إيران تتكلم بلسان ترامب.. دبلوماسية بطابع جديد يقودها عراقجي
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
في وقتٍ يترقب فيه العالم مسار التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، تسعى طهران إلى تبنّي أساليب غير تقليدية للضغط وتحقيق مكاسب دبلوماسية.
في تقرير موسع نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كشفت الباحثة "هولي داغريس" أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتّبع استراتيجية تواصل غير تقليدية، مستلهمة من أسلوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة للتأثير على مسار المفاوضات النووية واستقطاب اهتمام دوائر صنع القرار داخل واشنطن.
وأشارت داغريس في تقريرها إلى أن عراقجي – الذي يعرف بإتقانه للغة الإنجليزية وخبرته الطويلة في الملف النووي – لجأ إلى تقليد لغة ترامب على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك استخدام الحروف الكبيرة والأسلوب الهجومي الذي ميّز الرئيس الأمريكي.
وأكدت الباحثة أن منشوراً نشره عراقجي بتاريخ 28 نسيان / أبريل هاجم فيه فريق بايدن ووصفه بـ"الفاشل" في التعامل مع ملف إيران، لم يكن موجهاً فقط للرأي العام، بل حمل رسائل موجهة بعناية إلى ترامب.
وأضافت داغريس أن وزارة الخارجية الإيرانية شكلت بالفعل مجموعة عمل غير رسمية في أذار/ مارس 2024 لدراسة احتمالات عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بل إن نسخاً غير مرخّصة من كتابه الشهير The Art of the Deal بدأت تنفد من المكتبات الإيرانية، في مؤشر على اهتمام متزايد باستيعاب نهج رجل الأعمال الرئيس.
واعتبرت الباحثة أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة على طهران، حيث كان محمد جواد ظريف – الوزير السابق – قد استخدم من قبل أدوات التواصل الأمريكية بفاعلية خلال مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015، لكن عراقجي يذهب أبعد، عبر مخاطبة ترامب بلغته الخاصة وتجنب توجيه الانتقادات المباشرة له، حتى في القضايا الحساسة مثل ملف الخليج.
وفي واحدة من أبرز الإشارات، قال عراقجي في مقال رأي نشرته واشنطن بوست في 8 نيسان / أبريل إن ترامب "لا يريد أن يصبح رئيساً يغوص في حرب كارثية جديدة"، مخاطباً بذلك الناخب الأمريكي العادي الذي يرفض الانخراط العسكري في الشرق الأوسط، كما وصف إيران بـ"الفرصة التريليونية" للاقتصاد الأمريكي، في محاولة للعب على وتر مصالح ترامب التجارية.
كما أضافت داغريس أن عراقجي حاول أيضاً خلق فجوة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اتهم الأخير بمحاولة "فرض إرادته" على الرئيس الأمريكي في ملف إيران، واعتبر أن نتنياهو خدع إدارة بايدن لتقديم مساعدات عسكرية غير مسبوقة خلال حرب غزة الأخيرة.
وخلصت داغريس إلى أن طهران باتت تدير ملفها التفاوضي على ساحة مزدوجة: العلن والدبلوماسية العامة، في مقابل قنوات خلفية غير رسمية موجهة حصرياً إلى دوائر ترامب، وهي استراتيجية قد تساهم في تهيئة الأجواء لصفقة جديدة إذا ما عاد الجمهوريون إلى السلطة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية النووي الإيراني عراقجي ترامب إيران امريكا النووي عراقجي ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
السفير الأمريكي يحذف منشورا زعم فيه أن سكان غزة يحبون ترامب
حذف السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، منشورا عبر حسابه بموقع إكس، زعم فيه أن سكان غزة "يحبون ترامب" بعد الزيارة التي أجراها برفقة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف إلى أحد مراكز توزيع المؤسسة الأمريكية في رفح.
وقال هاكابي، في المنشور الذي حذفته، ورصدته صحيفة التلغراف: "إنهم يحبون دونالد ترامب الحقيقي، ويعتدون أنه يساعدهم".
وزعم السفير المعروف بتأييده للمتطرفين بأوساط الاحتلال، ودعا للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، أن سكان غزة يطلقون على أحد المباني القليلة المتبقية المكونة من ستة طوابق في رفح اسم "برج ترامب".
وزار المبعوث إلى الشرق الأوسط ويتكوف الجمعة غزة لمعاينة مواقع توزيع المساعدات ولقاء سكان من القطاع والاستماع لهم مباشرة.
وتعتبر الزيارة نادرة لدبلوماسي أجنبي إلى قطاع غزة، وهي ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى القطاع منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويفترض أن ينبني عليها قرار أمريكي بخصوص المساعدات الإنسانية الأمريكية المخصصة لقطاع غزة.
ويفقد العشرات من الفلسطينيين حياتهم يوميا خلال التوجه إلى مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية" لاستلام مساعدات في عملية لا تخلو من المخاطرة حيث يطلق مشغلو مراكز المساعدة الأمريكيين، والجنود الإسرائيليين النار على الفلسطينيين.
واعترفت دولة غربية عدة، بعد أشهر طويلة من الإنكار، أن هنالك تجويعا حقيقيا في غزة، حتى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعترف بذلك صراحة على عكس ما يقوله حليفه رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ودعت دول ومنظمات، وأخيرا ترامب، إلى إيصال المساعدات إلى سكان القطاع، فيما قالت حماس إن التفاوض وسط المجاعة لا فائدة منه.
وتحاول واشنطن وتل أبيب في الأيام الأخيرة إخفات الأضواء المسلطة على المجاعة في غزة، وتأتي زيارة ويتكوف بالأساس لهذا الغرض.