هل تصبح Gemini مساعدك الذكي في البريد الإلكتروني؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
أعلنت جوجل عن بدء طرح ميزة جديدة في تطبيق Gmail على الهواتف الذكية، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني تلقائياً.
وتُعد هذه الخطوة مؤشراً واضحاً على تحوّل Gemini من مجرد خيار إضافي إلى المساعد الافتراضي الأساسي لأي مستخدم لديه حساب جوجل.
من زر اختياري إلى ميزة تلقائيةفي السابق، كان بإمكان المستخدمين الحصول على ملخص سريع لسلسلة رسائل طويلة من خلال النقر على زر "تلخيص هذا البريد الإلكتروني" لتفعيل Gemini.
أما الآن، فلن يكون هناك حاجة لهذا الإجراء اليدوي، إذ سيظهر ملخص تلقائي في بطاقة صغيرة أعلى بعض الرسائل مباشرة، وذلك في تطبيق Gmail على هواتف أندرويد وآيفون.
يعتمد ظهور بطاقة التلخيص على خوارزميات Gemini التي تقرر تلقائياً متى تكون الميزة مفيدة.
ستظهر في العادة، عند وجود محادثات طويلة أو رسائل تحتوي على أكثر من رد واحد.
سيتم عرض الملخص في شكل نقاط موجزة، كما سيتم تحديثه ديناميكياً بمجرد إضافة ردود جديدة على المحادثة، ما يُبقي المستخدمين على اطلاع دون الحاجة إلى التمرير عبر كل الرسائل.
من يحصل على هذه الميزة أولاً؟حالياً، يجري طرح هذه الميزة بشكل تدريجي لمستخدمي Google Workspace، ومشتركي إضافة Gemini Education، بالإضافة إلى مشتركي Google One AI Premium.
الميزة تدعم في الوقت الحالي رسائل البريد الإلكتروني المكتوبة باللغة الإنجليزية فقط، وهي متاحة على الأجهزة المحمولة دون أن يشمل ذلك إصدار سطح المكتب حتى الآن.
ووفقاً لجوجل ، فإن عملية الطرح ستستغرق نحو أسبوعين، ولم يتم التأكيد بعد ما إذا كانت الميزة ستصل إلى الحسابات المجانية أو مستخدمي Gmail على الويب، إلا أن من المرجح أن يتم التوسّع في طرحها لاحقاً.
هل يمكنك إلغاء التلخيص؟نعم، يمكن للمستخدمين الذين لا يرغبون في استخدام هذه الميزة إيقافها. ولكن تعطيل التلخيص التلقائي يعني إلغاء تفعيل مجموعة "الميزات الذكية" بالكامل داخل Gmail.
وتشمل هذه المجموعة أدوات مثل الإشعارات ذات الأولوية، تتبع الطرود، الكتابة الذكية Smart Compose، والردود الذكية Smart Reply.
ومع ذلك، تظل إمكانية تلخيص البريد يدوياً عبر Gemini متاحة حتى بعد إلغاء هذه الميزات.
المخاوف المتعلقة بالخصوصية وتدريب النماذجتُستخدم النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) التي تُشغّل Gemini لتوليد هذه الملخصات، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت جوجل تستخدم محتوى البريد الإلكتروني الخاص بالمستخدمين لتدريب هذه النماذج.
لكن حتى الآن، لم تؤكد الشركة تفاصيل واضحة حول كيفية استخدام البيانات في هذا السياق.
غوغل تدفع Gemini إلى صلب خدماتهايأتي هذا التطوير ضمن استراتيجية أوسع كشفت عنها جوجل خلال مؤتمرها السنوي Google I/O، حيث عرضت الشركة مجموعة واسعة من الاستخدامات الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
شملت التحديثات ميزة "وضع البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي"، والذي يساعد المستخدمين على العثور على المنتجات ومشاهدتها على نماذج افتراضية قبل الشراء.
كما أعلنت الشركة عن إدخال Gemini في متصفح Chrome، وأطلقت خدمات مثل Deep Research وCanvas، بالإضافة إلى خطة اشتراك جديدة باسم Ultra بسعر 249 دولاراً شهرياً.
المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي تتسارعمن الواضح أن غوغل تقود هذا التوجه بقوة، في وقت يشهد فيه قطاع التكنولوجيا سباقاً واسعاً نحو تكامل الذكاء الاصطناعي.
وفيما بدأت شركات مثل سامسونغ وموتورولا دمج تقنيات Perplexity في أجهزتها، لا تزال آبل متأخرة نسبياً في هذا السباق، وإن كانت قد بدأت في اللحاق بالركب مؤخراً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي البرید الإلکترونی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)