صحيفة الاتحاد:
2025-06-06@18:04:50 GMT

«العيدية».. رمز البهجة وروح العطاء

تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة جمعة علي يطلق «أول لقى» اليوم «اللوفر أبوظبي».. 3 معارض استثنائية تحتفي بالإرث التاريخي المشترك

«العيدية» أحد الطقوس الاجتماعية المميزة التي ترافق احتفالات العيد، وتجسد مشاعر الفرح والمحبة، خصوصاً في نفوس الأطفال، الذين ينتظرونها بشوق كبير كجزء رئيس من أجواء بهجة العيد.

ورغم اختلاف طرق وأشكال تقديمها مع التطور التقني الذي نعيشه، إلا أن العيدية الورقية لا تزال تحافظ على أثرها الجميل، بوصفها رمزاً للبهجة وروح العطاء المتجذرة في المجتمع الإماراتي. 

مظاهر الوفاء
تشير مريم سلطان المزروعي، باحثة في التراث، إلى أن الطفل حين يتلقى «العيدية» من والديه أو أقاربه، يشعر بأنه جزء من فرحة جماعية أكبر، ويترسخ في وجدانه ارتباط العيد بالعطاء والمحبة. وتقول: إن اختلاف مبالغ «العيدية» لا ينقص من قيمتها الرمزية، فهي لا تزال تمثل حلقة وصل بين الأجيال ووسيلة لاستدامة التراث والعادات الأصيلة.
وترى المزروعي أن تطور وسائل تقديم «العيدية»، كالتحويلات الرقمية، لا يلغي معناها الثقافي، فما تغير هو الأداة، أما الدلالة الثقافية فهي باقية؛ لأن قيمتها لا تكمن في كونها ورقية، بل في كونها فعلاً اجتماعياً يتجاوز المظهر المادي. وقد فرضت ظروف الجائحة، واقعاً جديداً وقتها، أدى إلى الاعتماد على وسائل الدفع الإلكترونية، دون أن يلغي طقوس العيد أو أثر «العيدية» في النفوس. وتقول: ورغم التحولات الرقمية، لا تزال الكثير من العائلات الإماراتية تحتفظ بعادة تقديم «العيدية» في ظروف ورقية مزينة، خلال الزيارات العائلية، ما يُعد مظهراً من مظاهر الوفاء للعادات المتوارثة. 
وتضيف: «العيدية» تعزز اللقاءات الأسرية، وتفتح مجالاً لسرد ذكريات الأعياد القديمة، وتعريف الأطفال بقيم المجتمع الإماراتي الراسخة، ولا يزال اللقاء العائلي أول أيام العيد يظل المشهد الأهم الذي يجسد معنى التآلف. 

تقدير متبادل
تقول الدكتورة منيرة الرحماني: «العيدية» لغة غير لفظية للحب والتقدير، ووسيلة تعبر عن مشاعر الفرحة، وتؤكد قيمة الكرم المتجذر في الثقافة الإماراتية. وعادة ما ترتبط «العيدية» بالفرح والانتماء والاحتفال المشترك، وترسخ مفهوم الموسمية المباركة التي تعيد تنظيم العلاقات، وتعزز من التقدير المتبادل بين الكبار والصغار.
وتضيف: تسهم «العيدية» في تقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد والعائلات، وتفعّل نقطة الاتصال العاطفي، وتُعيد بناء شبكة الدعم الأسري، ما يعزز التماسك المجتمعي.

رسالة حب
تقول آمنة الكمدة، آمين سر جمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين: «العيدية» في الإمارات ليست مالاً يهدى فقط، بل هي طقوس فرح، ورسالة حب بين الأجيال، تقدم بيد دافئة وفي ظرف مزخرف، وترافقها ضحكة طفل ورائحة بخور. وفي زمن الرقمنة الذي نعيشه، تحولت إلى إشعار هاتفي أو تحويل سريع، ورغم ذلك فإنها لم تفقد أثرها وقيمتها المعنوية.

عادات رقمية
تشير الدكتورة منيرة الرحماني إلى أنه في العصر الحالي، تطورت مظاهر «العيدية»، وأصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً كبيراً في بناء عادات رقمية متجددة، مثل «العيدية الإلكترونية»، «التحويل البنكي»، ومسح «QR كود»، وهذا تطور طبيعي يواكب متطلبات العصر، لكنه في الوقت نفسه يمثل خطراً، في أن يصبح الطقس الاجتماعي مجرد إجراء رقمي بلا دفء ومشاعر. وتقول: يجب الدمج بين الحداثة والأصالة، فلا مانع من إرسال العيدية إلكترونياً، لكن يمكن إرفاقها برسالة صوتية، أو زيارة عائلية، أو مكالمة تسبقها عبارة «كل عام وأنتم بخير».

ألفة وانتماء
تؤكد التربوية موزة علي راشد أن «العيدية» تترجم مشاعر المحبة والاهتمام، وتعبر عن روابط الألفة والانتماء، وتجسّد روح العيد خصوصاً في أعين الصغار الذين ينتظرونها بشغف، ليس فقط لقيمتها المالية، بل لما تعكسه من اهتمام وتقدير. وتبين موزة أن «العيدية» لا تقتصر على قيمتها وعلى الفرح اللحظي، بل تمتد لتؤدي دوراً تربوياً بالغ الأثر في تعليم الأبناء مفاهيم العطاء والكرم والمسؤولية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فرحة العيد العيدية الإمارات التراث المجتمع الإماراتي مجتمع الإمارات عيد الأضحى عيد الأضحى المبارك

إقرأ أيضاً:

رؤساء جماعات يتوصلون بميزانيات ضخمة قبل حلول الإنتخابات

زنقة 20 | متابعة

كشفت مصادر جد مطلعة، أن عددا من رؤساء الجماعات قد حصلوا مؤخرا على ميزانيات ضخمة في إطار إعداد برامج ومخططات لإحداث مشاريع وإعادة تهيئة احياء واصلاح طرق وغيرها من المشاريع الذي اعتاد المواطن على سماعها دون ان ترى النور وذلك في الأشهر التي تسبق الإستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ووفق ذات المصادر، فإن بعض رؤساء المجالس قد لوّحوا بمغادرة أحزابهم إحتجاجا على عدم وفاء هذه الأخيرة بوعود سبق أن قُدمت لهم خلال الانتخابات الماضية، غير أن ضخ ميزانيات في مجالسهم، وإن بدا ظاهريا مرتبطا بمشاريع التهيئة، إلا أن حقيقته  حسب ذات المصادر ، هو “ترضية” لهؤلاء بهدف ضمان بقائهم داخل الأحزاب.

وأشارت مصادرنا، إلى أن رؤساء جماعات ومجالس يسابقون الزمن لعقد دورات إستثنائية لتمرير صفقات وميزانيات بالجملة، في غياب شبه تام لرقابة الأجهزة المختصة، وهو الأمر الذي يثير مخاوف من إختفاء هذه الأموال في جيوبهم، خاصة وأن مدنهم لا تزال ترزح تحت وطأة التهميش والبؤس.

وتتزايد المطالب بتشديد الرقابة على منتخبين راكموا ثروات هائلة وأصبحوا من كبار رجال الأعمال، بعدما لم يكونوا يملكون شيئا يذكر حتى وقت قريب، دون أن تتم محاسبتهم لأسباب لا تزال مجهولة حتى الساعة.

مقالات مشابهة

  • بنيان تُدّشن توزيع لحوم الأضاحي العيدية على 41 ألف أسرة
  • العيّود.. فرحة الأطفال بالألعاب من مظاهر الفرح في عيد الأضحى
  • «خير للناس» ترسم البهجة على وجوه أطفال الأقصر بتوزيع عيديات وحلوى بعد صلاة العيد
  • رؤساء جماعات يتوصلون بميزانيات ضخمة قبل حلول الإنتخابات
  • حلويات العيد في حمص… تقليد يحمل البهجة ويرتبط بتراث الأجداد
  • الانهيار الاقتصادي وغلاء الأسعار يُطفئان فرحة عيد الأضحى في عدن
  • العيدية يا «الأبيض»
  • المركزية في المنظمات
  • حين تُدار الفريضة بعقل الدولة وروح الإيمان