صحيفة الاتحاد:
2025-10-14@13:38:14 GMT

«العيدية».. رمز البهجة وروح العطاء

تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة جمعة علي يطلق «أول لقى» اليوم «اللوفر أبوظبي».. 3 معارض استثنائية تحتفي بالإرث التاريخي المشترك

«العيدية» أحد الطقوس الاجتماعية المميزة التي ترافق احتفالات العيد، وتجسد مشاعر الفرح والمحبة، خصوصاً في نفوس الأطفال، الذين ينتظرونها بشوق كبير كجزء رئيس من أجواء بهجة العيد.

ورغم اختلاف طرق وأشكال تقديمها مع التطور التقني الذي نعيشه، إلا أن العيدية الورقية لا تزال تحافظ على أثرها الجميل، بوصفها رمزاً للبهجة وروح العطاء المتجذرة في المجتمع الإماراتي. 

مظاهر الوفاء
تشير مريم سلطان المزروعي، باحثة في التراث، إلى أن الطفل حين يتلقى «العيدية» من والديه أو أقاربه، يشعر بأنه جزء من فرحة جماعية أكبر، ويترسخ في وجدانه ارتباط العيد بالعطاء والمحبة. وتقول: إن اختلاف مبالغ «العيدية» لا ينقص من قيمتها الرمزية، فهي لا تزال تمثل حلقة وصل بين الأجيال ووسيلة لاستدامة التراث والعادات الأصيلة.
وترى المزروعي أن تطور وسائل تقديم «العيدية»، كالتحويلات الرقمية، لا يلغي معناها الثقافي، فما تغير هو الأداة، أما الدلالة الثقافية فهي باقية؛ لأن قيمتها لا تكمن في كونها ورقية، بل في كونها فعلاً اجتماعياً يتجاوز المظهر المادي. وقد فرضت ظروف الجائحة، واقعاً جديداً وقتها، أدى إلى الاعتماد على وسائل الدفع الإلكترونية، دون أن يلغي طقوس العيد أو أثر «العيدية» في النفوس. وتقول: ورغم التحولات الرقمية، لا تزال الكثير من العائلات الإماراتية تحتفظ بعادة تقديم «العيدية» في ظروف ورقية مزينة، خلال الزيارات العائلية، ما يُعد مظهراً من مظاهر الوفاء للعادات المتوارثة. 
وتضيف: «العيدية» تعزز اللقاءات الأسرية، وتفتح مجالاً لسرد ذكريات الأعياد القديمة، وتعريف الأطفال بقيم المجتمع الإماراتي الراسخة، ولا يزال اللقاء العائلي أول أيام العيد يظل المشهد الأهم الذي يجسد معنى التآلف. 

تقدير متبادل
تقول الدكتورة منيرة الرحماني: «العيدية» لغة غير لفظية للحب والتقدير، ووسيلة تعبر عن مشاعر الفرحة، وتؤكد قيمة الكرم المتجذر في الثقافة الإماراتية. وعادة ما ترتبط «العيدية» بالفرح والانتماء والاحتفال المشترك، وترسخ مفهوم الموسمية المباركة التي تعيد تنظيم العلاقات، وتعزز من التقدير المتبادل بين الكبار والصغار.
وتضيف: تسهم «العيدية» في تقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد والعائلات، وتفعّل نقطة الاتصال العاطفي، وتُعيد بناء شبكة الدعم الأسري، ما يعزز التماسك المجتمعي.

رسالة حب
تقول آمنة الكمدة، آمين سر جمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين: «العيدية» في الإمارات ليست مالاً يهدى فقط، بل هي طقوس فرح، ورسالة حب بين الأجيال، تقدم بيد دافئة وفي ظرف مزخرف، وترافقها ضحكة طفل ورائحة بخور. وفي زمن الرقمنة الذي نعيشه، تحولت إلى إشعار هاتفي أو تحويل سريع، ورغم ذلك فإنها لم تفقد أثرها وقيمتها المعنوية.

عادات رقمية
تشير الدكتورة منيرة الرحماني إلى أنه في العصر الحالي، تطورت مظاهر «العيدية»، وأصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً كبيراً في بناء عادات رقمية متجددة، مثل «العيدية الإلكترونية»، «التحويل البنكي»، ومسح «QR كود»، وهذا تطور طبيعي يواكب متطلبات العصر، لكنه في الوقت نفسه يمثل خطراً، في أن يصبح الطقس الاجتماعي مجرد إجراء رقمي بلا دفء ومشاعر. وتقول: يجب الدمج بين الحداثة والأصالة، فلا مانع من إرسال العيدية إلكترونياً، لكن يمكن إرفاقها برسالة صوتية، أو زيارة عائلية، أو مكالمة تسبقها عبارة «كل عام وأنتم بخير».

ألفة وانتماء
تؤكد التربوية موزة علي راشد أن «العيدية» تترجم مشاعر المحبة والاهتمام، وتعبر عن روابط الألفة والانتماء، وتجسّد روح العيد خصوصاً في أعين الصغار الذين ينتظرونها بشغف، ليس فقط لقيمتها المالية، بل لما تعكسه من اهتمام وتقدير. وتبين موزة أن «العيدية» لا تقتصر على قيمتها وعلى الفرح اللحظي، بل تمتد لتؤدي دوراً تربوياً بالغ الأثر في تعليم الأبناء مفاهيم العطاء والكرم والمسؤولية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فرحة العيد العيدية الإمارات التراث المجتمع الإماراتي مجتمع الإمارات عيد الأضحى عيد الأضحى المبارك

إقرأ أيضاً:

مباراة لإحياء الأمل تعود في عام 2026 لتواصل إرثٍ من العطاء تجاوز 19.5 مليون دولار لصالح الأعمال الخيرية

 تعلن منصة كيو لايف، وهي منصة ثقافية تابعة لمكتب الإعلام الدولي لدولة قطر، عن عودة مبادرة "مباراة لإحياء الأمل" في نسختها الثالثة التي تقام في بداية عام 2026. ففي يوم الجمعة الموافق 30 يناير، سيستضيف استاد أحمد بن علي المونديالي الشهير الذي يتسع لـ45 ألف مشجع حدثاً استثنائياً يجمع بين نخبة من أبرز صنّاع المحتوى وأساطير كرة القدم من أجل قضية نبيلة المتمثلة في دعم التعليم.

تشهد هذه النسخة مواجهة في النهائي بين فريقين يضمان مشاهير ونجوم كرة القدم السابقين، وذلك بعد أن فاز كلٌ منهما بإحدى المباراتين السابقتين، لتحديد من سيُتوَّج بلقب بطل مباراة لإحياء الأمل، حيث تنتظر الجماهير مباراةً حماسيةً ومشوقة، إذ يسعى كل فريق إلى تحقيق الفوز والانتصار، ومن المتوقع أن تكون نسخة مباراة لإحياء الأمل لعام 2026 الأكثر تشويقاً حتى الآن.

تمكنت نسختا عام 2024 و2025 من جمع أكثر من19.5  مليون دولار أمريكي (71 مليون ريال قطري) لصالح الأعمال الخيرية عن طريق المتبرعين والشركاء وأفراد المجتمع، حيث تُسهم هذه التبرعات في دعم مشاريع مؤسسة "التعليم فوق الجميع" التي تهدف إلى توفير التعليم الجيد للأطفال غير الملتحقين بالمدارس في فلسطين ولبنان وسوريا ونيجيريا ورواندا والسودان وباكستان ومالي وتنزانيا/زنجبار ودولة قطر.

ستواصل مباراة لإحياء الأمل لعام2026  إرث العطاء عبر استخدام الرياضة والترفيه كأداة لإحداث التغيير الإيجابي في حياة الأفراد. انضموا إلينا مرة أخرى لبناء مستقبل أكثر إشراقاً ولزرع الأمل في نفوس الأطفال والمجتمعات حول العالم.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يمنع في الضفة الغربية أي مظاهر للاحتفال بالإفراج عن الأسرى
  • هل منع العطاء يعد من الابتلاء؟.. الأزهر يوضح
  • “لندن جيت” و”فرانك مولر”.. شراكة تجمع بين الإبداع السويسري وروح دبي
  • مباراة لإحياء الأمل تعود في عام 2026 لتواصل إرثٍ من العطاء تجاوز 19.5 مليون دولار لصالح الأعمال الخيرية
  • الاحتلال يقتحم منزل أسير ويعتدي على شقيقه في كفر عقب
  • الدرندلي بعد فوز المنتخب: أول مرة أشوف جمهور مصر بالكثافة دي
  • فن الكرتون.. عنوان البهجة
  • تحذيرات دولية من مخاطر الذكاء الاصطناعي على النظام المالي
  • الرئيس السيسي يهنئ ملك إسبانيا بذكرى العيد القومي
  • العيد القومي محافظ الإسماعيلية يضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري بميدان الشهداء