النسخة الأولى من كأس العالم للأندية.. أموال كثيرة وحماس قليل
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
تبدأ مغامرة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) التي تبلغ قيمتها مليار دولار لإحداث ثورة في عالم اللعبة على مستوى الأندية بعد نحو أسبوعين وسط قدر كبير من الأموال المتاحة لجنيها، لكن الحماس مشكوك فيه، في حين يستعد 32 فريقا لخوض بطولة كأس العالم الموسعة للأندية في 12 ملعبا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
ويتعين على البطولة -التي أنشأت كمنصة عرض براقة قبل كأس العالم 2026- التعامل مع احتمال وجود مقاعد فارغة إلى جانب قواعد التأهل المثيرة للجدل ومخاوف بشأن سلامة اللاعبين بعد موسم أوروبي مرهق.
ويواجه إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي فريق الأهلي المصري في المباراة الافتتاحية في 15 يونيو/حزيران على ملعب هارد روك في ميامي، مع بقاء التذاكر متاحة على نطاق واسع قبل أيام من انطلاق البطولة.
وتُظهر نظرة سريعة على موقع الفيفا على الإنترنت وجود الكثير من التذاكر المتاحة، بما في ذلك تذاكر المباراة النهائية المقررة في 13 يوليو/تموز المقبل على ملعب ميتلايف في نيوجيرزي.
وتؤكد مشاركة ميسي أسس التأهل المثيرة للجدل التي تقوم عليها البطولة.
وشارك إنتر ميامي في البطولة بعد تصدره للموسم الاعتيادي للدوري الأميركي للمحترفين رغم خسارته في الدور الأول من المواجهات الفاصلة، وهو القرار الذي يقول النقاد إنه يظهر حرص الفيفا على وجود الأسطورة الأرجنتينية في بطولته الأولى الموسعة.
إعلانوأكد قرار الفيفا بمنح الدولة المضيفة مقعدا في البطولة ومنحه لإنتر ميامي، على الطبيعة الغامضة لمعايير التأهل للبطولة التي لن تضم ليفربول أو برشلونة أو نابولي الذين توجت مؤخرا أبطالا لـ3 من أعرق البطولات المحلية في أوروبا.
وبعيدا عن الفائزين بالبطولات القارية الرئيسة للأندية، تأهلت الفرق وفقا لتصنيف يعتمد على أدائها على مدار 4 سنوات.
وهناك أيضا حالة نادي ليون، بطل كأس أبطال الكونكاكاف 2023، والذي استُبعد من البطولة قبل أكثر من شهر بقليل بسبب تقاسم ملكيته مع فريق آخر متأهل. ومنح الفيفا مقعده لنادي لوس أنجلوس الأميركي.
صفقة حقوق البثالتوصل إلى صفقة حقوق البث التلفزيوني بقيمة مليار دولار في اللحظات الأخيرة مع منصة دازون للبث الرياضي قبل 6 أشهر من البطولة يعني وصول إجمالي الأرباح المتوقعة إلى ملياري دولار.
ودفع ذلك الفيفا للإعلان عن جوائز إجمالية قدرها مليار دولار، إذ سيحصل الفائز باللقب على ما يصل إلى 125 مليون دولار.
ويمثل هذا الرقم أكثر بنسبة 25% مما حصل عليه باريس سان جيرمان بعد خوضه 17 مباراة في مشواره بدوري أبطال أوروبا بالكامل.
Eyes on the prize. ???? #TakeItToTheWorld | #FIFACWC pic.twitter.com/qqqhMrvbES
— FIFA Club World Cup (@FIFACWC) June 1, 2025
ولكن هذا السخاء لم يقلل المخاوف بشأن سلامة اللاعبين، إذ اتخذ اتحاد اللاعبين المحترفين إجراء قانونيا ضد الفيفا بسبب بطولة تعمل على تقليص وقت التعافي الثمين للاعبين بين المواسم الشاقة.
وعلاوة على ذلك، لا يزال هناك قلق بشأن أرضية الملاعب بعد كأس كوبا أميركا الموسم الماضي، عندما ركزت العديد من عناوين الصحف الرئيسة على الظروف من دون المستوى والأبعاد الأصغر للملاعب.
وكانت مساحة هذه الملاعب، التي تبلغ 100 متر في 64 مترا، أصغر بـ740 مترا مربعا من الحجم القياسي المعتمد من الفيفا مما أثار استياء واسع النطاق بين اللاعبين والمدربين.
إعلانوأكد الفيفا أن ملاعب كرة القدم الأميركية التي ستستضيف المباريات هذه المرة ستتوفر فيها المواصفات المطلوبة، وأن جميع الملاعب عشبها طبيعي وتلتزم بالأبعاد القياسية 105 أمتار في 68 مترا.
????????
جدول مباريات كاس العالم للأندية ????
التاريخ + الوقت + الملعب : pic.twitter.com/3QQpk5bYYX
— كاس العالم للاندية ™ (@news_q25) May 20, 2025
الأندية المشاركةوتقسمت الأندية المشاركة إلى 8 مجموعات تضم كل منها 4 فرق ومن أبرز المتنافسين ريال مدريد، الفائز بـ6 من آخر 12 لقبا في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى بايرن ميونخ بطل ألمانيا ومانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا عام 2023.
وكذلك يشارك في البطولة باريس سان جيرمان بطل أوروبا المتألق الذي يستعد للمشاركة بعد فوزه التاريخي بخماسية نظيفة على إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا السبت الماضي.
لكن يتعين عليه القتال في المجموعة الثانية الصعبة التي تضم بطل أميركا الجنوبية والبرازيل بوتافوجو وسياتل ساوندرز بطل الكونكاكاف 2024 بالإضافة إلى العملاق الإسباني أتلتيكو مدريد.
وتمثل هذه البطولة للفيفا بمثابة استعداد واستفتاء على تفاعل أميركا مع اللعبة الشعبية الأولى، وعلى رؤية الاتحاد الدولي لمستقبله التجاري قبل كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات أبطال أوروبا کأس العالم
إقرأ أيضاً:
غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".
وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".
وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".
وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".
وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".
ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".
وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".
وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.
والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.
وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".
وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".
وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".
وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.
وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".
وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.