمديرية الدريهمي، تجسّد المشهد النضالي في وقفة مسلّحة ومسير راجل، عبّر فيهما المشاركون عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الإبادة الصهيونية.. وقد جاءت هذه الفعالية امتدادًا لحالة الاستنفار التعبوي المستمرة في مديريات الساحل الغربي، حيث تنشط القبائل في توجيه رسائل سياسية وأمنية وعسكرية تؤكد أن اليمن بات مستعدًا لكل الاحتمالات.
أمين محلي المديرية، عبدالله أبكر، أوضح أن هذه الوقفة تُمثّل موقفًا شعبيًا رافضًا لصمت العالم إزاء المجازر بحق أطفال ونساء غزة، وداعمًا لاستمرار الردع اليمني على كل المستويات، بما في ذلك الحصار الجوي على مطار “اللد” الصهيوني.
أما مسؤول التعبئة في الدريهمي، علي عيسى، فقد شدد على أن هذا التحشيد الشعبي هو انعكاس لارتباط المجتمع اليمني بهموم الأمة وقضاياها، وعلى رأسها فلسطين، مؤكدًا أن الحديدة لم تغب يومًا عن خطوط المواجهة، وستظل سيفًا مشرعًا في وجه الصهاينة وأدواتهم.
المغلاف.. مناورات التعبئة تصنع الميدان وتختبر الجاهزية
وفي مديرية المغلاف، كانت الصورة أكثر قربًا من الميدان القتالي، حيث نظّمت مناورة عسكرية لـ100 من خريجي دورات “طوفان الأقصى”، تضمنت تطبيقات ميدانية على القنص والرماية، ومهارات الكرّ والفرّ.. وقد عبّر المشاركون عن اعتزازهم بالانخراط في هذه الدورات، التي تسهم في بناء قاعدة قتالية واعية ومنضبطة ومهيأة لأي مواجهة قادمة.
المناورة أعقبتها مسيرة راجلة رفع خلالها المشاركون العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين هتافات تؤكد أن خيار الجهاد باقٍ، وأن التفويض للقيادة الثورية في اتخاذ القرار هو ترجمة لوعي مجتمعي تجاوز الشعارات إلى الفعل الميداني.
الحديدة بوابة الغضب والردع الشعبي
ما جرى في الزيدية والدريهمي والمغلاف ليس مجرد فعالية محلية، بل هو امتداد لسياق تعبوي وطني متصاعد في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على غزة. محافظة الحديدة، بما تمثله من موقع استراتيجي وثقل اجتماعي وعسكري، تقدّم نموذجًا عمليًا لمفهوم التعبئة الشعبية المتكاملة: القبيلة الحاضرة، والأمن المتحفز، والخريجون المتأهبون، والسلاح المشرّع باتجاه فلسطين.
من الحديدة يبدأ الطريق إلى القدس
تُثبت الوقفات والمناورات والمسيرات في الزيدية والدريهمي والمغلاف أن التعبئة الشعبية في اليمن لا تتوقف عند حدود الجغرافيا، ولا تتجمّد عند سياق محدد، بل تتوسع بوعي وثبات في كل الاتجاهات، وتُهيئ الجبهة الداخلية ليوم قادم سيكون عنوانه: نحن معكم في الخندق نفسه، من صنعاء إلى غزة، ومن الحديدة إلى القدس.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مصر تكشف عن خطة أمنية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.. ندرب عناصر مسلحة
كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن ملامح خطة أمنية متكاملة أعدّتها القاهرة لما بعد الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن بلاده بدأت بالفعل تدريب "قوات فلسطينية" من المتوقع أن تتولى مهام حفظ الأمن في القطاع فور انتهاء العمليات العسكرية.
وقال عبد العاطي، في مقابلة مع قناة "العربية" السعودية، إن مصر تعمل على تجهيز ترتيبات واضحة لـ"اليوم التالي" في غزة، بما يشمل الجوانب الأمنية والإدارية، مشددًا على أن بلاده لن تسمح بالفوضى أو بفراغ أمني قد تستغله أطراف داخلية أو خارجية.
وأكد وزير الخارجية المصري أن جميع المعابر الخمسة بين مصر وقطاع غزة مغلقة حاليا، محمّلا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن ذلك، ومتهِما تل أبيب باستخدام الطعام كسلاح لإخضاع المدنيين.
وأضاف عبد العاطي: "الجوع في غزة تجاوز حدود التصور"، داعيا إلى ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.
وأوضح أن القاهرة تُجري مشاورات يومية مع كل من قطر والولايات المتحدة في محاولة لتقريب وجهات النظر ودفع جهود الوساطة نحو اتفاق شامل بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، يشمل وقف إطلاق نار وتبادلًا للأسرى.
لقاءات في واشنطن.. وتحذير من انهيار إنساني
تصريحات عبد العاطي جاءت أيضًا خلال لقاءات جمعته بأعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي في العاصمة واشنطن، حيث شدد على خطورة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة، وضرورة البدء في مسار سريع لإعادة الإعمار والتعافي المبكر.
وأفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي بأن الوزير عبد العاطي التقى بالسيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ، حيث ناقش الطرفان سبل إنهاء الحرب والحد من الانهيار الإنساني الحاصل في غزة.
وخلال اللقاء، أكد عبد العاطي على أهمية إدخال المساعدات بشكل منتظم ودون عوائق، محذرًا من أن استمرار الوضع الراهن يهدد بحدوث مجاعة جماعية، وخاصة في صفوف الأطفال، وسط انهيار تام للمنظومة الصحية في القطاع.
حرب إبادة وتجاهل دولي
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من منظمات أممية وحقوقية بشأن كارثة إنسانية وشيكة في غزة، نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي تصفها منظمات دولية بأنها حرب إبادة جماعية تشمل القتل الجماعي، والتدمير الممنهج، والتجويع، والتهجير القسري.
وتتهم القاهرة، إلى جانب عواصم إقليمية ودولية، الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعدما تهربت تل أبيب من تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى المبرمة مع حركة حماس، والتي كان يُفترض استكمالها منذ 2 آذار/مارس الماضي.
ويحاصر الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة منذ أكثر من 18 عامًا، إلا أن الحرب الأخيرة رفعت مستوى الكارثة إلى حدود غير مسبوقة. ووفق تقارير محلية ودولية، فإن نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون باتوا بلا مأوى، بعد تدمير مئات آلاف الوحدات السكنية بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل.
وتُقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 80% من سكان غزة أصبحوا في حالة انعدام أمن غذائي حاد، فيما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية، والمعدات الطبية، ومستلزمات العمليات الجراحية، في ظل حصار خانق يمنع إدخال أي إمدادات حيوية.