المخرجة السورية وعد الخطيب.. طفولة وأمومة صاغتا عدسة من أجل سما
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
ومن خلال تجربتها الشخصية التي تداخلت فيها مشاهد الطفولة والأمومة مع الميدان والثورة، استطاعت وعد أن تروي قصة سوريا بعيون شعبها، وأن ترفع صوت من لا صوت لهم، مستندة إلى قناعات راسخة وطفولة نسجت وعيها المبكر بالحرية والكرامة.
وفي حلقة 2025/6/3 من بودكاست "ملهمات" على منصة "أثير" (يمكن الاستماع للحلقة كاملة عبر هذا الرابط)، فتحت وعد الخطيب صفحات من ذاكرتها الحافلة بالمواقف والتحولات، لتروي كيف صاغت نشأتها وشغفها المبكر بالإعلام ملامح رحلتها، وكيف صارت الكاميرا بالنسبة إليها أداة مقاومة، وصوتا يحكي وجع المدن المحاصرة، وأملا يتنفس رغم الركام.
تقول وعد إنها كانت الابنة الكبرى لعائلة كبيرة، وإن عنادها منذ الطفولة كثيرا ما فُسّر لاحقا على أنه شجاعة، فقد نشأت في بيئة تحفّها أحاديث ممنوعة، وتُزرع فيها بذور التمرد بصمت، حيث حذرها أهلها مرارا من ترديد ما يُقال في المنزل خارج جدرانه.
وتستعيد لحظة مفصلية حين كانت في الـ15 من عمرها، وامتنعت عن التوقيع على استمارة الانضمام لحزب البعث في مدرستها، رافضة أن تكون جزءا من منظومة تُملي على الناس مَن يكونون، وتقول إن رد فعل والدها الحاسم والداعم بعد هذا الموقف كان لحظة فارقة أسهمت في بناء ثقتها بخياراتها.
إعلانوتضيف أن نشأتها في مصياف، ثم انتقالها لاحقا إلى حلب للدراسة، عرّفها على تفاصيل التركيبة الاجتماعية السورية، ورسّخ شعورها بالانتماء لمجتمع فيه أصوات كثيرة تُقصى قسرا، وكان لهذا الوعي المبكر دورٌ في انخراطها في الثورة السورية منذ لحظاتها الأولى.
كسر حاجز الصمتومع اندلاع المظاهرات، كانت وعد طالبة في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، لكنها سرعان ما تحولت إلى ناشطة تنسق المظاهرات وتصوّرها، وتقول إن خوف الناس في البداية كان هائلا، لكن لحظة الهتاف الأول كسرت حاجز الصمت، وشكّلت نقطة اللاعودة.
وتصف أول مظاهرة شاركت فيها في جامعة حلب بأنها "ولادة جديدة"، وأنها ظلت تلاحق كل تجمّع احتجاجي من كلية إلى أخرى، بكاميرتها الصغيرة وصوتها المرتعش أحيانا، والمؤمن دائما بأن الحرية تستحق.
وتروي كيف رأت بعينيها زميلا يُضرب حتى الإغماء في حرم الجامعة، وكيف عرفت منذ تلك اللحظة أن الكاميرا قد تكون أداة نجاة، أو شاهدة على الجريمة، وبهذا المعنى بدأت رحلتها في التوثيق، لا بوصفها مراسلة، بل بوصفها شاهدة تحمل الذاكرة والرسالة.
وبينما كانت خيارات كثيرين تتجه إلى مغادرة حلب، قررت وعد الاتجاه المعاكس، وانتقلت إلى حلب الشرقية رغم القصف والحصار، وتقول إن تلك الخطوة لم تكن شجاعة بقدر ما كانت وفاء لقضية آمنت بها، وإنها شعرت لأول مرة بالحياة وهي تدخل شرق المدينة تحت نيران الطائرات.
وتتحدث عن تجربتها في توثيق مجازر النظام السوري، ومنها مشهد الجثث الطافية على مياه النهر في يناير/كانون الثاني 2013، فتقول إن تلك اللحظة شكّلت انكسارا عميقا، وجعلتها تعي أن المعركة هي أيضا معركة رواية ومشاهد وشهادات.
وتكشف وعد عن أن حلمها بالإعلام بدأ منذ الطفولة، وأنها كانت تتمنى أن تصبح مراسلة مثل شيرين أبو عاقلة أو جيفارا البديري، لكن دراسة الإعلام في دمشق كانت -حسب تعبيرها- "بوابة لطمس الحقيقة"، لذلك اختارت دراسة الاقتصاد على أمل دراسة الإعلام لاحقا خارج سوريا.
إعلان سلسلة "من أجل حلب"وفي عام 2015، ومع اشتداد الحصار وإغلاق الحدود، بدأت تعاونها مع القناة الرابعة البريطانية لإنتاج سلسلة "من أجل حلب"، التي حملت قصصا من قلب الجحيم إلى العالم، وتقول إن ما كان يهمها هو إيصال صوت الناجين، وليس ظهورها على الشاشة.
وقد حصدت هذه السلسلة لاحقا جائزة "إيمي" الدولية، لكن وعد تقول إن القيمة الحقيقية لا تكمن في الجوائز، بل في أن السوريين أنفسهم رأوا في تلك المواد قصصهم، وأنّ الألم في عيونهم كان حاضرا في كل لقطة، كما لو أنها ذاكرة جماعية مصورة.
وتروي وعد كيف التقت زوجها الطبيب حمزة، الذي كان يعمل في مستشفى ميداني في حلب الشرقية، وتقول إن الحب بينهما كان نابعا من التقاء الهدف والقيم، وإن زواجهما وولادة طفلتهما "سما" وسط الحرب مثّلا شهادة على الحياة في وجه الموت.
وتتابع وعد أن تجربة الأمومة وسط الحرب لم تكن سهلة، لكنها كانت الدافع الأكبر للاستمرار في التصوير، وكان فيلم "إلى سما" هو ذروة تلك الرحلة، حيث مزجت بين مشاعر الأم، وصرخة الصحفية، وصمود الثورة.
وترى وعد أن الفيلم لم يوثق فقط حياتها، بل حمل صوت جيل كامل من السوريين، وأنها رغم الآلام فلا تزال تؤمن بأن ما حدث لم يكن عبثا، وأن الثورة ستظل نبضا في الوجدان، ولو طال الطريق.
وعبّرت وعد عن امتنانها للربيع العربي الذي منح السوريين فرصة كسر حاجز الخوف، وقالت إن يوم سقوط نظام الأسد سيكون البداية الحقيقية لبناء وطن حر، وإنها ستعود إلى سوريا ذات يوم، لا بوصفها مخرجة أو ناشطة، بل بوصفها مواطنة نالت حقها في الكرامة.
4/6/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج وتقول إن من أجل ما کان
إقرأ أيضاً:
الخطيب يصاحبه.. الغندور يكشف موعد سفر زيزو لـ أمريكا
كشف الإعلامي خالد الغندور، موقف اللاعب أحمد سيد زيزو من السفر لأمريكا للحاق بالنادي الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية.
وقال خالد الغندور، في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “زيزو طائرته الساعة 6 أو 7 الصبح لأمريكا، ويقال أن الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي قد يسافر معه إلى أمريكا على نفس الطائرة بعد تأجيل سفره”.
وتابع: “ الزمالك مستاء من طريقة تعاقد الأهلي مع زيزو، كل الناس عارفة إن زيزو، مسافر بكرة وصور إعلان تقديمه للجماهير”.
يذكر أن الأهلي في المجموعة الأولى ضمن منافسات كأس العالم للأندية، رفقة أندية إنتر ميامي الأمريكي، وبورتو البرتغالي، وبالميراس البرازيلي.
وينطلق معسكر الأهلي فور الوصول، وتتخلله إقامة مباراة ودية يوم 8 يونيو الجاري أمام فريق باتشوكا المكسيكي، وذلك استعدادًا لخوض مواجهة إنتر ميامي الأمريكي في افتتاح بطولة كأس العالم للأندية.
ويشارك الأهلي في منافسات بطولة كأس العالم للأندية للمرة العاشرة في تاريخه بعدما سبق وخاض منافسات البطولة 9 مرات بنظامها السابق، حقق خلالها الميدالية البرونزية في 4 مرات في أعوام 2006، و2020 و2021 و2023.